أختي الحبيبة: سلام الله عليك ورحمتهوبركاته..
فها أنا ذا أمد يدي إليك.. وأضع كفي بكفك لنمشيسوياً على الصراط المستقيم …
أعطني يدك..
أختي الحبيبة .. إن هذه الخطايا ما سلمنا منها فنحن المذنبون أبناءالمذنبين.. ولكن الخطر أن نسمح للشيطان أن يستثمر ذنوبنا ويرابي في خطيئتنا . أتدرينكيف ذلك ؟
يلقى في روعك أن هذه الذنوب خندق يحاصرك فيه لا تستطيعين الخروجمنه.
أختي الحبيبة.. تصوري إذا مات الإنسان من غير توبة وهو يسحب على وجهه وهو أعمىفي نار حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وطعام أهلها الزقوم وشرابهم فيها الصديد ( يتجرعهولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ) إبراهيم17
يسحب على وجهه في نار ( وقودها الناس والحجارة ) التحريم 6
النار وما أدراك ما النار..
فتذكري ـ رحمكالله ـ (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثي في النار يسجرون)غافر 71-72
تذكري أختي( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعناالله وأطعنا الرسولا ) الأحزاب 66
أهل النار .. ( ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع )الغاشية 6-7
أهل النار .. ( وإن يستغيثوايغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) الكهف 29
استمعي إليهم ( وهم يصطرخونفيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ) فاطر 37
يقولون .. فاسمعيما يقولون ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإنعدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ) المؤمنون106-108
إخواني ..(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقواونذر الظالمين فيها جثيا) مريم 71-72.
فتفكر فيما يحل بك إذا رأيت الصراط وحدّته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم منتحته ، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وزفيرها ، وقد كلفت أن تمشي على الصراط معضعف حالك ، واضطراب قلبك.. والخلائق أمامك يسيرون عليه ، فناج مسلم ، ومخدوشمرسل ، ومكردس على وجهه في نار جهنم .. (فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النارلهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربكفعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاما شاء ربك عطاء غير مجذوذ).
أختي الحبيبة.. إذا كان الحال كذلك فلا بد منوقفة مع النفس لمحاسبتها والسير بها إلى رضوان الله تعالى قال سبحانه ( ففروا إلىالله ) فهذا هو الملجأ والملاذ ـ الفرار إلى الله تعالى ـ قال ابن الجوزي ـ رحمهالله ـ في قوله تعالى ( ففروا إلى الله ) : بالتوبة من ذنوبكم ( زاد المسير 841).
التوبة: ترك الذنب على أجمل الوجوه، وهو أبلغ وجوه الاعتذار، فان الاعتذار على ثلاثة أوجه:-
أما أن يقول المعتذر لم أفعل.أو يقول فعلت لأجل كذا.أو فعلت، وأسأت، وقد أقلعت ،ولا رابع لذلك، وهذا الأخير هو التوبة.
والتوبة في الشرع: ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، و العزيمة على ترك المعاودة و تدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة، بقصد القربة المطلقة إلى الله سبحانه, فمتى اجتمعت هذه الأربع فقد كملت شرائط التوبة.
«و تاب الله عليه» – أي قبل توبته منه -. فالعبد تائب إلى الله. و الله تائب على عبده.
والتوّاب: العبد الكثير التوبة، وذلك بتركه كل وقت بعض الذنوب على الترتيب، حتّى يصير تاركاً لجميعها.
والتوبة حسب منطق التوحيد تأتي كأثر لابد من تجليه وتحققه في نظام الخلق ، ما زال خالقه متصفاً بصفات لابد وان تترشح من جوانبها فيوضات الخير، وهذه الصفات هي:
أولاً: الحلم، وجاءت صفة الحلم في أغلب الموارد القرآنية مقرونة بالمغفرة ، إذ لا يمكن أن تصدر المغفرة إلاّ من حليم، ولا يكون الحليم إلاّ غفورا.
فقد وردت لفظة حليم في القرآن الكريم في أحد عشر موضعا، في تسع سور من القرآن، اقترنت فيها صفةالحلم بالمغفرة ست مرات، واقترنت الخمس الباقية منها بصفة الغني والعلم والشكر.
والحلم بالنسبة للإنسان هو ضبط النفس عن الغضب، وتحقق طول الأناة عنده، أما بالنسبة لله سبحانه، فهو إمهال الإنسان، و تأجيل العقوبة، وعدم التعجيل بها، وإعطاؤه المدد الكافي لمراجعة نفسه، وإمهاله للعودة والرجوع.
أما المغفرة من الله سبحانه، فهي أن يطهر عباده ويصونهم من العذاب، ويمحو عنهم سيئاتهم، ويستر عليهم ذنوبهم و عيوبهم، فلا يفضحهم; قال تعالى:
(لا يُؤاخِذُكُم اللهُ باللَّغْوِ في أيْمانِكُمْ وَلكنْ يُؤاخِذُكُم بما كَسَبَتْ قلُوبُكُم واللهُ غفورٌ حَليم) (البقرة/ 225)
(… واعلموا أنَّ اللهَ يَعلمُ ما في أنفُسِكُم فاحْذَروهُ واعلموا أن اللهَ غفورٌ حَليم) (البقرة/ 235)
ثانياً: العفو والقدرة، فاتصافه بالقدرة أساس يبنى عليه العفو، وتنتج عنه التوبة، لأنه لا يعفو إلاّ المقتدر، ولا يهب إلاّ المالك.
قال تعالى (…ولَقدْ عفا اللهُ عنهمْ إنَّ اللهَ غَفُورٌ حَليم) (آل عمران/ 155)
وقال (إنْ تُبْدُوا خيرا أو تُخفُوهُ أو تَعفوا عن سُوء فإنَّ اللهَ كان عَفُوَّا قديرا) (النساء/ 149)
وقال تعالى (فأولئك عسى اللهُ أنْ يَعفُوَ عنهُم وكانَ اللهُ عَفُوَّاً غفورا) (النساء/ 99)
ثالثاً: اللطف.
واللطف الإلهي: هو الرفق بالعباد والرقة عليهم.
ويتجلى هذا اللطف الإلهي في تيسير الله لكل ما من شأنه أن يقرب العباد من الطاعة، ويبعدهم عن المعصية; ولا يسد أمامهم أبواب الرجوع إليه بعد التمرد عليه، لئلا تكون نهاية شوطهم في هاوية العذاب والبعد عنه سبحانه.
لذا كانت التوبة مظهراً من مظاهر تجلي اللطف، وحالة من حالات ظهوره في دنيا الإنسان.
وقد أورد القرآن الكريم صفة اللطف في سبع مواضع مختلفة من موارده; جاءت منها صفة اللطف هذه مقترنة في خمس مواضع بصفة(خبير)، لوجود العلاقة الذاتية بين صفتي اللطف والخبرة; فهو سبحانه مطلع على ما في نفس الإنسان من ضعف و عجز يحولان دون احتفاظه بخط الاستقامة في كل ما يصدر عنه، قال تعالى (ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهوَ اللطيفُ الخبير) (الملك/ 14)
والود هو المحبة. والرحمة: هي رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم.
(وَقُلْ ربِّي اغفرْ وارحمْ وأنتَ خيرُ الراحمين) (المؤمنون/ 118)
(وإلهكم الهٌ واحدٌ لا إله إلا هُوَ الرحمنُ الرَّحيم) (البقرة/ 163)
وهكذا تشخص العلاقة بين الله وخلقه كما أرادها سبحانه أن تكون قائمة على أساس الرحمة واللطف والودّ والمغفرة والعفو والحلم والستر، ليحيى الإنسان وقلبه عامر بالطمأنينة والحب والسلام،ونفسه يملؤها الأمل والرجاء وانتظار الإحسان من رب يتصف بصفات الود والحب هذه.
من هنا كان قبول التوبة أملا يراود قلب الإنسان، ورجاء يعيش في نفسه كنتيجة منتظرة لهذه العلاقة الحبيبة بين الله وخلقه.
قال ابن تيمية: التوبة نوعان واجبة ومستحبة.
فالواجبة هي التوبة من ترك مأمور أو فعل محظور وهذه واجبة على جميع المكلفين كما أمرهم الله بذلك في كتابه وعلى ألسنة رسله. فقد دأب القرآن على رفع صوته في أواسط العاصين، وإعلان عفوه في جموع المنحرفين; بفتح باب التوبة والعفو الإلهي لهم; فخاطبهم (… وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (النور/ 31)
(هو أنشأكم من الأرض واسْتَعْمرَكُم فيها فاسْتغْفِروه ثم توبوا إليه إن ربي قريبٌ مجيب) (هود/ 61)
(يا أيُّها الذين آمنوا توبوا إلى اللهِ توبةً نصوحا…) (التحريم/ 8)
ولهذا صار واجب الإنسان أن يستجيب لهذا النداء ويستفيد من هذه السانحة الفريدة، قبل يوم الحسرة والندامة .. يوم يقول (.. يا حَسْرَتى على ما فرَّطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كنتُ لَمِنَ الساخرين ) (الزمر/ 56)
والمستحبة هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات.
ومن اقتصر على التوبة الأولى كان من الأبرار المقتصدين ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين. ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين إما الكافرين وإما الفاسقين قال الله تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم) سورة الواقعة 7-12.
إليكِ أختي الحبيبة بعض فضائل التوبة حتى تشحذي بها همتكوتفري بها إلى مولاك سبحانه وتعالى:
أولاً-التوبة سبب نيل محبة الله تعالى : وكفى بهذه الفضيلة شرفا للتوبة ، قال الله تعالى (إن الله يحب التوّابين).
ثانياً-التوبة سبب نور القلب ومحو أثر الذنب : فعن أبي هريرة رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء فيقلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها" الحديث رواه أحمد والترمذي وابن ماجهوالحاكم وهو في ( صحيح الجامع1666)
ثالثاً-التوبة سبب لإغاثة الله تعالىلأصحابها بقطر السماء وزيادة قوة قلوبهم وأجسامهم : قال الله تعالى على لسان هودعليه السلام ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) هود 52.
رابعاً-التوبة تجعل المذنب كمن لا ذنب له : فعن أبي سعيد الأنصاري ، رضي الله عنه ـ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"الندم توبة ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له" أخرجه الطبراني في الكبير وهو في(صحيح الجامع 6679).
خامساً-التوبة أول صفات المؤمنين ( التائبون العابدونالحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكروالحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) التوبة112.
سادساً-التوبة سبب في فرحالرب سبحانه وتعالى : فرحاً يليق بجلاله وعظمته سبحانه ، قال صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاةفانفلتت منه وعليها طعامه قد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك ، إذ هو بها قائمةعنده." متفق عليه.
سابعاً – أن الله تعالى علّق الخير والفلاح بالتوبة: فلا سبيلإلى نيل خيرات الدنيا والآخرة إلا بها ، قال سبحانه ( وتوبوا إلى الله جميعا أيهاالمؤمنون لعلكم تفلحون ) النور31.
أختي الغالية .. لقد جعل الله في التوبة ملاذاًمكيناً وملجأً حصيناً ، يلجه المذنب معترفاً بذنبه، مؤملاً في ربه، نادماً علىفعله ، غير مصر على خطيئته ، يحمي بحمى الاستغفار ، ويرجو رحمة العزيز الغفار ، إلاأنه توجد بعض العوائق في طريق سير العبد على التوبة بإمكانه التخلص منها عن طريق عدة أمور هذه بعضها:
1. الإخلاص لله أنفع الأدوية: فإذا أخلص الإنسان لربه ، وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها، وأمده بألطاف لا تخطر بالبال ، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه قال الله تعالى(لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) يوسف 24.
2. امتلاء القلب بمحبة الله عز وجل: فالمحبة أعظم محركات القلوب ، فالقلب إذا خلا من محبةالله ـ تعالى ـ تناوشته الأخطار ، وتسلطت عليه سائر النوائب والمحبوبات ، فشتته ،وفرقته .
3. المجاهدة : قال الله تعالى ( والذين جاهدوا فينالنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) العنكبوت 69
والمقصود بالمجاهدةمجاهدة النفس حتى الممات والسير بها إلى رضوان الله ـ تعالى ..
4. قصر الأمل، وتذكر الآخرة : فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخذ رسول الله صلى اللهعليه وسلم ، بمنكبي فقال : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
قال ابن عقيل ـ رحمه الله ـ : ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال ، فإن كل من عدّ ساعته التي هو فيهاكمرض الموت ، حسنت أعماله ، فصار عمره كله صافيا .
5. الدعاء :فهو من أعظمالأسباب ، وأنفع الأدوية ، ومن أعظم ما يسأل ويدعى به سؤال الله التوبة النصوح ،ولذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل ـ عليهما السلام ـ ( ربناواجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التوابالرحيم ) البقرة 128
وكان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( رب اغفرلي وتب على إنك أنت التواب الرحيم ) رواه أحمد والترمذي .
6. استحضار أضرارالذنوب والمعاصي : ومنها حرمان العلم والرزق ، والوحشه التي يجدها العاصي في قلبه ،وبينه وبين ربه تعالى ، وبينه وبين الناس .
ومنها تعسير الأمور ، وظلمهالقلب وغيرها الكثير..
أخيتي.. هذه بعض الأمور التي تعين على التوبة فعضي عليها بنواجذك ، جعلنا اللهوإياك من التوابين .
ذكر العلماء للتوبة الصحيحة شروطًا ينبغي أن تتوفر وهي:
أولاً: الإقلاع عن الذنب: فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا الذنب من الكبائر أم من الصغائر.
ثانيًا: الندم على الذنب: بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها.
ثالثًا: العزم على عدم العودة إلى الذنب: وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.
رابعًا: التحلل من حقوق الناس: وهذا إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، فلابد أن يعيد الحق لأصحابه، أو يطلب منهم المسامحة.
جزاكي الله خيرا اختي غدير وبارك فيك
جهد ملحوظ جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم تقبل توبتنا وامح خطايانا وارزقنا رضاك والجنة وأجرنا من غضبك والنار
اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب
ونقنا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس
اللهم آمين
دمعت عيناي..
ما شاءالله… تميز كالعادة يا غدير..
بارك الله فيكِ، و نفع بكِ، و أثقل بهذا المجهود موازين حسناتك..
***
بيتان لهما مكانة خاصة جداً عندي:
رأيت الذنوب تميت القلوب … و قد يورث الذل إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب … و خير لنفسك عصيانها
***
اللهم اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين..
صراحه موضوع مفيد
جزاك الله الف خير
مشكورة أختي على المرور والدعاء..
مجهود رائــع ومتميز تشكرين عليه ..
بارك الله فيكِ ..ونفع بك ِ
لاحرمتِ الأجــر
روان,
همس الشجن,
سجايا,
أسعدني مروركم..
وجزاكم الله خيراً على الدعاء.. والتشجيع بالوسام وتثبيت الموضوع..