تخطى إلى المحتوى

توازن الإسلام في : [المعاملات]، 2024.

توازن الإسلام في : المعاملات
عجبت لمن سار نحوى الهوى *** كسير الفراشات نحو البريق
وإسلامنا فيه إعزازنا *** وفيه تنال جميع الحقوق
الإسلام: دين الأخلاق

قال r: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صحيح الجامع:1:2349
ومن ثم زكى الله تعالى نبيه r، فقال: [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)] القلم.
وقال تعالى: [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)] التوبة.
فالغاية الكبرى من إرسال محمد r بدين الإسلام .. هي تزكية وتطهير النفوس باطنا، والأخلاق ظاهرا، قال تعالى: [كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)] البقرة.
وجميع العبادات ترتبط ارتباطا وثيقا بالأخلاق.. بل هي المحرضة والمعينة على اكتساب الخلق الحسن، مع الله تعالى والناس جميعا..
فرض الإسلام الصلاة، قال تعالى عنها: [اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)] العنكبوت.
وفرض الإسلام الزكاة، وقال تعالى عنها : [خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)] التوبة.
وفرض الصوم، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)] البقرة. قال r: (إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد ، أو قاتله، فليقل: إني صائم) متفق عليه:خ/4-88،م/1151. وقال r: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) البخاري:4/99.
وفرض الحج: قال تعالى: [الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)] البقرة.
كذا الحال في جميع العبادات.. تنصب جميعها في دائرة الأخلاق..
كذلك في جانب المعاملات.. فجميع المعاملات الإسلامية مبنية على حسن الخلق..والأدب الرفيع، والذوق السامي… قالr: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) خ /1:10 وقال r: ( قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)خ:13/1
ولقد انتشر الإسلام بين أرجاء العالم بالخلق الحسن، والرحمة والسماحة، وما انتشر بالسيف والغلظة.. يقول "غتافلوين" : لم تعرف الأمم فاتحين راحمين متسامحين كالمسلمين، ولم تعرف دينا سمحا كدينهم.
وأعظم برهان يصدق –أن الإسلام لم ينشر بالسيف- أن أقوى دول الأرض وأكبرها.. لا تستطيع أبدا أن تنشر دياناتها بالسيف، مع كل ما تملك من قوة وعتاد وجيوش..
إن الديانات التي يتحاكم إليها البشر، محلها القلب.. ومن المستحيل أن تتغير القلوب بالسيوف والجيوش !! ولكن.. قد تتغير السلوكيات والمظاهر الخارجية.. أما القلوب فلا سلطة لأحد من البشر على قلوب البشر!! ولا يغير القلوب إلا عقيدة تتمكن فيها فتسيطر على سكناتها وحركاتها وجميع تقلباتها.

**********************
مقاصد الشريعة الإسلامية:
"حفظ الدين- حفظ النفس- حفظ العقل- حفظ النسل حفظ المال"

يكفل الإسلام حقوق الإنسان من خلال نظام قانوني شامل، يحقق العدالة الاجتماعية، وبهذا نجد حقوق الإنسان أصلب وأمتن قاعدة في النظام الإسلامي.
ويضمن أهم ما فيها ومنذ أربع مائة سنة:
1-حماية النفس والجسد
2- حرية الاعتقاد والعمل.
3- المساواة بين الناس وعدم التفرقة العنصرية.
4- البراءة هي الأصل حتى تثبت الإدانة، ولا تطبق أي عقوبة قبل الإعلان عنها.
5- حرية الزواج.

6- حماية المال الخاص.
*********************

*يحرم الإسلام الشرك والكفر، لما فيه من التذلل للخلق وتشتت للعقل، وضياع لدين، ويأمر بالتوحيد وعبادة الله وحدة لكمال العز.
*يحرم الإسلام الخمر وجميع المسكرات، لما فيها من تضييع لنفس والعقل والمال، ويبيح جميع الطيبات.
*يحرم الإسلام الربا والسرقة والنهب واحتكار الأموال.. ويفتح طريق الزكاة والصدقة والدّين والعمل.
*يحرم الإسلام السحر والكهانة.. لما فيها من إدعاء علم الغيب والتعلق بغير الله تعالى، ويفتح باب الدعاء والصبر والرضا بالقدر واللجوء إلى الله تعالى.
*يحرم الإسلام القتل، لما فيه من ضيع لنفس بغير حق، ونشر الفساد في الأرض، وإشاعة الخوف والقلق.. ويسعى الإسلام بكل جهده لنشر السلام والأمان، وحفظ الدماء.
*يحرم الإسلام الزنا، لما فيه من ضياع وتشتت لنسل، وانتشار الأمراض والفساد في الأرض من ظلم واعتداء على الحقوق، ويفتح ويسهل طريق الزواج.
*يحرم الإسلام الظلم في جميع المعاملات، ويأمر بالعدل مع جميع الفئات.
*يحرم الإسلام العقوق"عقوق الوالدين" ويأمر بالبر والإحسان مع الوالدين ومع جميع الخلق.
* يحرم الإسلام الغدر والخيانة، ويأمر بالأمانة والوفاء بالعهد والرحمة.

*يحرم الإسلام كل ضار، قال r: (لا ضرر ولا ضرار) صحيح الجامع2/ 7517.

ويبيح كل نافع، قال r: (احرص على ما ينفعك) صحيح الجامع2/ 6650.
قال تعالى: [قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)] الأنعام.

***************************

إن التكاليف التي يفرضها الإسلام على المسلم كلها من الفطرة ولتصحيح الفطرة، لا تتجاوز الطاقة، ولا تتجاهل طبيعة الإنسان وتركيبه، ولا تهمل طاقة واحدة من طاقاته لا تطلقها للعمل والبناء والنماء، ولا تنسى جانب من جوانب تكوينه الجثماني والروحي لا تلبيها في يسر وفي سماحة وفي رخاء.. ومن ثم لا يحار ولا يقلق في مواجهه تكاليفه، يحمل منها ما يطيق حمله، ويمضي في الطريق إلى الله تعالى في طمأنينة وروح وسلام..
والمجتمع الذي ينشئه هذا المنهج الرباني، في ظل النظام الذي ينبثق من هذه العقيدة الجميلة الكريمة.. والضمانات التي يحيط بها –النفس والعرض والمال..- كلها مما يشيع السلم وينشر روح السلام.
هذا المجتمع المتواد المتحاب المترابط المتضامن المتكافل المتناسق، هذا المجتمع الذي حققه الإسلام مرة في أرقى وأصفى صورة ، ثم ظل يحققه في صور شتى على توالي الزمان، تختلف درجات صفائه، ولكن يظل في جملته خيرا من كل مجتمع آخر صاغته الجاهلية في الماضي والحاضر، وكل مجتمع لوثته هذه الجاهلية بتصوراتها ونظمها الأرضية !!

**************

إن الإسلام يربط مجتمعة برابطة واحدة هي: رابطة التوحيد والعقيدة- حيث تذوب فيها الأجناس والأوطان، واللغات والألوان، وسائر الأواصر العرضية التي لا علاقة لها بجوهر الإنسان، قال تعالى: [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)] الحجرات، قال تعالى: [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)]،الحجرات. وقال r: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ،مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه: خ/10-367،م/2586. وقال r: ( قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)خ:13/1، قال r: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله) م/.2564.
ومن الآداب التي تقوم عليها المعاملات الإسلامية: الاعتراف بالجميل وبذل الهدايا، قال تعالى: [وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)]،النساء،وقال تعالى: [هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)] الرحمن،قال r(تهادوا تحابوا ) صحيح الجامع1/ 3004. التواضع: قال r: (ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) م/ 2538، العفو وحسن الخلق: قال تعالى: [وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)] فصلت، الاحترام وحفظ الأعراض والأسرار واللسان: قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)] الحجرات.قال r: (أتدرون ما المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) م/2581 ،مساعدة المحتاج، قال r: ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار)خ/2 [ 5038 ]قال r: ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني)خ/ 2[ 5058]، بذل المعروف والنفع للجميع.. قال r: ( كل معروف صدقة)خ/ 2[ 5675 ] إكرام الضيف والجار..قال رسول الله r: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)خ/2 [ 5672 ].
والإسلام يأمر بالصدق والأمانة والعدل والرحمة، وينهى عن الكذب والظلم والخيانة، ويحث على بر الوالدين وصله الأرحام والجيران والأصدقاء، وإغاثة الملهوف، ومساعدة الضعيف، والفقير والمسكين، واحترام الكبير وتوقير العالم ورحمه الصغير، وكفالة الأيتام والأرامل، وإدخال السرور على المسلمين.. وإطعام الطعام، وإلانة الكلام، وإفشاء السلام، والتيسير على المعسرين، ومعاونة المحتاجين، والتنفيس عن المكروبين، وعيادة المرضى، وتلبية الدعوة، والزيارة الخالصة لوجه الله تعالى، وإتباع الجنائز، والذب عن عرض المسلم وحفظ كرامته، ومراعاة مشاعره وأحاسيسه.. وغيرها الكثير الكثير..
كذلك من الضمانات التي يضعها الإسلام للمجتمع المسلم: البينة والعدل، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)]، الحجرات، وقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)] الحجرات، والصدق في القول والوعد..قال r: ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان)خ:33/1 الاستئذان : قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)]النور، الشورى والنصح والتعاون.. قال تعالى: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)] آل عمران، قال تعالى: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)] المائدة، المساواة والعدالة الصارمة التي يشعر معها كل فرد أن حقه منوط بحكم شريعة الله تعالى لا بإرادة الحاكم ولا هوى حاشية، ولا قرابة كبير.. قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)] النحل. قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)] النساء.حقوق الإنسان كاملة: قال r: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) م/2564.
ثم إن المعاملات الإسلامية تربي المجتمع على النظافة والعفاف.. فلا تشيع فيه الفاحشة والإغراء، ولا تروج فيه الفتنه، ولا تتبع فيه العورات، ولا تنتهك فيه الأعراض، قال تعالى: [قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)] الأعراف. وفي مثل هذا المجتمع يأمن الجميع على دينهم وأعراضهم وأموالهم..إنه مجتمع نظيف عفيف.. آمن ساكن..ترف عليه أجنحة السلم والطهر والأمان..

*************

ومن جانب آخر.. فإن الإسلام كذلك ينظم ويوازن المعاملات مع غير المسلمين.. فيأمر بمحاورتهم ومجادلتهم بالحسنى إلا الذين ظلموا منهم، قال تعالى: [وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)] العنكبوت. والوفاء بالوعد والعدل بينهم ولو كان الظالم مسلما والمظلوم كافرا.. قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)] النحل، إعطائهم الأمان للمسالمين منهم.. قال تعالى: [لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)] الممتحنة، الإحسان في معاملتهم والرفق بهم.. قال تعالى: [وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ..(83)] البقرة.عن عائشة رضي الله تعالى عنها زوج النبي r قالت: " دخل رهط من اليهود على رسول الله r فقالوا : السام عليكم قالت عائشة: ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسول الله r: ( مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله) فقلت: يا رسول، أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله r: ( قد قلت وعليكم) خ/2 [ 5678 ]، وفي رواية: عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن يهود أتوا النبي r فقالوا السام عليكم فقالت عائشة عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم قال مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش قالت أو لم تسمع ما قالوا قال أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في) خ/2 [ 5683 ]، عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي r فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له: ( أسلم )، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له أطع أبا القاسم r، فأسلم فخرج النبي r وهو يقول: ( الحمد لله الذي أنقذه من النار)خ/1[ 1290 ]، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله r، فاستفتيت رسول الله r قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأ صل أمي قال: ( نعم صلي أمك)خ/2 [ 2477 ] ومع كل تلك المعاملات الحسنة مع غير المسلمين، فإن الإسلام يحرم موالاه، ونصر وحب الكفار.. بل إن الإيمان: موالاه المؤمنين ومعاداة الكافرين، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144)] النساء.
كذلك يأمر الإسلام .. بالمعاملة الحسنة مع الحيوان.. قال r: (بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله ،وإن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر) خ/1[ 2334 ]، قال النبي r: (ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له صدقة)خ/2[ 5666 ]
هذه هي أهم معاملات الإسلام باختصار شديد.. وإلا.. فالمعاملات الإسلامية.. لا تحصر في كتاب واحد.. وهذا هو توازن الإسلام في المعاملة مع جميع الخلق.. بالخلق الحسن والعدل.. وهذا هو الإنسان المسلم الذي يحب الخير والحق.. لجميع الخلق.. قال r: (من الشجر شجرة تكون مثل المسلم، وهي النخلة)خ/2 [ 5133 ].
_________________________________________

::

بارك الله فيكِ ونفع بكِ

::

لاكي
جزاكم الله خيرا.. وبارك الله فيكم..
أشكـركم على تواجدكم الـــــــــرائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.