تخطى إلى المحتوى

¨°o.O نور حياتك بالهدى .واسلك طريق التائبين O.o°¨ 2024.

لاكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي العزيزات كلنا يعلم يقيناً فضل هذه الأيام المباركة التي قاربت على الانتهاء..

وكلنا يعلم أننا ربما لا نعيش لغدٍ بل لبعد ساعة..فيا ترى هل نحن مستعدون لذلك؟؟

أخواتي الكريمات..الاستعداد يبدأ أولاً بتطهير صفحات الماضي من دنس الخطايا والذنوب ..

وما ذلك إلا بالتوبة..
لذلك أعددت هذا البحث المتواضع عن كل ما يتعلق بالتوبة.. أرجو أن ينفع به المسلمين والمسلمات..

ولا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب..

لاكي
ولقد تناولت فيه الحديث عن:

مفهوم التوبة لغة واصطلاحاً

التوبة بين صفات الله تعالى وآثارها

أنواع التوبة من حيث الحكم الشرعي

لماذا نتوب؟ وعن ماذا نتوب؟

أمور تعين على التوبة

ما هي شروط التوبة الصحيحة؟ وما هي التوبة النصوح؟

إلى متى تصح التوبة

ولكي لا تشعروا بالملل وضعت استراحات وفواصل (إعلانيةلاكي) خلال الموضوع أرجو أن تنال على إعجابكم..
لاكي

وللأمانة العلمية هذه هي المراجع التي اعتمدت عليها:

موقع طريق الإيمان

موقع الشبكة الإسلامية

موقع طريق الدعوة

رسالة التوبة لابن تيمية

كتاب التوبة هدم بناء..إنتاج مؤسسة البلاغ

لاكي
ملاحظة1: بإمكانك تجميع كل الفلاشات والأناشيد والخطب التي استخدمتها خلال الموضوع..وحاولي أن تجهزي بها لقاء تجمعي فيه أخواتك في المدرسة أو الجامعة أو جاراتك..وبهذا تكسبين الأجر الكثير وتكونين ممن يدعون إلى الله تعالى..

ملاحظة2: اضغطي على الكلام باللون الأحمر لكي يتم فتح الفلاش أو الأنشودة أو الخطبة..

لاكي

لاكي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ـ صلى الله عليه وسلم ـوبعد:
أختي الحبيبة: سلام الله عليك ورحمتهوبركاته..

أختي.. إنك تحملين قلبابتوحيد الله ناطقاً ، ومن ناره خائفاً ، وفي جنته راغباً ، على الرغم من تفريطك .
فها أنا ذا أمد يدي إليك.. وأضع كفي بكفك لنمشيسوياً على الصراط المستقيم
أعطني يدك..


أختي .. تعال معي نسير علىهذا الطريق علنا نفوز بمحبة الله ورضوانه .. فو الله إني أحب لكِ الجنة.
أختي الحبيبة .. إن هذه الخطايا ما سلمنا منها فنحن المذنبون أبناءالمذنبين.. ولكن الخطر أن نسمح للشيطان أن يستثمر ذنوبنا ويرابي في خطيئتنا . أتدرينكيف ذلك ؟
يلقى في روعك أن هذه الذنوب خندق يحاصرك فيه لا تستطيعين الخروجمنه.


صور تسكب دموع التائبين


أختي الحبيبة.. تصوري إذا مات الإنسان من غير توبة وهو يسحب على وجهه وهو أعمىفي نار حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وطعام أهلها الزقوم وشرابهم فيها الصديد ( يتجرعهولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ) إبراهيم17
يسحب على وجهه في نار ( وقودها الناس والحجارة ) التحريم 6

النار وما أدراك ما النار..
فتذكري ـ رحمكالله ـ (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثي في النار يسجرون)غافر 71-72
تذكري أختي( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعناالله وأطعنا الرسولا ) الأحزاب 66
أهل النار .. ( ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع )الغاشية 6-7
أهل النار .. ( وإن يستغيثوايغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) الكهف 29
استمعي إليهم ( وهم يصطرخونفيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ) فاطر 37
يقولون .. فاسمعيما يقولون ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإنعدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ) المؤمنون106-108
إخواني ..(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقواونذر الظالمين فيها جثيا) مريم 71-72.
فتفكر فيما يحل بك إذا رأيت الصراط وحدّته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم منتحته ، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وزفيرها ، وقد كلفت أن تمشي على الصراط معضعف حالك ، واضطراب قلبك.. والخلائق أمامك يسيرون عليه ، فناج مسلم ، ومخدوشمرسل ، ومكردس على وجهه في نار جهنم .. (فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النارلهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربكفعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاما شاء ربك عطاء غير مجذوذ).

أختي الحبيبة.. إذا كان الحال كذلك فلا بد منوقفة مع النفس لمحاسبتها والسير بها إلى رضوان الله تعالى قال سبحانه ( ففروا إلىالله ) فهذا هو الملجأ والملاذ ـ الفرار إلى الله تعالى ـ قال ابن الجوزي ـ رحمهالله ـ في قوله تعالى ( ففروا إلى الله ) : بالتوبة من ذنوبكم ( زاد المسير 841).

التوبة..التوبة..فما هي التوبة؟!

التوبة لغة و شرعاً و محتوى

التوبة: ترك الذنب على أجمل الوجوه، وهو أبلغ وجوه الاعتذار، فان الاعتذار على ثلاثة أوجه:-
أما أن يقول المعتذر لم أفعل.أو يقول فعلت لأجل كذا.أو فعلت، وأسأت، وقد أقلعت ،ولا رابع لذلك، وهذا الأخير هو
التوبة.

والتوبة في الشرع: ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، و العزيمة على ترك المعاودة و تدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة، بقصد القربة المطلقة إلى الله سبحانه, فمتى اجتمعت هذه الأربع فقد كملت شرائط التوبة.

«و تاب الله عليه» – أي قبل توبته منه -. فالعبد تائب إلى الله. و الله تائب على عبده.
والتوّاب: العبد الكثير
التوبة، وذلك بتركه كل وقت بعض الذنوب على الترتيب، حتّى يصير تاركاً لجميعها.

التوبة بين الصفات و الآثار

والتوبة حسب منطق التوحيد تأتي كأثر لابد من تجليه وتحققه في نظام الخلق ، ما زال خالقه متصفاً بصفات لابد وان تترشح من جوانبها فيوضات الخير، وهذه الصفات هي:

أولاً: الحلم، وجاءت صفة الحلم في أغلب الموارد القرآنية مقرونة بالمغفرة ، إذ لا يمكن أن تصدر المغفرة إلاّ من حليم، ولا يكون الحليم إلاّ غفورا.

فقد وردت لفظة حليم في القرآن الكريم في أحد عشر موضعا، في تسع سور من القرآن، اقترنت فيها صفةالحلم بالمغفرة ست مرات، واقترنت الخمس الباقية منها بصفة الغني والعلم والشكر.
والحلم بالنسبة للإنسان هو ضبط النفس عن الغضب، وتحقق طول الأناة عنده، أما بالنسبة لله سبحانه، فهو إمهال الإنسان، و تأجيل العقوبة، وعدم التعجيل بها، وإعطاؤه المدد الكافي لمراجعة نفسه، وإمهاله للعودة والرجوع.

أما المغفرة من الله سبحانه، فهي أن يطهر عباده ويصونهم من العذاب، ويمحو عنهم سيئاتهم، ويستر عليهم ذنوبهم و عيوبهم، فلا يفضحهم; قال تعالى:
(لا يُؤاخِذُكُم اللهُ باللَّغْوِ في أيْمانِكُمْ وَلكنْ يُؤاخِذُكُم بما كَسَبَتْ قلُوبُكُم واللهُ غفورٌ حَليم) (البقرة/ 225)
(… واعلموا أنَّ اللهَ يَعلمُ ما في أنفُسِكُم فاحْذَروهُ واعلموا أن اللهَ غفورٌ حَليم) (البقرة/ 235)

ثانياً: العفو والقدرة، فاتصافه بالقدرة أساس يبنى عليه العفو، وتنتج عنه التوبة، لأنه لا يعفو إلاّ المقتدر، ولا يهب إلاّ المالك.
قال تعالى
(…ولَقدْ عفا اللهُ عنهمْ إنَّ اللهَ غَفُورٌ حَليم) (آل عمران/ 155)
وقال
(إنْ تُبْدُوا خيرا أو تُخفُوهُ أو تَعفوا عن سُوء فإنَّ اللهَ كان عَفُوَّا قديرا) (النساء/ 149)
وقال تعالى
(فأولئك عسى اللهُ أنْ يَعفُوَ عنهُم وكانَ اللهُ عَفُوَّاً غفورا) (النساء/ 99)

ثالثاً: اللطف.
واللطف الإلهي: هو الرفق بالعباد والرقة عليهم.
ويتجلى هذا اللطف الإلهي في تيسير الله لكل ما من شأنه أن يقرب العباد من الطاعة، ويبعدهم عن المعصية; ولا يسد أمامهم أبواب الرجوع إليه بعد التمرد عليه، لئلا تكون نهاية شوطهم في هاوية العذاب والبعد عنه سبحانه.

لذا كانت التوبة مظهراً من مظاهر تجلي اللطف، وحالة من حالات ظهوره في دنيا الإنسان.
وقد أورد القرآن الكريم صفة اللطف في سبع مواضع مختلفة من موارده; جاءت منها صفة اللطف هذه مقترنة في خمس مواضع بصفة(خبير)، لوجود العلاقة الذاتية بين صفتي اللطف والخبرة; فهو سبحانه مطلع على ما في نفس الإنسان من ضعف و عجز يحولان دون احتفاظه بخط الاستقامة في كل ما يصدر عنه، قال تعالى (ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهوَ اللطيفُ الخبير) (الملك/ 14)

رابعاً: الود والرحمة:


والود هو المحبة. والرحمة: هي رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم.
(وَقُلْ ربِّي اغفرْ وارحمْ وأنتَ خيرُ الراحمين) (المؤمنون/ 118)
(وإلهكم الهٌ واحدٌ لا إله إلا هُوَ الرحمنُ الرَّحيم) (البقرة/ 163)

وهكذا تشخص العلاقة بين الله وخلقه كما أرادها سبحانه أن تكون قائمة على أساس الرحمة واللطف والودّ والمغفرة والعفو والحلم والستر، ليحيى الإنسان وقلبه عامر بالطمأنينة والحب والسلام،ونفسه يملؤها الأمل والرجاء وانتظار الإحسان من رب يتصف بصفات الود والحب هذه.
من هنا كان قبول التوبة أملا يراود قلب الإنسان، ورجاء يعيش في نفسه كنتيجة منتظرة لهذه العلاقة الحبيبة بين الله وخلقه.

أنواع التوبة..من حيث الحكم الشرعي:

قال ابن تيمية: التوبة نوعان واجبة ومستحبة.

فالواجبة هي التوبة من ترك مأمور أو فعل محظور وهذه واجبة على جميع المكلفين كما أمرهم الله بذلك في كتابه وعلى ألسنة رسله. فقد دأب القرآن على رفع صوته في أواسط العاصين، وإعلان عفوه في جموع المنحرفين; بفتح باب التوبة والعفو الإلهي لهم; فخاطبهم (… وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (النور/ 31)

(هو أنشأكم من الأرض واسْتَعْمرَكُم فيها فاسْتغْفِروه ثم توبوا إليه إن ربي قريبٌ مجيب) (هود/ 61)
(يا أيُّها الذين آمنوا توبوا إلى اللهِ توبةً نصوحا…) (التحريم/ 8)

ولهذا صار واجب الإنسان أن يستجيب لهذا النداء ويستفيد من هذه السانحة الفريدة، قبل يوم الحسرة والندامة .. يوم يقول (.. يا حَسْرَتى على ما فرَّطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كنتُ لَمِنَ الساخرين ) (الزمر/ 56)

والمستحبة هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات.

ومن اقتصر على التوبة الأولى كان من الأبرار المقتصدين ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين. ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين إما الكافرين وإما الفاسقين قال الله تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم) سورة الواقعة 7-12.

فضائل التوبة – لماذا نتوب؟! :

إليكِ أختي الحبيبة بعض فضائل التوبة حتى تشحذي بها همتكوتفري بها إلى مولاك سبحانه وتعالى:
أولاً-التوبة سبب نيل محبة الله تعالى : وكفى بهذه الفضيلة شرفا للتوبة ، قال الله تعالى (إن الله يحب التوّابين).

ثانياً-التوبة سبب نور القلب ومحو أثر الذنب : فعن أبي هريرة رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء فيقلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها" الحديث رواه أحمد والترمذي وابن ماجهوالحاكم وهو في ( صحيح الجامع1666)

ثالثاً-التوبة سبب لإغاثة الله تعالىلأصحابها بقطر السماء وزيادة قوة قلوبهم وأجسامهم : قال الله تعالى على لسان هودعليه السلام ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) هود 52.

رابعاً-التوبة تجعل المذنب كمن لا ذنب له : فعن أبي سعيد الأنصاري ، رضي الله عنه ـ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"الندم توبة ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له" أخرجه الطبراني في الكبير وهو في(صحيح الجامع 6679).

خامساً-التوبة أول صفات المؤمنين ( التائبون العابدونالحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكروالحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) التوبة112.

سادساً-التوبة سبب في فرحالرب سبحانه وتعالى : فرحاً يليق بجلاله وعظمته سبحانه ، قال صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاةفانفلتت منه وعليها طعامه قد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك ، إذ هو بها قائمةعنده." متفق عليه.

سابعاً – أن الله تعالى علّق الخير والفلاح بالتوبة: فلا سبيلإلى نيل خيرات الدنيا والآخرة إلا بها ، قال سبحانه ( وتوبوا إلى الله جميعا أيهاالمؤمنون لعلكم تفلحون ) النور31.

أمور تعين على التوبة:


أختي الغالية .. لقد جعل الله في التوبة ملاذاًمكيناً وملجأً حصيناً ، يلجه المذنب معترفاً بذنبه، مؤملاً في ربه، نادماً علىفعله ، غير مصر على خطيئته ، يحمي بحمى الاستغفار ، ويرجو رحمة العزيز الغفار ، إلاأنه توجد بعض العوائق في طريق سير العبد على التوبة بإمكانه التخلص منها عن طريق عدة أمور هذه بعضها:

1. الإخلاص لله أنفع الأدوية: فإذا أخلص الإنسان لربه ، وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها، وأمده بألطاف لا تخطر بالبال ، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه قال الله تعالى(لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) يوسف 24.

2. امتلاء القلب بمحبة الله عز وجل: فالمحبة أعظم محركات القلوب ، فالقلب إذا خلا من محبةالله ـ تعالى ـ تناوشته الأخطار ، وتسلطت عليه سائر النوائب والمحبوبات ، فشتته ،وفرقته .

3. المجاهدة : قال الله تعالى ( والذين جاهدوا فينالنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) العنكبوت 69
والمقصود بالمجاهدةمجاهدة النفس حتى الممات والسير بها إلى رضوان الله ـ تعالى ..

4. قصر الأمل، وتذكر الآخرة : فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخذ رسول الله صلى اللهعليه وسلم ، بمنكبي فقال : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
قال ابن عقيل ـ رحمه الله ـ : ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال ، فإن كل من عدّ ساعته التي هو فيهاكمرض الموت ، حسنت أعماله ، فصار عمره كله صافيا .

5. الدعاء :فهو من أعظمالأسباب ، وأنفع الأدوية ، ومن أعظم ما يسأل ويدعى به سؤال الله التوبة النصوح ،ولذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل ـ عليهما السلام ـ ( ربناواجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التوابالرحيم ) البقرة 128
وكان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( رب اغفرلي وتب على إنك أنت التواب الرحيم ) رواه أحمد والترمذي .

6. استحضار أضرارالذنوب والمعاصي : ومنها حرمان العلم والرزق ، والوحشه التي يجدها العاصي في قلبه ،وبينه وبين ربه تعالى ، وبينه وبين الناس .
ومنها تعسير الأمور ، وظلمهالقلب وغيرها الكثير..

أخيتي.. هذه بعض الأمور التي تعين على التوبة فعضي عليها بنواجذك ، جعلنا اللهوإياك من التوابين .

لاكيشجاعة تائب (للشيخ إبراهيـم بن مبـارك)لاكي
شروط التوبة الصحيحة:

ذكر العلماء للتوبة الصحيحة شروطًا ينبغي أن تتوفر وهي:

أولاً: الإقلاع عن الذنب: فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا الذنب من الكبائر أم من الصغائر.

ثانيًا: الندم على الذنب: بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها.

ثالثًا: العزم على عدم العودة إلى الذنب: وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.

رابعًا: التحلل من حقوق الناس: وهذا إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، فلابد أن يعيد الحق لأصحابه، أو يطلب منهم المسامحة.

إلى متى تصح التوبة؟

سؤال يطرح نفسه إلى متى يقبل الله تعالى توبة عبده إذا تاب؟ ويأتي الجواب في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [النساء:17، 18].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"..
رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

ولابد أن تكون التوبة أيضًا قبل طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله تعالى(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً) [الأنعام:158].

ما هي التوبة النصوح؟

يقول الله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً)[التحريم:8]، وقد ذكر العلماء في تفسيرها أنها التي لا عودة بعدها، كما لا يعود اللبن في الضرع. وقيل: هي الخالصة. وقيل: النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر إذا ذكر.

وقيل أنها ناصحة..أي تنصح العبد إذا أراد أن يعود للذنب فيتذكر تلك التوبة وموقفه حينها..بكاءه وخشوعه وتضرعه بين يدي الحليم الستار.. فيعدل عن فعل الذنب..
ولا شك أن التوبة النصوح تشمل هذه المعاني كلها، فصاحبها قد وثَّق العزم على عدم العودة إلى الذنب، ولم يُبق على عمله أثرًا من المعصية سرًا أو جهرًا، وهذه هي التوبة التي تورث صاحبها الفلاح عاجلاً وآجلاً.

عن ماذا نتوب؟

الكثير يقول أن التوبة لا تعنيني بشئ فأنا لا أفعل محرمات وبعض الناس يقولون أنالتوبة للعاصي شديد العصيان ليست لي فأنا متدين…أو ….أو!!
أقول أن التوبة للعاصي و الطائع والمؤمن والفاجر!!
يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنواتوبوا إلى الله توبة نصوح)

فهذا موجه للذين آمنوا.. فكيف حال العصاة ؟

نعم نتوب عن غفلتنا عن الله تعالى يا ترى كميوم مر علينا لم نذكر الله تعالى فيه؟

نتوب عن كلام قلناه يغضب الله تعالى منغيبة ونميمة؟

نتوب عن صلوات تُترك؟

…….
الذي يطلق بصره كيف شاء ومتى شاءأليس يحتاج لتوبة؟

الأخت التي تغتاب كل يوم أليست تحتاج توبة؟

والأخت التي شعرها بارز من حجابها..أو ملابسها تفصل جسمها.. أليست تحتاج إلى توبة؟
والأخت التي تتأفف في وجه أمها و لا تطيع لا أمراً .. أليست تحتاج إلى توبة؟

…….
والتسليم بالأيدي بين الجنسين ألا يحتاج إلى توبة؟
تأخير الصلوات حتى ينقضي وقتها ألا يحتاج إلى توبة؟
والذنب الفلاني الذي كنا نفعله ونحن صغار وما تركناه إلا لأننا كبرنا وليس لأجل الله تعالى ..ألا يحتاج إلى توبة؟ ..و………..و………و

كل هذا ونحن غافلون..!
قال ابن تيمية: "وليست التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن كثير من الجهّال, لا يتصورون التوبة إلا عما يفعله العبد من القبائح كالفواحش والمظالم, بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها, فأكثر الخلق يتركون كثيرا مما أمرهم الله به من أقوال القلوب وأعمالها وأقوال البدن وأعماله وقد لا يعلمون أن ذلك مما أمروا به أو يعلمون الحق ولا يتبعونه فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع وإما مغضوبا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته. وقد أمر الله عباده المؤمنين أن يدعوه في كل صلاة بقوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين".
لعلكِ الآن شعرتِ بأهمية التوبة.

وفي الختــــــــــام

أخيتي اجلسي اليوم مع نفسك..


عاتبيها لوميها..


كم وكم من معصيةٍ اقترفتيها في هذاالشهر..


بل كم معصية فعلتيها باليوم الواحد؟؟؟

أخيتي عاهدي النفس علىترك المعاصي وتوبي توبة صدوقة


واعلمي أن باب التوبة مفتوح ….

فاعتزمي القرار من اليوم بل من هذه الساعة..

فعجلي بالتوبة فما تدري النفس متى ترجع إلى بارئها الآن , بعد خمس دقـائق تخيلي لو يدخل عليك ملك الموت وأنت بالأمس عاصية ربك ولم تصلي ؟ ماذا ستفعلين .؟ هل تطلبين أن يأتي ريثما تتوبي ..

هل تقولين له اخطف روحي ولكن أنا من سيختار الهيئة التي أكون فيها؟؟


لا تقنطوا من رحمة الله ولا تيأسوا كلما أذنبت ارجع فستجد الله ينتظرك..

لا تيأسوا فقد دعا إلى التوبة من كان أشد منك جرمًا..

لا تدعي لليأس إلى قلبك طريقًا بسبب ذنب وقعت فيه وإن عَظُم، فقد دعا الله إلى التوبة أقوامًا ارتكبوا الفواحش العظام والموبقات الجسام، فهؤلاء قومٌ قتلوا عباده المؤمنين وحرقوهم بالنار، ذكر الله قصتهم في سورة البروج، ومع ذلك دعاهم إلى التوبة (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) [البروج:10].

وهذه امرأة زنت فحملت من الزنا لكنها تابت وأتت النبي صلى الله عليه وسلم معلنة توبتها، طالبة تطهيرها، فلما رجمها المسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم".

واستمعي معي إلى هذا النداء الرباني الذي يفيض رحمة(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر:53].

فماذا تنتظري بعد هذا؟ فقط أقلعي واندمي واعزمي على عدم العودة، واطرقي باب مولاك(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [ البقرة:186]. أذرفي دموع الندم، واعترفي بين يدي مولاك، وعاهديه على سلوك سبيل الطاعة، وليكن لسان حالك يقول:

وتذكري قول الله عز وجل (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)(طـه:82)

أبشروا عباد الله … أبشروا مجمع العصاة …. ليس العصاة فحسب بل كل الخليقة فكل ابن آدم خطاء وخيرُ الخطّائين التوابونتوبوا الآن وانضموا إلى..


أيتها الغالية

أعلنيها من الآن توبة إلى الله .. استغلي هذه الأيام الفضيلة قبل أن تنقضي.. فكي قيود المعاصي وتسلط الشيطان والنفس عليك، الجئي إلى الله واعتصمي به وانطرحي بين يديه .

قولي للنفس يكفي ما كان واعزمي على هجر الذنوب واسلكي طريق العودة.. فإن لم تتوبي اليوم فمتى ؟؟ وإن لم تندمي اليوم فمتى ستندمين ؟

اللهم من أراد أن يتوب في هذه اللحظة فتب عليه ونقي قلبه منالخطايا واغسله بالماء والثلج والبرد كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
لاكي
لحظــــة..لحظــــة

لم ننتهي بعد ..لاكي
هل تبتِ عزيزتي؟!..فما شعورك الآن .. ما إحساسك بعد التوبة؟!

لاكيأحاسيس بعد التوبة (للشيخ منصور الهديب)لاكي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله خيرا اختي غدير وبارك فيك
جهد ملحوظ جعله الله في ميزان حسناتك

اللهم تقبل توبتنا وامح خطايانا وارزقنا رضاك والجنة وأجرنا من غضبك والنار
اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب
ونقنا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس
اللهم آمين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

دمعت عيناي..

ما شاءالله… تميز كالعادة يا غدير..

بارك الله فيكِ، و نفع بكِ، و أثقل بهذا المجهود موازين حسناتك..

***

بيتان لهما مكانة خاصة جداً عندي:

رأيت الذنوب تميت القلوب … و قد يورث الذل إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب … و خير لنفسك عصيانها

***

اللهم اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين..

مشكوره اختي جعلها الله في موازين حسناتك اللهم امين
صراحه موضوع مفيد
جزاك الله الف خير

marmarhome
مشكورة أختي على المرور والدعاء..لاكي

ماشاء الله لاقوة إلا بالله ..
مجهود رائــع ومتميز تشكرين عليه ..
بارك الله فيكِ ..ونفع بك ِ
لاحرمتِ الأجــر

…أخواتي …

روان,

همس الشجن,

سجايا,

أسعدني مروركم..
وجزاكم الله خيراً على الدعاء.. والتشجيع بالوسام وتثبيت الموضوع..لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.