أما بعد: فإنه ينبغي للمرأة الخائفة من عذاب الله تعالى الراجية لمغفرته وجنته أن تجتهد في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله r وطاعة زوجها وتطلب رضاه جهدها فهو جنتها ونارها لقوله r : «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة» رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه والحاكم وصححه.
وأعظم ما تكون من الله ما كانت في بيتها, وما التمست المرأة رضى الله بمثل أن تقعد في بيتها وتعبد ربها وتطيع زوجها وخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها لأنها عورة وفتنة فإن اضطرت للخروج لزيارة والديها وأقاربها ونحو ذلك مما لابد لها منه فلتخرج بإذن زوجها غير متبرجة ولا متعطرة وتغض طرفها عن الرجال وتحتجب منهم.
ولأهمية هذا الموضوع جمعت في هذه الرسالة أوصاف المرأة المحمودة لتتصف بها وتفوز بها فلا تتشبه بالرجال ولا بالكفار, وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وسائر إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا وإياهم هداة مهتدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مدح الله سبحانه الصالحات من النساء اللاتي رضين بالمنزلة التي وضعهن الله فيها بقوله سبحانه: }فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ{ النساء: 34
قال ابن كثير رحمه الله: }فَالصَّالِحَاتُ{ أي من النساء }قَانِتَاتٌ{ قال ابن عباس وغير واحد: يعني المطيعات لأزواجهن }حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ{.
قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله اهـ().
وقال عطاء وقتادة: يحفظن ما غاب عنه الأزواج من الأموال وما يجب عليهن من صيانة أنفسهن لهم () قلت: ويزيد الآية بيانا قول النبي r: «إذا صلت المرأة خمسها, وحصنت فرجها, وأطاعت بعلها -يعني زوجها- دخلت من أي أبواب الجنة شاءت»(). وسئل رسول الله r أيّ النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر, وتطيعه إذا أمر, ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله»().
هذه هي صفات النساء الؤمنات الممدوحات مع أزواجهن:
صالحات, بعمل الخير والإحسان إلى الأزواج.
مطيعات لأزواجهن فيما لا يسخط الله.
محافظات على أنفسهن في غيبة أزواجهن.
محافظات على ما خلفه الأزواج من الأموال.
لا يُرين أزواجهن إلا ما يسرهم, من طلاقة الوجه, وحسن المظهر, وتسلية الزوج.
إذا كانت إحداهن كذلك فلتبشر إذن بالفوز بمغفرة الله سبحانة وجنته, وقد ثبت عن النبي r أنه قال: «نساؤكم من أهل الجنة الودود, الولود, العؤود على زوجها, التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها, وتقول : لاأذوق غُمضاً حتى ترضى»() الودود: أي المتحببة إلى زوجها, والولود: أي الكثيرة الولادة, والعؤود: أي التي تعود على زوجها بالنفع, ومعنى قوله: «لا أذوق غُمضاً» أي تقول لزوجها: لاأذوق نوماً حتى ترضى, قال المناوي: فمن اتصفت بهذه الأوصاف منهن فهي خليقة بكونها من أهل الجنة, وقلما نرى فيهن مَن هذه صفاتها اهـ().
فلتحرص صاحبة الدين أن تكون بهذه الصفة لتنال الجنة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
أختي المسلمة أبعث إليك هذه الرسالة بمناسبة قدوم هذا الشهر الكريم}شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ{ مع دعواتي لك ولجميع المسلمين والمسلمات بدوام التوفيق لما يحبه الله ويرضاه.
إن الباعث –يا أختاه- على كتابة هذه السطور التالية, إنما هو بقصد التناصح والتواصي بالحق, فنحن معشر أهل الإسلام مطالبون – شرعاً- بأن ينصح ويوصي بعضنا بعضاً, وكل ذلك من باب محبة أهل الإيمان والإحسان إليهم والشفقة عليهم من كل ما يسؤهم, خاصة في هذا الزمان الذي قلّ فيه التناصح وظهرت المداهنات, ومن ثم فلابد من التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر, حتى نكون من المؤمنين الفائزين الذين قال الله عنهم: }وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{.
أختي المسلمة: أرجو أن تتأملي تلك التوجيهات التي سأذكرها لك, وتنظري بعين الحق والإنصاف, هل أنت قد حققت تلك التوجيهات أم لا؟ فإن كانت الأولى –وهذا ما نرجوه– فالحمد لله ونسأل الله عزّ وجل المزيد والثبات, وإن كانت الأخرى فعليك بالجد والاجتهاد لتحقيقها مع الاستغفار عن التقصير.
أما أهم التوجيهات وأولاها فهو: التسليم والانقياد لنصوص الكتاب والسنة, فيجب علينا – ياأختاه – أن نسلَّم وننقاد لما جاء عن الله تعالى في كتابه, وما جاء في سنة نبينا محمد r , فيتعينّ علينا تصديق النصوص الشرعية والانقياد والخضوع لها, ولو خالفت آراءنا أو وجهات نظر الآخرين, فيجب أن نتحاكم إليها, وأن نقدمها على غيرها مهما كانت الأحوال, يقول الله تعالى: }فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{[سورة النساء آية: 65].
وقال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً{[النساء : 59].
ولقد كان من هدي صحابة رسول الله r الإجلال والتعظيم للنصوص الشرعية, وتلقيها بالقبول والتسليم دون تردد أو حرج, فها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما قيل لها : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت بكل تسليم ويقين: «كان يصيبنا ذلك, فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة» رواه البخاري.
أرأيت – ياأختاه – إلى هذا الفقه العميق, والتسليم التام من الصديقة. بنت الصديق رضي الله عنها نحو الأحكام الشرعية,ما أحوجنا إلى هذا التسليم والانقياد لنصوص الوحيين: القرآن والسنة, وما أحوجنا إلى أن تنشرح صدورنا لحكم الله تعالى, فنتلقى أحكام الشريعة بكل خضوع وقبول, دون تباطؤ أو تردد, ولنجعل من هذا الشهر الكريم شهر الصيام والقيام مدرسة نروض فيه أنفسنا على الانقياد للشرائع والقبول بها.
وأما ثانيا: فعلينا جميعاً – ياأختاه – أن نبادر إلى فعل الطاعات, وأن نسارع إلى الباقيات الصالحات, عسى الله أن يجعلنا من المقبولين, وأذكر لك يا أختاه جملة من الطاعات التي تفعل في هذا الشهر الكريم.
1-الصوم: قال r : «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف, يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به, ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي, للصائم فرحتان: فرحة عند فطره, وفرحة عند لقاء ربه, ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» أخرجه البخاري ومسلم, وقال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه البخاري ومسلم.
2-القيام: قال r : «من قام رمضان إيماناً واحتساباً, غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه البخاري ومسلم.
3-الصدقة: كان رسول الله r أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان, كان أجود بالخير من الريح المرسلة, وقد قال r : «أفضل الصدقة صدقة في رمضان», أخرجه الترمذي.
4-تلاوة القرآن: شهر رمضان هو شهر القرآن, فعلينا أن نكثر من تلاوة القرآن في شهر الصيام, كما كان حال سلفنا الصالح, وقد كان جبريل يدارس النبي r القرآن في رمضان, فالله الله في الإِكثار من تلاوة القرآن, مع حضور القلب, وتدبر الآيات.
5-الاعتكاف: كان النبي r يعتكف في كل رمضان عشرة أيام, فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً. أخرجه البخاري. وإن الاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها.
6-العمرة: قال r «عمرة رمضان تعدل حجة» أخرجه البخاري ومسلم, وفي رواية «حجة معي».
وأما الأمر الثالث – يا أختاه – الذي أحب أن أوصي به, وهو التفقه في دين الله تعالى, والتبصر بأحكام الشريعة, ولعلكِ تلاحظين مدى جهل كثير من المسلمات بدينهن, فالواجب علينا جميعاً أن نتفقه في ديننا, فنقرأ القرآن وأحاديث الرسول r , ونسأل أهل العلم عما قد يشكل علينا. قال تعالى: }فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ{ وربما يحصل عند بعض النساء اضطراب في العادة الشهرية, فتتردد وتُحرج من السؤال عن الصلاة والصيام وهي كذلك, فتعبد الله على جهل. وكان الواجب عليها السؤال عن أمور دينها بلا حياء ولا حرج -ولتقتدي في ذلك بأفضل النسوة- وهن نساء الصحابة, حيث قالت عائشة عنهن: «نِعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين»ولامانع من أن تكتب المرأة السؤال مفصلاً وتعرضه على أهل العلم عن طريق أخيها أو زوجها أو والدها – أو عن طريق الهاتف – وهنا أقول : إن حضور المرأة للمساجد لأداء صلاة التراويح فرصة عظيمة لكي تسأل أهل العلم, وتذكر ما قد يقع فيه أخواتها النساء من الأخطاء كي ينبهن عليه.
وأنتقل إلى الأمر الرابع, فأقول يا أختاه إن عليك واجباً كبيرا تجاه بيتكِ, ونشر الخير فيها بمختلف أنواعه, واستئصال الشر من جذوره – وفي الحديث : «كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته» ويؤلمنا أن نرى بعض الصالحين لايهتم بإصلاح بيته ولا باستقامة أهله وأولاده, فعلينا واجب تجاه هؤلاء المفرطين بحثَّهم وتوجيههم – كما أن عليكِ أختي المسلمة تنبيه أخواِتك المسلمات على ما يقعن فيه من فعل محرم أو ترك لواجب ولا أنسى أن أقول لك والحزن يعصر قلبي أن أعداء الإسلام من يهود ونصارى وعلمانيين وأذنابهم يسعون بكل ما يملكون من أموال وقدرات ويبذلون أوقاتهم ونفوسهم في سبيل إفسادكِ وصدَّك عن دينك, وسحق خُلقِكِ وعفافكِ , ونزع حجابِكِ – فالحذر من تلك الخطط والمخططات التي ظاهرها الإصلاح والرحمة, وباطنها الإفساد والإِجرام, ومن ثم لابد من الوعي والإِدراك للواقع الذي تعيشين والتيارات الهدامة – وإياكِ والغفلة والسذاجة, وكوني مثالاً للمرأة المسلمة الواعية لواقعها, والمدركة لواجبها نحو بنات مجتمعها.
وهنا أمر خطير أُنبه أخواتي عليه ألا وهو استغلال الوقت وخصوصاً في هذا الشهر المبارك الذي تعتبر أوقاته أغلى وأنفس من غيرها, وإياك أيتها الأخت من إضاعة نهاره أو ليله بما لا ينفع من كلام لا طائل تحته, أو أحاديث فارغة – كما أحذركِ من كثرة النوم التي تقتل أوقاتك, وكذلك احذري من العكوف على المحرمات من الأفلام والمسلسلات والأغاني.
وفي ختام هذه الرسالة أهمس في أذنكِ يا أختي إذا كنتِ حريصة على أداء صلاة التراويح في المسجد فعليك بمراعاة الأحكام الشرعية عند ذهابكِ, فعليك أولاً باجتناب لباس الزينة, وعليك بالاحتجاب بالحجاب الشرعي الكامل بحيث لايظهر أي شيء من بدنك, وأن تجتنبي العطورات والأطياب – حتى البخور – لأن بعض النساء ربما جاءت ببخور لتطيب النساء, فهذا محرم – وعليكِ حَفظكِ الله أن تغضي بصرك – ولا تكوني ممن تجيء لتؤدي سنة فترتكب محرماً – كمن تجيء مع قائد السيارة لوحدها – فاحذري من ذلك يا أمة الله – كما أن عليكِ الحذر من رفع صوتكِ في المسجد لئلا تفتني الرجال – ولا تؤذي المصلين بأطفالكِ – وإياكِ ومزاحمة الرجال عند الأبواب – وعليك بمراقبة الله في صلاتكِ وجميع عباداتكِ.
وفقنا الله وإياكِ وجميع المسلمين لاغتنام الأوقات وفعل الخيرات وترك المنكرات وتقبل منا جميع أعمالنا الصالحات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
الأصل للمرأة أن تجلس في البيت قال الله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ{()
وقال الله تعالى: }وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ{() وفي هذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأنالتحجب طهارة وسلامة وقد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة بشروط منها:
1) الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات كما صح عن النبي r أنه قال: «أذن لكن في الخروج لحاجتكن». رواه البخاري ومسلم.
2) الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم ولقد قال r : «أيما إمرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها». روي هذا الحديث عن أنس بإسناد ضعيف.
3) أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن يستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجها لأن الوجه مجمعٍ المحاسن وأن لا يكون حجابها خفيفاً ولا ضيقاً ولاقصيراً بل يكون سميكاً وأن يكون خالياً من الألوان المغرية والزينة الظاهرة ولا متعطرة ولا تلبس ملابس الرجال ولا غيرها مما هو خاص بهم وقد ورد في الأحاديث الصحيحة اللعن للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال قال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ{() إلى آخر الآية الكريمة.
4) وأن تغض نظرها في سيرها فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي الكلام فلا تلين بصوتها ولا تخضع به لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض, قال الله تعالى: }فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا{()ولقوله تعالى: }وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ{.()
5) ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة فتخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر منها كما ثبت عن النبي r أنه قال : «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية». رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهم والحاكم وقال صحيح الإسناد.
6) تمشي متواضعة في أدب وحياء ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة فيسمع قرع حذائها فربما وقعت الفتنة, قال تعالى: }وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ{()
7) لا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة.
8) وإذا دخلت على صديقة لها تزورها فلا تضع ثمنة () ثيابها فقد يكون في البيت رجل يتلصص أو يكون في المجلس امرأة سوء فتصفها لمن يرغب فيها ولا ريب أنه يحرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية لزوجها فقد يدعو ذلك إلى الإثم كما صح عن الرسول r أنه قال : «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها»()
9) ولا تسافر المرأة سفر اليوم وليلة إلا مع ذي محرم لها لقول الرسول r: «لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها» وهو زوجها أو من تحرم عليه. والحديث متفق عليه. وقال رجل يا رسول الله إن إمرأتي خرجت حاجة وأني اكتتبت في غزوة كذا وكذا, فقال: «انطلق وحج مع امرأتك»(), وقد كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله اتق الله وإياك والكسب الحرام, إنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار». ()
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
أختي المسلمة : سلام الله عليك ورحمته وبركاته. أثنى الله عزّ وجل على المسلمات المؤمنات الصابرات الخاشعات ووصفهن بأنهن حافظات للغيب بما حفظ الله, ولما ذكر الله عز وجل أوصاف الصالحين قال سبحانه: }فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ{ [سورة آل عمران: الآية 195].
وبمناسبة هذا الشهر أزفُّ إليك يا فتاة الإسلام وياأمة الله التهنئة بهذا الشهر سائلاً الله لي ولك المغفرة والتوبة النصُوح وتقبلي منا بهذه المناسبة باقة من النصائح أطلعت عشر زهرات:
1- الأولى: المرأة المسلمة تؤمن بالله عز وجل ربًّا وبمحمد r نبيًّا وبالإسلام ديناً وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقاداً , فهي تحاذر غضب الله وتخشى أليم عقابه ومغبّة مخالفة أمره.
2- الثانية: المرأة المسلمة تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها فلا يشغلها عن الصلاة شاغل ولا يلهيها عن العبادة ملهي فتظهر عليها آثار الصلاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي الحرز العظيم من المعاصي.
3- الثالثة: المرأة المسلمة تحافظ على الحجاب وتتشرف بالتقيد به فهي لاتخرج إلا متحجبة تطلب ستر الله وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب وصانها وأراد تزكيتها. قال سبحانه}قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ{. الآية 59 من سورة النساء.
4- الرابعة: المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها فتلين معه وترحمه وتدعوه إلى الخير وتُناصحه وتقوم براحته ولا ترفع صوتها عليه ولاتُغلظ له في الخطاب.
وقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها » رواه أحمد والطبراني .
5- الخامسة: المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله تعالى, تُرضعهم العقيدة الصحيحة, وتغرس في قلوبهم حب الله عز وجل وحب رسوله r وتجنبهم المعاصي ورذائل الأخلاق.
قال سبحانه: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{ [سورة التحريم
آية: 6].
6- السادسة: المرأة المسلمة لا تخلو بأجنبي وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ما خلت امرأة برجل إلا وكان الشيطان ثالثُهما»(). وهي لا تسافر إلا بمحرم ولا تجوب الأسواق والمجامع العامة إلا لضرورة, وهي متحجبة محتشمة متسترة.
7- السابعة: المرأة المسلمة لا تتشبه بالرجال فيما اختصوا به. وقد قال r : «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمُتشبهات من النساء بالرجال». حديث صحيح. ولا تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات . وقد قال عليه الصلاة والسلام: «من تشبه بقوم فهو منهم». حديث صحيح (رواه أحمد في المسند وأبوداود في السنن وغيرهما).
8- الثامنة: المرأة المسلمة داعية إلى الله عز وجل في صفوف النساء بالكلمة الطيبة بزيارة جاراتها بالاتصال بأخواتها بالهاتف بالكتيب الإسلامي بالشريط الإسلامي, وهي تعمل بما تقول وتحرص أن تنقذ نفسها وأخواتها من عذاب الله تعالى . صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النعم» رواه البخاري ومسلم.
9- التاسعة: المرأة المسلمة تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات وعينها من الحرام وأذنها من الغناء والخنا والفجور وجوارحها جميعاً من المخالفات, وتعلم أن هذا هو التقوى . وقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : «استحيُوا من الله حق الحياء ومن استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ومن تذكر الموت والبلى ترك زينة الحياة الدنيا» رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه.
10- العاشرة: المرأة المسلمة تحفظ وقتها من الضياع, وأيامها ولياليها من التمزق فلا تكون مغتابة نممَّامة سبَّابة ساهية قال سبحانه: }وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا{.() وقال تعالى عن قوم ضيعوا أعمارهم أنهم يقولون:
}يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا{. ()
اللهم اهد فتاة الإسلام لما تحبه وترضاه واعمر قلبها بالإيمان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المرأة تخالف الرجل في أحكام منها:
1- أنها تمنع من حلق شعر رأسها لنهي النبي r – عن ذلك رواه النسائي.
2- أنها تزيد في أسباب البلوغ بالحيض والحمل.
3- أنه يكره أذانها وإقامتها لأنها منهية عن صوتها لأنه يؤدي إلى الفتنة.
4- أن بدنها كله عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة إذا لم يرها أجنبي.
5- أن صوتها عورة ولذا قال r : «التسبيح للرجال والتصفيق للنساء» متفق عليه.
6- أنها لاترفع يديها حذاء أذنيها في الصلاة إذا أدى إلى إنكشاف ذراعيها.
7- أنها لا تجهر بقراءتها في الصلاة الجهرية.
8- أنها إذا نابها شيء في صلاتها صفقت ولا تسبح.
9- أنها لاتصلح إماماً للرجال ولا يصح ذلك لأن شرط صحة الإمامة للرجال الذكورة.
10- أنه يجوز حضورها جماعة الصلاة في المسجد وصلاتها في البيت أفضل.
11- أنه لا جمعة عليها.
12- أنها لاتسافر إلا مع زوج أو محرم ولا يجب الحج عليها إلا بأحدهما ولا تلبي جهراً ولا تنزع المخيط ولا ترمل بين الميلين الأخضرين ولا تحلق رأسها وإنما تقصره والتباعد في طوافها عن البيت أفضل.
أنها لاتخطب مطلقاً لا في جمعة ولا في غيرها إلا لجماعة النساة خاصة
14- أنها تلبس في إحرامها الخفين.
15- أنها تترك طواف الوداع لعذر الحيض وتؤخر طواف الإفاضة حتى تطهر.
16 – أنها تكفن في خمسة أثواب إزار وخمار ورداء ولفافتين استحباباً.
17 – أنه لايشرع لها اتباع الجنائز بل هي منهية عن ذلك.
18 – أنها لاتقبل شهادتها في الحدود والقصاص .
19- أنه يباح لها خضاب يديها ورجليها بخلاف الرجل إلا لضرورة.
20- أنها على النصف من الرجال في الإرث, والشهادة, والدية , والعقيقة, والعتق.
21- أنها تقدم على الرجال في الحضانة.
22- أنها تقدم على الرجال في النفر من مزدلفة إلى منى وفي الإنصراف من الصلاة.
23- أنها تؤخر في جماعة الرجال في الصلاة فخير صفوف النساء آخرها.
24- أنها تؤخر في اجتماع الجنائز عند الإمام فتجعل عند القبلة والرجل عند الإمام.
25- أنها لا تدخل مع العاقلة فلا شيء عليها من الدية بخلاف الرجل.
26- أنها تحرم الخلوة بالأجنبية ويكره الكلام معها ().
27- من خصائص المرأة جواز حلق لحيتها إذا نبتت بخلاف الرجل. والله سبحانه وتعالى أعلم.
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحياء
بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الأُلى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
وخير النساء من سرت الزوج منظرا
ومن حفظته في مغيب ومشهد
قصيرة ألفاظ قصيرة بيتها
قصيرة طرف العين عن كل أبعد
عليك بذات الدين تظفر بالمنى الودود
الولود الأصل ذات التعبد
ليس الفتاة بمالها وجمالها
كلا ولا بمفاخر الآباء
لكنها بعفافها وبطهرها
وصلاحها للزوج والأبناء
وقيامها بشئون منزلها وأن
ترعاك في السراء والضراء
ياليت شعري أين توجد هذه
الفتيات تحت القبة الخضراء
صفات من يستحب الشرع خطبتها
جلوتها لأولي الأبصار مختصرا
حسيبة ذات دين زانها أدب
ولو تكون حوت في حسنها القمرا
غريبة لم تكن من أهل خاطبها
هذى الصفات التي اجلو لمن نظرا
بها أحاديث جاءت ثابتة
أحاط علما بها من في العلوم قرا
7- قاعدة أحكام النساء على النصف
من أحكام الرجال في مواضع
1- الميراث قال تعالى: }يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ{الآية سورة النساء آية: 11.
2- الدية فدية المرأة الحرة المسلمة نصف دية الرجل الحر المسلم قال ابن المنذر وابن عبدالبر: أجمع أهل العلم على أن دية المرأة نصف دية الرجل.()
3- العقيقة وهي الذبيحة عن المولود عن الغلام شاتان وعن البنت شاة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي r: «أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة» رواه الترمذي وصححه والمراد التكافؤ في السن مما يجزئ في الأضحية.
4- الشهادة قال الله تعالى: }وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى{الآية 282 من سورة البقرة.
5- العتق وهو تحرير الرقبة المملوكة وتخليصها من الرق عن أبي هريرة t قال قال رسول الله r «أيما امرئ مسلم أعتق امرءاً مسلماً استنقذ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار» متفق عليه وللترمذي وصححه عن أبي أمامة t «وأيما امرئ مسلم اعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار» فيعدل عتق امرأتين بعتق رجل في الفكاك من النار كما دل عليه الحديث.
6- عطية الأولاد في الحياة فإن المشروع أن يكون على سبيل الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين.
7- الصلاة فإن المرأة تسقط عنها الصلاة أيام الحيض وأكثر مدة الحيض عند بعض العلماء خمسة عشر يوماً وهي نصف الشهر,والصحيح أنه لاحد لأقل الحيض ولا أكثره كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وجمع من العلماء.()
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
1- ترك الصلاة من أحد الزوجين.
2- سفر المرأة بدون محرم .
3- مصافحة غير المحرم.
4- التحرج من الإحرام إذا كان عليها شيء من الذهب
5- تأخير العدة والإِحداد بدون عذر.
6- لباس الصغيرة الثياب القصيرة.
7- التحرج من الصلاة بالقفازين.
8- لبس الملابس الضيقة.
9- جمع الشعر فوق الرأس.
10- عدم جواز عقد النكاح في وقت العادة أي اعتقاد ذلك.
11- لبس السواد وقت الإِحداد.
12- الإِحداد سنة كاملة.
13- عدم جواز ذبح المرأة للأضحية أي اعتقاد ذلك.
14- الدعاء على الأولاد بالمرض والموت.
15- عدم جواز وضع الحناء في وقت العادة أي اعتقاد ذلك.
16- صوم المرأة تطوعاً بدون إذن زوجها.
17- حكم الوضوء إذا كان على الأظافر طلاء (المناكير)غير جائز إذا كان يمنع وصول الماء إلى البشرة.
18- تأخير الغسل من الحيض.
19- تأخير الصلاة المفروضة حتى يصلي الرجال.
20- تغطية شعر الرأس أثناء الاغتسال.
21- ترك صلاة الوقت الذي طهرت فيه.
22- تفويت الصلاة التي جاءها الحيض بعد دخول وقتها .
23- تأخير الغسل حتى تطلع الشمس.
24- الحرج من القراءة في الصلاة بصوت جهوري إذا لم يسمعها أجنبي.
25-الخروج لصلاة التراويح بدون إذن الزوج.
26- منع البنت الصغيرة من الصيام
27- الحرج من وضع الحناء أثناء الصوم.
28- الحرج من تذوق الطعام أثناء الصوم.
29- عدم اتمام النساء لصلاة الفرض.
30- طهر النفساء قبل الأربعين وامتناعها عن الصلاة والصوم.
31- من طهرت قبل الفجر ولم تغتسل فهل لها الصوم والجواب نعم وعليها الغسل بعده.
32- صيام من استمر معها الدم بعد أيام عادتها.
33- تطيب النساء لصلاة التراويح.
34- بعضهن يعتقدن أن للإحرام ثوباً خاصاً.
35- عدم الإِحرام من الميقات إذا كانت حائضاً.
36- مزاحمة بعض النساء عند الحجر الأسود.
37- ما يلزم المحدة على زوجها من الأحكام من لزوم البيت وتجنب الملابس الجميلة والطيب والحلي والكحل.
38- بعضهن تجتنب الثوب الذي جاءتها العادة وهو عليها.
39- تحرج بعض النساء من الصلاة على الجنازة.()
40- ومن المخلفات التبرج والسفور والخروج من البيت بغير إذن الزوج.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد…
طرح موفق ..
جزاكِ الله خير .. ونفع بكِ ..
..
وارى كتابى باليمينوتقر عينى بالرسول
صلىاللهعليهوسلم
أعاننا الله على طاعته و عبادته
والمغفرة سترك ….
والسعادة طريقك…..
والتوفيق رفيقك