الصدق
أهمية الصدق
قال ابن القيم في منزلة الصدق:
(وهي منزلة القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين،
والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان
وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلاقطعه
ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه من صال به لم ترد صولته ومن نطق به علت على الخصوم كلمته
فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال
وهو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين ودرجته تالية لدرجة النبوة
التي هي أرفع درجات العالمين ومن مساكنهم في الجنات: تجري العيون والأنهار إلى مساكن الصديقين
كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار مدد متصل ومعين
وقد أمر الله سبحانه أهل الإيمان: أن يكونوا مع الصادقين وخص المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين
فقال تعالى: يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتقُواْ اللهَ وَكُو نُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)
(مدارج السالكين لأبن القيم).
وقال أبو حاتم:
(إن الله جل وعلا فضل اللسان على سائر الجوارح ورفع درجته
وأبان فضيلته بأن أنطقه من بين سائر الجوارح بتوحيده فلا يجب للعاقل
أن يعود آلة خلقها الله للنطق بتوحيده بالكذب بل يجب عليه المداومة برعايته بلزوم الصدق
وما يعود عليه نفعه في داريه لأن اللسان يقتضي ما عود إن صدقا فصدقا وإن كذبا فكذبا)
(كتاب روضة العقلاء لأبي حاتم البستي) .
فوائد وآثار الصدق
إذا تمكن الصدق من القلب سطع عليه نوره، وظهرت على الصادق آثاره،
في عقيدته وعباداته، وأخلاقه وسلوكياته، ومن هذه الآثار:
1 – سلامة المعتقد:
فمن أبرز آثار الصدق على صاحبه: سلامة معتقده من ملوثات الشرك ما خفي منه وما ظهر.
2 – البذل والتضحية لنصرة الدين:
فالصادق قد باع نفسه وماله وعمره لله، ولنصرة دين الله؛
إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، همه رضا مولاه .
3 – الهمة العالية:
الصادقون أصحاب همة عالية، وعزيمة قوية ماضية، همهم رضا ربهم،
يسيرون معها أين توجهت ركائبها، ويستقلون معها أين استقلت مضاربها؛
ترى الصادق قد عمر وقته بالطاعات، وشغله بالقربات.
4- تلافي التقصير واستدراك التفريط:
الصادق قد تمر به فترة ولكنها إلى سنة، وقد يعتريه تقصير ولكنه سرعان ما يتلاقاه بتكميل،
وقد يلم بذنب ولكنه سريع التيقظ والتذكر فيقلع ويندم ويرجع
(إِنَّ الَّذِينَ اتقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)
الإعراف ٢٠١.
5 – حب الصالحين وصحبة الصادقين:
من علامات الصادق، وأثر الصدق في قلبه، أنه يضيق بصحبة أهل الغفلة،
ولا يصبر على مخالطتهم إلا بقدر ما يبلغهم به دعوة الله وينشر الخير بينهم،
فلا يصحبهم إلا لضرورة من دين أو دنيا؛ ذلك لأن ((المرء على دين خليله))
(صحح إسناده احمد شاكر)،
والصاحب ساحب، وكل قرين بالمقارن يقتدي؛ ولهذا قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ
تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)
الكهف ٢٨ .
6 – الثبات على الاستقامة:
فمن آثار الصدق تمسك الصادق بدينه عقيدة وشريعة، عبادة ومعاملة،
سلوكاً وهدياً؛ فالتزامه بهذا الدين ليس انتقائياً، يلتزم بما يهوى ويترك ما لا يروق له ولا تشتهيه نفسه،
كما أنه التزام ثابت راسخ غير متذبذب ولا متردد، لا تغويه الشبهات، ولا تغريه الشهوات،
ولا تستزله الفتن، ولا تزلزله المحن.
٧- البعد عن مواطن الريب :
((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)
(وحسنه النووي) .
8 – حصول البركة في البيع والشراء:
((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما،
وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما))
(متفق عليه)
الاسلئة
س :-
ما هو الفرق بين كلا من
١- الكذب والخرص
٢- الكذب والإفتراء والبهتان
٣- الكذب والإفك
٤- الكذب والخُلف
س :-
الوسائل المعينة على الصدق ٦ وسائل
إذكريها ؟
بالتوفيق للجميع
أنتظركم
الاسلئة
س :-
ما هو الفرق بين كلا من
١- الكذب والخرص
والكذب:هو التصميم على نقل الخبر على غير صدقه وحقيقته دون ظن وتخمين
ويُطلق لفظُ (الكذّابون) على الذين يكذبون بالحق مع علمهم ويقينهم بصدق الحق وحقيقته
والخرص هو كل قول مقول عن ظن وتخمين سواء أكان مطابقاً أم مخالفاً
من حيث أن صاحبه لم يقله عن علم ولا سماع بل اعتمد على الظن والتخمين
قال تعالى :
((قُتِلَ الخرّاصون))
الذاريات :10
قال السعدي في تفسيره عن الخراصون
(الذين يظنون غير الحقِّ)
والخرص يشبه الكذب من جانب واحد هو جريانه على غير تحقيق
٢- الكذب والإفتراء والبهتان
الكذب:هو عدم مطابقة الخبر للواقع
والافتراء: أخص و أشد من الكذب في حق الغير بما لا يرتضيه
البهتان:فهو الكذب الذي يواجه به صاحبه على وجه المكابرة له
٣- الكذب والإفك
الكذب:هو عدم مطابقة الخبر للواقع
الإفك: هو الكذب الفاحش القبح
٤- الكذب والخُلف
الكذب: هو عدم مطابقة الخبر للواقع
الكذب : فيما مضى وهو أن تقول فعلت كذا ولم تفعله
والخلف : لما يستقبل وهو أن تقول سأفعل كذا ولا تفعله
س :-
الوسائل المعينة على الصدق ٦ وسائل
إذكريها ؟
1– مراقبة الله تعالى
2- الحياء
3- صحبة الصادقين
4- إشاعة الصدق في الأسرة
5- الدعاء
6- معرفة وعيد الله للكذابين وعذابه للمفترين
ما هو الفرق بين كلا من
١– الكذب والخرص
أن الخرص هو التحزير وليس من الكذب في شيء
وإنما استعمل الخرص في موضع الكذب؛
لأنَّ الخرص يجري على غير تحقيق، فشُبِّه بالكذب، واستُعمل في موضعه.
——-
٢– الكذب والإفتراء والبهتان
الكذب: هو عدم مطابقة الخبر للواقع، أو لاعتقاد المخبر لهما على خلاف في ذلك… والكذب قد يكون للاصلاح او الافساد كالكذب للاصلاح بين الزوجين..
والافتراء: أخص منه؛ لأنَّه الكذب في حق الغير بما لا يرتضيه، بخلاف الكذب فإنه قد يكون في حق المتكلم نفسه .. والافتراء لايكون الا في الافساد
البهتان: فهو الكذب الذي يواجه به صاحبه على وجه المكابرة له
٣– الكذب والإفك
الكذب: اسم موضوع للخبر الذي لا مخبر له على ما هو به، وأصله في العربية التقصير،سواء كان الكذب فاحش القبح، أو غير فاحش القبح.
والإفك: هو الكذب الفاحش القبح، مثل الكذب على الله ورسوله، أو على القرآن، وغير ذلك مما يفحش قبحه، و قال الله تعالى وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)
٤– الكذب والخُلف
الكذب يكون على فعل مضى وتم فعله
والخلف على شيء مستقبل لم يتم فعله
س :-
الوسائل المعينة على الصدق ٦ وسائل
إذكريها ؟
/1مراقبة الله تعالى
قال تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
2/الحياء
3/صحبة الصادقين
قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )
4/إشاعة الصدق في الأسرة
فعن عبد الله بن عامر قال: ((دعتني أمي يومًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا،
فقالت: تعال أعطك، فقال لها صلى الله عليه وسلم: ما أردت أن تعطيه؟
قالت: أردت أن أعطيه تمرًا، فقال لها: أما لو لم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبة))
5/الدعاء
قال تعالى (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا )
6/معرفة وعيد الله للكذابين وعذابه للمفترين
السؤال الأول ..
ما هو الفرق بين كلا من ..
١- الكذب والخرص
٢- الكذب والإفتراء والبهتان
٣- الكذب والإفك
٤- الكذب والخُلف
الكذب .. هو التصميم على نقل الخبر بغير صدق دون تخمين له
الخرص .. هو كل قول منقول عن ظن وتخمين سواء كان مطابق أو مخالف
والافتراء .. أشد من الكذب في حق الغير بما لا يرتضيه
أما البهتان .. فهو الكذب الذي يواجه به صاحبه على وجه المكابرة له
الكذب .. عدم مطابقة الخبر لما وقع البتة مهما كان شكل نقلة وقوته
الإفك .. هو الكذب الفاحش القبح كالكذب على قول العزيز القوي ورسوله الكريم
الكذب .. يكون على فعل مضى وتم فعله
الخلف .. على شيء مستقبل لم يتم فعله
السؤال الثاني ..
الوسائل المعينة على الصدق ٦ وسائل
إذكريها ؟
1- مراقبة الله تعالى
أن ما يدفع للخشية والتحفظ هو الأيمان بالله عز وجل.
2- الحياء
فهو ما يحجب صاحبه عن كل ما هو مستقبح شرعًا وعرفًا وذوقًا.
3- صحبة الصادقين
أمرالرحمن المؤمنين أن يكونوا مع أهل الصدق وأن يقتدوا بهم وبسلوكهم في حياتهم
4- إشاعة الصدق في الأسرة
أوصانا ديننا الجنيف أن نغرس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال حتى يشبوا عليها منذ نعومة أظافرهم
5- الدعاء
لايمكن لعبد أن يأتي بما يتمنى إلا بإعانة الله له وتوفيقه إليه، ولهذا أمر الله نبيه أن يسأله الصدق في المخرج والمدخل ليتبعة المسلمين
6- معرفة وعيد الله للكذابين وعذابه للمفترين
تذكير النفس دائماً بما جاء بالنصوص الكثيرة التي تحذر من الكذب وتبين سوء عاقبته في الدنيا والآخرة يعين المرء على الصدق في كل أحواله.