الذنب والسيئة
كثير من الناس مايخلطون بين الذنب والسيئة ويعتقدون انهما وجهان لعملة واحدة ولكن في الحقيقة هناك فرق كبير بينهما.
فلنأخذ بالتعريف السيئة اولا.
السيئة بمعناها البسيط:- هي من الاساءة أو إذاء الاخرين,علاوة على أن السيئة لا تكون إلا للمخلوقات,فلايمكن أن تكون لله,فلا يستطيع أي مخلوق أن يسيئ لله عز وجل.
لذلك الله سبحانه وتعالى حينما قال(ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدر) سورة الرعد أية22.هو يقصد الذين يدرءون أذاهم للناس وإسائتهم لهم بالاحسان إليهم ورد حقوقهم والاصلاح لهم.فاأؤلئك هم لهم أجر عظبم من الله.
أم الذنب:- هو مخالفة أمر الله في أي عباده تخص علاقة العبد بالله (كالصلاة-الصيام)بمعنى أي عبادة لايستفيد منها الاخرين كالصدقة والزكاة) لذلك تعهد الله بغفران هذه العلاقة بينه وبين العبد.إستنادا لقوله تعالى(إن الله يغفر الذنوب جميعا) سورة الزمر أيه53
ولكن مابين العبد وغيره فالله يحاسب عليه الانسان لانه تعدى على حقوق الاخرين.وهذا إستنادا لقوله تعالى(وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت آلان) سورة النساء أيه 18.
وبسبب هذا الخلط تجد كثير من الناس يعتبرون من أن العبادة بين العبد وربه هي الاجدى بفعلها.لذلك تجدهم يحرصون على هذه العبادة أكثر من حرصهم على العبادة التي تخص علاقة لعبد بغيره.
بينما ألله سبحانه وتعالى جعل من أوائل عباداته هي في التعامل مع الاخرين بعد الايمان به عز وجل.إستنادا لقوله تعالى(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) سورة البقرة أية 176.
فالتبارك الله أحسن الخالقين وأرحم الراحمين.
ولا يعلم تأويل الكتاب إلا الله.
والله اعلم.
لي ملاحظة بسيطة … سقطت الألف في كلمة الدار في الآية 22 من سورة الرعد، قال تعالى (ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار).
وقوله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) سورة البقرة هي الآية رقم 177.