د . عائض القرني
بالرغم من أنني قرأت للكثير ولكن يبقى للشيخ الراائع علي الطنطاوي (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ) مكانته الخاصه في قلبي
لا اعلم لم أهوى القرآءه وأستمتع بها وأعيش مع الكاتب وكأني أعرفه
وللكاتب الشيخ علي الطنطاوي أسلوبه المحبب والمميز الذي عرف به وكان يلقب ب/ أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء) وله مؤلفات كثيره
اخترت لكم منها هذا الكتاب الذي يضم ثمانياً وثلاثين مقالة نُشرت بين عامَي 1935 و1966، أي على مدى نحو من ثلاثة عقود، وهو يقع في 286 صفحة من القَطْع المعتاد
وهذا الكتاب يجمع بعضاً من أطرف وأظرف المقالات التي كتبها علي الطنطاوي، بالإضافة إلى بعض من أنفعها وأكثرها شيوعاً.
فمقالة "يا بنتي" طُبعت مفرَدة في رسالة صغيرة عشرات المرات،
وربما بلغ ما طبع منها نصف مليون نسخة. أما قرينتها، "يا ابني"، فليست أقلَّ منها نفعاً وفائدة وإن تكن أقل ذيوعاً وانتشاراً.
وفي الكتاب عدد من المقالات الطريفة التي لا يملك القارئ إذا قرأها إلا أن يقهقه ضاحكاً منها، فمن ذلك
مجموعة مقالات الأعرابي: "أعرابي في حمام" و"أعرابي في سينما" و"الأعرابي والشعر".
وفيه مقالات فلسفية منها: "السعادة" و"بيني وبين نفسي"
و"بين البهائم والوحوش" و"لا أؤمن بالإنسان" و"رقم مكسور".
ومقالات اجتماعية منها: "تسعة قروش" و"اعرف نفسك" و"في الترام" و"في الحب".
الكتاب لا يمل حتى وان قرأ عشرات المرات وأخيراا دعوة من القلب له :
اللهم ارحمه برحمتك رحمة واسعة ، اللهم اغفر له وأحسن إليه حيث هو، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله،
وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ، آمين يارب العالمين
رأيي بالكتاب
انا أقل من أعطي رأيا في ما يكتبه شيخنا الفاضل فهو غني عن التعريف
ولكن هي دعوه من القلب لقرآءة مؤلفاته فهي ستغنيكم عن كل رأي
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .
وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين
«وقد قدر الله لهذا الكتاب من القبول ما لم أكن أرجوه وقت الكتابة، فقد نال المركز الأول في المسابقة، وأقبل عليه الخاصة والعامة إقبالا يغتبط عليه.»
ماذا يعني انتمائي للإسلام
للمفكر فتحي يكن رحمه الله
يتحدث عن بعض الناس الذين هم مسلمون بالهوية . ومسلمون لأنهم ولدوا لأبوين مسلمين .
وهؤلاء لا يدركون معنى انتمائهم للإسلام .. ولا يعرفون مستلزمات هذا الانتماء .
يعني انتمائي للإسلام ..:
أولا : أن أكون مسلما ً في عقيدتي :
مما يستوجب الإيمان بالخالق القدير الحكيم . ثم معرفة الغاية من الوجود
الإنساني . ثم الإيمان ان الخير والشر بمشيئة الله واختياره . ثم الإيمان بان
التشريع حق لله وحده . والتفكر في خلق الله وليس في ذاته . ثم التعرف على
صفات الله .
ثانيا ً : أن أكون مسلما ً في عبادتي :
العبادة هي نهاية الخضوع وقمة الشعور بعظمة المعبود ..
فهي ليست ركعات وحركات بلا معنى .. وليست انقطاعا عن الطعام بلا هدف .
العبادة علاج نفسي أمام عاديات الزمن وكروب الحياة .
ثالثا ً : أن أكون مسلما ً في أخلاقي :
في التورع عن الشبهات .. وغض البصر ..
وحفظ اللسان
والحياء
والحلم والصبر
في الصدق
والتواضع
في الجود والكرم
والقدوة الحسنة
رابعا ً : أن أكون مسلما ً في أهل بيتي :
بدءا ً من مسؤولية الزواج .. في اختيار الزوجة الصالحة
إلى مسؤولية ما بعد الزواج
ثم مسؤولية تربية الأولاد
خامسا ً : أن أنتصر على نفسي :
فلا أركن إلى الأرض .. وأخلد إلى الدنيا
فعلى المسلم ان يجاهد نفسه .. ويصارع أهواءه .. ويسارع إلى التوبة عند الخطأ .
سادسا ً : أن أكون مؤمنا ً بأن النصر للإسلام :
الإيمان المطلق بأ ن المستقبل لهذا الدين .. كونه من عند الله . فهذا يستوجب أن
يكون الأجدر والأقدر على تنظيم الحياة .
فربانيته تجعل له القوامة على سائر المناهج الوضعية . لما يتمتع به من مرونة
وشمولية .
تقييمي للكتاب
ضروري جدا لكل مكتبة مسلمة .
فهو يعرف المسلم بدوره ومهمته في الحياة .
.
بارك الله فيكن
كتب قيمة بالفعل
.
.