السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
۩الملك المليك ۩
و قد ورد اسم الملك في القرآن الكريم في خمسة مواضع منها قوله تعالى : ( هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ) ، وورد اسم المليك في موضع واحد في قوله تعالى : ( إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ)
و هذان الاسمان دالان على أنَّ الله سبحانه ذو الملك ، أي المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة و لا مدافعة .
و قد تكرّر في القرآن الكريم بيان أن تفرد الله بالملك لا شريك له دليل ظاهر على وجوب إفراده وحده بالعبادة ، قال تعالى : ( ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ) .
و أن عبادة من سواه ممن لا يملك لنفسه ضرّاً و لا نفعاً و لا حياةً و لا موتاً و لا نشوراً أضل الضّلال و أبطل الباطل ، و قد ورد في القرآن آيات عديدة تقرر هذه الحقيقة و تجلي هذا الأمر .
كما قال الله تعالى : ( ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ) و قال تعالى : ( وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً ) .
و من لا يملك في هذا الكون و لا مثقال ذرّة لا يجوز أن يصرف له شئ من العبادة ، إذ العبادة حقٌّ للملك العظيم و الخالق الجليل و الرّب المدبر لهذا الكون لا شريك له عزّ شأنه و عظم سلطانه و تعالى جدّه و لا اله غيره .