.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما اشتقت إليه..!
أما أرهقَ عُمقَ روحك َالبعد عنه ..؟!
وما خالج الحنين إليه شِغافَ قلبك ..!!
ها قد تكالبت عليكَ مصاعب الحياة .. واحتلت جيوش الهمّ
جنباتك .. وقد تسلَّل ظلامَ اليأس ليعشي عينَ بصيرتك !!
أبعد هذا .. إني أسألك : ما حدثتك نفسك بالدنو منه لترتوي من نبع قربه ..
وضياء وصْله ؟!
قد طال عليكَ يا مسكينُ .. ليلُ الدُجى !!
وكَبلت ساعديّ هِمّتك .. سَلاسلُ الهوى !!
ما أحوجكَ إليه … وقد باعدت بكَ الخطى
ولا شيء يغنيكَ عنه … يا راغباً عنه !!
قد أقبل إليك .. مُشرعاً أبوابه
لكن سَمعيكَ صُمَّتْ عن النداء .. و دنى إلى السماء الدنيا
ليعطيك سؤلك .. ويستمع لهمسك ..
وتودد إليك بالنعم .. فجافيته بالمعاصي مُتكبراً !
وألبسكَ ثوبَ الستر .. فتجبرتَ ظالماً ومُجاهراً !
أما آن لهذا الحجر أن يلين .. وإلى ربه يستكين ""
بعد أن طاردتك غربة الروح ,, وأثقلت كاهليكَ الذنوب ،،
وضيَّعتك نفسكَ في بيداء الأهواء و الغواية الظلماء !
يا هذا
.. اجلس وتفكّر .. ولطريق العودة إليه خطط وتَدبَّر
في الحديث القدسي: يقول الله تعالى "إذا تقرب العبد إليّ شبرًا تقربت
إليه ذراعًا، وإذا تقرب إليّ ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة"
. رواه البخاري
إلحق بركاب المُحبين .. ولبِّي النداء كما يلبون
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }
.
فهذا إبراهيم عليه السلام يقول
كما قال تعالى: ((وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ))الصافات99
وهذاالمصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو الله
تعالى ويقول (( اللهم إنى اسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك)).
أيقظ القلب من رَقدةِ الغفلة .. و أضئ ديجور الروح بقبسِ العزم
اصحب زُمرة المُتهجدين .. وتَمثَّل عَمل التائبين والمُستغفرين
وتوقف عن الشربِ من بحر المحرومين .. فهو بانتظارك
ليروي ظمأك بوصاله .. ويؤنس وحشة روحك ..
ويهدي بصيرتك إلى نور المعرفة .
وحتى يتقد في القلب نور محبته و ضياء الشوق إليه :
* طالع أسمائه الحسنى بفكرك.. وتعرَّف على صفاتهِ العُلى بعقلك ..
* تدبر وتأمل نعمهُ وآلاءهُ العظيمة من حولك وعليك ..
* وتَحرَّق ندماً على مُقارفة الذنوب الماضية من قِبَلك ..
وتحسّر على ضياع الأوقات الفائتة على غير طاعة منك ..
* وتذكر حال من سبقوك .. من السابقين الذين تنافسوا للوصول إليه وقطف
ثمار رضاه والتظلل تحت ظلال رحمائه ومغفرته .
لعل بهذا الجوارح لله تخضع .. والقلب له يُنيبُ ويخشع !!
وذا قِصصُ مُحبين .. أرهِفْ لها سَمعُ قلبك .. لعله بالشوق الغامِر إليه يُسافر ..
عبد الله بن جحش قبل أحد يرفع يديه إلى السماء يا رب أسألك
أن ترزقني غدا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم أسألك
أن ترزقني رجل آخر من الكفار أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني
رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني رجل
من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فيقتلني ويبقر بطني ويجدع أنفي
ويقطع أذني فأتيك يوم القيامة هكذا فتقول فيما حدث هذا فأقول فيك
و من أجلك يا رب فيقول صدقت .
((إنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى
بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ
وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))التوبة111
يقول سعد بن معاذ والله يارسول الله لقد رأيته بعد المعركة
قد جدع أنفه وبقر بطنه وقطعت أذنه وحوله اثنين من الكفار ،
الله أكبر صدق مع الله فصدقه الله .
جَرِّب أن تُحبه .. فهو من يحبك .. يعصمك .. يرزقك .. يحميك يرحمك .. يُكرمك .. يسترك .. يجبرك .. يهديك .. يرشدك …
جَرِّب فليسَ يضيقُ سفرُ محبٍّ جابَ المسَافات لأجلِ حبيبه !
قال أحد السلف : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل وما ذاك
قال محبة الله ومعرفة الله .