لم أتمتع بأم تسقيني دفئها الحـاني!.
أمي تظن أني لها خــادمة، لا تعرف مني سوى: اطبــخي.. اغسـلي!. بل وترفع صوتــها علي أحياناً!.
أمـي لطالما عاتبتني لـترك خدمتها لإخوتي الصغـار، فأنا لم أكن ولم أغدو أمـــاً بعد!.
ظلمتني أمي، ظلمتني أمي، ظلمتني!
عبارات ترددت على مسمعي كثيراً، فأثارت شجوني وشفقتي على تلك!
هل على تلك البنـت؟!.
حاشا وكلا، بل لتلك الأم الحنــون.
وتذكّرت حديث من لا ينطق عن الهوى، صلوات ربي وسلامه عليه: "أن تلد الأمَــة ربتها".
فقلت في نفسي: كفـى، كفـى أيتها البنت العــاقة!.
أتريدين رفاهيـة أكثر من عيشـك بين أكناف أمـك.
ما بال كل كلمة تخرج من فاه أمـك تتهمينها بجمود أحاسيسها تجاهك؟!.
هل أغرتك المسلسلات الهـابطة؟!.
أيـا بنيـة، لمـاذا قصرت نظرتك على إشباع عـواطفك في كل لحظة، فتظنين أنك المظلـومة في كل مرة!.
والعجـب ما جرى على لسانك من قول: أنـا مراهقـة، أحتـاج لجرعات من ألفاظ الحنـان صباح مساء!.
حتى أن المراهقة في نظـرك بدأت تزيد مع تزايد عمرك!.
ما أخشاه أن يأتي سن رشـدك وتقولين: أنا مراهقة!.
فـكري رويـّاً: هل عـاشت أمّنا عائشة رضي الله عنها وأمهات المؤمنين فترة المـراهقة التي تدعيـنها؟!.
أم أنك بحثت ونقّبت عن هذه المرحلة في علم النفس لمعـرفة صغيرها وكبيرهـا لأنك وجدتيها تـلامس رغبتك وهواك، وغفلت عن كتـاب من عند الله العزيز الحكيـم القائل: (وَوَصَّيْنَا الإ نسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
أمـا فكّرت يومـاً في تغيير سلوكك، وانتقاء عباراتك لأمك، وخفض جناح الذل لها بقولك وفعلك؟!.
هـلا أسمعتها الكـلمات البارّة منسـاقة مع القبلات الحـارة على رأسها ويديها بـل ورجليها!.
هي وربي لحظات لا أستطيع وصف روعتها، فرائحـة عبير الأم الفواحـة يقف قلمي حيال وصفها!.
واعلمي أنك لن تجدي تلك الرائحة الزكية حتى في الأسـواق العالمية، فلا تفتري عن خدمة أمـك إذ هي من الواجبات عليك.
وتذكـّري أنّ همك، وغمك، وإخفـاقك، ما هو إلا من عقوقك لأمك.
وسأسألك سؤالاً، فاجعليه دوماً في البال:
صنيعك لأمك، أيرضيك أن يصدر من ابنة لك في المسـتقبل؟!.
وقبل أن أُودعك بـكُليماتي هذه: جالت في خاطرتي عبارات أمك المكلومة، التي لم تستطع خـلجات نفسها بوحاً بها، إلا بدموع منهالة، حاولت تفسير كل عـَبرة، فلترعي لهـا سمعك وقلبك.
بنـيتي، يؤلـمني شكـواك لصويحباتك عني!.
بنيتي، كم من شكوى أعلنتِها بين المـلأ عبر تلفاز، وفاكس، وبريد؛ تشكين فيها أمـك!ّ.
لـم أعقل ما سمعته أذناي، أصابني الذهول حتى ساورني الشك أنه ليس صوت بنيتي، ولا اسمها، ولا تعبير ألفاظها!.
بنيتي..هل تنتظرين الرحمة المفعمة من هـؤلاء أكثر مني!!!
بنيتي، أتناسيتي سهر الليالي الـطوال لأجلك؟!.
بنيتي، أنسيتي ذرف الدمع لتعبـك، حتى يظن الرائي أني المتعبة لحـالك؟!.
بنيـتي، كنت أحلم بذلك اليـوم الذي أراك فيه يـافعة.
بنيتي، كم مجلس من مجالس النساء تركته، مع أن نفسي توَّاقة له، خشـية أن أُُقصّــر في تربيتك وتعليمك!.
بنـيتي، ها أنا قد كبر سنـي، ووهن العظم مني، واشتعل الشيب برأسي، منتـظرة ثمرة البـذرة التي تعهدت سقايتها.
بنيتي، بلغ الضعف مني مبلغه، فلم أعـد أنتـقي جمال العبارة في كل ما أحادثك به، فضغوط الحياة وهمومها أضاعتها مني.
لكن يا بنيتي، حـبك في قلبي لن يضيع، وكـَذب من قال: سأعوضك عن حنان أمـك!.
فحــبك بين حـنايا صدري يزيد، ولـو بلغتِ العمر المـديد.
فحــبك بين حـنان صدري يزيد ولـو بلغتِ العمر المـديد.
أفراح بنت علي اليحي
منقول
أعجبني الموضوع أحببت أن تقرأوه معي
صحيح فهناك الكثير من المراهقات بل و من تعدين سن العشرين لا يزال
تفكيرها صغير جداً …فإذا غضبت عليها أمها فسرته بالكراهية ,,,
و لا تكلف أن تسأل نفسها ما الذي أغضب أمها ….
و مواقع الإستشارات أكبر دليل على ذلك…
جزاك الله خيراً أختي ليندا الجزائرية …
نسأل الله جل جلاله أن يهدي بنات المسلمين
ورزقنا بر والدينا
امين
اسال الله الهداية لجميع البنات والشبان
ونحمد الله العلى العظيم على نعمة الام ولو كانت ظالمة
اللهم اغفرلنا ولوالدينا
ارضى عنا وارحمنا
واهدي بناتنا
امين
للاسف مثل هذه الفتاه كثير يعتقدن انهن مظلومات ولكن فى الاثاث هن ظالمات لامهات حانيات انجبت وربت وتعبت لهم ولا يستحملن منهن بعض الطلبات
واقول لمن مثل هذه الفتاه لو ان امك لا تحبك لما كلفتك بهذه الاعمال انها تريد ان تجعل منك فتاه قادره على تحمل المسئوليه
لم يخفى على كثير منا المشكلات التى تقع فيها اغلب الفتايات بعد الزواج وهى عدم تحمل المسئوليه وايضا عدم القدره على تنظيم الوقت وكل هذا بسبب عدم تحملها المسئوليه فى بيت اهلها
انا واثقه من تلك الفتاه المتزمره ستتاكد فى يوم ما ان ما فهلته امها خير لها وعدل وليس ظلما
اشكرك اختى على الموضوع الجميل