ففطرة الله التي جبل الناس عليها خلقاً أمرهم بها تعبداً وشرعاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله المبعوث بالحنيفية ملة إبراهيم الذي اجتباه ربه وهداه إلى صراط مستقيم وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم القويم وسلم تسليماً.
الفطرة في اللغة: مأخوذة من فطر الشيء يفطره، إذا شقه، فشقّ الشيء معناه فطره، وتفطر يعني: تشقق، والفطر هو الشق، وجمعه فطور، ومنه فطر ناب البعير، إذا نبت. وقال عز وجل: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾ [الانفطار1]، أي: انشقت، وفي حديث عائشة رضي الله عنها كما في البخاري : (أن النبي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه) يعني: تتشقق. والفَطر هو الابتداء والاختراع، قال الله عز وجل:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ [فاطر:1]، يعني : خالقهما ومبتدئهما.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت لا أدري ما﴿ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما : أنا فطرت البئر، فهي بئري، يعني: أنا بدأتها. ففهم معنى الفطر من قول الأعرابي، فهذا من حيث اللغة.
وهذه الفطرة كما قال العلماء: هي الإيمان المعهود الذي أخذ الله عليه الميثاق من بني آدم، وذلك لما ضرب صلب آدم واستخرج منه كل ذريته عليه السلام، فأخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر، وقال لهم:﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ [الأعراف:172]،
فكل إنسان أخذ عليه هذا الميثاق، وقد يقول قائل: نحن الآن لا نذكر هذا الميثاق، فنقول: يكفي أن يخبرنا الوحي بوقوعه، فنؤمن بوقوعه كسائر أخبار الغيب التي أخبرنا الله عنها، فنصدقها وإن نسينا هذا الميثاق، ثم إنك تشعر في نفسك بهذا الميثاق وهذه الفطرة، فأنت تشعر أن قضية وجود الله سبحانه وتعالى مثلاً لا تحتاج إلى دليل بالنسبة للمؤمن السليم الفطرة، فلا تجد عنده جدلاً في قضية وجود الله، وإنما تجد الجدل في ذلك عند من تلوث بالشبهات والوساوس الشيطانية، ممن استمع لأهل الإلحاد والانحراف وأشباههم.
فالإنسان الذي لا يعرف ربَّه بل يجحد وجوده، وينكر آياته، ويشرك معه غيره – هو مسلم من حيث فطرته التي فُطر عليها، كما بيَّن ذلك رسولنا الكريم في قوله : ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه، كما تنتج البهيمةُ بهيمةً جمعاء هل تحسُّون فيها من جدعاء؟))، ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾
[الروم: 30].
[سورةالحديد ]،وقال سبحانه :
﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّيُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾
[الإسراء44]، ولم يتخلف عن ركب التوحيد والتسبيح إلا من تدنست فطرته من الثقلين الإنس والجن، من المكذبين بآلاء الله العظيمة وآياته الباهرة.
والدليل على فطرية التوحيد قوله تعالى﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾. [سورة الروم]
وفي الآية أمر بإقامة الوجه لدين الله تعالى الذي هو التوحيد، والإنابة إليه وترك ما سواه من الآلهة الباطلة والأرباب الزائفة.
قال تعالى ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[الأنعام:153]
قال تعالى﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾[سورة طه].
ولقد أدرك السلف الصالح أن من الفطرة أن يلزم المسلم شرع الله تعالى ولا ينحرف عنه قيد أنملة، سواء كان ذلك الانحراف بسبب من الجهل أو بداع التقصير فمن الفطرة أن يقيد الناس في حكمهم في الدين أو الدنيا وفي الصغير والكبير بشرع الله تعالى، وكل حكم آخر مخالف لشرع الله فهو كفر أو ظلم أو فسق، وذلك لمخالفته حتما لمقتضى الإيمان والعدل والطاعة.
فهذه أمور عدها الرسول من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، حيث تكون خصالا مجبولة عليها لا تشق على الإنسان ولا تكدر من حياته شيئا، بل تضفي إليه بهاء وجمالا ونظافة ونقاوة، قال ابن حجر رحمه الله تعالى (ويتعلق بهذه الخصال مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبع منها: تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملة وتفصيلا، والاحتياط للطهارتين والإحسان إلى المخالط والمقارن بكف ما يتأذى به من رائحة كريهة، ومخالفة شعار الكفار من المجوس واليهود والنصارى وعباد الأوثان، وامتثال أمر الشارع والمحافظة على ما أشار إليه
قوله تعالى ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾[سورة التغابن] لما في المحافظة على هذه الخصال من مناسبة ذلك وكأنه قيل قد حسنت صوركم فلا تشوهوها بما يقبحها، أو حافظوا على ما يستمر به حسنها، وفي المحافظة عليها محافظة على المروءة، وعلى التآلف المطلوب، لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان أدعى لانبساط النفس إليه، فيقبل قوله ويحمد رأيه والعكس بالعكس) .
ومن تغيير خلق الله تعالى الوشم والنمص، ووصل الشعر والقصع وغيرها مما دخل الآن في مجال التجميل والتزيين،
قال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن الحسن العرني عن يحيى بن الجزار عن مسروق : ان امرأة جاءت إلى بن مسعود فقالت أنبئت انك تنهى عن الواصلة قال نعم فقالت أشيء تجده في كتاب الله أم سمعته عن رسول الله فقال أجده في كتاب الله وعن رسول الله فقالت والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول قال فهل وجدت فيه ﴿ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ قالت نعم قال فإني سمعت رسول الله
نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة الا من داء قالت المرأة فلعله في بعض نسائك قال لها ادخلي فدخلت ثم خرجت فقالت ما رأيت بأسا قال ما حفظت إذا وصية العبد الصالح ﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾.
والفطرة السليمة هى التي تقوم على المحافظة على النفس والعرض والمال والفطرة السليمة تدعوا الانسان للاعتناء بجسده ونظافته ,وتميز الاسلام بالفطرة ان الاسلام دين توحيدوعمل يضع كل شيء في مكانه الصحيح .
لقد اختار الله لهذه الأمة الفطرة النقية ، وجعلها أخص خصائص دينها ، وهدى نبيها إلى الفطرة .
يسعدني ان اكون اول رد على موضوع القيم الرائع بارك الله فيك
والفطرة هي الاسلام كما اخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه " متفق عليه .
والصواب أن المراد بالفطرة ملّة الإسلام، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحَرَّمَت عليهم ما أحللتُ لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنَزِّل به سلطانا } رواه مسلم
ومعنى أن المولود يولد على ملة الإسلام أنه يولد مستعدا في تكوينه إذا تفتح عقله وعرض عليه الإسلام وضدّه أن يُؤْثِرَ الإسلام على ضدّه ، ويختار الإسلام ديناً ، ما لم يمنعه من ذلك مانع كالهوى أو التعصب
بارك الله فيك درتي
فطرة الإسلام هي الفطرة التي فطر الله عليها الإنسان
وفطرة معرفة الله عز وجل أنه هو الخالق الرازق
وهنا أتذكر قصة إبراهيم عليه السلام
وكيف أنه اهتدى لله عز وجل بدون أي مساعدة
سوى أنه تفكر في هذه الدنيا ومن خلقها ..
بوركتِ يا غالية
في موازين حسناتك
موضوع قيم
الله لا يحرمنا تواجدك
ولا من إضافتك المفيدة والمميزة
فإذا أصابها خلل تحولت وتمحورت ومسخت لتنحدر إلى ملل ونحل وعقائد منحرفة عن دين الفطرة .
وأسعدك في الدارين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
".. فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.."سورة الروم 30"
يولد الإنسان على الفطرة التى فطره الله عليها وهى الإيمان بالله وحده ..
وذلك هو الدين الإسلامي الحنيف القيم
" .. فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا .." الروم 30
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
".. مَا مِنْ مَوْلُودٍإِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِأَ وْيُمَجِّسَانِهِ ؛ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْتُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاء..؟ رواه الشيخان
فالحديث يؤكد أن الأصل في عقيدة الإنسان هو التوحيد، وأنه يولد مهيئاً للعقيدة الصحيحة ..
في فاطره وخالقه سبحانه وتعالى ، وأما الشرك فهو انحراف يطرأ على هذا الأصل فيفسد الفطرة، وذلك بتأثير البيئة المحيطة به،
والفطرة التي فطر اللهالناس عليه ، إنها الخير والعدل والوفاء والشفقة ومساعدة المحتاجين ..
والعطف على خلقالله تعالى، وبقية أوجه الخير كله..
ولكن العوامل الاجتماعية تغطى هذه الفطرة النقية بالاعتقاد فى آلهة أخرى مع الله
هذا هو الشرك الذي يغطى الفطرة النقية..
..~