تخطى إلى المحتوى

المهتدية الألمانية "ثناء نور": أحلى لحظة في حياتي عندما نطقت الشاهدتين 2024.

المهتدية الألمانية "ثناء نور": ذهبت للبابا أسأله عن القرآن فلم أجد عنده سوى كراهية الإسلام

برلين: صلاح الصيفي

"أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" بهذه الكلمات نطقت "ثناء نور" بالشهادتين في حضور إمام المركز الإسلامي ببيلفلد، وأمام مجموعة من أصدقائها جاءوا معها ليحضروا هذه اللحظة الفارقة في حياتها، حيث انهالت عليها التهاني من جميع المسلمين الذين حضروا، وكم كانت السعادة تغمر الجميع، بانضمام مسلمة إلى قائمة المسلمين الجدد الألمان الذين يتدفقون على قافلة الإسلام بكثرة في السنوات الأخيرة، من مختلف الأعمار والطوائف. فقد بلغ عدد الألمان الذين دخلوا الإسلام خلال عام 2024م وحده حوالي 6 آلاف ألماني… التقت (المجتمع) المهتدية "ثناء نور" للتعرف على تجربتها..


ماذا عن نشأة "ثناء نور"، ولماذا اختيار هذا الاسم بعد إسلامك؟

نشأت في أسرة مسيحية تتكون من الأب والأم وأخوين، وأنا أكبر إخوتي "23عاماً"، وكنت أعيش مع أسرتي في كازاخستان، وهاجرنا جميعاً إلى ألمانيا عندما كان عمري 13 عاماً، واسمي الأصلي هو "سيتلانا"، وقد فضلت اسم "ثناء نور" لأن اسمي الأصلي "سيتلانا" يعني بالروسية "نور"، فأحببت هذا الاسم لما له من معانٍٍ جميلة خاصة في الإسلام، فيكفي أن نقول: الله نور السموات والأرض (النور:35)


باحثة عن الحقيقة

وماذا عن قصة إسلامك؟ وكيف تعرفتِ على الإسلام؟

منذ أن كان عمري 13 عاماً، كان هناك تساؤل يتبادر إلى ذهني من حين إلى آخر: ما هو الإسلام؟ ومن هو محمد؟ ولماذا نكره نحن المسيحيين الإسلام والنبي محمداً؟

وكنت دائماً أريد أن أعرف الكثير عن الإسلام، ولكن لمن أوجه أسئلتي؟! فلم أجد في البداية غير والدي، إلا أنني عندما سألتهما عن الإسلام، لم أجد عندهما الإجابة عن سؤالي، بل كانت لهجتهما ورد فعلهما عنيفاً وقاسياً، وطالباني بالتوقف عن طرح مثل هذه التساؤلات وإلا سيكون العقاب شديداً، ولكن كان هناك شيء بداخلي يدفعني لمعرفة ماهية هذا الدين، بالإضافة إلى أنني لا أعرف أي شيء أيضاً عن الله وعن المسيح، فكنت لا أصدق أن الله هو المسيح كما تقول ديانتي المسيحية.

وعندما جئت إلى ألمانيا مع أسرتي أصبح لي زملاء وأصدقاء مسلمون من جنسيات مختلفة سواء أتراك أو باكستانيون أو غيرهم من الجنسيات المختلفة، وجدت في تعاملهم ومعرفتهم دفئاً وحنيناً لم أجده عند الألمان، فأردت أن أتعرف أكثر على هذا الدين وعن الرسول محمد، وقضيت سنوات أبحث ولا أعرف كيف تكون البداية في البحث، وذهبت إلى البابا في الكنيسة وسألته عن الإسلام فلم أجد في ردوده وإجاباته غير كرهه للإسلام والمسلمين، وأنه دين عنف وإرهاب، فدفعني هذا إلى البحث بنفسي؛ إلا أنني لم أعرف الطريق الصحيح وقضيت سنوات عديدة.. أريد أن أعرف، ولكن لا أعرف كيف؟!!

وشاءت الأقدار أن أتعرف على شاب تركي مسلم، وأن تنشأ قصة حب بيننا، كما تعرفت على أسرته الذين رحبوا بي وأحبوني كثيراً، وأحاطوني بعطف ورعاية، واعتبروني فرداً من الأسرة، وكنت دائماً أطرح أسئلة عديدة على هذا الشاب، عن الإسلام وعن الرسول وعن الله، ولكني لم أجد أي إجابة عنده، لأنه نفسه لا يعرف شيئاً عن الإسلام غير أنه ولد مسلماً فقط..

ولكني لم أتوقف، فكنت أسأل أمه كثيراً، ووجدت عندها إجابات عديدة، وكانت سعيدة بي جداً لمجرد طرح مثل هذه التساؤلات، فحدثتني كثيراً عن الإسلام وعن الرسول الكريم محمد {، فأسعدني هذا كثيراً ولكنه لم يروِ ظمئي..

إغاثة الملهوف في المركز الإسلامي

أردت معرفة المزيد، فسألتهم عن كتاب للقرآن فأعطوني نسخة من القرآن مترجمة من العربية إلى التركية، وبالطبع لا أعرف شيئاً عن أي من اللغتين، فبدأت أبحث بنفسي وأقرأ كثيراً عن الإسلام والمسلمين من خلال الإنترنت، مما دفعني لمعرفة المزيد وقراءه القرآن الكريم، فقررت الذهاب إلى المركز الإسلامي ببيلفلد..
فوجدت اهتماماً كبيراً منهم لم أتوقعه، فأعطوني نسخة للقرآن مترجمة إلى اللغة الألمانية، بالإضافة إلى مجموعة كتب أخرى عن الإسلام، فبدأت أقرأ بلهفة وشغف وترقب كل ما تقع عليه عيناي عن الإسلام، وكنت في ذلك الوقت دائمة التردد على المركز الإسلامي، وأخيراً وبعد سنوات عديدة في البحث عن أسئلتي حول الله والإسلام والنبي محمد، وبعد شهرين من التردد بصفة شبه يومية على المركز الإسلامي، قررت الدخول في الإسلام ونطق الشهادة عن قناعة وحب ويقين.

مشاعر إيمانية

ماذا كان شعورك عند نطق الشهادتين، وهل تعرفين معنى الكلمات التي نطقت بها؟
هذه اللحظة من أجمل لحظات حياتي،
ومهما قلت من كلمات لوصف إحساسي وشعوري في لحظة نطقي للشهادة فلن أستطيع، حيث كان قلبي يخفق، وكانت جميع فرائصي ترتعد، وأحسست بجسمي يتصبب عرقًا، برغم أن درجة الحرارة بالخارج كانت تحت الصفر، ولكني استجمعت قواي كلها ونطقتها… بالفعل نطقتها ليس فقط من لساني ولكن من كل ذرة في جسمي.. فقد أصبحت الآن مسلمة، ووجدت طريق النجاة.

نعمة الإسلام

كيف تنظرين إلى لإسلام الآن؟ وماذا ستقولين لأصحابك عنه؟

أرى الإسلام ديناً عظيماً، وأن الله سبحانه وتعالى أعطى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نعمة عظيمة لابد أن يحمدوا الله عليها آناء الليل والنهار، ألا وهي نعمة الإسلام، فكم اكتشفت عظمة هذا الدين وعظمة القرآن الكريم، وعظمة النبي الكريم محمد {.
وسوف أنصح كل أصحابي وأصدقائي بالدخول في الإسلام، خاصة الذين أجد عندهم قابلية وصدراً رحباً للتعرف على الإسلام والرسول الكريم، وسأقدم لهم كل ما يحتاجونه من معلومات وكتب، وسأدافع عن الإسلام بكل ما أستطيع، وسوف أرفع رأسي عالياً بكوني مسلمة أنعم الله عليها بنعمة الإسلام.

الحجاب..رغبة ورهبة

كيف ترين الحجاب الإسلامي وهل ستصرين على ارتدائه؟

أرى أن الحجاب فُرض ليكرم المرأة ويسترها من العري، ويحفظها من العيون الثاقبة التي تتلذذ بالنظر إلى الأجسام العارية، فالحجاب هو تكريم وحماية للمرأة.

وبالنسبة لي فأنا أواجه مشكلة كبيرة بالنسبة لاستمراري الدائم في ارتداء الحجاب، من ناحية لأن أسرتي لم تعرف بعد بدخولي الإسلام، وأنا حريصة الآن على عدم معرفتهم؛ خوفاً من رد الفعل والعقاب الذي ينتظرني منهم، وكذلك فإن عملي في إحدى الشركات لا يسمح لي، أو لأي امرأة مسلمة بارتداء الحجاب، وأخشى أن يطردوني من العمل، كما حدث من قبل للعديد من المسلمات المحجبات، ولذلك أجد نفسي في حيرة وصراع كبير بين رغبتي في ارتداء الحجاب وبين خوفي من أهلي وفقداني لعملي. فهناك رغبة كبيرة مني في ارتداء الحجاب، ولكن للأسف المجتمع والأسرة يرفضان ذلك..
ولكني سأرتديه في الوقت الذي أكون فيه بعيدة عن البيت والعمل.

من مجلة المجتمع جزاهم الله الخير

سبحان الله..يهدي الله لدينه من يشاء..

بارك الله فيكم د. محمد..نرجو أن تتحفنا دائما بمثل هذه القصص..لعل المسلمون يشعرون بقيمة إسلامهم الذي يتعطش له الكثيرون.. وبالمقابل نحن نضيعه بغفلتنا وانقيادنا نحو شهواتنا!!..

نسأل الله الثبات..

بارك الله بكم

نعم إن شاء الله هنالك قصص جديدة بإذن الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.