سَألَـتْ أختها أثناء اتِّصالِها الإلكترونيِّ بها و قد اغرورقت بالدَّمع عيْناها :
– أمّي لم تعُدْ تَـقْوى على فراقِكِ يا أختي , و الشَّوقُ أرهقَ قلوبنا , و الحنينُ أدْماها !
فقد مرت أربعُ أعوام و أكثر مُذْ جِئتِ لِـزيارتنا آخر مَرَّة *
فأجابتها قائلة :
– الأملُ موجودٌ يا حبيبتي بيْدَ أنَّـا لم نكنْ نَلحظهُ , أوْ ربَّما كنّا نراهُ ضوءًا خافتًا
تتّسَعُ مِساحاتهُ كلَّما مرَّتِ بِنا الأيّامُ و مضتْ السُّنُونُ تَـتوالى ..!
هكذا كنت أراه .. ! و أنا أُخفي أحاسيسي عنكم عندَ كلّ اتّصالٍ و سُؤْلْ
عن مواعيدِ اللقاء المنتظر !
كنتُ أُسْكِـنُ آهاتي
بأنّ اللهَ عندَ ظنّي به و أنا أَسْتَودِعهُ الآمالَ ( المُؤجلة ) !
و أتلو عليها :" إنََّما يُوفَّى الصَّابرُونَ أجرهُم بغير حساب "
" و اللهُ يُحبُّ الصَّابِرين "
و كم تلاقتْ أدمُـعي بحبَّاتِ المطر و دعواتِ الجنَّةِ و لقاءٍ ( بعيــد ) ..!
كم كنتُ غافلةً يا أختي !
ربَّما لأجْلِ تلكَ الأعباءِ التي نُكابِدُها كُـلّ سَفْرَة , والمساحات المتمدّدة التي تفصلنا ..!
و أسبابٍ عدَّة تتجدّد مع تجدّدِ الصَّباحات و انبثاقِ أنوارِها !
لمْ أكنْ أعِي قولَ ربِّي سُبحانه :
" لا يُكلِّفُ اللهُ نفْـسا إلاَّ وُسعها "
أوْ ربَّما استأصلتُ جُذورها هُناك ! "
و قوله تعالى : " ليَسَ كمِثلهِ شَيءٌ
و هو السَّميعُ البَصيرُ "
؛ البصيرُ بأوجاعنا / بآهاتنا ,
السميعُ للأنينِ المُختبئِ بداخلنا و حكايا الاشتياقِ تُهدهُدُها دَمعة !
يــــاه ! كم همسَ لي قلبي ذاكَ الصَّباح
مع اللهِ لا نشقى بِدُنيانا !
كيفَ سهونَا أنّ تدبيرهُ لنا في كلّ شيء أجمل , بل أرحمُ حتَّى بذواتنا مِنَّا !
كم اكتظّت خَفقاتي بأحلامٍ كنتُ أحسبُها مؤجّلة ,
و اعتذرات و استغفــار
عندما جالستُ زوجي و علمتُ أنَّهُ يُفكِّرُ في انتِـقالنا للعيشِ في وَطنٍ آخر مُجاور ..
و أنَّ لقاءنا سيُصبِحُ أيسر , كما كنَّا في زمنٍ مضى , و اجتماعاتنا الحُـلوة
في قلبي كالسُّكَّر !"
أسكنتُني عالمَ فرحٍ كنتُ أُنهرُ عنِّي مَـسرَّاتهِ؛ فأحضانُ أمّي بعيدة ,
و حنانُ أبي عنّي قَصِيّ ؛ أرمقهُ في ِصوتهِ المتعب المكبّل بالحنين ذات اشتياق
و عباراتهِ الشَّجيّة .
و أخي و أختي , و تَـفاصيلَ كثيرة تُثْـقِلُني .. !
في ذاكَ الصَّباح رَفْـرَفَ قلبي للآفاق و أطللَتُ على الدّنيا بأملٍ مُبْصَرْ !
و ثقةٌ بالله قدْ عَـظُمتْ !
لمْ أعُدْ أحسَبُ المَسافاتِ التي تفصلنا يا أخْتي
و سأنتظرُ مَوْعِـدَ لِـقاءٍ دَانٍ غَيْـرَ آجِـل :")
حتَّى إنْ لم يكتبِ الله لنا انتقالنا للبلد الآخر ..
فلنْ أبتئِـسْ :")
لقدْ علَّمني ربِّي و ربَّاني
و الحمدُ لله رحيمي و رحماني ..
ما دُمنا مع الله يا أُخْتي لنْ نشقى
بدُنْيانا :")
اجتهدت أملي هنا حتى تبعث لنا رسالة بطريقة مختلفة
جعلت القارئ يشاركها العبرات والحسرات ..
وتقتحم الأشواق قلبه لأناس يحبهم ..
الحروف تثير الشجن و تحرك الآهات المكبوتة داخل أغلبنا .
تناولت أملي قضية الإيمان بالقدر خيره وشره وتقبّله
برضا وقناعة ,, من خلال حوار جميل وممتع وغير ملل
زادت الحوار روعة تضمينه لآيات من القرآن الكريم .
هي تتكلم وتطرح الدليل بنفس الوقت ..
فكان كلامها مرهفا رقيقًا ، وكانت الآيات الدليل البيّن .
أصفق إعجابا بقلمك أملي جنة ربي
واصلي أختاه
طريقان لك متابعة فقد راق لها حرفك ِ
وفقك الله .
مع اللهِ لا نشقى بِدُنيانا !
وكيف يشقى من كان مع الله ؟!
إنّه لن يشقى في الدّنيا ولا في الآخرة
وكيف ييأس من كان بالله أمله ؟
وهو يثق يقيناً أن الله على كل شيءٍ قدير
في دنيانا .. لا نملك أعظم من ثقتنا بالله
ولا يطبطب على مواجعنا إلا إحسان ظننا به
ولا يطمئن قلوبنا المتعبة إلا أملنا به
لأنه ربّ الخير سبحانه
ولا يأتِ من ربّ الخير إلا الخير
:
رفيقة الحرف والدرب ()
كلماتُك تحفر عميقاً لتبدّد جذور اليأس المتشعّبة في بعض النّفوس
وترسم بألوان الأمل لوحةً اليقين والرّضا بأقدار الله
بُوركتِ وبُورك مدادكِ العذب
=)
:
وهذا المحتوى الذي يصف ألم الفراق والغيبة
ولكن وكما أشرتِ غاليتي أملي
لنكن مع الله ونتوكل على من قدَّر المقادير
لنتيقن بأن سعادتنا مع الرضا بهذا القضاء
الأسلوب كان موفقا والوصف لامس القلب
استمري على بركة الله ياغالية
بورك هذا المداد
فهنا من أجل الاستمتاع بعطر الكلمات
سواء من الخاطرة أو الردود
سعيدة أنا وسعادتي لا حدود لها
و ما أسعدني بمتابعة طريقان
و تعليقاتها القيّمة
التي تنعشُ الأرجاء
سعيدةٌ أنا بكِ
نفع الله بكِ يا حبيبة
و زادكِ من فضله
و جعلكِ مباركة أينما حلَلتِ ()
آمين و إيَّاكِ يا حبيبة
حضوركِ بهجة لو تعلمين : )
شكرَ الله لكِ
وجعلكِ كالمطر
أينما وقع نفع ()
ما أسعدني بتواجدكِ يا حبيبة
نفعَ الله بكِ
و أسعدكِ بقُربه و زادكِ من فضله ()
دامت السعادات تحتوي قلبكِ ()
كيفَ إن حدّثتُكم يا أصدقاء
عن موعدٍ قد دَنـا
و قدْ هلَّتْ تباشيرُ
إن حاكيتُم عن مفتاح ؛
ليسَ كأيِّ مِفتاح !
لعلَّ الحرفَ يجودُ ..
فأعود ..()
:")
البنفسجيّ هُوَ اللَّونُ المُفضَّلُ لأُمّــي ()+
وروعة مانــثرتي .. وجمالية طرحكـ ..
اتمنى دائما متميزه في الانتقاء
سلمتي يالغاليه على روعه عطائك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعة مواضيعك