تخطى إلى المحتوى

بع الدنيا بالآخرة تربحهما جميعاً ولا تبع 2024.

حقيقة الدنيا

خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فلما كانت الشمس على رؤوس الجبال وذلك عند الغروب قال :
(( إنه لم يبق في الدنيا فيما مضى إلا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى منه )) .

فليتأمل العاقل الناصح لنفسه هذا الحديث وليعلم أي شيء حصل له من هذا الوقت الذي بقى من الدنيا بأسرها ليعلم أنه في غرور وأضغاث أحلام وأنه قد باع سعادة الأبد والنعيم المقيم بحظ خسيس لا يساوي شيئاً ولو طلب الله تعالى والدار الآخرة لأعطاه ذلك الحظ هنيئاً موفوراً وأكمل منه كما في بعض الآثار
( بع الدنيا بالآخرة تربحهما جميعاً ولا تبع الآخرة بالدنيا تخسرهما جميعاً ) .

وقال بعض السلف : ابن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا وأنت إلي نصيبك من الآخرة أحوج فإن بدأت بنصيبك من الدنيا أضعت نصيبك من الآخرة وكنت من نصيب الدنيا على خطر وإن بدأت بنصيبك من الآخرة فزت بنصيبك من الدنيا فانتظمته انتظاماً .

وكان عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه يقول في خطبته : أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثاً ولم تتركوا سداً وإن لكم معاداً يجمعكم الله عز وجل للحكم فيكم والفصل بينكم فخاب وشقى عبد أخرجه الله عز وجل من رحمته التي وسعت كل شيء وجنته التي عرضها السماوات والأرض ولكن يكون الأمان غداً لمن خاف الله تعالى واتقى وباع قليلاً بكثير وفانياً بباق وشقاوة بسعادة ، ألا ترون أنكم في أصلاب الهالكين وسيخلفه بعدكم الباقون ألا ترون أنكم في كل يوم تشيعون غادياً رائحاً إلى الله قد قضى نحبه وانقطع أمله فتضعونه في بطن صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلق الأسباب وفارق الأحباب وواجه الحساب .

انا لله وانا اليه راجعون ..
اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا


جعله الله في ميزان حسناتك ورزقك جنة الفردوس ووالديك …امين

بارك الله فيك وفي اسلوبك المؤثر ..
يتكرر في كتاب الله تبارك وتعالى المقابلة بين الحق والشرع وبين اتباع الهوى، فهما نقيضان لايجتمعان، فحيث يأتي الأمر باتباع الشرع يأتي النهي عن اتباع الهوى(ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون).

وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ ولا يدوم على حالٍ لها شانُ

جزاك الله خير اختنا الفاضلة الخنساء ،،،،

بارك الله فيك اختي الخنساء
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)
سورة الرحمن
نعم والله..إن هذه لحقيقة الدنيا..أخرجها الله من قلوبنا وكفانا شرها..
بارك الله فيك أختي الخنساء وكل من عقب..
بارك الله فيك أختي الخنساء وجعله في ميزان حسناتك ..
وفيكم بارك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.