قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:
( الاصم لا يسمع شيئا لان سمعه قد فسد وتعطل وشرط السماع مع الصوت ان يوجد محل قابل لذلك كذلك الوحي سبب لحياة القلوب والارواح والفقه عن الله ولكن اذا كان القلب غير قابل لسماع الهدي كان بالنسبة للهدي والايمان بمنزلة الاصم بانسبة الى الاصوات )
قال تعالى ( اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون )
قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره هذه الآية بعد ذكره اوجه اعجاز القرآن :
( فجميع ذلك يكفي من اراد تصديق الحق وعمل على طلب الحق فلا كفى الله من لم يكفه القرآن ولا شفى الله من لم يشفه الفرقان ومن اهتدى به واكتفى فانه رحمة له وخير فلذلك قال : (ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) وذلك لما يحصل فيه من العلم الكثير والخير الغزير وتزكية القلوب والارواح وتطهير العقائد وتكميل الاخلاق والفتوحات الالهية والاسرار الربانية )
فانظر رعاك الله الى تلك الاناشيد المزعومة :
هل تجد فيها العلم الكثبر!
او تجد فيها الخير الغزير!
او تجد فيها تزكية القلوب والارواح او تجد فيها تطهير العقائد !
وانظر رعاك الله الى دعاء الشيخ على من لم يكتف بالوحي في الهداية ولم يستشف به من امراضه واسقامه .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية :
من لم يكن يكفيه ذان فلا كفاه الله شر حوادث الازمان
من لم يكن يشفيه ذان فلا شفاه الله في قلب ولا ابدان
من لم يكن يغنيه ذان رماه رب العرش بالاعدام والحرمان
من لم يكن يهديه ذان فلا هداه الله سبل الحق والايمان
من لم يكن يكفيه ذان فلا كفاه الله شر حوادث الازمان
من لم يكن يشفيه ذان فلا شفاه الله في قلب ولا ابدان
من لم يكن يغنيه ذان رماه رب العرش بالاعدام والحرمان
من لم يكن يهديه ذان فلا هداه الله سبل الحق والايمان /QUOTE]
بارك الله فيك