… الدفء العاطفى يعقد أجمل حوار بين الإنسان والإنسان ، وبين الإنسان والطبيعة .. ان قدرنا ان نولد بعيون حبلى في كل مكان – حبلى بالفرح المشرق ودموع الفرح الصاخب .. ودموع الحزن الجامح والدنيا ارجوحة أطفال ذلك وعد الإنسان.
لكن الحب الإنسانى القادر يجعلنا نولد مرات ومرات وكل شقاء يصبح ذكرى منسية والدنيا الأرجوحة تغدو جنة والقلب الحائر يبدع ابداعا – ذلك أيضا قدر الإنسان .
لو أنا ننظر داخل أنفسنا وننظر إلى معجزات الخالق ونحاول ان نعرف اكثر مما نعرف – لوجدنا صديقا لا يخدعنا قط.. ذلك هو قلب الإنسان . في العقل جواهر وجواهر وفي القلب كنوز وكنوز . بين العقل وبين القلب انهار تحت الجلد .. نهر العلم ونهر المعرفة ونهر العطفة الفياضة – لكن – بيت المعرفة هو القلب .. ذلك ان القلب الإنسانى اعظم رادار في جسم الإنسان.
… الحب الإنسانى لا يتحول أبدا إلى رماد .. ان الحب الإنسانى ليس له طفولة وشباب وشيخوخة .. ان له ميلادا وموتا .. وعندما يولد الحب الإنسانى الحقيقى فإنه يولد ناضجا – نقيا – قويا – مكتسحا – قادرا قدرة ضوء القمر أن يبدد ظلام الليل. وعندما يموت الحب الإنسانى فإنه يموت وهو في قمة شبابه ولا يترك وراءه رمادا – وإنما يجعلنا نقول بإستمرار :
ما أروع شروق ذلك الضوء الموعود – وماأروع غروب تلك العاطفة التى قد تشمل الكون كله ونحن لا ندرى ولا نستطيع ان ندرى .
في الحب الإنسانى لا توجد مقاييس ثابتة للجمال – المرافيء الدائمة لهذا الحب .. هى خفقات القلوب وارتحالها بين كلمة نعم وكلمة ….. لااااااااا. وللحديث بقة ان كان في العمر بقية….
الله يبارك فيك وإلى الأمام