تخطى إلى المحتوى

شعبان بين السنة والبدعة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير اخواني وأخوتى الكرام أعضاء وزوار هذا المنتدى الكريم ..أما بعد ،،

فها قد طلع علينا هلال شهر كريم ، هو السلمة الأخيرة الموصلة إلى أكرم الشهور شهر رمضان ، بلغنا الله إياه على خير وأعاننا فيه وفي كل حين على حسن طاعته .

ولكن وبكل أسف يعلم أعداء الأمة أهمية تلك الشهور وفضلها أكثر مما يعلم الكثير من المسلمين ، وعرفوا هؤلاء الشياطين أنها شهور بركة وفيها فيوضات كثيرة من الله عز وجل فأرادوا بحقدهم وحسدهم إيانا أن يلبسوا علينا ديننا فى تلك الأيام العظيمة ، ويحاولون دوما النفخ فى نار البادعة ، وكلما خبت وانطفأت نفخوا فيها من خلال أذنابهم و عملائهم ، ولا يشعلونها إلا عند عوام المسلمين لعلمهم بجهلم بدينهم ، وانشغالهم بالدنيا ، فيروجوا هناك ووسط هؤلاء لبدعهم القديمة والمستحدثه في أثواب جديدة .. وهنا يأتى دور كل من يعلم أمرهم فعليهم أن يجاهدهم ويكشف سرهم وخبثهم

وهنا ولعلمنا بأن هذا المنتدى رواده كثر ونسأل الله أن يكثر رواده ، وأن يجعل هذا المنتدى وغيره من المواقع الاسلامية المنتهجة منهج أهل السنة والجماعة من المواقع المباركة ، وتكون سيفا مشهورا فى وجه أعداء الاسلام وأهل البدع .
فسوف أعرض فى هذا المقام بعض المعلومات الهامة بخصوص هذا الشهر شهر شعبان ، وعرض أهم المخالفات البدعية التى يمارسها بعض المسلمين بجهل منهم ، فنسأل الله أن يلعمنا وإياهم ما جهلناه من ديننا ..

شهــــــــــــر شعبـــــــــــــان

سبب تسميته بشعبان:

قال بن حجر رحمه الله: "سمّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام وقيل غير ذلك". أهـ (الفتح: 4/251).

ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان:

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال « قلت يا رسول الله! لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم » رواه النسائي.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله » رواه البخاري .

فضل ليلة النصف من شعبان:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ».
رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144.

البدع المشتهرة في شعبان:

1- صلاة البراءة: وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة.

2- صلاة ست ركعات: بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس.

3- قراءة سورة (يس) والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم "اللهم يا ذا المن، ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام..".

4- اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر.. قال الشقيري: "وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين". أهـ (السنن والمبدعات: 146).
وذلك لقوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ} [البقرة:185]، وقال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1] وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان.

تاريخ حدوث هذه البدعة

قال المقدسي: "وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء وكان حسن التلاوة، فقام يصلي في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في جماعة كثيرة. (الباعث على إنكار البدع والحوادث: 124-125).

قال النجم الغيطي: "إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة وفقهاء المدينة وأصحاب مالك وقالوا: ذلك كله بدعة". أهـ (السنن والمبتدعات للشقيري: 145)

واعلم رحمك الله أن ما أوقع هؤلاء في هذه البدعة القبيحة هي اعتمادهم على الآتي:
عن علي رضي الله عنه مرفوعا قال:" إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها" وقد رواه بن ماجه في السنن 1388 وهو حديث موضوع.

وحديث "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد غنم بني كَلْب" وقد رواه بن ماجة 1389 وهو حديث ضعيف.

والحاصل أن هذه الأمور لم يأت فيها خبرٌ ولا أثرٌ غير الضعاف والموضوعات:

قال الحافظ ابن دحية: "قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح، فتحفّظوا عباد الله من مُفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا صح ّ أنه كذب خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدم الشيطان لاستعماله حديثًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنزل الله به من سلطان" أهـ (الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة المقدسي: 127).

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان:

سئل سماحة الشيخ عبدا لعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان؟ وهل لها صلاة خاصة؟

فأجاب: ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح.. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة.. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء.. هذا هو الصواب وبالله التوفيق.

لعل الأمر قد بان واتضح ، فالأدلة ساطعة لامعة ، والأمر انكشف سوءه .. فاحذروا تلك البدع .. واعلم أيها المسلم أنه كلما أحييت بدعة ماتت فى مقابلها سنة .. وكفانا جهل بديننا وكفي ديننا حروبا من الداخل والخارج

اللهم اهدنا جميعا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ووفقنا لكل ما تحب وترضى

نقل وتعليق أخوكم عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.