رواه البخاري
كل ذلك لله وحده لاشريك له ، وهي له سبحانه ملكا واستحقاقا .
قوله: الصلوات قيل: المراد الخمس ذات الركوع والسجود ، أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل، وقيل: العبادات كلها
وقيل المراد الدعاء فإن معنى الصلاة لغة الدعاء ، وكل ذلك لله فالصلاة كلها لله ، فلا يصرف شيء منها لغيره
والدعاء لله فلايصرف شيء منه لسواه .
قوله: الطيبات أي: ما طاب من الكلام، وحسن أن يثنى به على الله – تعالى – دون ما لا يليق بصفاته،
وقيل: الأقوال الصالحة كالدعاء والثناء، وقيل: الأعمال الصالحة، وهو أعم
والمراد الأقوال الطيبات والعمال الطيبات كلها لله ، يتقرب بها إليه ، ولا يتقرب بشيء منها لأحد سواه
فهو سبحانه يتقرب إليه بكل طيب من قول أو فعل .
والذي يدعى له لايدعى مع الله ،
والسلام من أسماء الله تعالى؛ والمعنى أنه سالم من كل عيب وآفة ونقص وفساد؛
ومعنى قولنا: السلام عليك… الدعاء؛ أي: سلمت من المكاره، وقيل: معناه اسم الله عليك.
قوله: وبركاته أي: زيادته من كل خير.
قوله: السلام علينا استدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء
وفيه دعاء للنفس ولعموم المؤمنين بالسلامة من كل آفة وعيب ونقص وسوء وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله: وعلى عباد الله الصالحين الأشهر في تفسير الصالح؛ أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده, وتتفاوت درجاته.
قال الحكيم الترمذي – رحمه الله – : من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً، وإلا حُرِمَ هذا الفضل العظيم
قال بعض أهل العلم : " علمهم أن يفردوه صلى الله عليه وسلم بالذكر ، لشرفه ومزيد حقه عليهم ،
ثم علمهم أن يخصصوا أنفسهم أولا ، لأن الاهتمام بها أهم ،
ثم أمرهم بتعميم السلام على الصالحين إعلاما منه بأن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملا لهم "
وقولك : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " فيه الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية ،
ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة ،
فهو صلوات الله وسلامه عليه عبد لايعبد ، بل رسول يطاع ويتبع "
.
[ اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُـحمَّدٍ وعلَى آلِ مُـحمَّدٍ، كَمَـا صَلَّيتَ عَلَى إبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إبراهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهِيْمَ وعَلَى آلِ إبْراهيمَ، إنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ]
رواه البخاري
اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى أزواجِهِ وذُرِّيتهِ، كمَا صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْراهيمَ، وبَارِكْ عَلى مُحمَّدٍ، وَعَلَى أزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتـِهِ، كمَا بَاركْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ]
رواه البخاري ومسلم.
وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي من الله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وتعظيمه ،
وصلاة الملائكة والمؤمنين عليه هي طلب ذلك له صلى الله عليه وسلم من الله تعالى ،
والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة ..
،
وقيل: المعنى لما أمر الله – تعالى – بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به.
وقيل: صلاة الله – سبحانه – على محمد رسوله وعبده؛ هي ذكره في الملأ الأعلى.
قال الخطابي – رحمه الله -: الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء والتبرك تقال لغيره؛
ومنه الحديث: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى أي: ترحم وبرك.
قال الشافعي: دل هذا الحديث – يعني حديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد، أن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة،
وعُوِّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب، [و] قيل: آله أصحابه ومن آمن به، وفي اللغة يقع على الجميع.
[قال المصحح: والصواب: أن آله صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت وحدها أو مع أصحابه، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بُعث إلى يوم القيامة،
أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: آله وأتباعه فالآل: هم المؤمنون من آل بيت النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ].
قوله: وعلى أزواجه وذريته أي: نسله؛ وهم هنا أولاد فاطمة رضي الله عنها، وكذا غيرها من البنات، ولكن بعضهن لم يعقب وبعضهن انقطع عقبه.
قوله: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم اشتهر الخلاف والتساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله: كما صليت؛ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به, والواقع هنا عكسه؛ إذ أن محمداً ــ صلى الله عليه وسلم ــ أفضل من إبراهيمــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وقضية كونه أفضل؛ أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل.
واستحسن كثير من العلماء قول من قال: إن آل إبراهيم ــ صلى الله عليه وسلم ــ فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ مثلهم،
فإذا طُلب للنبي ولآله من الصلاة عليه مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء؛ حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم؛
فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء – وفيهم إبراهيم – لمحمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ ،
فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره.
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – معلقاً على هذا القول: وهذا أحسن ما قيل،
وأحسن منه أن يقال: محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) } آل عمران
فيكون قولنا: كما صليت على آل إبراهيم متناولاً للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم،
ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصاً؛ بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموماً وهو فيهم،
ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له ــ صلى الله عليه وسلم ــ.
قال: ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ معهم أكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم،
فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعاً، ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله،
وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره؛ فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به، وله أوفر نصيب منه؛
صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره، وانضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره،
فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم، وعلى كلٍّ من آله – وفيهم النبيون – ما هو اللائق به، وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له،
وهي من موجباته ومقتضياته.
والتبريك الدعاء بذلك ، يقول : باركه الله وبارك فيه وبارك عليه وبارك له ، فهو دعاء يتضمن إعطاءه صلى الله عليه وسلم من الخير وإدامته له ومضاعفته له وزيادته ..
.
قوله: إنك حميد أي: محمود الأفعال والصفات، مستحق لجميع المحامد،
مجيد أي: عظيم كريم.
فقد ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد ثم قال في آخره :
" ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو " ، وفي رواية لمسلم : " ثم ليتخير من المسألة ماشاء "
والأولى بالمسلم في هذا المقام أن يأتي بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
[ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْـمَحيَا والـمَمَـاتِ, وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ ]
رواه البخاري ..
وأشدها وأعظمها – والعياذ بالله – أمر الخاتمة عند الموت، واختلفوا في فتنة الممات، قيل: فتنة القبر، وقيل: يحتمل أن يراد به الفتنة عند الاحتضار؛ أضاف الفتنة إلى الموت لقربها منه.
وإذا كان المراد من قوله: وفتنة الممات فتنة القبر فيفهم منه التكرار؛ لأن قوله: من عذاب القبر يدل على هذا.
والظاهر أن ليس فيه تكرار؛ لأن العذاب يزيد على الفتنة، والفتنة سبب له.
قوله: المسيح الدجال أما تسميته بالمسيح؛ فلأن الخير مُسِحَ منه، فهو مسيح الضلالة،
وقيل: سمي به؛ لأن عينه الواحدة ممسوحة،
ويقال: رجل ممسوح الوجه ومسيح، وهو أن لا يبقى على أحد شِقَّي وَجْهِهِ عينٌ، ولا حاجب إلا استوى،
وقيل: لأنه يمسح الأرض؛ أي: يقطعها.
وقيل: إنه الذي مُسح خَلْقهُ؛ أي: شُوهَ،
فكأنه هرب من الالتباس بالمسيح ابن مريم – عليهما السلام – ولا التباس؛ لأن عيسى – عليه السلام – إنما سمي مسيحاً؛ لأنه كان لا يمسح بيده المباركة ذا عاهة إلا برأ،
وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بدهن، وقيل: المسيح الصديق.
وأما تسميته بالدجال؛ فلأنه خدَّاع، ملبِّس.
والدجل: الخلط، ويقال: الطلي والتغطية، ودجلة نهر بغداد، سميت بذلك؛ لأنها تغطي الأرض بمائها، وهذا المعنى – أيضاً – في الدجال؛ لأنه يغطي الأرض بكثرة أتباعه،
وقيل: لأنه مطموس العين من قولهم: دجل الأثر، إذا عفى ودرس،
وقيل: من دجل؛ أي: كذب؛ والدجال: الكذاب.
وفائدة التعوذ من شر الدجال في ذلك الوقت، مع علمه صلى الله عليه وسلم بأن الدجال متأخر عن ذلك الزمان بكثير؛ أن ينتشر الخبر،
ويشيع بين الأمة من جيل إلى جيل، وجماعة إلى جماعة بأنه كذاب، مبطل، مفتري، ساعٍ على وجه الأرض بالفساد، ومموه ساحر،
حتى لا يلتبس على المؤمنين أمره عند خروجه، ويتحقق أمره، ويعرفوا أنه على الباطل، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَحْيَا والـمَمَـاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الـمَأثَمِ والـمَغْرَم ]
رواه ومسلم
قوله: المأثم معناه: الإثم.
وقوله: المغرم هو الغُرم، وهو الدَّين، وقيل: الغرم والمغرم ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه.
فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الرجل إذا غرم، أي: إذا لحقه دين حدَّث فكذب،
بأن يتعلل لصاحب الدَّين بعلل شتَّى، وهو كاذب فيها، وغرضه الدفع، ووعد فأخلف،
بأن يقول: أوفي حقك اليوم الفلاني، والساعة الفلانية، ولم يوفه،
فيقترف من أجل الدين الكذب، والخلف في الوعد، وهذا من صفات المنافقين – نعوذ بالله من ذلك -.
وكلمة ما في قوله: ما أكثر ما تستعيذ للتعجب؛ أي: ما أكثر استعاذتك من المغرم.
[ اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثيراً، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنَّك أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.]
رواه البخاري ومسلم
وقال النووي – رحمه الله – في الأذكار: ينبغي أن يجمع بينهما، فيقال: ظلماً كثيراً كبيراً.
أو يأتي بهذه أحياناً وبالأخرى أحياناً.
وفي هذا دليل على أن الإنسان لا يعرى من ذنب وتقصير؛ كما قال ــ صلى الله عليه وسلم ــ : [ استقيموا ولن تحصوا ]
وفي الحديث: [ كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ]
قوله: لا يغفر الذنوب إلا أنت إقرار بوحدانية الله تعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار،
كما قال تعالى في الحديث القدسي: [ عَلِمَ أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ]
وفي هذا امتثال لما أثنى الله عليه في قوله : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} آل عمران
قوله: إنك أنت الغفور الرحيم من باب المقابلة، والختم للكلام، فالغفور مقابل لقوله: اغفر لي ، والرحيم مقابل لقوله: ارحمني.
[ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ، ومَا أعْلَنْتُ، ومَا أسْرَفْتُ، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ الـمُقَدِّمُ، وأنْتَ الـمُؤَخِّرُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ ]
رواه مسلم
قوله: ما قدمت أي: من الذنوب.
قوله: وما أخرت ، أي: من الطاعات، [ وقيل: إن وقع مني ذنب فاغفره لي ]
قوله: وما أسرفت أي: وما أكثرت من الذنوب والخطايا، والأوزار والآثام.
قوله: أنت المقدِّم وأنت المؤخر معنى التقديم والتأخير فيهما هو تنزل الأشياء منازلها، وترتيبها في التكوين والتفضيل، وغير ذلك على ما تقتضيه الحكمة.
[ اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عِبَادَتِكَ ]
وإنما قدم الذكر على الشكر؛ لأن العبد إذا لم يكن ذاكراً لم يكن شاكراً، كما قدم في قوله تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) } البقرة
قوله: وحسن عبادتك قيد بالحسن؛ لأن العبادة الحسنة هي العبادة الخالصة، فالعبادة إذا لم تكن خالصة [صواباً على السنة] لا تقبل، ولا تنفع صاحبها.
[ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمْرِ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا, وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ]
رواه البخاري
قوله: البخل أي: منع إنفاق المال، بعد الحصول عليه، وحبه وإمساكه.
قوله: الجبن أي: تَهَيُّب الإقدام على ما لا ينبغي أن يُخاف.
قوله: أن أردَّ إلى أرذلِ العمر هو البلوغ إلى حد في الهرم، يعود معه كالطفل؛ في سخف العقل، وقلة الفهم، وضعف القوة.
والأرذل: هو الرَّديء من كل شيء.
قوله: فتنة الدنيا ومعنى الفتنة الاختبار، قال شعبة رحمه الله: يعني: فتنة الدَّجَّال ،
وفي إطلاق الدنيا على الدجال، إشارة إلى أن فتنته أعظم الفتن الكائنة في الدنيا، وقد ورد ذلك صريحاً في قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : [ إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال ] رواه ابن ماجه
ومعنى ذرأ : خلق.
قوله: عذاب القبر فيه إثبات لعذاب القبر؛ فأهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر وعذابه ونعيمه؛
فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ ومَا دينك؟ ومَن نبيك؟
فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته،
فيضرب بمرزبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين – الإنس والجن – ولو سمعوا لصعقوا، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب!!
[ اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ ]
رواه أبو داود وابن ماجه
أي: اللهم إني أطلب منك الفوز بالجنة، وأن تجيرني من عذاب النار.
ويتضمن هذا الدعاء طلب التوفيق والهداية إلى الأعمال الصالحة المبتغى بها وجه الله تعالى، التي هي سبب للفوز بالجنة،
وطلب البعد عن الأعمال السيئة، التي هي سبب لعذاب النار.
[ اللَّهُمَّ بعِلْمِكَ الغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ؛ أحْيِني مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي، وتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لي، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، وأسْألُكَ كَلِمَةَ الحَقِّ فِي الرِّضَا والغَضَبِ، وأسْألُكَ القَصْدَ فِي الغِنَى والفَقْرِ، وأسْألُكَ نَعِيماً لا يَنْفَدُ، وأسْألُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِعُ، وأسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وأسْألُكَ بَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ الـمَوْتِ، وأسْألُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِيْنَةِ الإيْمَانِ، واجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ ]
رواه النسائي وأحمد
قوله: خشيتك في الغيب والشهادة أي: فيما غاب عني وفيما أشاهده، والمراد منه: الخشية في جميع الأحوال.
قوله: كلمة الحق أي: التكلم بالحق؛ والمراد: العون والتوفيق على التكلم بالحق.
قوله: في الرضا والغضب أي: في حالة الرضا وحالة الغضب، أو المعنى: عند رضاء الراضي، وعند غضب الغاضب.
قوله: القصد القصد من الأمور؛ أي: المعتدل الذي لا يميل على أحد طرفي التفريط والإفراط؛ يعني: أسألك الاعتدال والوسط في الفقر والغنى، لا فقراً بالتفريط، ولا غنىً بالإفراط؛
لأن الفقر جداً يستدعي ترك الصبر، المؤدي إلى ارتكاب الطعن في التقدير، والتكلم بأنواع البشاعة، والغنى جداً يؤدي إلى الطغيان والفساد، وخير الأمور أوساطها.
قوله: نعيماً لا ينفد أي: لا يفرغ، وهو نعيم الجنة.
قوله: قرة عين لا تنقطع كناية عن السرور والفرح، يقال: قرَّتْ عيناه؛ أي: سر بذلك وفرح، وقيل معناه: بلوغ الأمنية حتى ترضى النفس، وتسكن العين، ولا تستشرف إلى غيره.
قوله: وأسألك الرضا بعد القضاء أي: بعد قضائك عليَّ بشيء من الخير والشر؛ أما في الخير فيرضى به ويقنع به، ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر عليه ولا يكفر.
قوله: وأسألك برد العيش بعد الموت كناية عن الراحة بعد الموت.
قوله: وأسألك لذة النظر إلى وجهك إنما سأل هنا لذة النظر ولم يكتف بسؤال النظر، مبالغة في الرؤية وكثرتها؛ لأنه فرق بين رؤية ورؤية.
قوله: والشوق أي: أسألك لذة الشوق إلى لقائك؛ والشوق هو تعلق النفس بالشيء.
قوله: في غير ضراء متعلق بقوله: أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي أي: أحيني إذا أردت حياتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة،
وتوفني إذا أردت وفاتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة عند الموت.
والضراء: الحالة التي تضر، وهي نقيض السراء.
ووصف الضراء بالمضرة، والفتنة بالمضلة للتأكيد والمبالغة.
قوله: اللهم زينا بزينة الإيمان أي: بشرائعه؛ لأن الشرائع زينة الإيمان؛ يعني: وفقنا لأداء طاعتك وإقامة شرائعك، حتى تكون لنا زينة في الدنيا والآخرة.
قوله: هداة جمع هادي؛ أي: اجمع لنا فينا بين الهدى والاهتداء.
[ اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ يَا أللهُ بأنَّكَ الوَاحِدُ الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُولَدْ، ولَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ, أنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ]
رواه النسائي وأحمد
قوله: بأنك الباء سببية؛ أي: بسبب أنك الواحد.
قوله: الواحد الأحد لا فرق بين الواحد والأحد؛ أي: الفرد الذي لا نظير له، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله تعالى؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.
قوله: الصمد هو الذي يُصمد إليه في الحاجات؛ أي: يقصد لكونه قادراً على قضائها،
قال الزجاج رحمه الله: الصمد السيد الذي انتهى إليه السؤدد، فلا سيد فوقه،
وقيل: هو المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد، وقيل: هو الذي لا جوف له؛ قال الشعبي رحمه الله: هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب.
قوله: الذي لم يلد ولم يولد أي: ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
قوله: كفواً أي: مثلاً ونداً ونظيراً.
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لَكَ الحَـمْدَ، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، الـمَنَّانُ، يَا بَدِيْعَ السَّمَـاواتِ والأرْضِ، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّار
رواه أهل السنن
قال صاحب الصحاح: مَن عليه هنا؛ أي: أنعم، والمنان من أسماء الله تعالى.
قوله: يا بديع السماوات والأرض أي: مبدعها ومخترعها لا على مثال سبق.
قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: صاحب العظمة والسلطان والإنعام والإحسان.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : [ لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطَى ]
قال الطيبي رحمه الله: فيه دلالة على أن لله تعالى اسماً أعظم إذا دعي به أجاب.
قال الشوكاني رحمه الله: قد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو أربعين قولاً.
قال ابن حجر رحمه الله: وأرجحها من حيث السند: الله لا إله إلا هو الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
وقال الجزري رحمه الله: وعندي أن الاسم الأعظم: لا إله إلا هو الحي القيوم.
ورجح ذلك ابن القيم وغيره، والله أعلم.
جزاكي الله خيييير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
موضوع قيم ..~
بارك الله فيكِ غاليتي ..
وكثر من امثالك ، والله يوفقك .. وينفع بكِ..
بارك الله فيك غاليتي
وحفظك المولى ورعاك
موضوع مهم ورائع
جعل كل ما كتب في ميزان حسناتك
بارك الله فيك غاليتي
بوركتي وبورك مجهودك اختي
لاحرمتي الاجر ان شاء الله
وفي ميزان حسناتك
تقبلي مروري
حفظك ربي وسددك ..
رحلة ماتعة بين الأذكار أسأل الله أن ينفع بما قدمتِ ..
ونفع بك غاليتي