تخطى إلى المحتوى

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ❥ نفحة عبير من حياة خير البرية ❥ابداع كلمة 2024.

لاكي

لاكي

لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة، كما لهم الرفعة في الدنيا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه، واستولى على أنواعه كلها، فجاهد في الله حق جهاده بالقلب والجنان، والدعوة والبيان، والسيف والسنان، وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد؛ ولهذا كان أعظم العالمين عند الله قدرا.
وأمره تعالى بالجهاد من حين بعثه، فقال:
(
وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ( 51 ) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ( 52 ) ) سورة الفرقان
وإن قمة ذلك التاريخ وأعظم تلك الانتصارات هو ما كان من مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وبعوثه وسراياه التي كان السلف
الصالح رحمهم الله تعالى يتواصون بتعلمها وتدراسها ودراستها ، فهذا الزهري رحمه الله يقول :
" في علم المغازي علم الآخرة والدنيا ". الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (2/195) .
ولأهمية غزوات وسرايا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإن سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ
كانوا يتواصون بتعلمها وتعليمها لأبنائهم فكان
علي بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ يقول:
"
كنا نُعلَّم مغازي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما نعلم السورة من القرآن ".رواه الخطيب البغدادي في «الجامع» (2/195)، وانظر: «البداية والنهاية» (3/242).
وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع قال :
" كان أبي يعلمنا المغازي ويعدها علينا ، ويقول : يا بني هذه مآثر أبائكم فلا تضيعوا ذكرها ".رواه الخطيب البغدادي في «الجامع» (2/195).
ما أحوج المسلمين اليوم لمعرفة العبرة والعظة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وسراياه ..

لاكي

ذكر المصنف رحمه الله تعالى غزواته صلى الله عليه وسلم، والفرق بين الغزوة والسرية:

أن الغزوة يقودها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
أما السرية أو البعث فهو ما يبعثه النبي عليه الصلاة والسلام ويجعل عليه قائداً من الصحابة دون أن يكون معهم.
فالمعركة التي يحضرها صلوات الله وسلامه عليه هذه غزوة، والتي لا يحضرها وإنما يبعث بعثاً تسمى سرية أو بعثاً وكلاهما
بمعنى متقارب، ولا يكون صلى الله عليه وسلم مشاركاً فيها.

لاكي

اختلف أهل العلم بالسير في عدد غزوات النبي صلى الله عليه التي خرج فيها بنفسه، فمنهم من يرى أنها سبع وعشرون، ومنهم من يرى أنها ست وعشرون، ولعل الراجح ما ذهب إليه ابن هشام من أنها سبع وعشرون وقد اقتصر على إدارة المعركة في أكثرها، ولم يباشر القتال إلا في سبع:
بدر، أحد، الخندق، قريظة، المصطلق، الطائف، حنين.
أما بعوثه التي بعث ولم يخرج فيها بنفسه فقد قال أهل العلم:
إنها تناهز الخمسين، فيصير المجموع بضعاً وسبعين، كل هذا فيما بين هجرته من مكة وسنة وفاته صلى الله عليه وسلم، وتلك مدة
تناهز العشر سنين.
أسماء الغزوات
قال الصالحي: سرد أسماء الغزوات، وهي غزوة الأبواء ويقال لها: ودان، ثم غزوة بواط، ثم غزوة سفوان، وهي بدر الأولى
لطلب كرز بن جابر، ثم غزوة العشيرة، ثم غزوة بدر الكبرى، ثم غزوة بني سليم بالكدر، ويقال لها:
قرقرة الكدر، ثم غزوة السويق، ثم غزوة غطفان، وهي غزوة ذي أمر ثم غزوة الفرع، من بحران بالحجاز، ثم غزوة
بني قينقاع، ثم غزوة أحد، ثم غزوة حمراء الأسد، ثم غزوة بني النضير، ثم غزوة بدر الأخيرة، وهي غزوة بدر الموعد، ثم غزوة دومة الجندل، ثم غزوة بني المصطلق وهي
المريسيع، ثم غزوة الخندق، ثم غزوة بني قريظة، ثم غزوة بني لحيان، ثم غزوة الحديبية، ثم غزوة ذي قرد، ثم غزوة
خيبر، ثم غزوة ذات الرقاع وهي غزوة محارب وبني ثعلبة ثم غزوة عمرة القضاء، ثم غزوة فتح مكة، ثم غزوة حنين، ثم
غزوة الطائف، ثم غزوة تبوك، وفي بعض ذلك تقديم وتأخير عند بعض المحدثين. من كتاب: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي..

أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم
هي غزوة الأبواء، فقد ترجم الإمام البخاري في صحيحه (باب: غزوة العشيرة أو العسيرة، قال ابن إسحاق: أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء، ثم بواط، ثم العشيرة).
وأما ما رواه البخاري ومسلم عن زيد بن أرقم من كون أول غزوة هي العشيرة، فقد حمل ذلك على أنه قد خفي عليه أمر غزوتي الأبواء وبواط لصغر سنه، وحمله ابن التين على أن المرادأول ما غزا زيد بن أرقم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح.
وقد وقعت هذه الغزوة في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة .
وكانت آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانت غزوة تبوك في رجب سنة تسع للهجرة، وكانت في الحقيقة غزوة أرست دعائم الدولة الإسلامية، ومهدت لفتوح الشام.
يقول د. مهدي رزق الله أحمد في كتابه السيرة النبوية:

لقد وطدت هذه الغزوة سلطان الإسلام في شمالي شبه الجزيرة العربية، ومهدت لفتوح الشام التي استعد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بإعداد جيش أسامة قبيل وفاته، فأنفذه أبو بكر رضي الله عنه، ثم أتبعه أبو بكر بجيوش الفتح الأخرى التي انساحت في بلاد الشام والعراق.
.. (ص:236)
لاكي

رءوس الغزوات وأعظمهن وأصولهن سبع، وهن على الترتيب:
بدر وأحد والأحزاب وتسمى بالخندق، وخيبر وفتح مكة وحنين وتبوك، وهذا على ترتيب وقوعها التاريخي.
وقد خلد القرآن الكريم جملة من هذه الغزوات بالذكر إما إجمالا أو تفصيلا.
فمن هذه الغزوات التي ذكرت بشيء من التفصيل: غزوة بدر الكبرى، فقد جاء ذكرها في سورة الأنفال، كما جاء ذكرها
في سورة آل عمران بشيء من الإيجاز.
ومنها: غزوة أحد، فقد ذكرت بشيء من التفصيل في سورة آل عمران وإن لم يذكر اسمها.
ومنها: غزوة الخندق، فقد ذكرت بشيء من التفصيل في سورة الأحزاب.
ومنها: غزوة تبوك ذكرت في سورة التوبة كذلك.
كما ذكرت غزوة حنين باقتضاب في آيتين من سورة التوبة.
ومن الغزوات التي ذكرت في القرآن الكريم بصورة مجملة: غزوة بني قينقاع، جاء ذكرها في قول الله تعالى في سورة آل عمران:
(
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المِهَادُ * قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ التَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ
وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ العَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ
){آل عمران:12-13}
ومنها: غزوة خبير في قوله تعالى : (
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
){الفتح: 19}
ومنها: غزوة الطائف في قوله تعالى: (
وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللهُ بِهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا
) {الفتح:21}
على اختلاف أهل التفسير في ذلك.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا غزوة بدر وغزوة الفتح في شهر رمضان، وروى الطبراني أن غزوة حنين كانت في رمضان، ولكن الأرحج أنها في شوال كما حققه ابن كثير في البداية والنهاية وأكرم ضياء العمري في السيرة النبوية الصحيحة.

لاكي

جرح صلى الله عليه وسلم في غزوة واحدة وهي أحد .
ونزلت الملائكة للقتال في يوم بدر وأحد، وظاهر الأدلة أنهم قاتلوا بحنين أيضا وبالخندق.
وقد جزم النووي في شرح مسلم أن قتالهم لم يختص بيوم بدر، ودليل نزولهم قوله تعالى:
(
إِذْ ذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا
مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ
){الأنفال:12}.
ودليل نزولهم بأحد ما في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل. وفي رواية لمسلم أنه قال:
رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد
.
وأما عن عدد من قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
والنبي صلى الله عليه و سلم كان أكمل الناس في هذه الشجاعة التي هي المقصودة في أئمة الحرب
ولم يقتل بيده إلا أبي بن خلف قتله يوم أحد، ولم يقتل بيده أحدا لا قبلها ولا بعدها.
انتهى من منهاج السنة النبوية.
وكان سبب قتله لأبي هذا أنه لما انكشف المسلمون يوم أحد قام أبي بن خلف وهو يصيح بأعلى صوته شاهرا سلاحه يقول
أين محمد؟لا نجوت إن نجا، فاستأذن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يخر عليه أحدهم فيقتله، فقال:
دعوه، فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة فطعنه بها فكانت سبب موته.

لاكي
من المعلوم أن سائرغزوات النبي صلى الله عليه كانت لها أسباب معروفة مذكورة في كتب السير، وقد ثبت عنه
صلى الله عليه وسلم الحرص على عرض الإسلام والدعاء إليه قبل القتال كما بوب عليه الهيثمي في مجمع الزوائد بقوله:
باب عرض الإسلام والدعاء إليه قبل القتال ـ وأورد فيه الحديث: عن ابن عباس قال:
" ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم ".
وقال في تخريجه: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
ومن هذه الغزوات ما كان للدفع مثل غزوتي أحد والأحزاب، حيث غزت قريش المسلمين في عقر دارهم.
ومنها ما كان من قبيل جهاد الطلب مثل غزوة حنين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم غزا هوازن في ديارها، وإن كان سببها، أن مالك بن عوف النصري جمع القبائل من هوازن لغزو المسلمين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم.
وكذلك غزوة تبوك، حيث بلغ المسلمين أن هرقل جمع جموعاً من الروم، وقبائل العرب الموالية لها لغزوهم، فعلم بهم الرسول صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم، وقيل كانت للأخذ بثأر جعفر بن أبي طالب وأصحابه.
كذلك غزوة مؤتة، وكان سببها الأخذ بثأر الحارث بن عمير الأزدي الذي قتله شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني حينما
كان الحارث يحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحب بُصْرَى فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك سرية
زيد بن حارثة للأخذ بثأره، قال في مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: ثم دخلت .

لاكي

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أقربهم إلى العدو، وكان يجعل لأصحابه شعارا في الحرب يُعرفون به إذا تكلموا، وكان شعاره مرة:
أمت أمت، ومرة: يا منصور أمت، ومرة: حم لا يُنصرون.
وكان يلبس الدرع والخوذة، ويتقلّد السيف، ويحمل الرمح والقوس العربية ويتترس بالترس، ويحب الخيلاء في الحرب، وقال:
{
إن منها ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله، فاختيال الرجل بنفسه عند اللقاء، واختياله عند الصدقة، وأما
التي يبغض الله
U فاختيال الرجل في البغي والفجور}النسائي الزكاة (2558) ، أبو داود الجهاد (2659) ، أحمد (5/446).
وقاتل مرة بالمنجنيق، فنصبه مرة على أهل الطائف.
وتحصن في الخندق في واحدة ، وهي الأحزاب أشار به عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه .
وكان ينهى عن قتل النساء والولدان، وينظر في المقاتلة، فمن رآه أنبت، قتله، وإلا استحياه.
وكان إذا بعث سرية يوصيهم بتقوى الله، ويقول:
{
سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا}مسلم الجهاد والسير (1731) الترمذي السير (1617) .
وكان ينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو، ويأمر أمير السرية أن يدعو عدوه قبل القتال، إما إلى الإسلام والهجرة، أو الإسلام دون الهجرة، ويكونون كأعراب المسلمين ليس لهم نصيب في الفيء، أو بذل الجزية، فإن هم أجابوا إليه، قَبِل منهم، وإلا استعان بالله وقاتلهم.
وكان إذا ظفر بعدوه أمر مناديا، فجمع الغنائم كلها، فبدأ بالأسلاب فأعطاها لأهلها، ثم أخرج خمس الباقي، فوضعه حيث أراه الله
وأمره به، من مصالح الإسلام، ثم يرضخ من الباقي لمن لا سهم له من النساء والصبيان والعبيد، ثم قسم الباقي بالسوية
بين الجيش للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم، هذا هو الصحيح .


لاكي
هذه الغزوات كل منها كان يحمل حدثاً بعينه ينبئ عن عظيم قدره وعظيم جهاده وما الذي يقتدى به صلى الله عليه وسلم.
فمثلاً: في يوم بدر قال عليه الصلاة والسلام: (امضوا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين
)، وكان يقصد بإحدى الطائفتين إما العير التي كانت مع أبي سفيان ، وإما النصر على قريش إذا حاربها، قال الله: (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) [الأنفال:7]
فقد كان مطمع المسلمين في العير، ومع ذلك فإنه عليه الصلاة والسلام قام ليلة بدر في العريش يدعو ويرفع يديه
ويذكر الله ويثني عليه ويلح عليه في الدعاء حتى أشفق عليه
أبو بكر مع علمه صلى الله عليه وسلم
أنه سينتصر،
فإنه قال لأصحابه وهو الصادق المصدوق:
(
إن الله وعدني إحدى الطائفتين) وقلنا: إن إحدى الطائفتين إما العير وإما النصر، والعير فلتت ومضت، خرج بها أبو سفيان ونجت، فأصبح لا محالة أنه سينتصر، ومع أنه يعلم يقيناً أنه سينتصر إلا أنه وقف صلى الله عليه وسلم يدعو، فلماذا وقف يدعو؟!
هذا أعظم ما دلت عليه غزوة بدر من فوائد، فقد وقف يدعو حتى يحقق كمال التوحيد لربه جل وعلا، ويظهر من نفسه كمال العبودية لربه جل وعلا، فأظهر صلى الله عليه وسلم في يوم بدر كمال العبودية لله والتضرع وسؤال الله، وهو يعلم عليه الصلاة والسلام يقيناً أنه منتصر؛ لأنه قال لأصحابه قبل أن يصل إلى العريش: (امضوا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين
).
فهو متحقق من وعد الله له لكنه فعلها ليظهر عبوديته
لربه جل وعلا، وهذا أحد
أعظم أسباب علو شأنه على جميع الخلق صلوات الله وسلامه
عليه.
وفي يوم أحد شج رأسه وكسرت رباعيته فقال:
(
كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وهو يدعوهم إلى الله؟!) فأنزل الله جل وعلا عليه قوله:
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ
) [آل عمران:128].
وكان الأمر كما أراد الله، فبعض من شهد أحداً مع أهل الإشراك أسلم بعد ذلك وكان مدافعاً عن الدين، فالقلوب بيد الله والإنسان لا ييأس من أحد وهو يدعوه، بل يدعو من حوله إلى دين الرب تبارك وتعالى.
وايضاً تواضعه صلى الله عليه وسلم يوم دخل مكة، فقد دخلها مطأطئاً رأسه وعلى رأسه المغفر تواضعاً لربه جل وعلا، والعظماء إذا سادوا وحققوا مرادهم يظهرون لله جل وعلا تواضعهم حتى يعلم من حولهم بلسان الحال فضلاً عن لسان المقال أنهم نالوا ما نالوا بما أعطاهم
الله تبارك وتعالى إياه.

لاكي




بارك الله فيك ياقلبي

لاكي كتبت بواسطة ثِمال لاكي
بارك الله فيك ياقلبي

" جزاكِ الله خير "

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
موضوع قيم ومفيد

وفيه صفحات ومواقف عطرة من سيرة سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام

مع تقديري وشكري الك اختي

السلام عليكم :
جزاكي الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.