M
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿٥﴾
وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴿٦﴾ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴿٧﴾ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴿٨﴾ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴿٩﴾
"سورة: الرحمن"
******************
m
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد..
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدنا الله.. وله الحمد أن شرفنا بالإيمان.. وبين لنا الطريق المستقيم الذي يوصلنا إلى جنات النعيم..وله الحمد أن كرمنا على سائر المخلوقات بنعمة الإسلام..
إن الإسلام هو النعمة العظمى، والرحمة الكبرى لبني الإنسان.. فهو دين التوازن.. جاء لينظم ويوازن حياة المسلم..ليرقى به في جميع جوانب الحياة.
الإسلام.. ليس دين معرفة، أو رهبنة وتعكف في الصوامع.. أو معجزات وخوارق.. فحسب؛ إنما هو دين واقع وعمل..
وفي هذا الكتاب..
نسعى بكل جهودنا..لنبين حقيقة الإسلام.. والتوازن القيم الذي جاء به الإسلام في جميع المجالات..على منهج أهل السنة،
ولم نحط بكل الجوانب..فهي كثيرة ومتنوعة..إنما اقتصرنا على زهرة من كل بستان..وعلى مثال واحد من الحكم البالغة..
وما ذكر في هذا الكتاب فهو أقل من القليل ..عن رحمة وعظمة الإسلام..وإلا ففضائل وقيم الإسلام لا يحيط بها بشرا لعظمتها وشرفها…
وقد حاولت بعد الاعتماد على الله عز وجل، أن لا أضع في هذا الكتاب غير الأحاديث الصحيحة..
فما كان من صواب..فما توفيقي إلا بالله..وما كان من خطأ أو نسيان..فمني والشيطان..
إن الإسلام اليوم.. يتعرض لكثير من الاعتداءات والتشويهات.. فكان من الواجب على كل مسلم أن يقدم شيئا ولو يسيرا دفاعا ونصرة للإسلام..فكان من ذلك..
كتاب: "التوازن في الإسلام"
*
نعمة الإسلام
قال تعالى: [وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)] الأعراف.
الحمد لله أولا وأخرا، وظاهرا وباطنا، وسرا وجهرا.. له الحمد سبحانه عدد ما خلق..وملئ ما خلق..وله الحمد عدد ما في السماوات وما في الأرض,وله الحمد عدد ما نعلم ومالا نعلم ..له الحمد سبحانه وله الشكر والثناء الحسن.. سبحانه.. إله واحد متفضل منعم كريم.. سبحانه عليم خبير حكيم..سبحانه ودود لطيف شكور..
قال تعالى: [لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)]آل عمران.
ما ذا عسى أن أقول.. أو أكتب.. أو أعبر..عن شكر الله تعالى بأن اختارنا وفضلنا على جميع العالمين بالإسلام.. مهما قلنا. ومهما كتبنا..فلن نوفي أبدا حق هذه النعمة "نعمة الإسلام" ..كيف لنا أن نعبر عن نعمة انتشلتنا من وادي الحزن ورفعتنا إلى قمة الفرح..وأخذتنا من الغي والضلال والظلمات.. وأدخلتنا في عالم النور الذي لا ينطفئ أبدا..
لقد كنا أذلاء وما عرفنا العزة إلا في الإسلام؟! كنا ضعفاء..وقوانا الإسلام..كنا في ضنك من العيش..فأسعد قلوبنا الإسلام، كنا مشتتين فجمعنا الإسلام، كنا فقراء..فأغنانا الإسلام، كنا حيارى تائهين ..فأضاء طريقنا الإسلام، كنا نعيش في خوف وقلق.. فما وجدنا الأمن والأمان إلا في الإسلام.. كنا ولم نكن شيء..إلا بالإسلام..
لم ندرك معنى لطبيعة إلا في الإسلام.. لم ندرك الغاية من وجودنا إلا في الإسلام.. لم يكن لنا قيمة إلا في الإسلام..
قال تعالى: [قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) ]الأنعام.
إن الإسلام.. مصدر سعادتنا.. ومنبع حياتنا.. ومداوي جراحنا.. وشافي أمراضنا.. وهادينا ومنقذنا.. و منظم حياتنا.. وجميع أمورنا..
لقد فضلنا الإسلام.. على العالمين..قال تعالى: [مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)]فاطر.
قال رسول الله r: (نحن الآخرون، السابقون يوم القيامة)خ/2[ 7057 ]، قال r: (مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى فقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل نقصتكم من حقكم قالوا لا قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء)خ/1 [ 2148 ]، وفي رواية أخرى:
قال r: (مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر أجيرين بعدهم فقال لهما أكملا بقية يومكما هذا ولكما الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالا لك ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه فقال لهما أكملا بقية عملكما ما بقي من النهار شيء يسير فأبيا واستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور)خ/1[ 2151 ]
قال تعالى: [وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231 )] البقرة.
"الحمد لله على نعمة الإسلام"
*******
الإسلام ديني
قال تعالى: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ..(3)]المائدة.
ديني الذي كرمني وشرفني.. وأعزني ورفع قدري.. وفضلني على العالمين.
ديني الذي حفظ روحي وعقلي، ومالي وعرضي ونسلي..
ديني الذي لم شتاتي.. وأعتقني من ذل عبادة العبيد إلى الذل لعبادة الله الواحد رب العباد.. [لَّـٰكِنَّا هُوَ اللَّـهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴿٣٨﴾] الكهف.
ديني الصافي الناصع الواضح..فلا يوجد في ديني شيء خفي أو مستور!! بل كله واضح للجميع..
ديني.. دين القيم والخلق الحسن.. والاحترام..
ديني.. دين الرحمة، والسماحة، والوسطية، والتوازن، واليسر، والسعادة، والحرية..
ديني.. دين الفطرة.. وجدت فيه كل ما أحتاجه وأحبه وأتمناه..
ديني.. دين العدل.. أعطاني كل حقوقي.. ودر علي الخير والعطاء والهناء..
ديني..
الوحيد بين العالم.. الذي لا ينتمي إليه أحدا .. إلا رغبة فيه وحبا له..
فهو ليس دين مال، ولا جاه ولا سلطان..إنما دين للروح.."أعظم ما يملك الإنسان"
ديني..
المتميز بين العالم.. بالعفاف والطهر والنظافة والحياء..
ديني..
الشامخ.. المتألق.. بين الدخان والنار والرياح والذئاب الماكرة..والسباع الحاقدة..
لا تقوى عليه أي قوة من الأرض..لاقتلاعه من الدنيا..
ديني..
الثابت الراسخ.. الذي يحاربه العالم بأسره.. بكل الإمكانيات والطاقات: الفكرية والعملية والأخلاقية والروحية.. وفي كل زمان ومكان..
خوفا وإجلال.. أن ينتشر..
وتلك الحقيقة.. أعظم دليل على قيمة الإسلام..
ديني.. دين الحب.. دين الروح.. دين الراحة والطمأنينة..
**
ديني الإسلام.. أفديه بروحي.. ومالي.. ووقتي.. وجهدي.. وكل ما أملك في حياتي..
أحب ديني..
لا أقوى على فراقه أبدا ولو لحظات..
أحب ديني.. وسأبذل له كل ما أستطيع..
أحب ديني.. أثق فيه.. أحتمي وألوذ وأعتصم به.. أسكن وأطمئن إليه..
أحب ديني.. أحبه أحبه..
وأكررها..
أحب الإسلام ديني..
وأعلنها صادقة من صمام قلبي
وأقولها بكل فخر واعتزاز..
الإسلام ديني.
قال تعالى: [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)]
آل عمران.
**************************
بارك الله فيك غاليتي
أسعدك الله تعالى.. مشرفتنا الغاليـــــــــــــــة
جزاك الله خيرا.. وأسكنك أعالي الجنـــــــــان
جزاك الله خيرا.. وأسكنك أعالي الجنـــــــــان
*
وبارك الله فيك
وسدد الله خطاك لكل خير