أجل,فلطالما استهوتني كتب التاريخ الاسلامي بما حوته من معلومات ثمينة , وحقائق قيمة عن جهاد المسلمين العرب الجليل, ونضال أبطالهم المغوارة , وانتصار قادتهم العملاقة. فقد جسدوا بصدق معنى الجهاد في سبيل الله عز وجل , ونشر رسالته الخاتمة الخالدة, وكسر حواجز الكفروالطغيان, ومحاربة الظلم أين وجد والجور أين علم.
وكان ماعرف به العرب من شجاعة , ومااكتسبوه من صلابة مستمدة من بيئتهم الصحراوية القاسية , وماعلمته لهم كثرة الحروب التي خاضوها قبل الاسلام من بسالة في القتال , وما لقنته لهم الحياة من صبر على الصعاب و المكاره , وما وهبه الله لهم من قوة جسدية , وما أعزهم به من قوة نفسية متمثلة في الاسلام , ماخلد هذا الجهاد وارتقى به الى منزلة رفيعة في سجل تاريخ الانسانية الطويل.
فهاهم يتركون ديارهم وأهلهم , يهجرون أموالهم وأعمالهم , وينطلقون مجاهدين في الصحاري الوعرة , فوق الجبال وتحت التلال , غير مكترثين بما اكتظ بين رمالها من أخطار مهلكة. ويجوبون الأمصار الغريبة , فيستقبلون حينا ويطردون حينا آخر .يهاجمون فيستشهد أحدهم ويجرح الآخرفلا تزيدهم الخطوب إلا عزيمة واصرارا. ولسان حالهم يقول غايتنا سامية وهدفنا نبيل , فلا بأس أن نبذل الغالي و النفيس .
يالعظمة هؤلاء الآنام , ويالروعتهم.يضحون بكل مايمتلكون وإن لم يجدوا شيئا لايترددون في التضحية بحياتهم بقناعة لا مثيل لها وغبطة وسرور لا يشوبهما تردد أو ندم.
أناس كهؤلاء أجدر وأحق بأي شكر وثناء , أو تقدير وعرفان من كل مسلم وصل اليه الإسلام عن طريقهم. وأنا واحدة من هؤلاء الذين أفاء الله عليهم بنعمة الإسلام عن طريقهم. فلولا عمرو بن العاص بارشاد من الفاروق العظيم , لبقيت مصر تصطلي بنيران الاضطهاد الديني المسيحي, لا تعرف للإسلام معنى أو للتوحيد هوية.
فشكرا أيها المسلمين العرب, شكرا لجهادكم العظيم , شكرا لكفاحكم الجليل , شكرا للدين الذي نرشرتوه ,شكرا للحق الذي اقمتوه ,شكرا للعدل الذي أشعتوه , شكرا للظلام الذي اضأتوه , وشكرا لكل ماقدمتوه في سبيل الله و من أجل الإسلام.
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه …..
اثابك الله وبارك فيك اختي القيروان …
مشاركة رائعة …
ننتظر جديدك دائما..