سورة البقرة مدنية ، نزلت في مدد شتى. وقيل : هي أول سورة نزلت بالمدينة ، تعالى إلا قوله "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" فإنه آخر آية نزلت من السماء ، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى ، وآيات الربا أيضا من أواخر القرآن ما نزل من. جسيم وهذه السورة فضلها عظيم وثوابها. ويقال لها : فسطاط القرآن ، قاله خالد بن معدان. وذلك لعظمها وبهائها ، وكثرة أحكامها ومواعظها. وتعلمها عمر رضي الله عنه بفقهها وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة ، وابنه عبد الله في ثماني سنين كما تقدم. يقول قال ابن العربي : سمعت بعض أشياخي : فيها ألف امر وألف نهي وألف حكم وألف خبر. "وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد وقدم عليهم أحدثهم سنا لحفظه سورة البقرة ، له وقال : اذهب فأنت أميرهم" أخرجه الترمذي عن ابي هريرة وصححه. "وروى مسلم عن ابي امامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة" قال معاوية. بلغني ان البطلة : السحرة. وروي أيضا عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا تجعلوا بيوتكم مقابر ان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وروى الدارمي عن عبد الله قال : ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط.. وقال : إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ، وإن لكل شيء لبابا وإن لباب القرآن المفصل. قال أبو محمد الدارمي : اللباب : الخالص. وفي صحيح البستي عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ومن قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام. "قال أبو حاتم البستي : قوله صلى الله عليه وسلم : لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام" أراد : مردة الشياطين. وروى الدارمي في مسنده عن الشعبي قال قال عبد الله : من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح ، أربعا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثا خواتيمها ، أولها "لله ما في السماوات. وعن الشعبي عنه : لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ، ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق. وقال المغيرة بن سبيع وكان من أصحاب عبد الله : لم ينس القرآن. وقال إسحاق بن عيسى : لم ينس ما قد حفظ. قال أبو محمد الدارمي : منهم من يقول : المغيرة بن سميع. ربوفي كتاب الإستيعاب لابن عبد البر : وكان لبيد بن يعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من شعراء الجاهلية ، أدرك الإسلام فحسن إسلامه وترك قول الشعر في الإسلام ، وسأله عمر في خلافته عن شعره واستنشده ، فقرأ سورة البقرة ، فقال : إنما شعرك عن سألتك ، فقال : ما كنت لأقول بيتا من الشعر بعد إذ علمني الله البقرة وآل عمران ، فأعجب عمر قوله ، وان عطاؤه ألفين فزاده خمسمائة. وقد قال كثير من أهل الأخبار : إن لبيدا لم يقل شعرا منذ أسلم. وقال بعضهم : لم يقل في الإسلام إلا قوله : الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى اكتسيت من الإسلام سربالا قال ابن عبد البر : وقد قيل إن هذا البيت لقردة بن نفاثة السلولي ، وهو أصح عندي. وقال غيره : بل البيت الذي قاله في الإسلام : ما عاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه القرين الصالح
ارجو منكم الدعاء لي ولوالدي