بريد النجوم
من الأدب التركي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اورخان محمد علي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اورخان محمد علي
عندما لم يحدد الأطباء علاجاً لمرضه قام أحدهم بأعطائه عنوان رجل عجوز عُرف انه أحد أولياء الله وان العديد من المصابين بامراض مستعصية شفوا بفضل دعائه .
وضع الرجل العنوان في جيبه يائسا ، وخرج من عند الطبيب إلى الشارع ، وهناك رأى صبياً بين السادسة والسابعة من عمره يبيع الكعك في زاوية من الزقاق … كان الصبي ينظر اليه ببراءة ويبتسم وكأنه يعرفه من قبل
توقف الرجل عن السير فجأة ، إذ خطر بباله ما كان يعتقده دائما وهو أن الأطفال في هذا العمر يكونون بريئين وبدون آثام … نظر إلى الصبي … كان هناك حرف ( و ) على القميص البالي الذي يرتديه … قال في نفسه : هذا هو الحرف الأول من كلمة " ولي " … ماذا لو كان هذا الصبي هو الولي الذي اريده … توجه اليه واشترى منه كعكة ثم قال له :
وضع الرجل العنوان في جيبه يائسا ، وخرج من عند الطبيب إلى الشارع ، وهناك رأى صبياً بين السادسة والسابعة من عمره يبيع الكعك في زاوية من الزقاق … كان الصبي ينظر اليه ببراءة ويبتسم وكأنه يعرفه من قبل
توقف الرجل عن السير فجأة ، إذ خطر بباله ما كان يعتقده دائما وهو أن الأطفال في هذا العمر يكونون بريئين وبدون آثام … نظر إلى الصبي … كان هناك حرف ( و ) على القميص البالي الذي يرتديه … قال في نفسه : هذا هو الحرف الأول من كلمة " ولي " … ماذا لو كان هذا الصبي هو الولي الذي اريده … توجه اليه واشترى منه كعكة ثم قال له :
– قال الأطباء انني مريض جداً … هل تستطيع أن تدعو لي بالشفاء ؟
دهش الصبي أمام هذا القول وهذا الإقتراح … هزَ رأسه علامة الموافقة وقال :
– انني ايضا أمرض كثيرا ، ولكن جدي يقول ان الذين يؤمنون بالله عندما يموتون فانهم يطيرون إلى النجوم حيث يشاهدون الجنة من هناك … لذا أنا لا أخاف من المرض .
أحس الرجل براحة نفسية ، وداعب خد الصبي المزرق من البرد وهو يقول :
– لقد صدق جدك … ولكني مع هذا أريد العون منك .
أدرك الصبي قيمه دعائه فقال وهو يشير إلى بائع البالون الذي كان ماراً :
– سأدعو لك … ولكن ان شفيت فاني أريد منك أن تشتري لي عشر بالونات … هل اتفقنا ؟
هز الرجل رأسه علامة الموافقة ، ولكن خطر للصبي انه لم يكن عادلا عندما طلب من الرجل مثل هذا الكنز الثمين فقال وقد احمر خده من الخجل :
– ليس ضروريا ان تكون البالونات من النوع الطائر … أريد بالونات من النوع العادي .
دهش الصبي أمام هذا القول وهذا الإقتراح … هزَ رأسه علامة الموافقة وقال :
– انني ايضا أمرض كثيرا ، ولكن جدي يقول ان الذين يؤمنون بالله عندما يموتون فانهم يطيرون إلى النجوم حيث يشاهدون الجنة من هناك … لذا أنا لا أخاف من المرض .
أحس الرجل براحة نفسية ، وداعب خد الصبي المزرق من البرد وهو يقول :
– لقد صدق جدك … ولكني مع هذا أريد العون منك .
أدرك الصبي قيمه دعائه فقال وهو يشير إلى بائع البالون الذي كان ماراً :
– سأدعو لك … ولكن ان شفيت فاني أريد منك أن تشتري لي عشر بالونات … هل اتفقنا ؟
هز الرجل رأسه علامة الموافقة ، ولكن خطر للصبي انه لم يكن عادلا عندما طلب من الرجل مثل هذا الكنز الثمين فقال وقد احمر خده من الخجل :
– ليس ضروريا ان تكون البالونات من النوع الطائر … أريد بالونات من النوع العادي .
مد الرجل يده وصافح الصبي … لقد تم التفاهم وتم العقد ، ولم تبق هناك سوى التفاصيل … سيقابل الصبي بعد سته أشهر ان شفى من مرضه ، أي سيقابله في عيد الفطر ، واذا حدث شيء طارئ يمنعه من المجيء فسيرسل اليه البالونات بالبريد.
بعد ان سجل الرجل اسم وعنوان الصبي على ورقة ربت على رأس الصبي وودعه .
مر شتاء قارس، وعندما حل شهر رمضان لم يبق هناك أثر من مرض الرجل … كان سعيدا جدا فقد عاد إلى الحياة مرة اخرى . ولم ينس الصبي ، بل اشترى له علبة جميلة من البالونات وبدأ ينتظر اليوم الأول من العيد بفارغ الصبر ، وعندما حل العيد أسرع إلى مكان اللقاء . لم يجده … كان المكان مملوءً بالأطفال الفرحين بالعيد ، ولم يكن أحد من باعة الكعك يعرف الصبي … ذهب إلى دكان بقال قريب وسأل عن الصبي ، أجاب البقال :
– لقد كانت رئة الصبي مريضة ، وقد توفي الصبي قبل اسبوع واحد .
نزل هذا الخبر كصاعقة على رأس الرجل … ترك الدكان وأسرع إلى أول بائع بالون وأعطى له قبضة من النقود قائلاً :
– أريد عشر بالونات من هذه البالونات الطائرة … أسرع! … علهّا تصل إلى مكانها بدون تاخير .
بعد أن ربط الرجل خيوط البالونات التي قدمها اليه البائع قرأ البسملة ثم أطلقها إلى السماء … دهش البائع مثل دهشة الآخرين حواليهم … لم يتحمل البائع فسأل :
– لم أفهم ما فعلته ياصاحبي … لماذا أطلقتها هكذا ؟
قال الرجل وهو يراقب صعود البالونات إلى السماء بعيون دامعة
– هناك صديق صغير لي ينتظر هذه البالونات … صبي وليّ … لقد أرسلته إلى عنوانه فقط .
بعد ان سجل الرجل اسم وعنوان الصبي على ورقة ربت على رأس الصبي وودعه .
مر شتاء قارس، وعندما حل شهر رمضان لم يبق هناك أثر من مرض الرجل … كان سعيدا جدا فقد عاد إلى الحياة مرة اخرى . ولم ينس الصبي ، بل اشترى له علبة جميلة من البالونات وبدأ ينتظر اليوم الأول من العيد بفارغ الصبر ، وعندما حل العيد أسرع إلى مكان اللقاء . لم يجده … كان المكان مملوءً بالأطفال الفرحين بالعيد ، ولم يكن أحد من باعة الكعك يعرف الصبي … ذهب إلى دكان بقال قريب وسأل عن الصبي ، أجاب البقال :
– لقد كانت رئة الصبي مريضة ، وقد توفي الصبي قبل اسبوع واحد .
نزل هذا الخبر كصاعقة على رأس الرجل … ترك الدكان وأسرع إلى أول بائع بالون وأعطى له قبضة من النقود قائلاً :
– أريد عشر بالونات من هذه البالونات الطائرة … أسرع! … علهّا تصل إلى مكانها بدون تاخير .
بعد أن ربط الرجل خيوط البالونات التي قدمها اليه البائع قرأ البسملة ثم أطلقها إلى السماء … دهش البائع مثل دهشة الآخرين حواليهم … لم يتحمل البائع فسأل :
– لم أفهم ما فعلته ياصاحبي … لماذا أطلقتها هكذا ؟
قال الرجل وهو يراقب صعود البالونات إلى السماء بعيون دامعة
– هناك صديق صغير لي ينتظر هذه البالونات … صبي وليّ … لقد أرسلته إلى عنوانه فقط .
روووعه ..
قصة مؤثره .. وحوار ممتع ..
بريد نرجوا منه رحمة الخالق وعفوه ..
جزاك الله خير
شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
ووفقك الى مايرضاه
والله قصة مؤثرة ومعبرة
رائعة لا تكفيها … فهي غزيرة بمعانيها
جزاك الله خيرا … وبارك فيك
ننتظر منك المزيد
شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
قصة مؤثرة بحق
لمست موضع الالم في القلب بمعانيها الثرية
صدق المولى حين قال…
" ادعوني استجب لكم"