ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ* إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق16-18
يخبر تعالى ، أنه المتفرد بخلق جنس الإنسان، ذكورهم وإناثهم، وأنه
يعلم أحواله، وما يسره، ويوسوس في صدره وأنه أقرب إليه من حبل
الوريد ، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهو العرق المكتنف لثغرة
النحر، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه، المطلع على ضميره
وباطنه ، القريب منه في جميع أحواله ، فيستحي منه أن يراه ، حيث
نهاه، أو يفقده، حيث أمره ، وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام
الكاتبين منه على بال ، فيجلهم ويوقرهم ، ويحذر أن يفعـل أو يقــول
ما يكتب عنه ، مما لا يرضي رب العالمين ، ولهــذا قال : { إِذْ يَتَلَقَّى
الْمُتَلَقِّيَانِ } أي: يتلقيان عن العبد أعماله كلها، واحد { عَنِ الْيَمِينِ }
يكتب الحسنات {وَ} الآخر {عَنِ الشِّمَالِ} يكتب السيئات، وكل منهما
{قَعِيدٌ} بذلك متهيئ لعمله الذي أعد له، ملازم له .
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ} خير أو شر {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي: مراقب له،
حاضر لحاله، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَاماً كَاتِبِينَ*
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
(ص805) للشيخ : عبد الرحمن السعـدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بارك الله فيك يا أزهار
ونفع بك وجعلك الله منبراً من منابر الدعوة :"