مرحبا بكم بكل الالون في هذا المنتدى المتميز
لمشاهدة المقال اضغط هنا
قال تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))[الأحزاب:33]. التوجيه يخص نساء النبي عليه الصلاة والسلام، وهو يشمل في ذات الوقت سائر نساء الأمة، وإنما خصهن الله تعالى بالخطاب؛ لعظمة مكانتهن، ومحلهن من رسول الله، ولأنهن يمثلن القدوة والمثل الأعلى لكل المؤمنات على مر الدهور والعصور، وعلى اختلاف الأمكنة.
وتخصيصهن جاء ليبين عظم الواجب والتبعة الملقاة عليهن، وكذلك لأنّ الثواب مضاعفٌ بالنسبة لهن، كما كان العقاب مضاعفاً أيضاً.
بيّن الله سبحانه لأمهات المؤمنين اختصاصهن بما ليس لغيرهن من النساء، وهو يقرر واجباتهن في معاملة الناس، وفي عبادة الله، وفي بيوتهن، ويحدثهن عن رعاية الله الخاصة لهذا البيت الكريم، وحياطته وصيانته من الرجس، وما يتلى في تلك البيوت من آيات الله والحكمة، مما يلقي عليهن تبعات خاصة، ويفردهن من بين سائر النساء.
ففي حال التقوى فلهن الأجر مرتين، وفي حال المعصية بإتيان الفاحشة المبينة يضاعف لهن العذاب ضعفين، ولا تشفع لهن قرابتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن بيّن الله لهن منزلتهن التي ينلنها بـ (حقها) وهو التقوى، يأخذ في بيان الوسائل التي يريد الله أن يذهب بها الرجس عن أهل البيت ويطهرهم بها..
ومن هذه الوسائل:
عدم الخضوع بالقول: ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ))[الأحزاب:32]، وذلك منعاً للأسباب المثيرة لأصحاب القلوب المريضة.
القول المعروف: ((وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا))[الأحزاب:32]، لا لحن فيه، ولا إيماء، ولا هذر، ولا هزل، ولا دعابة، ولا مزاح.
الاستقرار في البيوت: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ))[الأحزاب:33]، إشارة لطيفة إلى أن الاستقرار في البيت هو الأصل، وما عداه هو الاستثناء، وإنما هي الحاجة تقدر بقدرها.
عدم التبرج: ((وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى))[الأحزاب:33]، أي: عندما يحدث الاضطرار للخروج بعد الأمر بالقرار في البيوت، وقد كانت النساء في الجاهلية يمشين بين الرجال، وبعضهن تتكسر وتتغنج، وبعضهن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده، فلا يحجب قلائدها وأقراطها وعنقها وربما أشياء أخرى فيبدو ذلك منها، وذلك هو التبرج وما شابهه.. والنص الكريم يشير إلى أن ذلك التبرج من مخلفات الجاهلية.
الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله، كخاتمة للتوجيهات الشعورية والأخلاقية والسلوكية لأهل البيت الكريم.
تلك هي التوجيهات الربانية، ساقها الله تعالى لحكمة، وقصد، وهدف، هو: استحقاق أهل ذلك البيت لإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم.. فهو سبحانه يسميهم: (أهل البيت)، بدون وصف للبيت لتحديد ماهيته أو مكانه، ولا إضافة إلى صاحبه، كأنما هو البيت الواحد في هذا العالم المستحق لأن يذكر مطلقاً دون تحديد أو إضافة.
وفي الاخير ماذا اقول …فكل زهرة مصيرها الذبول …. الا تقديرنا لكم فلن يزول