((الصلاة والسلام على نبيينا و سيدنا وحبيبنا (محمد)(صلى الله عليه وسلم ))
السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته………
ترا ما هي السعادة؟
((كن في الدنيا غريب أو عابر سبيل )),(فطوبى للغربباء)
ليست السعادة قصر عبد الملك بن مروان ,و لا جيوش هارون الرشيد ,و لا دور ابن الجصاص
, ولا كنوز قارون ,و لا كتاب الشفاء لابن سينا ,و لا في ديوان المتنبي ,و لا في حدائق قرطبة ,أو بساتين الزهراء .
(السعادة عند الصحابة مع قلة ذا اليد ,و شظف المعيشة ,و زهادة الموارد ,و شح النفقة.
السعادة عند ابن المسيب في تألهه و عند بخاري في صحيحه ,و عند الحسن البصري في صدقه,و عند الشافعي في استنباطاته ,و مالك في مراقبته , و أحمد في ورعه ,و ثابت البناني في عبادته
ليست السعادة شيكا يصرف و لا دابة تشتري به و لا وردة تشتم و لا برا يكال و لا بزا ينشر.
السعادة سلوة خاطر بحق يحمله و انشراح صدر لمبدأ يعيشه و راحة قلب لخير يكتنفه.
كنا نظن اذا أكثرنا من التوسع في الدور و كثرة الأشياء و جمع المسلات و المرغبات و المشتهيات ,أننا نسعد و نفرح ونمرح و نسر فاذا هي سبب الهم والكدر و التنغيض لأن كل شيء بهمه وغمه و ضريبة كده و كدحه .
(ان أكبر مصلح في العالم (رسول الهدى )(محمد)(صلى الله عليه وسلم ),عاش فقيرا , يتلوى من الجوع ,لا يجد دقل التمر يسد جوعه ,و مع ذلك عاش في نعيم لا يعلمه الا الله ,و في انشراح وارتياح ,و انبساط و اغتباط ,و في هدوء و سكينة ……))
في الحديث الصحيح :(الاثم ما حاك في الصدر ,و كرهت أن يطلع عليه الناس ,و البر ما اطمأن اليه القلب و اطمأنت اليه النفس )……….
ان البر راحه للضمير و سكون للنفس حتى قال بعضهم :
البر أبقى و ان طال الزمان به ***الاثم أقبح ما أوعيت من زاد
و في الحديث :((البر طمأنينة ,و الاثم ريبة ))ان المحسن صراحة يبقى في هدوء و سكينة ,و ان المريب يتوجس من الاحداث و الخطرات و من الحركات والسكنات .و السبب أنه أساء فحسب ,فان المسيء لا بد أان يقلق و ان يرتبك و يضطرب ,و أن يتوجس خيفة
اذا ساء فعل المرء ساء ظنونه ***و صدق ما يعتاده من توهم
و الحل لمن أراد السعادة ,أن يحسن دائما ,و أن يجتنب الاساءة , ليكون في أمن ………
أقبل راكب يحث السير يثور الغبار من على رأسه , يريد سعد بن أبي وقاص و قد ضرب سعد خيمته في كبد الصحراء بعيدا عن الضجيع بعيدا عن اهتمامات الدهماء منفردا بنفسه و أهله في خيمته معه قطيع من الغنم فاقترب الراكب فاذاهو ابنه عمر فيقول ابنه له :يا أبتاه الناس يتنازعون الملك وأنت ترعى غنمك قال:أعوذ بالله من شرك ,اني أولى باخلافة مني بهذا الرداء الذي علي و لكن سمعت (الرسول )(صلى الله عليه وسلم )يقول :(ان الله يحب العبد الغني التقي الخفي )
ان السلامة المسلم بدينه أعظم من ملك كسرى وقيصر لأن الدين هو الذي يبقى معك حتى تستقر في جنات النعيم ,و أما الملك و المنصب فانه زائل لا محالة …………..*
_______________________________
((لا الــه الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين ))
جزيت كل خير..
السلام عليكم و رحمة الله………..
جزاك الله خيرا………و بارك فيك….
مواضيعك….ممتعه…..اشكرك…..