بسم الله الرحمن الرحيم
والشيطان إنما يظفر بالإنسان غالباً عند السخط والشهوة، فهناك يصطاده، ولا سيما إذا استحكم سخطه، فإنه يقول ما لا يرضي الرب، ويفعل ما لا يرضيه، وينوي ما لا يرضيه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه إبراهيم : (يحزن القلب وتدمع العين، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا).
فإن موت البنين من العوارض التي توجب للعبد السخط على القدر، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقول في مثل هذا المقام -الذي يسخطه أكثر الناس، فيتكلمون بما لا يرضي الله، ويفعلون ما لايرضيه- إلا ما يرضي ربه تبارك وتعالى.
ولو لمح العبد في القضاء بما يراه مكروهاً إلى ثلاثة أمور لهان عليه المصاب.
أولها: علمه بحكمة المقدر جل في علاه، وأنه أخبر بمصلحة العبد وما ينفعه.
ثانيها: أن ينظر للأجر العظيم والثواب الجزيل، كما وعد الله من أصيب فصبر من عباده.
ثالثها: أن الحكم والأمر للرب، والتسليم والإذعان للعبد: ((أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ)).
للشيخ الدكتور عائض القرني
اللهم نسألك الصبر
اللهم ولا تجعلنا من من يتكلمون بما لا يرضيك
ولا تجعلنا من من يفعلون ما لايرضيك .