إنتهت محاضرات اليوم .. لملمت كتبها وأغلقت دفترها ثم توجهت إلى باب الخروج .. وقفت بعيدا حتى ينتهى تدافع الطلاب الخارجين من قاعة المحاضرات .. فلم تكن لتزاحمهم وتصطدم بهم .. وقفت بعيدا .. عيناها على الأرض .. تعد خطوطها وألوانها .. خفت حدة الضجيج من حولها .. إقتربت من باب الخروج وهمت بالمرور منه قبل أن تتجمد فجأة مكانها حين مس أذنها برقة صوته .. الغريب أنها عرفته على الفور .. لقد أصبحت حاسة سمعها مرهفة للغاية .. وقد مس صوته شغاف قلبها مرات عديدة .. كانت تسمع مناقشاته مع زملائه .. يطربها صوته .. وتدهشها ثقافته .. رغم أنه دائما محاط بالفتيات المعجبات به واللاتى لا يدعن وسيلة للتقرب منه .. إلا أنه لم يكن من هذا النوع الخاوى العقل .. إنه إنسان مثقف ومهذب و .. ماهذا؟ لقد غاصت فى أفكارها ونسيت ما يدور حولها .. نعم لقد سمعت صوته منذ قليل و .. ..
فجأة ظهر أمامها .. دخل مجال رؤيتها .. هذه المرة ليست مخطئة .. إنه ينظر لها بالفعل .. بل يتحدث إليها أيضا .. على وجهه إبتسامته المشرقة .. طلب منها بلطف دفتر محاضراتها .. للحظات لم تدرى ماذا تفعل .. تمنت لو استطاعت الهرب من أمامه .. ولكن قدميها لم تطعها .. تسمرت أكثر فى مكانها .. إبتلعت خجلها وتوترها .. بيد مرتعشة أعطته دفترها دون كلمة واحدة .. ونزعت قدميها من فوق الأرض تجرهما بعيدا عنه وقلبها يخفق بشدة .. قطعت طريقها بخطوات سريعة مضطربة .. تتلاحق أنفاسها وتتهدج فى صدرها .. وغمر العرق وجهها كأنها خارجة للتو من معركة شرسة ..
فى اليوم التالى .. جلست فى مكانها المعتاد .. ودفنت وجهها فى كتابها .. وجدته أمامها من جديد .. بتلك الشمس الصغيرة المشرقة على شفتيه .. نظر لها قائلا .. صباح الخير .. هزت رأسها فى صمت .. شكرها وهو يعيد إليها دفترها .. هزت رأسها مرة أخرى وهى تنظر للدفتر لتهرب من عينيه .. وشعرت أن دقات قلبها توقفت للحظات قبل أن يبتعد عنها .. وحينها تنفست من جديد ..
بعد إنتهاء المحاضرة .. وقفت كالعادة تنتظر إنتهاء تدفق الطلاب .. عبثت بصفحات دفترها .. توقفت عيناها على ورقة أنيقة .. مطوية بعناية داخل صفحات الدفتر .. نظرت لها بدهشة قبل أن تمد يدها وتلتقطها .. خفق قلبها بقوة وهى تقرأ الكلمات المسطورة عليها بخط جميل ..
أحبـــــــــك .. هل تقبلين الزواج بى ؟ ..
للحظات شعرت أن الأرض تميد بها .. هل هذا معقول ؟ .. لا .. مستحيل .. إستجمعت شتات نفسها .. وحاولت التفكير .. نعم .. لقد كتب هذه الكلمات لأخرى وربما نسى ووضعها بين صفحات دفترها .. لا بد أنه يشعر بالإحراج الآن لما حدث .. لابد أن تفعل شيئا .. حتى لا يعرف أنها قرأت ورقة فتاته .. أمسكت بالورقة ووضعتها على الأرض لتبدو أنها سقطت بعفوية من بين صفحات الدفتر وارتاحت لهذا التصرف .. ثم همت بالإنصراف ووجدته على باب القاعة يبحث بعينيه وفى يده وردة جميلة حمراء .. تقدمت نحو باب القاعة وعبرته بسرعة دون أن تنظر إليه .. شعرت بعينيه حولها .. سارعت بالهرب .. ومضت فى طريقها وهى تحسد فتاته التى إختارها وكتب لها كلماته الرقيقة .. تنهدت فى نفسها .. وأكملت طريقها .. بينما سقطت وردة حمراء جميلة من بين أصابع صاحبها وقد أيقن أن لا مكان له فى قلب من أحب …
قصه رائعه رائعه رائعه..بكل ماتحمل المعاني من الروعه..
أرغمتني على قراءتها الآن وقد كنت على عجالة من أمري..
ولكن النهاية شبة محزنه..
أتمنى أن يكون بها فصل ثاني..
بورك فيكِ غاليتي رشا..
وبورك في جديدكِ المتألق دوما بيننا..
سننتظر حروفكِ بشوق ..
دمتى على العافية..
أشكرك بشدة على مرورك الرائع الذى يشع بريقا .. وينثر السعادة من حولى ..
واعتذر لصدم مشاعرك الرقيقة بنهاية قصتى ..
لكن كان لا بد من هذه الصفعة لتفيق كل نفس لا تعرف قدر نفسها ..
فثقتنا بالله قبل أنفسنا التى تستحق الاحترام لنعم الخالق بها ..
والتى لا يمكننا أن نخجل منها ونتوارى بعيدا عن الناس ..
ولا نملك بعدها سوى التحسر على فرصنا الضائعة ..
دمتى بخير …
و لكني تمنيت في نهايتها أن تكون ….
أدخلوا البيوت من أبوابها .
فإن كان أعجبه خلقها ,,لا بد أن يبحث عنها ,,
لإن جوهرة كهذه نادرة في هذا الزمان ,,,
جزاكِ الله خيرا يا رشا
شكرا لتعليقك يا غالية .. وبالنسبة لملاحظتك ..
فالقصة لا تقوم على هذا الحدث كأساس لها ..
المشكلة فى عيب خطير فى النفس وهو عدم الثقة بها ..
فكما قلت أن ثقتنا فى الله قبل أنفسنا .. وقد وهبنا عز وجل من النعم ما يجعلنا لا نخجل من أنفسنا ..
إن هذا العيب خطير جدا ويؤثر بالسلب على الإنسان الذى لا يستطيع الثقة بنفسه ولا من حوله ..
أما مجرد هذا الموقف الأخير فقد اخترته كنوع من العقاب لهذه الشخصية .. فهو لخدمة الفكرة فى النهاية ..
كما أن الثقة بالنفس لا تتعارض مع الخلق القويم بل بالعكس هى تقويه وتحفظه وتزيد من وعى صاحبها لما يدور حوله ..
شكرا لك كثيرا يا حبيبتى .. كنت سأشعر بالحزن لو لم تمر عيناى على حروف اسمك الذى ادمنت رؤيته على صفحتى ..
والله اني اخجل احط تعليق على روائعك
لأني لا أملك حتى موهبة الاطراء
لكن
حتى لا تضيع علي الفرصة
انت مبدعة بكل ما تحتوي هذه الكلمة من معاني
بارك الله فيك
بل أنا التى تعجز الآن عن الرد على قطرات الشهد المتساقطة من أناملك ..
يكفينى فخرا وجودك الرائع على صفحتى ..
أتمنى أن أكون عند حسن ظنك دائما ..
شكرا لك …