تخطى إلى المحتوى

قائد المئة قبر . قصة قصيرة 2024.

لاكي

في أحد البلاد كان هناك ملكاً عادلاً شجاعاً من أبناء النبلاء.. يحكم رعاياه بالعدل والمحبة وكان لديه وزيراً خائناً أخذ يكيد للحاكم حتى استولى على الحكم بالقوة , لقد قام هو وبالتعاون مع القائد العام للجند بعمل انقلاب عسكري أطاح بالملك ووضعه بالسجن .. وتمت معاقبة الحاكم أيما معاقبة بل لم تتم معاقبة مجرم مثله .. حيث تمثلت أبشع قسوة شهدتها البلاد حينها ..فقد تم تصفية الملك ومئة من أهله والمقربين منه .. لقد كان وجه الملك يشرق نوراً ويزداد جمالاً

كما لو كان في أوج غمرات سعادته ..

بحيث أن هذه الأمور أثارت حفيظة القائد العام ثم أنه توجه لقائد الجند الذي كان بدوره مسئولاً عن اعتقال مئة من حاشية الحاكم ,

الذين كانوا مخلصين له ..

وقف قائد الجند في وضع الانتباه التام أمام القائد العام للقوات العسكرية الذي صاح فيه قائلاً :

يا قائد المئة ، فسر لي حقيقة الأمر ، هناك ثلاثة من جنودك كانوا قد كلفوا بحراسة قبر وجسد الحاكم الميت إلى أن تهدأ الأوضاع ..

فما الصعوبة في شيء كهذا ؟..

والآن قد وصلتني شائعات أن القبر يضيء بالليل نوراً ، أخبرني

أن الشائعات خطأ ، وأن ذلك لم يحدث

رد قائد المئة وقال :

" سيدي ، هل يمكنني أن أكون صريحاً معك

صراحة رجل عسكري مع رجل عسكري آخر !

كان قائد المئة قد خدم سنوات عديدة مع ذلك القائد العام

من قبل ، حتى مع كون القائد العام من طبقة الفرسان ،

بينما هو من عامة الشعب

فقال القائد العام : من فضلك أيها القائد ، وأشار له ليجلس

فرد قائد المئة وقال : إنني أستسمح صبرك وطول أناتك ،

فالقصة كانت قد بدأت منذ بضعة أشهر مضت ..

استرخى القائد العام بعض الشيء في

جلسته وقال له خذ كفايتك من الوقت

فاستطرد قائد المئة يقول : منذ بدأ الحاكم في تواضعه للشعب والصلاة معهم .. ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم بل ويشارك أحيانا كثيرة في التحدث إليهم عن رأفة الله ورحمته بنا .. أخذ يستثير الجماهير بحديثه عن ملكوت الله .. ولكنني ذهبت واستمعت له

فوجدت أن لا أحد يمثل خطراً عليه أبداً ..

أل آلاف كانوا يجلسون في انتباه تام ، حينما كان يتحدث عن الخالق عزوجل ، وعن بدء حياة جديدة .. كان حديثه يخلب اللب يا سيدي ، يجعلك تشعر أنه يهتم بك شخصيا .. وأنك تجلس أمام أحب الناس إليك , كنت حينماتستمع له تنسى أنه هو الحاكم ..بل تنسى نفسك ..

كان القائد العام يستمع وهو يسند ذقنه على يده فقال

" استمر أيها القائد "

فاستمر قائد المئة يقول :

المرة التالية التي رأيته فيها ، كنت أنت قد كلفتني شخصياً

بحراسة المئة قبل قتلهم ومن ضمنهم الوالي عرفت الجماهير

الخبر وهاجت بطريقة سيئة .

وكان الوزير يجلس على كرسي الولاية وطلب إحضار الحاكم أمامه .. وراح بعض المتملقين للوزير يتعامل مع الحاكم بخشونة ..

فأجاب القائد العام قائلا : ما الذي كنت تتوقعه يا قائد المئة ؟

فقال القائد : طلب الوزير الهدوء من الجمع . ثم صرخ قائلا : إنني لم أجد علة في هذا الإنسان كيف به كان حاكما عليناً .. لقد أفسد الأرض وسرق ثروات الشعب وكان حينها سفيهاً في تبديدها بزعمه أيصالها لمستحقيها..(ثم ضرب الوزير بيده بقوة على الكرسي وقال )

هذه ثروات الشعب يجب أن تحفظ وتصان له بأيدي أمينة .

(ثم قام الوزير من مكانه ) وقابل الحاكم وجهاً لوجه مقترباً

منه وكاد أن يصفعه لولا هيبة في عين الحاكم أجبرته

على الرعدة والخوف منه

(ثم سأل الوزير من كان بمجلسه) ماذا تريدون

أن أفعل بهذا اللص الذي أفسد علينا البلاد ..

فكان الجميع يصرخ قائلين .. أقتله ..أقتله !

وراح الرعاع يرددون نفس الهتاف .

استمرت هذه اللوثة دقائق ، ثم طلب الوزير طسطاً

وغسل يديه النقيتين الصغيرتين ..

وهنا قال القائد العام في حدة

" أنا لن أسمح بأي عدم احترام يا قائد المئة

الذي رد بدوره قائلا " نعم يا سيدي ، ولكنك أنت تعرف أن

الحاكم كان بريئاً ، نقياً وبسيطاً .. وهو فقط أزعج

بعض المترفين الأقوياء .. وحينما رأى الوزير كيف تسير الرياح ، ركب الموجة . (أنا متأسف يا سيدي أن أقول لك )

أعتقد أن بلدنا تعني بالعدل والقانون ، وليس بالحيل النفعية

:فقاطعه القائد العام قائلا

" الحكم أحيانا يستلزم أعمالاً قذرة ، يا قائد المئة "

فقال قائد المئة " وكذلك الجندية ، يا سيدي .. وطبقا لأوامرك

يا سيدي اختيرت أحد جنودي لجلد الوالي .."

فقال القائد العام " آه ، لقد استمتعوا بذلك كثيراً … هذا الجندي الأسمر الطويل .. ، ألم يكن هو ؟ ، إنني أتذكر ما حدث ذلك اليوم ، لقد قام الجندي بجلده كما لو كان رجلاً مجنوناً ، وهذه القطع المعدنية في نهاية السوط تضربه على ظهره حتى تمزق الجلد تماما وسال الدم متدفقاً !!

فعلق قائد المئة قائلاً " مرات معدودة في عملي أصابني الغثيان لرؤية الدماء ، ولكن أن ترى إنساناً بريئاً بل كان له الفضل عليك في حياتك كلها يُعامل بهذه القسوة كان هذا الشيء مؤلم للغاية ..

أحسست كأني أمشي على الشوك ..

وجسمي كله كان يوخزني , أوه .. لقد استمتعوا بالسخرية به"

ثم أستعبر قائلاً " لقد قمت بقطع رؤوس المئات أثناء سنوات خدمتي ، قبل مجيء هذا الوالي المسكين .. لا أنه ليس مسكين كان بطلاً شجاعاً .. ولكنه الغدر والخيانة كان هذا الرجل مختلفاً .. لم يشتم أو يلعن ، ولم يتذمر .. لقد كان شبه ميت من الجلد الذي جلده به الجندي الأسمر ، وسقط أثناء سيره إلى مكان حبسه

" سقط ؟ "

لقد كان في غاية الضعف ولسانه لازال يذكر الله ، ولذلك

سخرنا رجلا آخر قويا ليحمله .. ثم تم قطع رأسه بعد ذلك

قال القائد العام للقوات :

"جميع الرجال كنا نقتلهم بنفس الطريقة "

فرد قائد المئة قائلا " ليس كما مات هو . . لقد جلدناه

طويلاً بحيث أنه تعذب قبل أن يتم قطع رأسه .. ولن

أنسى أبداً وجهه النوراني .. بحيث كان يشرق كل مازاد تعذيبه ,

لأول مرة أرى رجلاً مثله ياسيدي , إنني مسئول عن موته وهو

لم يعبأ بي .. أو حتى ينهرني

فقال له القائد العام :

أنت جندي لمدة طويلة أيها القائد ،

فكيف تضطرب لمجرد إحساس الضمير بالذنب ؟

فغمغم قائد المئة قائلا :والمذهل يأيها القائد العام أنه نحو الظهر ، أظلمت السماء .. الكل قد رأى ذلك وشعروا بلسعة البرد وهو يصرخ قائلا

" الهي ، الهي خذني إليك لاتتركني لهؤلاء الأشرار "

.. لقد بدا وقتها أكثر إنسانا يحس بالوحدة في العالم ، وهو في ظلمة الظهر.. تكلم كلمات قليلة جداً حتى جاءت الساعة الثالثة بعد الظهر حينما صرخ ، في انتصار قائلا " خذني إليك سيدي لاطاقة لي على فراقك " وإذا ماقد كنت أصغيت له عن قرب كنت سمعته يقول

" في يدك أستودع روحي "

ثم أردف قائد المئة قائلاً : وفى هذه اللحظة ذاتها أحسست وكأن الأرض بدأت في التزلزل والاهتزاز حتى إنني وقعت أرضا في لحظة الضعف

التي أصابتني .. وبعد ذلك بدأت الظلمة في الزوال .. لقد أخبرتك يا أيها القائد العام ، لم يكن رجلا عاديا ذاك الذي قتلناه.

فرد عليه القائد العام باستغراب :

هل مجرد مجموعة مصادفات غريبة ، تجعلك تريد أن تعلنه رجلا أسطوريا؟ ، تريث فقد مات مثل الجميع

" لا , أيها القائد ، لم يكن مثل باقي من سبقه ممن قتلناهم "

" لم يكن ؟ "

لقد ألح الرؤساء الذين عينهم الوزير على أقوى جنودي كي يحرس القبر ، لئلا يأتي محبي الوالي ويسرقوا جسده أنا أعلم ، فأنا الذي أصدرت أوامر الحراسة لقد وضعنا ثلاثة جنود للحراسة على مدار الساعة ، وكانوا يغيرون نوبتهم كل ثمان ساعات طبقا

للتعليمات .. وقد ختمت القبر قبل أن يبدأوا حراستهم ..

فقال له القائد العام : لقد كان القبر مؤمنا

ولذلك ، ما هذه الإشاعات بأن الجسد يشرق نوراً ؟

"لكن هذا صحيح ياسيدي"

صرخ القائد العام منتصباً على قدميه وهو يقول

" إنني سأتولى تغطية موقفك"

وقف قائد المئة هو الآخر ، ولكنه استمر يقول :

نحو الساعة السابعة صباح الأحد ، يا سيدي ، حضر الثلاثة

جنود الذين في نوبة الحراسة إلى المعسكر وهم يجرون في انزعاج كما لو كانوا قد شاهدوا شبحاً .. وراحوا يصيحون قائلين يا قائد المئة ، يا قائد المئة . أنه حي ..قابلتهم وهدأتهم ودعوتهم ليرووا لي كافة التفاصيل

كانت نوبة حراستهم قد بدأت في منتصف الليل ..

وكانوا مستيقظين طيلة الليل ، وهم أغلب الوقت يقصون

القصص عن زوجاتهم وعن عودتهم لمنازلهم ، أنا أفهم موضوع حديثهم الدائم .. وبعد ذلك وقبيل الفجر ،

قالوا أن القبر الذي في البستان أضاء كما لو كان وقت الظهيرة ،

وهم استمروا جالسين وهم يرتعشون .

ومن ذلك الحين لا أحد يجرؤ الوقوف عند القبر

فقال القائد العام في ازدراء " هل تنتظر مني أن أصدق ذلك ؟"

فقال قائد المئة :

لقد استجوبتهم بدقة .. كل منهم نظر ، وكل منهم رأى نفس الشيء .

فقال القائد العام :

" "لا بد أنهم ناموا ، وألفوا هذه القصة ليغطوا جبنهم

فرد قائد المئة:

لقد كانوا جنود مقاتلين أقوياء من المعارك التي سبق

وخاضوا غمارها أيام الغزو من قبل الأعداء..

يا سيدي لم يكونوا جنوداً حديثي العهد بالجندية .

وأنا أعرف هؤلاء الرجال .. لا يا سيدي ،

هم كانوا يقولون الحقيقة ، بالضبط

ما الذي تتوقع منى أن أخبر الحاكم الحالي عما حدث ،

أن قبور الأموت ترعد الأحياء ؟

أنا لا أعلم ، ما الذي ستقوله له ، أيها القائد العام ، ولكن هذا هو ما حدث أنه أمر مخيف ولا أحد يجرؤ على الاقتراب من القبر .

حسناً سأخبر الجنود أن يقولوا أنهم ناموا ، وأنهم رأو

تلك الرؤية المزعجة , هكذا قال القائد العام

.

فقال قائد المئة وابتسامة صغيرة تعلو وجهه

" من من الجنود سيحب أن يقول أنه نام أثناء خدمته ؟

قال القائد العام " سندفع لهم مقابل أن يقولوا ذلك ,

فنحن مدينين للحاكم الجديد بذلك , فسأدفع لهم جيداً

من أجل دفن مثل هذا القصة ..

وأنا سأعتني بذلك منذ الآن فصاعداً ، يا قائد المئة

وأنت لم ترى شيئاً ,ولا تعرف شيئاً ,هل هذا مفهوم ؟

ولكنني أنا اعرف يا سيدي . ولا أقدر أن أغير ما قد حدث .

فرد عليه القائد العام في غضب :

لتنس أن هذا قد حدث على الإطلاق

فأجابه قائد المئة في نبرة ألم :

لتنسى أنت يا سيدي إذا استطعت ..

ولكن مع احترامي ، هذا الأمر لن يغير شيئاً…

( فيا عجباً كيف فتك العصفور بالصقر )

فاجتمع القائد العام مع الجنود و أعطاهم مالاً كثيراً.. قائلاً لهم

قولوا لمن قصصتم عليه تلك القصة لقد كنا حينها نيام وأنا ما رأيناه

لا يعدوا كونه حلماً وكابوساً مزعجاً .. حينها أخذ الجنود الأموال وراحوا يحدثون الناس كذباً وزوراً عن ظلم الحاكم العادل لهم ولشعبه وأن الحاكم الحالي لم يعمل ما عمله

إلا لمصلحة الشعب والشعب أولاً ..

وهكذا هم الناس على دين ملوكهم.. صدقوا تلك الأقاويل وأخذوا بالفعل يشتمون حاكمهم السابق ويدينون بالولاء للحاكم الجديد, دون أن يدروا لأين يتجه مصيرهم أو حتى يعلموا شيئاً عن حقوقهم .

منقول

<<<<<<<<<< عيونها زغللت من طول القصه *_*
مرحباا بك اختي وبكل ما تنقلينه ,,,,
قصيره يمكن
لكن عندي وانا اختك اطووول من ايش
لكن لعوينااتك قريتها كلهااااااااااا
وبوركتي على نقلهاااااااا طااال عمرك
بالحب بديت كلاامي معك
وبالحب اختمه
مذهلـــــــــه
لاكي هلا أختي …

مشكورة على التعليق والمرور لاكي

بالفعل ..هذه هى حياتنا..
وكلنا نسير معهم..
باختلاف الاشخاص والأزمنة ..

شكرا على النقل يا سائره..لاكي

العفو لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.