تخطى إلى المحتوى

حوار في محيط الروح !!؟ 2024.

أسدل الليل ستاره على الكون .. ليغط في سكون وهدوء عميق .. تناغمت له المخلوقات .. لتعود إلى مضاجعها في رحلة إلى حيث الراحة من عناء النهار ….
وفي بقعة من الأرض كانت ( هدى )..
تعلوها سحابة من الغموم والآلام .. وتخيم عليها الحيرة والضلال .. بعد أن سلكت طرقاً شتى في سبيل أن تعيش الحياة سعادة !!…
ولكن دون جدوى !!… حتى أمست في هذه الليلة لا تعي ما حولها !!…
كل ما يهمس به هاجسها .. وما يدور في خلدها .. هل إلى الخلاص من هذه الحياة سبيل ؟؟!!!…
فانسابت من على وجنتيها دموع حرى … أوقعتها في نشيج متواصل …
ومن عمق الظلام السحيق … جاء النداء ؟!!!
من أنتِ …!!؟
سؤال استوقفها .. وهزها بعمق .. وأخذت تفكر بمصدره .. وممن جاء .. غير أنها فجأة .. استجابت لهذا الحوار !!…
أنا إنسانة من جملة المخلوقات .. أعيش في رحاب هذا الكون !!..
مخلوقات !!… ومن خلقك ؟؟!
رسى هذا السؤال في خاطرها .. وأخذ يتردد صداه في جنبات روحها … إلا أنها لم تمكث طويلاً حتى أجابت :
الله ..
الله !!… وأين هو الله ؟؟!!
عند هذا الحد .. شعرت بقشعريرة تخالج بدنها .. وهزة قوية دوّت في كيانها .. لتغيب طويلا .. تسبح في بحر خضم من الأفكار والتأملات .. وكأنها انتقلت في رحلة إلى عالم آخر .. كان منطلقها حينما رفعت رأسها إلى السماء .. وأخذت تنظر إليها وقد كستها تلك الحلة السوداء .. تتخللها نجوم لامعات .. وكواكب ساطعات .. يتربع بينهن سراج منير أخذ يرسل خيوطه الفضية إلى أركان الكون .. في منظر يأسر الألباب بسحر روعته وجماله !!…
ومن هنا .. إلى ذلك العالم .. انطلقت !!..
الله سبحانه وتعالى في السماء .. على الكرسي .. فوق العرش .. يدبر أمور الخلائق .. ويسير نظام الكون بحكمته وعدله ..
يبصر كل ما في الكون .. ولا يغيب عن علمه شيء .. ويصل إلى سمعه كل صوت ..
قوي متين .. لطيف رحيم .. له الأمر وإليه المصير …
في هذه اللحظات .. ومع تلك الأفكار .. أحست بنسمات باردة من المشاعر الدفينة !!.. وأحاسيس عذبة لم تشعر بها من قبل !!..
وطمعاً في الاستمرارية على هذه الحال !!.. واصلت التفكر!!..
من هناك .. ربنا جل وعلا .. يقضي بأحكامه التي تجري على مخلوقاته بعلمه وعدله ورحمته .. فهذا يضحك !!.. وآخر يبكي!!.. وذاك يحي !!.. وغيره يموت !!.. وهناك من هو غني !!.. ومن هو فقير !!.. ومن هو شقي !!.. ومن هو سعيد !!..
( سعيد ؟؟!! ) …
كانت تلك هي الحلقة المفقودة في محور حياتها .. وكأنها لأول مرة ترد إلى ذهنها !!…
وأخذت تكررها ..
( سعيد ؟؟!! )
ثم استطردت في تأملاتها متسائلة !!..
وما هي السعادة ؟؟!!..
رجعت إلى نفسها .. وإذا بروحها تسبح في بحر من الابتهاج والسرور .. وترفل في هالات من نور .. أضاءت كل خلية في جسدها !!…
عند ذلك .. هتفت بأعلى صوتها .. وكأنها تخاطب نفسها !!.. بل كأنها تخاطب مصدر الحوار في كيانها .. فطرتها ..
لا .. بل هي تخاطب الكون بأكمله !!..
وجدتها .. بل والطريق الموصل إليها !!..
إنها ما أعيش به الآن .. وطريقها هو طريق ربنا العلام ..
مسحت دموعها .. وعلى الفور .. انطلقت إلى حيث الطريق .. بدأته بسجدة طويلة .. أذابت كل معاني الحزن والأسى في حياتها ….
الكلمات تضيء حينما تكتبها القلوب
هنيئا لك على هذا القلم
جزاك الله خيراً أخت فرح على هذه الكلمات الجميلة.
ــــــــــــــــ
ليست السعادة جمع مال … لكن التقي هو السعيد
<CENTER>
لاكي

هلا فرح

كم نحتاااج لغذاء ارواحنا

فالسعادة تكمن بداااخلنا

ولن نحصل عليها

الا اذا اقتربنا من الله سبحانه وتعالى

وقوينا علاقتنا معه

تحياتي لجمال اسلوبك

نــــوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.