الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
والحمد لله الذى أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
والحمد لله الذى جعل كتابه موعظة وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
لقد صح فى فضل القرآن من الحديث ما يكفينا عن الضعيف والواهى ولله الحمد
وبعض الناس يظن أنه لابد لكل سورة فضل خاص بها وهذا ليس صحيحا
فقد جعل الله تبارك وتعالى لكتابه فضلا عاما عظيما يشمل جميع السور والآيات لقوله تعالى :
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
الزمر:23
وقال جل وعلا:
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )
الإسراء :82
سورة إبراهيم
أعُوذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
قال تعالى :
توضيح نعمة الإيمان ونقمة الكفر
يقول رب العالمين لرسوله الخاتم الكريم هذا كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم الى صراط العزيز الحميد
وفى هذا الكتاب الذى انزلناه اليك اصطفاء لك لتكون رسولاوكذلك هذا شرف واصطفاء اخر انه ليس لقوم مخصوصين
وانما للناس جميعا ذلك شرف اخر استوعب الزمان والمكان والالسنه والاقوام لتخرج الناس من الظلمات للنور
اذا فالنور والظلمه الحسيه امر معلوم للبشر فالظلمه التى تحجب عن الانسان الاشياء تمنعه ان يسير سير اطمئنان الى غايه
فلربما اصطدم بشئ اقوى منه فيحطمه وربما اصطدم بشئ أضعف منه فحطمه
فاذا سار فى ظلمه لا يرى فيها الاشياء اما ان يحطم او يتحطم ومن ثم فالذى يقى من هذا هو النور الذى يهتدى به الناس ليسير عليه الناس
والحياه فيها امور ماديه ومعنويه فليست الحياه كلها امور ماديه فقط فتجد فيها من المعنويات الحقد والحسد والخوف والامن والامانه والاطمئنان والوفاء
فتجد فيها الشىء وما يقابله فيجب ان تتجلى هذه المعنويات ان لم يوجد ما ينيرها لنا اصطدمنا بالعقبات فتجد الحق سبحانه وتعالى
اراد ان يجلى لنا امور الحياه الماديه والمعنويه ويريد الحق ان يجمع بين الامرين :
طريق مستقيم هو طريق النور
هو طريق العزيز الحميد فالعزيز هو الذى يغلب ولا يُغلب والحميد هو من ثبتت له صفه الحمد من دون الغير والذى لا يحمد سواه لذا فالفطرة السليمة الصحيحة تجدها حامدة لأنعم الله الثابتة
فالله سبحانه وتعالى محمود قبل ان يوجد من يحمده وتواب قبل ان يوجد من يتوب عليه وهو عزيز قبل ان يوجد من يغلبه الله
ان الله فى اول الايات ينقلنا من الامور الحسية التى نراها ونستشعرها الى الصراط المستقيم الذى اوله فى الدنيا ونهايته فى الاخره
هل تستوي الظلمات والنور
لذلك فإن السورة هي عبارة عن مقابلة مستمرة بين الحق والباطل بين أهل الإيمان وأهل الكفر بين النور والظلمات
وبدايتها واضحة في هذا المعنى:
(الر كِتَابٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ)
إبراهيم :1
وكأن المعنى يقول أيّها الإنسان أنظر إلى الظلمات والنور وتأمل نعمة الله تعالى واختر بينهما
وتعلم أن طريق النور هو طريق النجاة وطريق الهلاك هو طريق الظلمات
محور مواضيع السورة :
تناولت السور الكريمة موضوع العقيدة من حيث الإيمان بالله والإيمان بالرسالة والإيمان بالبعث والجزاء
ويكاد يكون محور السورة الرئيسي الرسالة والرسول فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل
ووضحت وظيفة الرسول ومعنى وحدة الرسالات السماوية فالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين
جاءوا لتشييد صرح الإيمان وتعريف الناس بالإله الواحد الحق الذي تعنو له الوجوه
وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور فدعوتهم واحدة وهدفهم واحد وإن كان بينهم اختلاف في الفروع
بين يدى السورة
سبب التسمية :
سميت السورة الكريمة " سورة إبراهيم " تخليداً لفضل أبو الأنبياء وإمام الحنفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام
الذي حطم الأصنام وحمل راية التوحيد وجاءبالحنيفية السمحه ودين الإسلام الذي بعث به خاتم الانبياء والمرسلين
وقد قص علينا القرآن الكريم دعواته المباركات بعد انتهائه من بناء البيت العتيق وكلها دعوات إلى الإيمان والتوحيد
التعريف بالسورة :
هى سورة مكية ماعدا الآيتان " 28 ، 29 " فمدنيتان
عدد آياتها 52
ترتيبها الرابعة عشرة
نزلت بعد سورة " نوح "
بدأت السورة بحروف مقطعة " الر " ذكرت السورة قصة سيدنا إبراهيم
الفائدة
من السورة الكريمةتقارن السورة الكريمة
نعمة الإيمان ونقمة الكفروتوضح السورة الفرق بين الظلمات والنور
وأن طريق الله نعمة وعزة والبديل لا يكون إلا صغاراً وذلاً في الدنيا والآخرة
الآيات التي تتحدث عن أهمية شكر النعمة وخاصة نعمة الإيمان
السور السابقة التي كانت تتحدث عن كل نبي مع قومه أما هذه السورة فإنها تصور كل الأنبياء مع كل الكفار
تتواصل الآيات إلى أن تصل بنا إلى خطبة إبليس في جهنم والتي هي بمثابة قمة نقمة الكفر على أصحابه
و تضرب لنا السورة مقارنة رائعة بين الخير متجسدا فى كلمة ( لا إله إلاّ الله) التى هى كالشجرة الطيبة اصلها ثابت وفروعها مثمرة دائما
وكلمة الشر وهى كلمة الكفر الهشة الخبيثة لا جذع لها ولا أصل ولا خيرا فيها
الاسئلة
أجيبى عن الاسئلة التالية
س1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
س2
كيف شبه الله تبارك وتعالى كلمة الإيمان و كلمة الكفر ؟
س3
التوكل على الله و الصبر على الأذى هو من صفات الرسل فكيف نقتدي بهم ؟
مع تمنياتى للجميع بالتوفيق والسداد
وإلى اللقاء يوم الأثنين بمشيئة الله
مع سورة الحجر والسؤال الخامس عشر
س1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
قال تعالى:
-
- وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
الاسئلةس1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
س2
كيف شبه الله تبارك وتعالى كلمة الإيمان و كلمة الكفر ؟الإيمان شبة
الكفر
س3
التوكل على الله و الصبر على الأذى هو من صفات الرسل فكيف نقتدي بهم ؟ثُمَّ قَالَتْ الرُّسُل " وَمَا لَنَا أَنْ لَا نَتَوَكَّل عَلَى اللَّه " أَيْ وَمَا يَمْنَعُنَا مِنْ التَّوَكُّل عَلَيْهِ وَقَدْ هَدَانَا لِأَقْوَمِ الطُّرُق وَأَوْضَحِهَا وَأَبْيَنِهَا" وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا " أَيْ مِنْ الْكَلَام السَّيِّئِ وَالْأَفْعَال السَّخِيفَة " وَعَلَى اللَّه فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ" .
بحسُن التوكل على الله والصبر على الاذى حتى يكون جزائه الجنهتفسير ابن كثير
س1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ابراهيم 22
س2
كيف شبه الله تبارك وتعالى كلمة الإيمان و كلمة الكفر ؟
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} ابراهيم 24-25-26
الكلمة الطيبة هنا الكلمة التي لها آثار طيبة هي في نفسها طيبة، وآثارها طيبة أيضا.. ما هي هذه الكلمة؟
بعض المفسرين قال: الكلمة هي كلمة الإسلام.. كلمة التوحيد.. كلمة الإخلاص.. كلمة التقوى.. كلمة الشهادة.. كلمة لا اله إلا الله محمد رسول اللهإن الكلمة الطيبة مثل النخلة، ومن لم يقل إنها النخلة قال: إنها شجرة موصوفة وصفها الله بعدة أوصاف..
أولا: إنها شجرة طيبة.. طيبة في شكلها.. طيبة في رائحتها.. طيبة في طعمها.. طيبة في منافعها، ووصف الطيب وصف محمود في الأشياء.
نقول هذا طيب، وهذا خبيث، وفي الكلام فيه كلام طيب، وفيه كلام خبيث، وفي الناس فيه إنسان طيب، وإنسان خبيث والله تعالى يقول: {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} فتقسيم الأشياء، والبشر، والنبات إلى خبيث، وطيب تقسيم معروف.. فهذه شجرة طيبة من أوصافها.. رسوخ أصلها.. شجرة ثابتة ليست متزعزعة رخوة العود عائمة
فهذه أوصاف هذه الشجرة إنها شجرة طيبة، وأنها أصلها ثابت، وأن فرعها في السماء، وأنها { تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} وهذا هو الذي ينبغي أن تكون عليه الكلمة الطيبة.. تكون كهذه الشجر الطيبة.. تكون ثابتة غير مزعزعة.. غير متشككة.. دائما أهل الريب.. أهل الكفر.. أهل الجحود.. هؤلاء دائما شاكون مشككون.. لا يثبتون على شيء.. يشكك في كل شيء.. فهذه ليست الكلمة الطيبة.. الكلمة الشاكة المرتابة ليست هي الكلمة الطيبة؛ لأنها ليست ثابتة الأصل كلمة مزعزعة لأدنى شيء تنهار؛ لأن الباطل لا أساس له
لم يفصل الله في الكلمة الخبيثة، وفي وصفها كما فصل في الكلمة الطيبة؛ لأنها هي المقصودةالمقصود بذكر الكلمة الخبيثة التحذير منها.. إنما المقصود بذكر الكلمة الطيبة التمسك بها
س3
التوكل على الله و الصبر على الأذى هو من صفات الرسل فكيف نقتدي بهم ؟
لأن في حياتنا شموساً أضاءت لنا الطريق
ومصابيح توهجت لتنير لنا الدروب
فلا نتعثر ولا نكبو إن اقتفينا أثرهم
ولأننا في عالم اختلط فيه الحابل بالنابل
والحسن بالرديء
والصالح بالطالح
فظهرت البدع والمـُلهيات
وتلألأت في سماء الدنيا نجوما زائفة
اتخذها البعض رموزا
حتى طغت على تلك الشموس وهذه المصابيح
فكان لزاماً علينا
أن نحطم رموز الباطل برموز الحق
وأن نكون جند الرحمن
الذين يقذفون الباطل بالحق ليدمغه
لأن طرقهم طويلة .. بل هي ليست بطرق
بل رياض إلى الجنان
فيجب أن نسير فيها نقتطف من ورودها ورياحينها
ما يبلغنا غايتنا
الله
ولنصل لغايتنا علينا أن نتبع قدوة
نرجع اليها من حين لآخر
لتقييم أعمالنا ولقياس مدى صوابها
على ضوء التأسي بهذه القدوة
وهل لنا قدوة خير من الأسوة الحسنة
فكانت قدوتنا
الرسول صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء والمرسلين
1-أول عنصر من عناصر الإقتداء الفعلي بالأنبياء صلى الله عليهم وسلم محبتهم صلى الله عليهم وسلم فإن المحبة تذلل لك الصعاب وتيسر لك العسير ..(لأنّ المحبَّ لمن أحبَّ مطيعُ) . وتعريف المحبة عند العلماء هي: ميل الإنسان إلى ما يوافقه ويستحسنه لأسباب معينة
2-طاعة الرسل صلى الله عليهم وسلم : ومن أقوى السبل للإقتداء بالأنبياء صلى الله عليهم وسلم هي طاعتهم بل إن الإقتداء لا يتحقق إلا بها ولا يصدق بسواها وهي دليل على العنصر الأول وهي محبتهم فجعل الله تعالى إتباع نبيه دلالة على حبه
والتوكل على الله هو نتيجة للصبر. والتوكل على الله في إقامة الدين ودعوة الناس إليه يحتاج إلى همة عالية ، فهو من أعظم مقامات التوكل وأرفعها كما هي همم الرسل والأنبياء وبعدهم الصحابة رضي الله عنهم . قال الله تعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) . قال ابن عباس: " حسبنا الله ونعم الوكيل " قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس (إن الناس قد جمعوا لكم)
وهناك نماذج عملية في التوكل واتخاذ الأسباب :
**ترتيبات رسول الله صلى الله عليه وسلم للهجرة للمدينة من استئجار دليل مشرك ليدله على طريق الهجرة للمدينة وغير ذلك
**موقفه في غزوة بدر الكبرى
**ظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بين درعين
**ما حدث له بذات الرقاع من رفع الأعرابي سيف النبي صلى الله عليه وسلم عليه . رواه البخاري ومسلم
**دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة والبيضة على رأسه
**كان يحمل الزاد والمزاد إذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة وجميع أصحابه
**إبراهيم عليه السلام في قصة حرقه بالنار
**موسى عليه السلام في لحاق فرعون وقومه له عند البحر
**أصحاب الكهف والرقيم في نومهم بالكهف تاركين الكفر وأهله
**كان الأنبياء يفعلون أسباباً يحصل بها الرزق
**كان المهاجرون في مجموعهم أهل تجارة وكان الأنصار أهل زرع
الاسئلة
أجيبى عن الاسئلة التاليةس1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟جــ ) –
((وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) آية 22س2
كيف شبه الله تبارك وتعالى كلمة الإيمان و كلمة الكفر ؟جــ ) –
شبه كلمة الإيمان …
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) )) آية 24 ,, 25
وشبه كلمة الكفر …
(( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ)) آية 26س3
التوكل على الله و الصبر على الأذى هو من صفات الرسل فكيف نقتدي بهم ؟جــ ) –
(( وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)) آية 12 سورة إبراهيمس1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌس2
كيف شبه الله تبارك وتعالى كلمة الإيمان و كلمة الكفر ؟
{ 24 – 26 } { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ *تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ }قول تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَة } " وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وفروعها { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } وهي النخلة { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } في الأرض { وَفَرْعُهَا } منتشر {فِي السَّمَاءِ } وهي كثيرة النفع دائما، { تُؤْتِي أُكُلَهَا } أي: ثمرتها { كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } فكذلك شجرة الإيمان ، أصلها ثابت في قلب المؤمن، علما واعتقادا. وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية، والآداب الحسنة في السماء دائما يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره، { وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } ما أمرهم به ونهاهم عنه، فإن في ضرب الأمثال تقريبا للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة، ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان، ويتضح غاية الوضوح، وهذا من رحمته وحسن تعليمه. فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه، فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها، في قلب المؤمن.
ثم ذكر ضدها وهي كلمة الكفر وفروعها فقال: { وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } المأكل والمطعم وهي: شجرة الحنظل ونحوها، { اجْتُثَّتْ } هذه الشجرة { مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ } أي: من ثبوت فلا عروق تمسكها، ولا ثمرة صالحة، تنتجها، بل إن وجد فيها ثمرة، فهي ثمرة خبيثة، كذلك كلمة الكفر والمعاصي، ليس لها ثبوت نافع في القلب، ولا تثمر إلا كل قول خبيث وعمل خبيث يستضر به صاحبه، ولا ينتفع، فلا يصعد إلى الله منه عمل صالح ولا ينفع نفسه، ولا ينتفع به غيره.(
التوكل على الله و الصبر على الأذى هو من صفات الرسل فكيف نقتدي بهم ؟ وجوب التوكل، وأنه من لوازم الإيمان، ومن العبادات الكبار التي يحبها الله ويرضاها، لتوقف سائر العبادات عليه، { وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا }
أي: أي شيء يمنعنا من التوكل على الله والحال أننا على الحق والهدى، ومن كان على الحق والهدى فإن هداه يوجب له تمام التوكل، وكذلك ما يعلم من أن الله متكفل بمعونة المهتدي وكفايته، يدعو إلى ذلك، بخلاف من لم يكن على الحق والهدى، فإنه ليس ضامنا على الله، فإن حاله مناقضة لحال المتوكل.
وفي هذا كالإشارة من الرسل عليهم الصلاة والسلام لقومهم بآية عظيمة، وهو أن قومهم -في الغالب- لهم القهر والغلبة عليهم، فتحدتهم رسلهم بأنهم متوكلون على الله، في دفع كيدكم ومكركم، وجازمون بكفايته إياهم، وقد كفاهم الله شرهم مع حرصهم على إتلافهم وإطفاء ما معهم من الحق، فيكون هذا كقول نوح لقومه: { يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون } الآيات.
وقول هود عليه السلام قال: { إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون }
{ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا } أي: ولنستمرن على دعوتكم ووعظكم وتذكيركم ولا نبالي بما يأتينا منكم من الأذى فإنا سنوطن أنفسنا على ما ينالنا منكم من الأذى، احتسابا للأجر ونصحا لكم لعل الله أن يهديكم مع كثرة التذكير.
{ وَعَلَى اللَّهِ } وحده لا على غيره { فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } فإن التوكل عليه مفتاح لكل خير.
واعلم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام توكلهم في أعلى المطالب وأشرف المراتب وهو التوكل على الله في إقامة دينه ونصره، وهداية عبيده، وإزالة الضلال عنهم، وهذا أكمل ما يكون من التوكل.