ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عـلاج فـقـد المحبوب :
أحـدها : أن يعلم أن القدر قد سبــق بذلك قال
الله عـز وجــل ( مَـا أَصَابَ مِــن مُّصِيبَةٍ فِــي
الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَــابٍ مِّن قَبْلِ
أَن نَّبْرَأَهَا ) الحديد22 ،ثم قال( لِكَيْلَا تَأْسَوْا
عَلـَى مَا فَاتَكُمْ ) الحديد23 ، والمعـنى أن
المصائب مقدرة .
الثاني : العلم بأن الدنيا دار الابتـلاء والكرب
لا يرجى منهـا راحة .
الثالث : العلــم بــأن الجــزع مصيبة ثانية .
الرابـع : أن يقدر وجـود ما هو أكبر من تلك
المصـيبـة كمـن له ولدان ذهب أحدهـما .
الخامس : النظر في حال من ابتلي بمثل هذا
البلاء فـإن التأسـي راحة عــظيـمة .
السادس : النظر في حال من ابتلي بأكثر من
هذا البلاء فيهـون هـذا .
السـابع : رجــاء الخلف إن كــان مـن معنـى
يصلح عنـه الخلف كالولد والـزوجة .
الثامـن : طلب الأجــر بحمـل أعــباء الصبــر
فلينظـر في فضائل الصبر و ثواب الصابرين
وسـيرتهم في صبرهم وإن ترقـى إلى مقام
الرضى فهو الغـاية .
الـتاسـع : أن يعلـم أنـه كيف جرى القضـاء
فـهـــو خيــر له .
العاشر : أن تشـديد البلاء يختص بالأخيار .
الحــادي عشر : أن يعلـم أنه ممــلوك وليس
فـي نفـسه شيء .
الثانـي عشـر : أن يعلم أن هــذا الواقع وقـع
برضى المالك وإرادته فيجب أن يقع الرضى
بما رضي به المـالك .
الثـالث عشـر : أن يعـــاتب نفسه إذا جزعت
فيقـول لها أما علمـت أن هذا لا بـد منه فما
وجه الجزع مـما لا بد منه .
الرابع عشـر : أن يقــول لنفســه إنمــا هــي
ساعـة ثـم كـأن لم يكــن مــا كــان وليتــذكر
أمراضا جــرت علـيـه فبالغت فــي ألمه ثــم
ذهبت كأن لم يكن وإنما الاعتبار بالعواقب
ومن تأمل العاقبة هان عليه البلاء .
الخامس عشر : أن يتـخايل الانتقال إلى نعيم
الجنة الذي لا انقطاع له فما قدر تلك اللحظة
بل ما قـدر جميع عمر الدنـيا بالإضافة إلى
البقاء السرمدي .
السـادس عشـر : أن يحـتقـر مـا يبــذل مــن
الصبر بالإضافة إلى عظمة الحــق فيكــون
كمحتقـر هدية إلى ملك كبير .
كتاب : الثـبات عند الممات (( بتصرف ))
المؤلف : عبد الرحمن بن علي الجوزي أبو الفرج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ