أخى الحبيب في الله
**في صحيح البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ*
بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ.. ( الترمذى)
**وعن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل)) رواه مسلم،
**وعن عابس الغفاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بادروا بالأعمال ستا: إمارة السفهاء، وكثرة الشُّرَط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوًا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليُغَنِّيَهم وإن كان أقلَّهم فقها)) رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (2812)،
**وعن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((بادروا بالأعمال سبعا: هل تنتظرون إلا فقرا منسيا، أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسدا، أو هَرَمًا مُفْنِيا، أو موتا مُجْهِزًا، أو الدجالَ فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعةُ أدهى وأمرّ)) رواه الترمذى وقال: "حديث حسن".
وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : ( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك )
أخرجه الحاكم في المستدرك و صححه الالباني فى صحيح الجامع
**فى هذه الأحاديث الشريفة يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمبادرة بالأعمال، أي: الإسراع بالأعمال الصالحة والتعجيل بها قبل أن تأتي هذه الفتن وهذه الصوارف التي تعيق الإنسان عن العمل الصالح.
**فأنت ـ أيها الإنسان ـ بين زمن مضى لا تستطيع رده، وبين زمن مستقبل لا تدري هل تدركه أم لا، وإذا أدركته هل ستستطيع فيه العمل الصالح أم ستعجز عنه، وبين زمن حاضر إما أن تستفيد منه وتكثر فيه من العمل الصالح، وإما أن يذهب منك وأنت لا تشعر، فتندم حين لا ينفع الندم.
— وتتراوح العقبات فى الاحاديث التى تعيقك عن العمل الصالح بين:
** إما أن تكون الفتنه خاصه بك على المستوى الشخصى كفقر-مرض- كبر سن- انشغال بهموم الدنيا- أو الموت وانتهاء الحياه.
** أو تكون المعيقات عامه على الكل وخارجه عن إرادتك الشخصيه : كالدجال – أو فتنه عامه – أو قيام الساعة.
** و انتبه إلى أنت فى أى مرحله من عمرك؟ … فعمرك كاليوم له شروق و صباح و ظهيره و عصر ثم غروب..فلاشروق هو الصبا والشباب هو الصباح و الرجوله هى الظهيره و الكبر هو العصر ثم الشيخوخه هى الغروب..اذن اغتنم المرحله التى انت بها قبل فوات الاوان لان العمر يمضى بسرعه كاليوم خاصه فى هذا الزمان الذى نزعت فيه البركه فصار السنه كالشهر و الشهر كالاسبوع و الاسبوع كاليوم واليوم كالساعه والساعه كاحتراق السعفه.
** وأصناف البشر ثلاث : مشرك- منافق- مسلم… …والحمد لله أننا مسلمون .. ولكن…. المطلوب منا فى مشوار الحياه هو الترقى للوصول الى الله حتى يكون يوم موتك هو أسعد أيام حياتك يوم أن تلقى الله.
** مقامات الترقى فى مشوار الحياه :أ- الاسلام…5 اركان – ب- ثم الايمان..بضع وستون او وسبعون شعبه – ج- ثم الاحسان.. مقامين . ان تعبد اله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك.
** وهل سنظل كل اعمارنا نحوم حول ان نكون فى مرتبه الاسلام واركانه فقط غافلين عن بقيه المشوار فى الترقى والمطلوب ان نقطعه لندرك من سبقنا من الصحابه الذين نجحوا فى تحقيقه.
** نحن ما جئنا الدنيا الا للترقى وتحصيل هذه المراتب الثلاث وصولا الى اقرب ما يكون من الله.
** اذن لابد من تحصيل الايمان الذى لا ياتى الا ببذل الجهد و مجاهده النفس لتحصيل البضع و ستون شعبه وقد يستغرق ذلك مشوار حياتك.
** فاذا وجدك الله على جديه فى بذل الجهد لتحصيل الايمان انعم عليك بالترقيه لمرتبه الاحسان.
** اذن نحتاج الى الاعمال المضاعفه الاجر التى تعوضنا عن مافانتنا من اعمار و نحن غافلون عن تلك الحقائق.
** واتقوا الله ويعلمكم الله .. بالتقوى سيعلمك الله و يلهمك الى الاعمال المضاعفه الاجر التى تعوضك عن ما فات وتدفعك الى الامام فى تقربك الى الله و تقطع بك المسافات قربا الى الله فى مسيره الترقى هذه.
** اذن ماذ أفعل لاكون تقيا فيعلمنى الله … لابد أن يكون لك برنامج عمل يومى ثابت من الاعمال الصالحه كما كان برنامج عمل يوم النبى صلى الله عليه وسلم.
** نور القرآن و نور البصيرة بالقلب شرطان لرؤيه الحق تماما كالنور المادى و نور العين لرؤيه الواقع. وأنا ليس عندى يصيره فماذا أفعل .. أذن أسير وراء من كان عنده هذه البصيره بل من رأى الحق عين اليقين و هو النبى صلى الله عليه و سلم ..اتباع سنته بدقه يولد لك بصيره. فترى بعين قلبك مشوار الترقى فى الحياه. ويعلمك الله ماذا تعمل من أعمال تختصر بك المسافات و تدفعك لتعويض ما فات من أعمار فندرك من سبقنا و نسبق من بعدنا.
— وستقول نفسك وهل ممكن أن ندرك من سبقنا .. يرد عليك الله فى كتابه العزيز فى سوره التوبه فيقول ..بسم الله الرحمن الرحيم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) سوره التوبه(100)..
**اذن خذ بالك من قوله الذين اتبعوهم باحسان…..أى أنه ممكن أن نلحق بهم ببذل الجهد كما بذلوا و على طريقه النبى صلى الله عليه و سلم و بإخلاص.