تخطى إلى المحتوى

عاهِدِيني يا رفيقة ()" 2024.

عاهِدِيني يا رفيقة ()"

جلستا على أريكة.

نظرت إحداهما إلى صاحبتِها، وقالت: أحِبُّكِ يا رفيقة.


فأمسكت بيدِها، وقالت: وأنا أُحِبُّكِ أكثر يا أغلى صديقة.


قالت: بل حُبِّي لكِ أكبر في الحقيقة.


فاحتضنتها، وقالت: حُبُّكِ في قلبي بمِقدار حُبِّي في قلبِكِ، وأشواقي لكِ عميقة.


قالت: عاهِديني يا توأمَ القلبِ، ويا رفيقةَ الدَّرب، على أن نلتقِيَ في الجِنان،
نتصافَحُ، ونتكلَّمُ، ونتذكَّرُ اجتماعَنا في الدُّنيا، ونرى سَويًّا رَبَّنا الرَّحمَن.


فتعجَّبَت، وقالت: وكيف أُعاهِدُكِ يا حبيبة على غَيْبٍ هو في عِلم اللهِ؟!


قالت: بأن تتكاتفَ أيدينا، ويكونَ رِضا اللهِ وجَنَّتُهُ أغلى أمانِينا،
وتكونَ الدُّنيا تحت أقدامِنا لا في قلبَيْنا. فنفعلُ الطاعاتِ،
ونسيرُ سويًّا في دُرُوبِ الخيراتِ، لا تُعيقُنا المُثبِّطاتُ،
ولا تُثني عزائِمَنا المُحبِطاتُ، ولا تُوقِفُ مَسيرَنا الضائِقاتُ.


قالت: أُعاهِدُكِ يا رفيقة. وأنتِ عاهِديني على ألَّا تتركيني،
وأن تُمسِكي بيدي دومًا وعلى الخير تُعينيني،
وإنْ رأيتيني على معصيةٍ تنصحيني وتُوجِّهيني،
وإنْ زلَّت قدمي يومًا تأخُذي بيدي وتنتشليني،
وإنْ أبعدتنا المسافاتُ لا يبتعِدُ قلبُكِ ولا تنسيني،
وإنْ فرَّقنا المَوتُ تبقين على العَهدِ وتُكملين المَسيرَ على أمل
أن تلحقي بي وفي الجنَّةِ أنتظِرُكِ أو تنتظريني.


فأدمعَت عيناها، وقالت: آهٍ لذاكَ الحُلْمِ يا رفيقة،
يا صاحبةَ الحِسِّ المُرهَفِ والمَشاعِر الرقيقة.
ولا تنسي أُمَّتنا مِن دُعائِنا وأحلامِنا.


قالت: أُمَّتي في قلبي جُرحٌ نازِفٌ، فكيف أنساه؟!
ومع ذلك فما زال للأمل مكانٌ بين شلالات الدِّماءِ،
وما زالت الحياةُ موجودةً رغم كثرة الجُثَثِ والأشلاءِ،
وما زال الإيمانُ يملأ القلوبَ رغم المَعاصي والذنوب.
والفَجرُ سيبزُغُ بلا شَكٍّ، والشمسُ ستُشرقُ لا مَحالة،
والنَّصرُ قادِمٌ. فلا يأسَ ما دامَ للكونِ إلهٌ مُطَّلِعٌ على عِبادِه،
يُدبِّرُ أمورَهم، وكُلُّ شيءٍ عنده بأَجَلٍ.


قالت: آمَنتُ باللهِ.


وأمسكَت بيدِها، وبدأتا المَسيرَ، مُستعينتين باللهِ.


لاكي

كتبه: الساعية إلى الجنة
صباح الثلاثاء 15 جُمادَى الآخِرة 1445 هـ
15 أبريل 2024 م

لاكي

كم هو جميل أن نجد من يعيننا على الارتقاء والسمو والهدف جنةٌ أُعِدَّتْ للمؤمنين
نحتاج بالفعل إلى هذا القلب المحب بصدق والذي يعرف معنى الصداقة ويعمل لأجلها
كم نحتاج لهذا القلب الذي يحمل على عاتقه هم الأمة ويعمل على نصرتها ولو بالدعاء
كلمات دخلت القلب لأنها خرجت من القلب
أشكر لكِ هذه الإضاءة التي أسرجت في القلب بعد أن كادت عتمة الألم أن تطفئه

وإنْ رأيتيني على معصيةٍ تنصحيني وتُوجِّهيني،
وإنْ زلَّت قدمي يومًا تأخُذي بيدي وتنتشليني،

خير عَهد من خيرِ رفيقة
وظّفت كل المعاني السامية لخدمة هذا النص الذي غمرنا بالأمنيات
الجميلة التي تحتاج ليد هذه الرفيقة ولكل يد طاهرة كي تتحقق !

بارك الله المداد .

ابدعتي اخيتي ..
هاذي هي الصداقه الحقيقيه .
تتعدد نكهات أيامنا يا رفيقة
لكن في النهاية المصير واحد ..
:

بارك الله فيكِ وفي حروفك يا بسمتنا يارفيقة الخير (:

العهد صعبٌ والطريق طويل
لكننا نسأل الله العون والإخلاص والقبول
فلو تقبّل الله العمل .. نلنا ما نرجوه من الأمل

أحسن الله إليكِ وزادكِ من فضله

=)

:

وما اجمله من عهد وما اروعها من صداقه هنيئا لهن.. وابقاهم الله امد العمر متجاورتان متعاهدتان على الحق تاخذ الواحدة بيد اختها ويمضيان..
ورزقنا الله باخت كهذه تكون لي العون واليد التي تنشلني من الضياع الى الحق وطريق الجنان
لا عدمنا جمال حروفك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.