إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
باب ما جاء في التطير
http://www.lakii.com/tep/tohed/lakii28.mp3
طريقة الدراسة :
تستمع الطالبة لشرح الدرس المطلوب من شريط المعروض في الاعلى ( شرح كتاب التوحيد ) للشيخ صالح آل الشيخ
متابعة الدرس من خلال الكتاب (التمهيد في شرح كتاب التوحيد)
في حالة وجود اسئلة متعلقة بالمادة الصوتية
بإمكانكم طرحها
وان شاء الله يتم الرد عليكم
ملاحظة مهمة
اذا لم تستطيعوا ان تستمعوا الى الاشرطة بإمكانكم ان تقرأو الكتاب
فهو مشابه بشكل كبير لـ الشريط
الاختلاف شيئ بسيط
فالرجاء من تجد صعوبة في الاستماع او تحميل الشريط تقرأ الكتاب
وتترك القواعد والنحو
وتركز على المعلومات العقيدة
بارك الله فيكم
إن الطيرة نوع من الشرك والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب لأنه شرك
أصغر
وحقيقة التطير : أنه التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطير في السوانح والبوارح والنطيح أو بغير الطير مما يحدث
كانوا في الجاهلية إذا أراد أحد أن يذهب إلى مكان أو سفر استدل بما يحدث له من أنواع حركات الطيور أو مما يحدث له من الحوادث
فإذا كان هذا السفر سفر سعيد ذهب وإن كان هذا السفر سفر سيء رجع ولم يمضي فيه وهذا شرك أصغر .
وهذا قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: (( إنما الطيرة ماأمضاك أو ردك ))
فالطيرة شرك وهي التي تقع في القلب ويبني عليها المرء مضاء في العمل أو نكوصا عنه
لكن إذا حصل في قلبه تشاؤم ومضى وتوكل على الله ولم يرجع فهذا لاحرج ولايعتبر شرك
كما جآء في الحديث لابن مسعود :
(( الطيرة شرك , الطيرة شرك , الطيرة شرك ومامنا إلا , ولكن الله يذهبه بالتوكل ))
رواه أبو داوود والترمذي
لأن حسنة التوكل على الله وإتيان العبد بواجب التوكل يذهب عنه كيد الشيطان بالتطير فالواجب على العبد إذا عرض له شيء من التشاؤم ألا يرجع عما أراد عمله بل يعظم التوكل على الله لأن هذه الأشياء التي تحصل لاتدل على الأمور المغيبة لأنها أمور طرأت هكذا أمام العبد وليس لها أثر فيما يحصل مستقبلا ..
* أن التطير عام وليس خاص بالطير فقد جآء في باب ماجاء بشيء من أنواع السحر أن العيافة متعلقة بالطير كما فسرها عوف الأعرافي بقول :العيافة زجر الطير فهي متعلقة من حيث إنه يحرك الطير ويزجره حتى ينظر أين يتحرك
أما الطيرة: فهي أن يتشاؤم أو يتفاؤل ويمضي أو يرجع بحركة
تحصل أمامه ولو لم يزجر أو يفعل أو بشيء يحصل أمامه إما من الطير وغيره ..
* أن التطير من صفات أعداء الرسل ومن خصال المشركين فهو مذموم .
* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( لاعدوى ولاطيرة ولاهامة ولاصفر )
أخرجاه ورواية لمسلم: (ولانوء لاغول )
قوله: (( ولاطيرة )) أي إن الطيرة شيء وهمي يكون في القلب لاأثر له في قضاء الله وقدره أي لاطيرة مؤثرة بنفسها فأهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن الطيرة تؤثر بنفسها
* قوله: (( ويعجبني الفأل: قالوا: وماالفأل
قال: الكلمة الطيبة ))
الرسول عليه الصلاة والسلام يحب الفأل ويكره التشاؤم
والكلمة الطيبة إذا سمعها العبد فتفاؤل بها وأنه سيحصل له كذا من الخيرات أحسن الظن بالله
فالفأل إذا حسن ظن بالله والشؤم سوء ظن بالله لهذا كان الفأل ممدوحا والتشاؤم مذموما والعبد مأمور بأن يحسن الظن بالله كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتفاءل وكل ذلك من تعظيم الله ..
* عن عقبة بن عامر قال:
( ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل ,
ولاترد مسلما , فإذا رأى أحدكم مايكره فليقل:
اللهم لايأت بالحسنات إلا أنت ولايدفع السيئات إلا أنت
ولاحول ولاقوة إلا بك )
هذا دعاء عظيم في دفع مايأتي للقلب من أنواع التشاؤم وأنواع الطيرة ..
* ولأحمد من حديث ابن عمرو :
( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا: وماكفارة ذلك؟
قال: أن تقولوا اللهم لاخير إلا خيرك ولاطير إلا طيرك ولاإله غيرك )
هذا هو ضابط الطيرة التي تكون شركا فإن لم ترده حاجته ولم يستجب لذلك فلاحرج عليه وبذلك إلا إن عظمت في قلبه فربما يدخل العبد في أنواع محرمات القلوب والذي يذهب ذلك كله هو التوكل على الله وحسن الظن بالله
فيعلم العبد أنه لن يحصل أمر إلا بقضاء قضاه أو قدره
فعلم الغيبات عند الله عز وجل…
* الطيرة من أنواع السحر ولهذا فقد أوردها الشيخ رحمه الله بعد أبواب متعلقة بالسحر
* مناسبة هذا الباب أن التطير نوع من أنواع الشرك بالله جل وعلا وهى من الشرك الأصغر
* التطير هو التفاؤل أو التشاؤم بحركة الطير أو بغير الطير من الحوادث فيستدل بها على أن هذا السفر فيه
الخير أو سفر سئ فيمضى الإنسان فى سفره أو يحجم عنه أو يعقد صفقة تجارية مثلا أو ينكص عنها إلى غير
ذلك من الأمور
*فمن وقع فى قلبه تفاؤل أو تشاؤم من تلك الحوادث أو الأشياء واستدل بها على أنه سيفشل فى سفره أو
تجارته أو سيصيبه مكروه فرجع ولم يمضى ولم يتوكل على الله فى أمره فقد وقع فى الشرك الأصغر أما من
حدث له ذلك فتشاءم ولكنه توكل على الله فهذا لا يكاد يسلم منه أحد
* قال تعالى" فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند
الله ولكن أكثرهم لا يعلمون " الأعراف ومعنى هذا أنهم إذا أتاهم سعة وزيادة فى الرزق وخصب قالوا لنا هذه
أى نحن نستحق هذا أما إذا أصابهم نقص فى الرزق أو بلاء قال هذا بسبب موسى ومن معه بسبب أقوالهم
وأفعالهم فتطيروا وتشاءموا منهم فقال لهم جل وعلا ألا إنما طائرهم عند الله أى أن ما يأتيهم من حسنات أو
سيئات كل ذلك من عند الله أى من قضاء الله عليهم وقدره
* ومناسبة هذه الآية للباب أن التطير صفة من صفات أعداء الله وأعداء الرسل ومن خصال المشركين
وليس من خصال تابعين الرسل لأن الأتباع يعلقون ما يحدث لهم دوما بالضاء والقدر أو بثواب الله وعقابه لهم
على أعمالهم
* قال تعالى " قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذا أليم قالوا"" وهذا قول المشكرين
أصحاب تلك القرية فقال لهم أتباع الرسل " طائركم معكم أئن ذكرتم" يعنى أنكم أنتم السبب فى وقوع السيئات
أو قدوم الحسنات فكل ذلك من عند أنفسكم فالعقاب الذى سينالكم ملازم لكم ملازمة ما تتطيرون به من عمل
سوء ومن معاداة للرسل وتكذيب لهم
* عن أبى هريرة قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر
ولا نوء، ولا غول"ومعلوم أن المنفى هنا ليس وجود الطيرة أو العدوى لأنهما موجودتان من جهة إعتقاد الناس
فيهما وإستعمالهما ولكن لا عدوى مؤثرة بنفسها وإنما تنتقل بإذن الله تعالى وكان أهل الجاهلية يعتقدون أنها تنتقل
بنفسها ولا طيرة أيضا مؤثرة بنفسها فإنما هى شئ وهمى موجود فى القلب ولا أثر لها فى قضاء الله وقدره
وكذلك قوله ولا هامة ولا صفر إلى آخر الحديث
* وقال عليه الصلاة والسلام " ويعجبنى الفأل قالوا وما الفأل قال الكلمة الطيبة" فكان عليه الصلاة السلام
يحب الكلمة الطيبة ويتفائل بها إذا سمعها لأنها من حسن الظن بالله تعالى فالفأل حسن ظن بالله تعالى والتشاؤم
سوء ظن بالله تعالى والعبد مأمور بأن يحسن الظن فى ربه جل وعلا وعلى هذا فالفأل ممدوحا والشؤم مذموما
*ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال :"ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أحسنها الفأل" والطير أى التأثر بالكلمة فهى كلمة عامة تشمل الأقوال والأعمال التى تحدث أمام العبد فيتأثر بها
وعلى هذا فأحسنها الفأل لأنه كما ذكرنا من حسن الظن بالله ولأن التفاؤل يشرح الصدر ويذهب الضيق الذى
يوحيه الشيطان للعبد فيتوهم أشياء تضره وتحزنه فالتفاؤل يبعد الشيطان عن قلب العبد وتأثيره فى نفسه
*وقال: فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا
قوة إلا بك" وهذا دعاء عظيم فى دفع التشاؤم عن قلب العبد
* وعن ابن مسعود قال: الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل" يعنى
أنها من الشرك الأصغر بالله جل وعلا ومعنى "وما منا إلا "أى وما منا إلا ووقع فىقلبه بعض التطير "ولكن الله
يذهبه بالتوكل " لأن حسن التوكل على الله يذهب كيد الشيطان فيجب على العبد إذا تشاءم ألا يعرض عما أراد
أن يفعله ويعظم التوكل على الله
* حديث ابن عمرو "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك" هذا هو ضابط الطيرة التي تكون شركا وهو أن
ترد المتطير عن حاجته فإذا لم ترده عن حاجته فلا حرج عليه
* "قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: "أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك"
لا طير إلا طيرك أى لن يحصل إلا قضاؤك الذى قضيته فعلم المغيبات عند الله جل وعلا