أمّا ( الكريم ) فقد ورد في ثلاثة مواضع ، قال تعالى : ( وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) ، و قال تعالى : ( يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبكَ ٱلْكَرِيمِ ) ، و قال تعالى : ( فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ ) على قراءة من قرأ برفع ( الكريم ) على أنه صفة للرب ، و أما الأكرم فقد ورد في موضع واحد ، و هو قوله تعالى : ( ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ ) .
و هو دالٌ على ثبوت الكرم وصفاً لله عزّ و جلّ ، و لفظ ( الكرم ) لفظ جامع للمحاسن و المحامد لا يراد به مجرد الإعطاء ، بل الإعطاء من تمام معناه ، و لذا ورد عن أهل العلم في معنى هذا الاسم أقوال عديدةُ ، فقيل : معناه : أي : كثير الخير و العطاء ، و قيل : الدّائم بالخير ، و قيل : الذي له قدر عظيم و شأن كبير ، و قيل : أي : المنزَّه عن النقائص و الآفات ، و قيل : معناه : المكرم المنعم المتفضل ، و قيل : الذي : الذي يعطي لا لعوض ، و قيل : الذي يعطي لغير سبب ، و قيل : الذي يعطي من يحتاج و من لا يحتاج ، و قيل : الذي إذا وعد و فّى ، و قيل : الذي ترفع إليه كل حاجة صغيرة أو كبيرة ، و قيل الذي لا يضيع من توسَّل إليه و لا يترك من التجأ إليه ، و قيل في معناه : الذي يتجاوز عن الذنوب و يغفر السيئات إلى غير ذلك من مما قيل في معنى هذا الاسم العظيم ، و كل ذلك حقّ ، لأن هذا الاسم من الأسماء الدّالة على معانٍ عديدة لا على معنى مفرد ، و إذا اعتبرت جميع ما قيل في معنى هذا الاسم علمت أن الذي وجب لله تعالى من ذلك لا يحصي من جلائل المعاني و كرائم الأوصاف .