ولادة بنت المستكفي، ولقد كانت بالفعل من النساء التي تستحق أن يقع في غرامها أي رجل ما بالكم بشاعر مرهف المشاعر والأحاسيس مثل ابن زيدون، فلقد كانت ولادة ليست مجرد فتاة تتمتع بالجمال ولكن بالإضافة لجمالها كانت تتمتع بثقافة عالية كما كانت شاعرة مغنية لها مجلس بقرطبة يجتمع فيه أشهر المثقفين والشعراء والأدباء.
عشقها ابن زيدون وهام بها حباً وولعاً وعلى الرغم من حبها له في أول الأمر إلا أن هذا الحب سريعاً ما فر بعيداً عن قلبها لحادث ما وقع بينهما فانصرفت ولادة عن حبه واتجهت بقلبها نحو الوزير أبو عامر بن عبدوس، مما ألم ابن زيدون كثيراً فحاول بشتى الطرق إرجاعها إلى مملكة قلبه ولكنها رفضت بل وكانت سبباً في دخول ابن زيدون إلى السجن.
وكانت من الأشياء التي قام بها ابن زيدون للتفريق بين ولادة و ابن عبدوس كتابته "للرسالة الهزلية" والتي يذم فيها ابن عبدوس على لسان ولادة مما زاد من غضب ولادة تجاه ابن زيدون، وقام ابن عبدوس باتهامه بضلوعه في مؤامرة من أجل قلب نظام الحكم ودفع به إلى السجن، وبعد العديد من المحاولات من ابن زيدون حصل على العفو وخرج من السجن وقام بالعديد بالأسفار ولكن عشقه لولادة والذي يسري في دمه لم يجف أو ينضب بل زاد الشوق إليها ودفع به للعودة لقرطبة ثم تعرض مرة أخرى لاتهام بقلب نظام الحكم فغادر البلاد مرة أخرى.
وعلى الرغم من فراقه لولادة إلا أن حبه لها ظل كالجمر المتوقد دائما في قلبه تزكى شعلته شوقه إليها.
ومن أشهر قصائد ابن زيدون والتي تسجل حبه لولادة هي "النونية" والتي ظلت محل إعجاب للعديد من الشعراء والأدباء نذكر منها:
وَنـابَ عَـن طـيبِ لُقيانا تَجافينا
أَلّا وَقَـد حـانَ صُبحُ البَينِ iiصَبَّحَنا
حَـيـنٌ فَـقـامَ بِنا لِلحَينِ iiناعينا
مَـن مُـبـلِغُ المُلبِسينا iiبِاِنتِزاحِهِمُ
حُـزنـاً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى iiوَيُبلينا
أَنَّ الـزَمـانَ الَّذي مازالَ iiيُضحِكُنا
أُنـسـاً بِـقُـربِـهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِـأَن نَـغَـصَّ فَـقالَ الدَهرُ iiآمينا
فَـاِنـحَـلَّ ما كانَ مَعقوداً iiبِأَنفُسِنا
وَاِنـبَـتَّ مـا كانَ مَوصولاً بِأَيدينا
وَقَـد نَـكـونُ وَما يُخشى iiتَفَرُّقُنا
فَـالـيَـومَ نَحنُ وَما يُرجى iiتَلاقينا
يـا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب iiأَعادِيَكُم
هَـل نـالَ حَظّاً مِنَ العُتبى iiأَعادينا
لَـم نَـعـتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ iiلَكُم
رَأيـاً وَلَـم نَـتَـقَـلَّد غَيرَهُ iiدينا
مـا حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي iiحَسَدٍ
بِـنـا وَلا أَن تَـسُرّوا كاشِحاً iiفينا
كُـنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا iiعَوارِضُهُ
وَقَـد يَـئِـسـنا فَما لِليَأسِ يُغرينا
بِـنـتُـم وَبِـنّا فَما اِبتَلَّت iiجَوانِحُنا
شَـوقـاً إِلَـيـكُم وَلا جَفَّت iiمَآقينا
نَـكـادُ حـيـنَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَـقـضي عَلَينا الأَسى لَولا iiتَأَسّينا
حـالَـت لِـفَـقـدِكُمُ أَيّامُنا iiفَغَدَت
سـوداً وَكـانَـت بِكُم بيضاً iiلَيالينا
ومما قاله فيها أيضاً
سَرابٌ تَراءى وَبَرقٌ وَمَض
تَـظُنُّ الوَفاءَ بِها iiوَالظُنونُ
فيها تَقولُ عَلى مَن iiفَرَض
هِيَ الماءُ يَأبى عَلى قابِضٍ
وَيَـمنَعُ زُبدَتَهُ مَن iiمَخَض
وَنُـبِّـئتُها بَعدِيَ اِستُحمِدَت
بِسِرّي إِلَيكَ لِمَعنىً iiغَمَض
أَبـا عـامِرٍ عَثرَةً iiفَاِستَقِل
لِـتُبرِمَ مِن وُدِّنا ما iiاِنتَفَض
وَلا تَـعتَصِم ضَلَّةً بِالحِجاجِ
وَسَيِّم فَرُبَّ اِحتِجاجٍ iiدُحِض
وَإِلّا اِنتَحَتكَ جُيوشُ iiالعِتابِ
مُناجِزَةً في قَضيضٍ وَقَضّ
وَأَنـذِر خَـليلَكَ مِن iiماهِرٍ
بِطِبِّ الجُنونِ إِذا ما iiعَرَض
الله علي الحب بجد مش اي كلام
عارف لو في يوم حبيت بجد
خلاص سلام
نقوش
كل لحياه
وَإِلّا اِنتَحَتكَ جُيوشُ iiالعِتابِ
مُناجِزَةً في قَضيضٍ وَقَضّ
وَأَنـذِر خَـليلَكَ مِن iiماهِرٍ
بِطِبِّ الجُنونِ إِذا ما iiعَرَض
كلمات رائعه
وهذا حال من يحب
يعطيك ربي الف عاافيه
تحيااااااااتي