ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمـا ذكـــر البـاري نعمته علــى العبــاد بتيسير الركوب للأنعام والفلك
قـال : { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ
وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا
لَمُنقَلِبُونَ } الزخرف : 13 و 14 . ذكــر فيهـا أركان الشكر الثلاثة :
وهي الاعتراف والتذكر لنعمة الله ، والتحدث بهــا ، والثناء على الله
بها ، والخضوع لله ، والاستعانة بها على عبادته؛ لأن المقصود من
قوله: { وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } الاعتراف بالجزاء والاستعداد له ،
وأن المقصود من هذه النعم أن تكون عونا للعبد عـــلى ما خلق لــه
مـن طاعة الله ، وفــي قــولــه : { ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ
عَلَيْهِ } تقييدها في هذه الحالة وقت تبوء النعمة ; لأن كثيـــرا مـــن
الخلق تسكرهم النعم، وتغفلهم عن الله، وتوجب لهم الأشر والبطر،
فهذه الحالة التي أمر الله بها هي دواء هذا الداء المهلك ، فإنه متى
ذكــر العـبـد أنـه مغمور بنعـم الله ، وأن أصولها وتيسيرها وتيسير
أسبابها وبقائها ودفع مـا يضادها أو ينقصها كلــه مــن فضــل الله
وإحسانه ليس من العبد شيء، خضع لله وذلَّ وشكره وأثنى عليه،
وبهذا تدوم النعمة ويبارك الله فيها ، وتكون نعمة حقيقية ، فــأمـا
إذا قابلها بالأشر والبطر ، ونسي المنعم ، وربمــا تكبر بـها علـى
عباد الله ، فهـــذه نقمة في صورة نعمة ، وهي استدراج من الله
للعبد سريعة الزوال ، وشيكة بالعقاب عليها والنكال ،
نسأل الله أن يوزعنا شكر نعمه .
الكتاب : تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن
( ص 372 ) للشيخ عبد الرحمن السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انعم الله علينا كثيره فالحمد لله كثيرا على نعمه التى لا تعد ولا تحصى
اللهم ارزقنا الرضى والستر وحسن الخاتمه