قبل رحيل الليـــــــــل …
كـ عادتي ..كلّ ليل …أخرُج من مسكني الكئـيب ..
أتوهُ في الطرقات ..
وَ أستأنسُ بـ حركةِ البشـر ..
أستخرجُ الأنس منْ عُيون العابرين ..
وَ أخنقُ عبراتي منْ منظر البائسين ..
ألتمسُ ..مهرباً منْ ..وحدتـــــــــــــي …وَ أزرع آمالي على طرقات ..
قبل رحيل اللـيل …
أستلقي على كرسيّ ٍ منْ خشب ..لا يعـرف تطريز القصب ..
ألقي عليه بقايا فرشتي ..وَ قليل منَ الورق …وَ مرسَمه بها أسطــّر حُدود وحدتي
أخرج منْ قمقمه …سائلاً أحمر صنعتهُ بـ يدي ..أتى من سيلان إسمهُ (الشاي)
وَ أصبّ منهُ كأس ثمّ أسترخـي …لـِ أتذكـّر أني نسيتُ السكـّر ..
فـ أبتسـم في مرارَه …وَ أشربهُ بـ مرار ِه ..
وَ سمعتُ من بعـيد صوتاً …يُنادي فلاً منْ يشـتري الفلّ ؟
كانَ صوتها نوعاً منَ السّحر ..
وَ حبّات منْ قطر ..
وَ ضاعَ صوتها في الزحام …فلّ منْ يشـتري فلاً ?
يرتفع الصّوت حيناً ثمّ يخفت ..لكنـّـه لا ينتهي ..
وَ حاولتُ أنْ أتناساه …لكنـّه شلال منْ قبل
وَ إرتفع الصّوت أكثر
أكثر
أكـــثر
ثمّ توقـــّــــــــف ..
وَ جاء صوتها هامساً في رقة ٍ وَ أدب …
هلْ تـُريــــــــــــدين فلاً أيتّها السـيّدهـ ؟
أشرتُ لها ….بلا ..
ولمْ أرفع إليها النظر
لمْ تُُمهـلني …
قالت : لمَ أنتَ وحدكِ …وأينَ رفيقة وحدتكِ ..؟
فـ نظرتُ إليها مُستغـربةً ..
أطلتُ النظر إلى عينيها …وَ في نفسي العجَب من جُرأتها
لمْ تهــتم ..
قالت : أينَ رفيقتكِ ..؟ لمَ أنتِ وحدكِ ؟
حاولتُ أنْ أبتسـم …لـِ أبدأ معها ..كلامي بـ لطف ٍ وَ حنان ..
خوفاً على مشاعـرها …
لـ إختراقها أسوار وحدتي ..وَ الشجن
قلتُ لها : موجُودهـ .
قالت : لكنـّي لا أراها .
قلت : هـو رب العالمين ..
قالت : إذاً لنْ يأتي ؟؟
قلت :ابتسمت برقةٍ وقلت لا لن يأتِي الآن .. ولكني سأراه يومَ الحساب ..
فهو أعلمُ بهمي وبوحدتـي
قالت : إذاً .لنْ تشترين منـّي الفلّ ..؟
قلتُ لها : كيف تقطفـين ورداً شذيّاً…لـ تبيعـيه بـ ثمن ٍ رخيص؟؟
قالت …
أحدُنا يجب أنْ يمُوت .أنا ..
أو هو ..
لاحظتْ في عيني جهلي بـ كلامها ..
فـ بادرتني بـ أسئلة ٍ كـ الرّصاص …
هلْ لكِ أهل ؟؟
أم ؟ أو ..أب ؟
هلْ لكَ وطن ؟؟
هلْ لكَ جار يمسح عن عينيكَ الدمعه ؟؟
هلْ لكَ إخوه يخافون على سُمعتك ..؟
هلْ لكَ بيت آخر النهار تأوي إليه ؟؟
هلْ لكَ حبـيب تلمس كفـّيه ؟؟
هلْ لكَ مال يُغـنيك ذلّ السؤال ؟؟وَ طرق الطرقات ؟؟
لمْ تنتظـــــــــــر منـّي الجواب …
ردّت قائله أنا ….لا أحد ..
وَ سال الجرح منْ عينيها ..وَ زاد سواد الليل في عيني سواد
لمْ تبلغ منْ عُمرها 8 سنواتِ ..
وَ زارها الهمّ وهي طفلةٌ في عمرِ الزهو ..
طأطأتُ رأسي خجلاً …وَ عرفتُ أنّ دمعها سَـيكون عليّ يوماً شاهداً
أردتُ أنْ أخفف عنها ..
فـ قلت : نحنُ غرباء هُـنا ..
كلّ البشـر بعض منْ جـراح …
وَ لـ ربّ السماء حكم في العـباد ..
غداً تشرق شمسكِ ..في سماءِ أيّامك …وَ يهجُر الخوف مضجعك ..
وَ تُزهر وُرووود الفلّ في حديقةِ الدار
وَ استدارت كما يسـتديرُ الزمان …
عندما يستقصد إنسان ..
نظرتْ للمجهول …إلى ظلام الليل ..لـ أشباح الليالي …بعــيده لا يراها سِـوى البائسون ..
وَ صمتت لحظه ..خلتها ألف عام .ثمّ سألتني …
أتعـتقـدين أيتّها السـيّدهـ ..أنّ شمسي سَـ تشرق يوماً …وَ سَـ يرحل عنْ تكويني كابُوس الخوف ؟؟
قلـــــــــــتُ نعم ؟؟
قالت : ولكنــّـــــــــــــي يتيـمه …
لا أب ..لا أمّ ….لا أحد ..إلا بعض لصُوص المساء ..
وَ نظرات الجائعـين لـ جسدِ الشقاء ..
وَ شفاه تتراقص ..على صدري وَ تغـريني بـ البغاء ..
لا أحد لي .سِـوى الليل …وَ طرقات الأيّام …
وَ ذئاب بشـــــــــــريّه تعـتقـد أنّ مالها …يشـتري شرفَ الشقاء .
أتــُــــــــــري تشرق شمسي غداً ؟؟
هززتُ رأسي موافقةً ..
لكنـّها لمْ تُمهلني …و في نشوةِ إقناعها لمْ تتركني ..
قالت : أنتِ واهـــــــــــــــــــمة ..
ليسَ للأيتام مكان .
رددتُ عليها ..
اللهُ منْ أراد ..واللهُ القادر على كلّ شيء ….
إستغفـري لـ والديكِ وَ أشعـلي شمُوووع الأمل ..
قالــــــــــــت : والدَيّ ؟؟
قلتُ نعـم ؟؟
قالت : ليتني أعرفهُما لـِ أحرقهُما بـ نار شقائي ألفَ عام ..
ضــــــــــاقَ بي الكون …
تمنـّيت لو أستطيع …صفعها ..
لمْ تتركني في حيرتي …
قالت : أنا لا أعــــــــــــــــــــرفهُما ..
أنا لقيـــــــــــــــــــــطه …
هذا جناهُ أبي عليّ وما جنــيتُ على أحد..
وَ جمعتْ ما نثرت منْ فلـّها …
وَ رحلــــــــــت ..
وَ كأنّ بها تصـــرخ …منْ أعماق رُوحها ..
ورد …فلّ ..لصديقة ؟؟
بـ دم الخطـيئه مُخضـّب …منْ يشـتري منـّي الورد ..؟ وَ يحمي شبابي ..منَ الضياع ؟
وَ أسدلت دمعـَــــــــــــــه من عيني السّـتار ..
يـاتُرة هل ستشرقُ شمسها غـداً ؟؟
ذهبت إلى بيتــي داعيةً لهـا بكل خير ..
وأنـا أتذكرُ كلاماتهـا فلٌ .. من يشتري الفلَ ؟؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الاخت الفاضله القلم الوردي حفظها الله
شاكرة لك مرورك ..
غاليتي ..
القلم الوردي
قصتك جميلة…بل رائعه..
تحكي حال هؤلاء اللقطاء..
حفظنا الله واياك من كل سوء..
وحمى المسلمات من عبث الذئاب …
..
لا تحرمينا من مداد قلمك الوردي..
حفظك الباري
بارك الله فيك..
المحبه لولو
اخت غاليه
وقلم قمة في الابداع
القلم الوردي
يغيب فيابى الا العودة بكل ماهو رائع ومتميز
فكرة رائعة والاروع منها طريقة طرحها
اسلوب متميز براق يهز الوجدان ليشعر بكل كلمة وكل حرف ينطق بها
عزيزتي لقد وصفت مشهد رائع لناس الله اعلم بحالهم
اسال الله ان يرحمهم ويوفقهم الى مايحبه ويرضاه
ونحن معهم فمالنا سوى الدعاء والتوكل على الواحد الجبار
دام ابداع قلمك ولكن لا تطيلي علينا الغيبه
حفظك الله ورعاك
.. نااصحــــة ..
راائعـة هي إطلالتــك .. في كل الموااضيــع ..
كم أسعـد حينمـا أجد اسمــكِ على صفحتـــي ..
وكم أسعــد حينمــا أجد ماكتبته أعجبــكِ ..
شكراً لكِ غاليتـــي ..
ولا حرمتِ من الأجر ..
وفيــكِ عزيزتــي ..
جزيتِ خيراً على مروركِ ..
ده اول رد ليه هنا في الموقع وبجد القصه اكتر من رائعه وبحييك عليها
وإن فعل فكيف يصف رقي فكرك
وإن فعل فكيف يصف رقة إحساسك
كلماتك هزت كل كياني
أدمعت القلب قبل العين
فالطفولة المعذبة هي كل الألم
اللهم إرحم أطفالنا من التشرد
من الإرهاب
من الظلم
من عذاب دنيا الغدر واللا رحمة
………………………………………….. ..
دام إبداع قلمك…..