أخي المسلم: الدُّنيا دار الغرور! ودار الفناء! ولها يجمع أولئك الغافلون!
الدُّنيا! تلك السِّلعة الرَّخيصة! وذلك السَّراب الخادع!
الدُّنيا! شغلت الغافلين… وأضلَّت المخدوعين. .جديدها بالي.. وسرورها لا يدوم.. وودّها كاذب!
نعيمها لا يصفو! وأتراحها لا ينقطع!
تكالب الخلق على تجارتها وتنافسوا على زهرتها.. وتقاتلوا في حطامها! قليلٌ من عرف عيوبها ووقف على فضائحها..
كَفلتُ لطالبِ الدُّنيا بهمٍّ***طويلٌ لا يؤولُ إلى انقطاعِ
وذلٌّ في الحياة بغير عزٍّ***وفقرٌ لا يؤولُ إلى اتِّساعِ
وشغلٌ ليس يعقبه فراغٌ***وسعيٍ دائمٍ من كلِّ ساعِ
وحرصٌ لا يزال عليه عبدًا***وعبد الحرص ليس بذي ارتفاعِ
وحقٌّ لمن عرف الدُّنيا، وتقبلها بأهلها أن يهجرها بلا انقطاع، ويقبِّل على الدَّار الباقية ويجعل دنياه جسرًا للآخرة، ويتزوَّد منها بالزَّاد الباقي، والبضاعة الرَّابحة!
هذه هي التَّجارة الرَّابحة
أخي المسلم: التِّجارة الرَّابحة تجارةٌ ليست ككلِّ تجارةٍ بل هي تجارةُ تتميزٍ بالآتي:
– هي تجارة لا تعرف الخسارة.
– هي تجارةٌ صاحبها دائمًا في زيادةٍ.
– هي تجارة الرَّابح فيها طرفٌ واحدٌ وهو أنت إذا كنت من أهلها.
– وأخيرًا: لا تنسى أنَّ التِّجارة الرَّابحة هي تجارة مع ملك الملوك وأغني الأغنياء ومن بيده خزائن كلِّ شيءٍ.
إنَّها تجارةٌ مع الله -تبارك وتعالى- {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التَّوبة: 111].
تلك هي (التِّجارة الرَّابحة) تجارة الحسنات
تجارة لا تعرف الدِّينار والدِّرهم! فهل أنت من أهلها؟!
قال الله -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا} [الكهف: 46].
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إنَّها كلُّ عملٍ صالحٍ من قولٍ أو فعلٍ يبقي للآخرة".
أخي المسلم: سوق التِّجارة الرَّابحة سوق كلّ بضاعةٍ فيها يجد مشتريها من خلفها الرِّبح الكثير.
فليس فى هذا السُّوق شيءٌ حقيرٌ.. بل كلُّ شيءٍ فيها غالٍ ونفيسٌ! قال الله –تعالى-: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
فيا طالب الرِّبح الوفير، ويا راغبًا في الغنى العريض، ويا ملتمسًا للثَّراء الدَّائم عليك بتجارة الحسنات "التِّجارة الرَّابحة".
المسابقات إلي سوق التِّجارة الرَّابحة
أخي المسلم: سوق الأعمال الصَّالحة أفضل سوقٍ تزوَّد منها المرء ولكنَّ الكثيرين لاهين عن دخول هذه السُّوق بل تراهم منصرفين دائمًا إلى تلك السُّوق الزَّائفة (سوق التِّجارة الزَّائفة) فترى النَّاس مشغولين ببضائع التِّجارة الفانية، والكلُّ يحلم بالرِّبح الزَّائل.
ولو فكر العاقل لعلم أنَّ من الحزم أن يكون من المبادرين إلي سوق التِّجارة الرِّابحة.
أخي المسلم: ماذا تنتظر؟ وقد رأيت عدم وفاء الدُّنيا لأهلها !
قال الله -تعالى-: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "هي التَّكبيرة الأولى".
وقال سعيد بن جبير: "سارعوا بالأعمال الصَّالحة إلى مغفرةٍ من ربكم".
فيا من أفنيت عمرك في جمع الحطام الفاني
ويا من ترددت إلي سوق البضاعة الزَّائلة
أين أنت من التِّجارة الرَّابحة؟
أين أنت من البضاعة الغالية؟
وهل أنت حريصٌ على زيادة ربحك من الحسنات كحرصك على زيادة ربحك من الأموال؟
قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-: "إنَّ الله يقول: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]، ألا وإنَّ الدنيا قد آذنت بفراقٍ، ألا وإنَّ اليوم المضمار وغدًا السِّباق، ألا وإنَّ الغاية النَّار! والسَّابق من سبق إلى الجنَّة".
فيا من غفلت عن التِّجارة الرَّابحة! أتظنُّ أنَّ الدُّنيا ستدوم لك؟! أم تظنُّ أنَّك ستخلد فيها؟!
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحَّتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك» [صحَّحه الألباني في صحيح الجامع 1077].
فالمبادرة.. المبادرة إلى سوق التِّجارة الرَّابحة.. قبل حلول الآجال…. وانقطاع الآمال!
تزوَّد من الحسنات كما تزوَّدت من الأموال الفانيات واربح الباقيات الصَّالحات كما ربحت الدَّراهم الزَّائلات.
الرِّبح الخالد
– أخي المسلم: إنَّ تجارة الدُّنيا رخيصةٌ قليلةُ البقاء كحال الحياة الدُّنيا!
ولكن تجارة الحسنات… أوِ التَّجارة الرَّابحة تجارة باقيةٌ الرِّبح غزيرة النَّفع.
فعجبًا لمن أعرض عن الباقي وأقبل على الفاني!
التِّجارة الرَّابحة يأتي خيرها إلي صاحبها حتَّى بعد موته!
بل إنَّ ربحها فلاح لصاحبها فى ظلمات القبور وعرضات يوم النُّشور!
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله» [رواه البخاري 6514 ومسلم 2960]، وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ ممَّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا علمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورثه أو مسجدًا بناه أو بيتًا لابن السَّبيل بناه أو نهرًا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته» [رواه ابن ماجه 200 وصحَّحه الألباني].
أخي المسلم: هذا هو (الرِّبح الخالد) لا ربح دينار أو درهم، يزول بزوال صاحبه!
فحريٌّ بالعاقل أن يكون من أصحاب: الرِّبح الخالد ولا يغتر بدار الغرور!
ولتعلم أخي أنَّك مهما ربحت من متاع الدُّنيا فإنَّك لن تجد أغلى وأفضل من ربحك للحسنات فاعمل في تجارةٍ يكون ربحها لك لا لغيرك وميراثها لك حتَّى بعد موتك!
بضائعُ غاليةٌ من سوق التِّجارة الرَّابحة
أخي المسلم: في الصَّفحات القادمات، سأهدي إليك بضائعَ غالياتٍ من سوق التِّجارة الرَّابحة من طلبها فهو أحذق تاجر وأربح مشتري! وإليك هذه البضائع وإياك أن تفوتك!
– ذكر الله -تعالى-: فذكر الله -تعالى- أغلى ذخر وأربح تجارة!
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ﴿29﴾ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر 29-30]
ربح الذَّاكرين لله -تعالى- ربحٌ مضمونٌ بل هو ربحٌ كبيرٌ لا يعلم مقداره إلا الله -تبارك وتعالى-.
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرَّحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده» [متفقٌ عليه].
وإليك أيضًا هذا الرِّبح الوفير في تجارة ذكر الله –تعالى-:
قال رسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «الطَّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السَّماوات والأرض» [رواه مسلم 223].
ودرة أخرى: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيِّئة، وكانت له حرزًا من الشَّيطان يومه ذلك حتَّى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرَّة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر» [رواه مسلم 2691].
وإليك أيضًا درةٌ نادرةٌ عن علي -رضي الله عنه- أنَّ فاطمة -رضي الله عنها- أتت النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرَّحى وبلغها أن جاءه رفيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة فلمَّا جاء أخبرته عائشة قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم، فقال: «على مكانكما» فجاء فقد بيني وبينها حتَّى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: «لا أدلكما على خير ممَّا سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادمٍ» [رواه البخاري 3113 ومسلم 2727].
ودرة أخرى: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحبُّ إليَّ ممَّا طلعت عليه الشَّمس» [رواه مسلم 2695].
قال عبيد بن عمير -رحمه الله-: "تسبيحةٌ بحمد الله في صحيفةِ مؤمنٍ خيرٌ له من جبال الدُّنيا تجري معه ذهبًا".
أخي المسلم: تلك بعض النَّماذج تطلعك على منزله تلك التِّجارة الرَّابحة (ذكر الله -تعالى-) فإياك أن تكون من المحرمين من تلك الكنوز النَّادرة.
– بضاعة أخرى: الصَّدقة
أخي المسلم فبذل المال في وجوه الخير بابٌ عظيمٌ من أبواب التِّجارة الرَّابحة !
{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّـهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿15﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التَّغابن: 15-16].
أخي المسلم: اَّلذي يبذل ماله في إعانة الضَّعيف فقد ادَّخر لنفسه خير ذخرٍ، وقدَّم أمامه أعظم كنز !
فالمتَّصدق أضاف إلى رصيده ربحًا خالدًا سينمو ويكبر حتَّى يحصد ثماره في يوم يحتاج فيه إلي الحسنة الواحدة!
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيِّبٍ، ولا يقبل الله إلا الطَّيِّب، إلا أخذها الرَّحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كفِّ الرَّحمن حتَّى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله» [رواه البخاري 1410 ومسلم 1014، واللفظ لمسلم 1014].
قال يحيى بن معاذ -رحمه الله-: "ما أعرف حبَّةً تزن جبال الدُّنيا إلا من الصَّدقة".
أخي المسلم: تصدُّقك… وإنفاقك في سبل الخير تجارةٌ رابحةٌ لا تعرف الخسارة !
فوا حسرة الغافلين يوم يكشف لأهل الصَّدقة ذلك الثَّواب العظيم يومها يفرح أصحاب التِّجارة الرَّابحة ويحزن أصحاب التَّجارة الفانية! فاعمل أيُّها العاقل ليومٍ لا ينفعك فيه إلا العمل الصَّالح… وقدِّم الفاني لتربح النَّعيم الباقي!
قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أيُّكم مال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما منَّا أحدٌ إلا ماله أحبُّ إليه، قال: «فإنَّ ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر» [رواه البخاري 6442].
أخي المسلم: ما أحوجك إلي تجارة الحسنات! فإنَّ إغاثتك للملهوف إغاثة لنفسك قبل أن تكون إغاثة للضَّعيف!
فإن العاقل يعلم أن بذله للمعروف عائدٌ عليه بالخير الكثير….
قال الشَّعبي -رحمه الله-: "من لم ير نفسه إلى ثواب الصَّدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته وضرب بها وجهه".
أخي المسلم: لقد كانت تلك بعض البضائع الرَّابحة انتقيتها لك من سوق التِّجارة الرَّابحة وغيرها كثيرٌ فإيَّاك أيُّها الفطن أن تكون من المغبونين الَّذين استبدلوا الدُّرَّ بالحجارة!
وها هي سوق التِّجارة الرَّابحة قائمةٌ والبضائع ميسورةٌ فيها ولكن سيأتي يوم لن تصل فيه إلي هذه البضائع فاحذر هذا اليوم!!
هؤلاء هم الرابحون حقًّا
أخي المسلم: إنَّ لله -تعالى- عبادًا انشغلوا بطاعته وتلذَّذوا بالتَّقرب إليه الطاعة ألذَّ عندهم من الشَّهد اللذيذ.
قومٌ تجارتهم الحسنات وذخائرهم الصَّالحات وسرورهم في اقتناص الباقيات.
عرفوا الطَّريق فسلكوه.. وأبصروا الضِّياء فقصدوه..
– ولما حضرت الوفاة معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: "اخنق خنقك! فوعزَّتك إنِّي أحبُّك، اللهمَّ إنِّي كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهمَّ إنَّك تعلم أنِّي ما كنت أحبُّ البقاء في الدُّنيا لكري الأنهار، ولا غراس الأشجار وإنَّما لمكابدة السَّاعات وظمأ الهواجر ومزاحمة العلماء بالرُّكب عند حِلَق الذِّكر".
– وهذا الرَّبيع بن خثيم -رحمه الله- خرج في ليلةٍ شاتيةٍ وعليه برنس خزٍّ، فرأى سائلًا فأعطاه إيَّاه وتلا قوله -تعالى-: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92].
– ولما حضرت الوفاة أبا بكر بن عياش -رحمه الله- بكت أخته فقال لها: "ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزَّواية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة".
– وكان قتادة -رحمه الله- يختم القرآن في سبعٍ، فإذا جاء رمضان ختم في كلِّ ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم في كلِّ ليلةٍ".
– وهذا الإمام أحمد ابن حنبل -رحمه الله- يحكى عنه ابنه عبد الله قال: "كان أبي يصلي في كلِّ يومٍ وليلةٍ ثلاثمائة ركعة فلمَّا مرض من تلك الأسواط أضعفته فكان يصلِّي فى كلِّ يومٍ وليلةٍ مائة وخمسين ركعة وكان قرب الثَّمانين".
فرضى الله عن هؤلاء الصَّالحين فهم الرِّجال حقًّا نظروا فما وجدوا أربح من سوق الطَّاعات فكانوا فرسانها المظفَّرين وأعلامها الظَّاهرين.
أخي المسلم: تلك هي التِّجارة الرَّابحة (تجارة الحسنات) وقد عرفت حدودها وطريقها فلا يفوتك سوقها فتكون غدًا من النَّادمين.
واجعل ربحك للصَّالحات أهم عندك من ربح الدِّينار والدِّرهم فذلك هو الرِّبح الباقي والذُّخر الخالد والتِّجارة الرَّابحة.
والحمد لله -تعالى- وصلَّى الله على النَّبيِّ محمَّدٍ وآله وصحبه وسلَّم.