تخطى إلى المحتوى

التوبة باب لم يغلق 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين
سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاكي
التوبة : باب لا يغلق أبدا

قال الله تعالى :"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} (الزمر:53
ما دمت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورايتك راية لا إله إلا الله محمد رسول الله فافرح
نعم افرح لأن مازال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم الخير وهو باقي إلى يوم القيامة
إخوتي لكم نفرح لسماع قصص التائبين والعائدين إلى الله بعد طول البعد في متاهات المعاصي والذنوب ومسالك الشيطان والهوى
وكم نأنس بتلك الكلمات الصادقة التي خرجت من قلوب طهرتها دموع الندم والمجافاة والخوف من الله
دموع نزلت بعد أن عرف صاحبها ضعفه وفقره وقلة حيلته
دموع نزلت بعد أن تذكرت هول يوم القيامة وعذاب النار
إخوتي ما قيل سابقا ما هو إلا مقدمة لموضوع كبير وخطير إنه التوبة
فالتوبة باب لا يغلق أبدا ونحن نعلم أن كل بني أدم خطاء وحتى الرسل والأنبياء عليهم السلام أذنبوا ونحن لا ندعوك إلى الذنب ولكن ندعوك إلى ما بعد الذنب
فعليك أن تعلم أن المسلم صنفان : الصنف الأول : يتظاهر بالصلاح ويخطط لقلبه للمعاصي
والصنف الثاني يطيع الله ورسوله ويجتنب النواهي لكن تغلبه شهوته
فسواء كنت من الصنف الأول أو الثاني فالبدار البدار للتوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان
فالتوبة باب عظيم تتحقق به الحسنات وتمحى به السيئات فلو أن كل شخص أذنب أحدث لذنبه توبة لكثرت حسناته ونقصت سيئاته فقد قال الله تعالى: { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ،إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما }(الفرقان:68-69-70)
أي رب عظيم هذا يالله لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
فالله سبحانه وتعالى غني عنا ونحن الفقراء إليه وما ينقص من ملكه شيء ولو أدخل الناس كلهم للنار فهو سبحانه قادر على أن يأتي بمن هم خير منا وأتقى وأحفظ لحدوده لكنه هو الجواد الكريم الحليم الرحيم
ولكن لماذا نتوب ؟؟؟؟؟؟؟
هل نتوب خوفا من النار قال الله تعالى :"}وَقُلِ الْحَقّ مِن رّبّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّا أَعْتَدْنَا لِلظّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً{[الكهف :29]
أكثروا ذكر النار يا من اشتغلتم بالمسلسلات والأفلام .. يا من انغمستم في معصية الله عز وجل .
أكثروا ذكر النار .. يا من ظلمتم خلق الله .. يا من جعلتم مناصبكم وقوتكم لظلم العباد !!
يا من تحديتم الله جل وعلا .. يا من بارزتم الله بالمعاصي ، استمعوا إلي قول الحبيب كما جاء في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله :(( يؤتي بأنعم رجل في الدنيا من أهل النار فيصبغ في نار جهنم ثم يقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك من نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يارب ويؤتي بأشد الناس بؤساً من أهل الجنة فيُصبغ صبغةً في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك من شدة قط ؟ فيقول : لا والله يارب ما مر بي من بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط ))(رواه البخاري
قال تعالي :
لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ(الغاشية:7)
وقال الله تعالي : إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً (المزمل:13)
فيا من يقول لا أستطيع ترك سماعي الأغاني والمسلسلات والعلاقات المحرمة والصور الخليعة والتدخين والخمر والغيبة والنميمة و السفور والتعري …هل ستقدر على حر جهنم إذا نعم استمر فيما أنت عليه فلا عليك و إذا لا فتب تم تب تم تب وابكي بين يدي خالقك وألح في ثوبتك والله أرحم الراحمين فقط أريه منك صدق التوبة وعليه سبحانه وتعالى الصفح والمغفرة
يا ابن آدم ! إنك لو أتيتني بذنوب كثيرة، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأبدلتك مكانها مغفرة )رواه الترمذي .

وتفكر في حال أصحاب الجنة قال الله تعالى:" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَاجَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِين سورةالزمر73)
فادخلوها خالدين يارب اجعلنا منهم إذا يهون من أجل الجنة كل شيء تهون الدنيا كلها بزخرفها وزينتها وشهواتها وملذاتك واعلم أن تعيش ورب العزة جلا جلاله راض عنك هي الدنيا وما فيها ولا تجعل ذنوبك تحال بينك وبين أن ترى
رب العزة جلا جلاله يوم القيامة فلا نعيم خير من رؤية الله دون حجاب وهو من أعظم النعم لأهل الجنة قال الله تعالى :وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربهاناظرة) (سورة القيامة 22،23)
فهل ستضحي بكل هذا من أجل متاع زائل عقباه النار ؟؟؟؟

إخوتي يجب أن تعلموا أن المسلم يجب أن يعيش على الرجاء والخوف من الله
فلا يجب أن يغتر بحلم الله عليه وستره ولا أن يقنط من رحمته

وعن أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّه عنه عن النبي صَلَّى اللّه عليه وسلّم قال: " إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها رواه مسلم

فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين ،فكم من أناس فاسقين فاسدين بالتوبة صاروا من أولياء الله المقربين الفائزين في الدنيا والأخرة
جعلنا الله وإياكم منهم
ولنرفعها شعارا:" " يالله مهما بعدنا عنك فإليك عائدون "
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

بقلم أختكم "نور القمر"
لا تنسوني من صالح دعائكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

التأئب من الذنب كمن لا ذنب له
بارك الله فيك أخى الفاضل أحلى صحبة على الموضوع القيم فجزاك الله كل الخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.