قصة المكالمة الهاتفية التي ابكت مذيعة قناة إقرأ !!!!!!!!!!!!
كنتُ في زيارةٍ لبيتِ أحدِ إخواني ، حيثُ تجمّعتِ العائلةُ الكريمةُ عنده ، ومن بينهم والدتي – أطالَ الله في عمرِها – ، وبعضُ أخواتي ، وجئتُهم على وقتٍ يحلو لهم فيهِ مشاهدةُ بعض ِ البرامج ِ ، فجلستُ معهم على مضض ٍ ،
وكانوا يشاهدونَ برنامجاً في قناةِ " اقرأ " الفضائيةِ ، وكانَ البرنامجُ عبارةً عن فتاوي نسائيةٍ ،
من حسن ِ الحظِ أنّي بمجرّدِ الجلوس ِ ، والاستقرارِ ، اتصلتْ بالبرنامج ِ ِ امرأة ٌ سائلة ٌ ، تُخبرُ أنّها من بلادِ المغربِ الحبيبِ ، وأنّ لديها أمراً تُريدُ الإخبارَ بهِ ،
قالتْ الأختُ المتصلة ُ : كنتُ لا أصلّي أبداً ، ولا ألبسُ الحجابَ ، ولا أتغطّى ، وفي يومٍ من الأيام ِ أتتني بنتي الصغيرةُ ، وعمرُها ثمان ِ سنواتٍ ، وقالتْ لي : يا ماما ليه ما تصلّين ! ، يا ماما اللي ما تصلي ربنا يحطها في النار !! ،
قالتْ المتصلةُ : تفاجأتُ من طريقةِ كلامي بنتي ! ، إذ كيفَ لبنتٍ صغيرةٍ في السنِّ تقولُ مثلَ هذا الكلام ِ !! ، حيثُ صدمتني جداً ، وما كنتُ أتوقعُ أن يصدرَ منها ذلكَ !! ،
قالتْ : وأثّرني فيَّ كلامها تأثيراً عظيماً ، وأصبحتُ من بعدها محافظة ً على صلاتي ، وحجابي ، وحشمتي ، وذلكَ بعدَ كلامي بنتي الصغيرةِ لي ،
ولكن حصلَ أمرٌ غريبٌ ! ، قالتْ ذلكَ الأختُ المتصلة ُ ،
حصلَ أنّ بنتي تركتْ الصلاة َ ، وهي التي أمرتني بالمحافظةِ على الصلاةِ ، وانعكستْ الآية ُ ، فصرتُ آمرها بالصلاةِ فلا تصلّي – برغم ِ صغر ِ سنّها – ، وعبثاً حاولتُ فيها ، ولكنّها لا تمتثلُ لكلامي ! ، مع أنّها هي التي أذكتْ جذوةَ الإيمان ِ في قلبي ،
قالتْ : وذاتَ يوماً استيقظتْ ابنتي من النوم ِ وهي تبكي ، فعجبتُ لذلك !! ، وأخذتُ أسألها عن سببِ بكائها !! ،
فقالتْ البنتُ : يا ماما شفت الرسول – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – في النوم ِ ، وهو يقول لي : ليش ما تسلمين !! ، قالت كيف أسلم يا رسول الله ؟! ، قال لها : لازم تصلين عشان تصيرين مسلمة ، اللي ما يصلي ما هو مسلم ، اسلمي ،
تقولُ البنتُ : فخفت يا ماما وقمت من نومي وأنا أبكي !! ،
تقولُ المتصلة ُ : فضممتُها وهدأتُ من روعها ، ثم أخذتْ تضحكُ بعدَ أن خفّ منها لهيبُ البكاءِ في صدرها ، حيثُ ضحكتْ فرحاً برؤيةِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ،
قالتْ : ومن بعد هذه الرؤيا وأنا محافظة ٌ على الصلاةِ ، أنا وابنتي ، مع أنّ عمرَ ابنتي لا يتجاوزُ العشرَ سنينَ !! ،
انتهت المكالمة ، ولكنّها والله ذرّفتِ الدموعَ في عين ِ المذيعةِ ، وفي عيني
والله لم أتمالكَ دمعاتِ عيني ، وأنا أتأملُ في تلكَ الصغرةِ كيف حرِصَ عليها النبيُ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ، وكيف امتثلتْ أمرهُ عليهِ الصلاة ُ والسلامُ إذ بادرتْ فوراً للمحافظةِ على الصلاة ِ ،
كيفَ أكرمتْ هذه الصبية ُ الصغيرة ُ ، برؤيةِ سيّدِ الأولينَ والآخرينَ محمدٍ – صلّى الله عليهِ وآلهِ وسلّمَ – ، وهو يأمرها بالصلاةِ ، ويأمرها بأن تسلمَ ، فمن لم يصلّي فهو ليسَ بمسلم ٍ ،
ياه ،
كم أنتَ رحيمٌ بأمتكَ يا رسولَ اللهِ – صلّى اللهُ عليكَ وسلّمَ – ،
حتّى تلكَ البنتُ الصغيرة ُ أردتَ إنقاذها من النّار ِ ، إذ جئتها مناماً ، فأخذتَ بيدها إلى روضتكَ ودينكَ ،
وصدقَ اللهُ : (( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم ، عزيزٌ عليهِ ما عنتم ، حريصٌ عليكم ، بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيمٌ )) ،
أخي الكريمُ ، يا ما فرطت بالصلاة ِ وتركتها : لقد جاءكَ داعي الهدى من رسول ِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم ، وأنت مستيقظٌ ، ففي الحديثُ : (( العهدُ الذينَ بيننا وبينهم الصلاة ُ ، فمن تركها فقد كفرَ )) ،
أفلا تُسلمَ يا رعاكَ اللهُ !! ،
دمتم بخير
وشكرا اختي رساله على الرد