تخطى إلى المحتوى

 أركان الإيمان الشجرة اليانعة والجذور الثابتة . 2024.

لاكي
لاكي

لاكي

الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر باساً شديداً من لدنه، ويبشر المؤمنين
الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً، ماكثين فيه أبدا،

والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
الركنُ الثالث..

الإيمانُ بالكتب السماوية

عندما أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل إلى البشر، أيَّدهم بالمعجزات التي تدل
على صدق نبوتهم ، وأنزل عليهم الكتب السماوية التي تشتمل على التعاليم
الإلهية التي تنفعهم، وتحقق لهم الخير والسعادة، وتجعلهم يعيشون جميعًافي خيرٍ ومحبَّةٍ وسلام..
وعندما جاء الأمر الرباني بالإيمان بالكتب المنزلة كلها ، جاء الأمر بالإيمان بالملائكة من قبل ، وأن هذا جزء من الإيمان ، لا يتم إيمان المرء إلا به .

تعريف الإيمان بالكتب السماوية :

هي الكتبُ التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمةً للخلق، وهدايةً لهم ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة.

وهى كما ورد ذكرها في القرآن بترتيبها التاريخي :
صحف إبراهيم ، والتوراة ، والزبور ، والإنجيل ، والقرآن الكريم..

فالإيمان بالكتب: يعني الاعتقادُ الجازم بأنَّ الله تعالى أنزل كتباً على رسله إلى أقوامهم، وأن هذه الكتب قد حوت عقيدة
التوحيد الخالص لله تعالى، إضافةً إلى تشريعات خاصة بكل أمةٍ ، إلا أن هذه التشريعات قد نُسختْ بعد نزول شريعةِ محمد، لذك يعتبر الإيمان بالكتب
السماوية من أهم..
أركان الإيمان الستة وقد ذكر في القرآن:
(.. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالأَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ..)البقرة4

حيث أن العقيدة الإسلامية تقتضي الإيمان بكل الرسل والأنبياء السابقين وتقديرهم واحترامهم بحسب ما ذكر في القرآن:

(.. آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ..)البقرة: 285
لاكي

ما حكم الإيمان بالكتب السماوية وكم عددها..؟

الواجب الإيمان بها إجمالاً وتفصيلاً إجمالاً فيما لم بين ولم يسمى، نؤمن بأن
الله أنزل الكتب على الرسل والأنبياء كما قال تعالى:

(.. لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ، وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ
مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ،إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ..)الحديد25

ويؤمن المؤمن بأن الله أنزل كتب على الرسل عليهم الصلاة والسلام، فيها العدل وفيها الشرائع، ويؤمن بما سمى الله به ..

التوراة والإنجيل والزبور،
يؤمن بهذا بما سمى الله سمى هذا لنا،
التوراة على موسى ،
والإنجيل على عيسى ،
والزبور على داود،،
ويؤمن بما سمى الله وميزها، والقرآن على محمد عليه الصلاة والسلام ، فما سمى الله سميناه وآمنا به نصاً
وما أجمله الله أجملناه ، ونقول الله جل وعلا أنزل كتباً على أنبيائه ورسله، نؤمن بها ونصدق بها ونعلم أنها حق من عند الله
عز وجل؛ لكن لا نعلم تفصيلها إنما نعلم أنه أنزل كتباً إقامة للحجة وقطعاً للمعذرة ، ومنها ..
التوراة والإنجيل والزبور والقرآن التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والقرآن على خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.

كيفية الإيمان بالكتب السماويةِ:

– يجب على المؤمن أن يعتقد جازماً بأن الله تعالى قد أوحى بهذه الكتب إلى الرسل المرسلين للبشرية، والإيمان بها على النحو التالي:

*- ما جاء من الكتب ذكره وأنه أوحيَ به إلى رسولٍ بعينه فيجبُ الإيمان به عيناً مثل..
القرآن والإنجيل والتوراة والزبور وصحف إبراهيم وموسى،
فهذه الكتب يجب الإيمان بها .
*- الإيمانُ إجمالاً بأن الله تعالى قد أنزل كتباً على رسله غير التي سمَّاها في القرآن الكريم ..
*- الإيمانُ إجمالاً بأن الله تعالى قد أنزل كتباً على رسله غير التي سمَّاها في القرآن الكريم ..
*- تصديقُ ما صح وصوله من أخبارها، والإيمان به، وأنه حقٌّ من عند الله تعالى..

*- العملُ بأحكام ما لم ينسخ منها والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، إلا
أنه بالجملة فإن جميع الكتب السابقة منسوخةٌ بالقرآن الكريم ، كما قال الله تعالى :

(.. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ..)المائدة 48 .

وقد أشار الله تعالى لهذه الكيفية بقوله تعالى:
(.. قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ..)البقرة 136 .

لاكي
لاكي

موقفنا من الكتب السماويةِ السابقة:
إن الله تعالى لم يتعهدْ بحفظِ الكتب السابقة من التحريفِ والتبديلِ، بل وكّلَ حفظها إلى مَنْ أنزلتْ عليهم كما قال الله تعالى:
(..إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ
وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ..)المائدة44
لذا فإنَّ هذه الكتبَ لم تسلمْ منَ التحريف والتبديلِ بنصِّ القرآن الكريم..
بل إنَّ الكثير من أهلِ الأديانِ أنفسِهم مقرُّون بحدوث التحريفِ كما أقرَّ بذلك كثيرمن العلماء.
ما تضمنته الكتب السابقة وموقفنا منه:
إن َّ ما تضمنته الكتبُ السابقة في صورتها الموجودة اليوم على ثلاثة أقسام:
أولا: ما جاء في القرآن الكريم أوالسنةِ الصحيحة تصديقاً له بأنه قد جاء في أحد الكتب، فإننا نؤمنُ به ونعتقدُ صحته ومثال ذلك قوله تعالى عن التوراة:
(.. وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوكَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ..)المائدة45

ثانيا: ما جاء في القرآن الكريم ِأوالسنةِ الصحيحة تكذيبٌ له وأنه افتراء على الله
تعالى، فإننا نجزمُ بعدم صحته، ولا نؤمن به ؛ مثل ادعاء أن عيسى عليه السلام
ابن الله تعالى، قال تعالى:
(.. وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ..)البقرة116
ومثل ما جاء في قوله الله تعالى عن زعم اليهود:
(.. كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن
تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ..)آل عمران93.

ثالثا: ما لم يأتِ في القرآن أوالسنة الصحيحة تصديقٌ له ولا تكذيبٌ:
فإنَّ موقفنا منه التوقفُ، فلا نصدِّقُ ولا نكذِّبُ، فعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ نَمْلَةَ بْنَ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ جَاءَ
رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: (.. هَلْ تَكَلَّمَ هَذِهِ الْجِنَازَةُ..؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (.. اللَّهُ أَعْلَمُ..)،
فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: (.. أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ..)،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
(.. مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقَالُوا:آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ،فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ،وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ..)
وَقَالَ: (.. قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، لَقَدْ أُوتُوا عِلْمًا..)أخرجه ابن حبان
وأنَّ خاتمها القرآنُ العظيم، كلامُ ربِّ العالمين على الحقيقةِ، نزلَ به الرُّوح الأمينُ
على قلبِ محمد ليكون من المرسلين، قال تعالى:
(.. وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) ..)الشعراء .
ومهيمناً على سائر كتب الله، قال تعالى:
(.. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم
بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً
وَمِنْهَاجًا وَلَوشَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ
إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48)..) سورة المائدة .
وهومنزلٌ من الله تعالى، وليسَ بمخلوقٍ، ولا يُساويهِ شيءٌ من كلام المخلوقين،
ومن قال: (.. إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ..)المدثر25.

ونؤمنُ بأن الله قد كلَّم موسى تكليماً، قال تعالى :
(.. وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ
مُوسَى تَكْلِيمًا..)النساء164.
لاكي

أمَّا القرآنُ الكريمُ فنؤمنُ بأنَّ الله تعالى قد تكفَّلَ بحفظهِ من كلِّ تحريفٍ وتبديلٍ،
قال الله تعالى (.. إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ..) الحجر9
وقال تعالى(..إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41)
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) ..)فصلت.
وأن الله تعالى جعله المعجزة الخالدة الباقية الدالة على صدق الرسالات السماوية،
وأنه قد تحدَّى الإنس والجن عن أن يأتوا بمثله قال تعالى:
(.. قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوكَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا..)الإسراء88 وقال تعالى:
(.. وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم
مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ..)البقرة24

فهوحجة الله تعالى على خلقه إلى يوم الدين .

وتعاليمه هي كلمةُ الله التي يسعد بها البشرُ، فأرادَ الله لها أن تخلدَ على
مرِّ الزمن، فصانها وحفظَها من التبديلِ والتحريفِ، قال تعالى:
(..إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) ..)فصلت ..
وقال تعالى(.. إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ..)الحجر9.
وهوالهدى الموصِلُ إلى كلِّ خيرٍ.قال تعالى:
(..ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ..)البقرة2.

وهوالحاضر، سهل التناول، الميسرالإدراك، فيه جاذبية ليقرأ ويتدبر. فيه جاذبية
الصدق والبساطة، وموافقة الفطرة، واستجاشة الطبع،لا تنفد عجائبه، ولا يخلق على
كثرة الرد ، وكلما تدبره القلب عاد منه بزاد جديد.وكلما صحبته النفس زادت له ألفة وبه أنسا.
والقرآنُ شفاءٌ للنفوسِ، يطهرُها من أمراضها، فهوشفاءٌ لها من الكفرِ والضلالِ،
وشفاءٌ لها من الغلِّ والحقدِ، قال تعالى:
(.. وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوشِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا..) الإسراء82

لاكي

لاكي
ثمراتُ الإيمان بالكتب السماوية..

*- أخذُ كتابِ الله بقوةٍ، والتمسكُ به وتعظيمُ أوامره والعملِ بها، وعدمِ ضرب بعضِها ببعضٍ،
قال تعالى: (.. هُوالَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ..)آل عمران7

*- وأنه منهجُ حياةٍ متكاملٍ يهدي للتي هي أقومُ، ولا سعادةَ للبشريةِ إلا به، قال تعالى
(..إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا {9} وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا..)الإسراء10

يهدي للتي هي أقوم في تبني الرسالات السماوية جميعها والربط بينها كلها،
وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام ووئام.
(.. إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ..).
(.. وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً، وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً..)
فهذه هي قاعدته الأصيلة في العمل والجزاء..
فعلى الإيمان والعمل الصالح يقيم بناءه.. فلا إيمان بلا عمل، ولا عمل بلا إيمان.
فأما الذين لا يهتدون بهدي القرآن، فهم متروكون لهوى الإنسان.
الإنسان العجول الجاهل بما ينفعه وما يضره، المندفع الذي لا يضبط انفعالاته ولوكان من ورائها الشر له:
(.. وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا..)..
ذلك أنه لا يعرف مصائر الأمور وعواقبها. وقد رتبَ سبحانه وتعالى،
على الإيمان بكتبه ثمراتٍ عظيمةً، لعلَّ من أهمها السعادةُ في الدنيا والفوزُ
في الآخرة، ذلك أنَّ من لم يؤمن بتلك الكتب فقد خالفَ أمر الله تعالى، وضلَّ ضلالا بعيداً، قال تعالى:
(.. وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً ..)النساء:136،
فقد قرن سبحانه الإيمان بكتبه بالإيمان به، وجعل عاقبة الكفران بها كعاقبة الكفران به، سواء بسواء إن العقيدة الإيمانية في اللّه، وتقواه،

ليست مسألة منعزلة عن واقع الحياة، وعن خط تاريخ الإنسانإن الإيمان باللّه، وتقواه، ليؤهلان لفيض من بركات السماء والأرض. وعدا من اللّه..
ومن أوفى بعهده من اللّه..؟وإن البركات الحاصلة مع الإيمان والتقوى، بركات في الأشياء،

وبركات في النفوس، وبركات في المشاعر، وبركات في طيبات الحياة..
بركات تنمي الحياة وترفعها في آن. وليست مجرد وفرة مع الشقوة والتردي والانحلال..

الخلاصة

الايمان قول … وعمل ، وليس القول دون العمل الا من خصال المنافقين
فالايمان بالقران الكريم يؤكد عليك العمل به والامتثال بامره ،
والانتهاء بنهيه ، عند ذلك بالقران تحيا حياتنا ، وتعود كرامتنا.
نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وسائقنا ودليلنا ،
اليه الى جنات النعيم ، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا ، وأرزقنا
تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا ،،،

جزاكى الله خيرا جعل الله كل ذلك في موازين حسناتك يارب العالمين

لاكي كتبت بواسطة د-نانسي لاكي
جزاكى الله خيرا جعل الله كل ذلك في موازين حسناتك يارب العالمين

ويجزيك ربي الجنة ..
سعيدة بمرورك
بارك الله فيكِ

..~

ما شاء الله تبارك الرحمن
موضوع رائع ومتميز كما عهدناك ياقلبي
ربي ما يحرمني من عطائك ولا من قلم النير
اللهم احفظها وارزقها اعالي الجنان

؛
لاكي
هو كما قلتِ السهى..
المصدّق لسائر الكتب السماوية..

( قل من كانَ عدواً لجبريلَ فإنّه نزّله على قلبَك بإذن الله مصدّقاً لما بين يديه وهدىً وبشرى للمؤمنين ) البقرة 97

وهو الموعظة للمتقين..
وهو مخرج الناس من الظلمات الى النور..
وهو أحسن الذكر والهدي ومصدر الشفاء للذين آمنوا..

القرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد ، ومعجزته الكبرى ، وهداية للناس أجمعين..
قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.. ) إبراهيم /1

فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة..
من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها،
ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً..
ولقد أعجز الله الخلق عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه،
والاشتغال بالقرآن من أفضل العبادات ، ومن أعظم القربات..
كيف لا يكون ذلك؟..
وفي كل حرف منه عشر حسنات
وقد أودع الله فيه علم كل شىء..
فيه الأحكام والشرائع ، والأمثال والحكم ، والمواعظ والتأريخ ، والقصص ونظام الأفلاك..
فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينها ، وما أغفل من نظام في الحياة إلا أوضحه،
..
رائع ما كتبتهِ هنا للتعريف بركن من أركان الإيمان السهى ~
دام مداد قلمكـِ خطاطا لقيم الإيمان
وبارك المولى فيكِ وفي قلمك ~

؛

بارك الله فيكم

لاكي
جزاك الله خيرا يا سهى على تلك السلسلة الرائعة

ومن ثمرات الإيمان بالكتب السماوية – علاوة على ما ذكر – أنه يمنح المؤمن الشعور بالراحة والطمأنينة،
وذلك بمعرفته أن الله سبحانه قد أنزل على كل قوم من الشرائع ما يناسب حالهم،
ويحقق حاجتهم، ويهديهم لما فيه صلاح أمرهم في الدنيا والآخرة،
قال تعالى:{ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } (المائدة: 48)،
فإذا كان المؤمن على بينة من هذه السنة الإلهية ازداد إيماناً مع إيمانه،
ويقيناً فوق يقينه، فيزداد حباً لربه ومعرفة له وتعظيماً لقدره،
فتنطلق جوارحه عاملة بأوامر الله، فتتحقق الغاية العظيمة من الإيمان بالكتب –
وهي العمل بما فيها – فينال ثمرة هذا الإيمان سعادة في الدنيا وفوزاً في الآخرة،
وقد وعد الله عز وجل العاملين بشرعه الخير والبركات في الدنيا والآخرة،
كما قال تعالى:{ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }(الأعراف:96)
وقال أيضاً: { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم
منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون }(المائدة:66).

جزاكِ الله خير الجزاء

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.