تخطى إلى المحتوى

الأعمال بالخواتيم ( د.عائض بن عبدالله القرني ) 2024.

قال صلى الله عليه و سلم في الصحيحين :

( أن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النـار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنه فيدخلها ) .

و هذا الحديث فيه سؤال : كيف يعمل العامل بعمل أهل الجنه يصلي المصلي ، و يزكي المزكي ، و يصوم الصائم ، و يحج الحاج .

فكيف يعمل العامل و يتقي المتقي ، و يجتهد المجتهد ، فإذا بلغت الروح الحلقوم ……سبق عليه الكتاب و خسر عمله ؟

و كيف يفجر الفاجر ،و يظلم الظالم و ينتهك الاعراض ،و يلعب بالدمـاء ، و يضيّع الصلوات ، و يلعب بالمحرمات ، فإذا وصل الى السكره أ ُدخل الجنـه ؟

أليـس هذا بإشــكال !؟

لكن الله يقول {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } ، { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

و الجواب أن يقال : معنى الحديث أنه يعمل بعمل أهل الجنه فيما يظهر للناس ، و الا ففي باطنه حيّات و عقارب و ظلم أسود .

و يعمل بعمل أهل النـار فيما يظهر للناس ، و إلا ففي قلبه خير كثير و له خفيه من عمل صالح يكشفها الله في سكرة الموت .

فالمعنى أن بعض الناس أظهر للناس جميلاً و لله أظهر الخبيث ، فلما حصحص الحق و أتت ساعة الصفر ظهر القبح .

و آخر صالح و لكن ظن الناس أنه سئ لكنه تاب و عمل خيراً فالله لم يخذله و الله يقول { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } يقول سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ } قال أهل العلم كما روى ذلك الحافظ ابن كثير و غيره : أي وقت سكرات الموت .

إذاً الخواتيم بيد الله سبحانه و تعالى و لا ندري بما يؤول إليه العبد .

قال رجل لابن المبارك : رأيت رجلاً قتل رجلاً ظلماً فقلت في نفسي : أنا أفضل من هذا .

فقال : أمنـُـك على نفسـك أشـد من ذنبـه .

قال الطبري : لأنه لا يدري ما يؤول إليه الأمر ، فلعله يكون من الخاسرين .

و لذلك تجد بعض الطائعين فيما يظهر للناس .. هم أحقر ربما عند الله من بعض العصاة و ليس هذا تشجيعاً على المعصيه حاشا و كلا ، لكن بعضهم إذا أعجبته نفسه و طاعته تجبر على الله ، فتجد نفسه كنفس نمرود و هو يصوم النهار و يقوم الليل .

فإذا ذكرت له المعاصي ، قال : أعوذ بالله سلّمنا الله من فعلهم .. أعوذ بالله من هذه الأفعال الوخيمه .

ثم يقول أحدهم : و الله اني منذ أن ولدتني أمي ما عصيت الله طرفة عين !

و يقول الثاني : ما أظن أنني كذبت منذ أن بلغت !

و يقول الثالث : منذ أن عقلت ما سقطت فيما سقط هؤلاء !

و هكذا من كلمات التزكيه و الإعجاب و احتقار الآخرين .

إذن الأعمال بالخواتيم بل قال بعضهم : ربما أصر العبد على ذنب فمات عليه .

و بعض الناس يصر على المعصيه فتهدم مستقبله و عمره كله ، و الله المســتعـان .

فأسـأل الله الذي بيده مقاديــر الأمـور ، و مفاتيح القلــوب ، أن يتوب علينــا و عليكم ، و أن يلهمنا رشدنا و يقينا شر أنفسنا ، و أن يتغمدنا و إياكم برحمته .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ســــيـاط القلـــوب

د.عائض بن عبدالله القرني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقل طيب ..
بارك الله فيك ..
بارك الله فيك …
وفيك بارك الرحمن اختي الخنساء …

وفيك بارك الرحمن اختي نمارق …

بارك الله فيك ورزقك الجنه
بارك الله فيك

ورب حسنة اوردت صاحبها النار ورب سيئة ادخلت صاحبها الجنة

جزاكِ الله خيراً ..
أثابك الله وبارك فيك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.