عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عبادي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ » .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم « أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْعِشَاءُ وَالْفَجْرُ » .
وَقَالَ « لَوْ يَعْلَمُونَ مَا في الْعَتَمَةِ وَالْفَجْرِ » .
· هل ذقت حلاوة صلاة الفجر
· كم مرة صليت الفجر والصبح في جماعة؟
· كم مرة صليت الصبح في وقته؟
· كم مرة صليت الصبح قبل طلوع الشمس؟
· وكم من المرات صليت الصبح بعد شروق الشمس؟
الكثير هل تعلم إن صلاة الصبح وقتها حتى طلوع الشمس وبعد ذلك تعتبر قضاء
فكم من المرات صليت الصبح قضاء ؟·
* نعود لأول ما بدأنا به
· هل ذقت حلاوة صلاة الفجر سبحان الله ما صلى أحد الفجر إلا وقد شعر وتذوق من هذه الحلاوة
هذه الحلاوة هي التي قال الله عز وجل فيها
" وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "
أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار وقيل انه القرآن الذي يصلى به في صلاة الفجر
إنها حلاوة يحس بها من قال الله فيهم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
"إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ *
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ "
يقول تعالى "إنما يؤمن بآياتنا" أي إنما يصدق بها "الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا" أي استمعوا لها وأطاعوها قولا وفعلا "وسبحوا بحمد ربه وهم لا يستكبرون" أي عن اتباعها والانقياد لها كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة قال الله تعالى "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".
ثم قال تعالى "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" يعني ذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة قال مجاهد والحسن في قوله تعالى "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" معني بذلك قيام الليل وعن أنس وعكرمة ومحمد بن المنكدر وأبي حازم وقتادة هو الصلاة بين العشاءين وعن أنس أيضا هو انتظار صلاة العتمة رواه ابن جرير بإسناد جيد وقال الضحاك وهو صلاة العشاء في جماعة وصلاة الغداة في جماعة "يدعون ربهم خوفا وطمعا" أي خوفا من وبال عقابه وطمعا في جزيل ثوابه "ومما رزقناهم ينفقون" فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية ومقدم هؤلاء وسيدهم لفخرهم الدنيا والآخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الصبح ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "عجب ربنا من رجلين: رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله تعالى فانهزموا فعلم ما عليه من الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي فيقول الله عز وجل للملائكة انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أهريق دمه" وعن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل- ثم قرأ "تتجافى جنوبهم عن المضاجع – حتى بلغ – جاء بما كانوا يعملون" ثم قال – ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ – فقلت بلى يا رسول الله فقال – رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله – ثم قال – ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت بلى يا نبي الله فأخذه بلسانه ثم قال كف عليك هذا فقلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال على مناخرهم ـ إلا حصائد ألسنتهم؟" ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم·
على الرغم من أن أهل العلم قالوا أن المقصود هنا هو قيام الليل إلا أن هناك قول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
· " من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر ( الصبح ) في جماعة فكأنما قام الليل كله "
من هنا يظهر أن من قام لصلاة الفجر وحدها لا يريد بقيامه هذا إلا الصلاة في جماعة فقد اخذ ثواب قيام الليل كله
سبحان الذي يفتح لعباده أبواب الخير المتعددة والمتنوعة فمن حرم من باب فقد فتح الله له أبواب أخرى
ليتذوق حلاوة الإيمان
هل بدأنا نتذوق هذه اللذة التي شعر بها من يصلى الفجر
هل أحسست يوما وأنت تصلى الفجر وتنظر لمن حولك كم من العباد يستيقظون لصلاة الفجر في المسجد بل كم يستيقظون للصلاة قبل الشروق انهم قليل جدا
انهم الصفوة المختارة التي اختارها الله لتشرب من هذا الشهد الرباني
أما آن لك يا عبد الله أن تشرب من هذا الشهد
أما آن لك يا عبد الله أن تكون من الصفوة المختارة
أما آن لك يا عبد الله أن تصلى الصبح في جماعة
أما آن لك يا عبد الله أن تصلى الصبح حاضرا قبل طلوع الشمس
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق
ألم يأن للذين آمنوا أن تتجافى جنوبهم عن الفراش وتقوم لربها وتصلى فرضه
ألم يأن للذين آمنوا أن يتلمسوا نزول الملائكة ونزول رب العزة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل أي قبل صلاة الفجر
يقول الإمام على كرم الله وجهه " أحببت من الدنيا ثلاث منها الصلاة والناس نيام "
وكان يقصد بها قيام الليل نعم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان من تتجافى جنوبهم عن المضاجع هم من يصلون قيام الليل بل كانت المنافسة من يقوم اكثر
أما الآن فالمنافسة هي من يقوم ليصلى الصبح في المسجد بل نزل بنا الحال إلى الأدنى
المنافسة من يقوم ليلحق صلاة الصبح قبل طلوع الشمس
نسينا أن سبب خلقنا هو العبادة لله وبداية العبادة هي الصلاة في وقتها
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
أخيرا احرص يا عبد الله أن تكون ممن يصلون الفجر في جماعة
اللهم حبب لنا الأيمان وزينه في قلوبنا — وكره ألينا الكفر والفسوق والعصيان
اللهم حبب ألينا صلاة الفجر واعنا على القيام لها وكره ألينا تركها والنوم بدلا منها
وجعله فى ميزان حسناتك..
جزاكى الله كل الخير
و اعاننا على طاعتة
ما أحلاها من صلاة .. وما أغلاه من وقت
الفجر .. فقط يكفينا قولة تعالى " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "
أشكرك حبيبتي على موضوعك القيم ..
دمتي بخير
جزاك الله خيرا…
الحمد لله الذي هدانا لهذا ولولا هداه لما اهتدينا