يحقق صيام شهر رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام.. فعلينا أن نستعد له ونحرص علي أن يكون صياما مقبولا وأن يكون تناول وجبتي الإفطار والسحور بطريقة صحية لتجنب العطش والجوع والتوتر العصبي والصداع والخمول والكسل, الذي يشكو منه البعض. وحتي يتحقق ذلك يقول د. زكريا عبداللطيف سلامة أستاذ الجهاز الهضمي والفحص بالموجات فوق الصوتية بجامعة القاهرة إنه ينبغي أن نعرف أن الجهاز الهضمي من الأجهزة التي تعمل وقت تناول الوجبات فقط, فيفرز عصارة نحو9 لترات يوميا ويرتاح فسيولوجيا بين الوجبات استعدادا للوجبة القادمة, لذلك فيمكن تدريبه علي إطالة الوقت بين الوجبات كما نعمل في وقت الصيام. فيمكننا أن نعتبر وجبة السحور وجبة إفطار عادية مبكرة, ونعتبر إفطار رمضان وكأنه وجبة غداء متأخرة.. ولراحة الجهاز الهضمي في فترة الصيام يجب أن نبدأ الإفطار تدريجيا مع مراعاة التخلص من أول عرضين يشعر بهما الصائم وهما نقص السكر والعطش, لذا يستحب أن نبدأ بعصائر سكرية, ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث كان يبدأ بالتمر واللبن مما يروي الجسم ويساعد علي سرعة امتصاص السكر بتناول التمر.. كما علينا أن نبدأ الإفطار بشوربة دافئة لتنبه المعدة
قليلا حتي تبدأ العمل ثم نرتاح قبل أن نستكمل إفطارنا بعد ذلك حتي تكون المعدة مستعدة, وعلينا أن نبتعد عن ملء المعدة بأكل سريع وكميات زائدة لما في ذلك من إثارة لها وحدوث تلبك معوي والشعور بعدم الراحة.. كذلك علينا ألا نتناول الماء المثلج في بداية الإفطار فهو يؤدي إلي حدوث تقلصات وسوء هضم بالمعدة.. ويضيف د. زكريا سلامة أن من العادات السيئة أيضا كسر الإفطار بشرب سيجارة أو تناول شاي أو قهوة, لما في ذلك من إثارة للمعدة. كذلك لا يستحب تناول المواد الحريفة والمخللات بكثرة, فيجب أن يكون الإفطار مكونا من جميع المواد الأساسية للتغذية مثل المواد الكربوهيدراتية مثل النشويات والسكريات والبروتينات لحوم وأسماك وطيور وبقوليات, ودهون وأيضا الأغذية التي تحتوي علي الفيتامينات والأملاح المعدنية وأشهرها الخضراوات الطازجة والفواكه.. ويوصي بأن تكون النسب معتدلة وأيضا مراعاة السن فيفضل أن يبتعد كبار السن عن الدهون مع مراعاة الحالة الصحية للصائم.. كذلك يجب مضغ الطعام جيدا ليسهل عملية الهضم والامتصاص حتي يستفيد الصائم من الطعام ولا يصاب بعسر هضم.. ويضيف د.زكريا سلامة انه قد يشعر الصائم بالكسل والخمول والميل إلي ال
نوم بعد الإفطار, وذلك لذهاب كثير من الدم للجهاز الهضمي للقيام بعملية الهضم والامتصاص ويكون هذا علي حساب الدم الذاهب إلي باقي أجزاء الجسم مثل المخ, ولتجنب ذلك علينا الاعتدال في تناول الطعام وعدم النوم أو الجلوس أمام التليفزيون والحرص علي ممارسة أي نشاط.. أما بالنسبة لوجبة السحور فعلينا تناولها كاملة وقبل الفجر مباشرة حتي يحصل الصائم علي الغذاء والماء الذي يكفيه فترة الصيام دون معاناة من العطش والصداع والخمول والعصبية الذي يعانيها البعض.
منقول
باي