تخطى إلى المحتوى

كلمة وفاء لعميد الأدب العربي بحق لا كما يدعون 2024.

حبيبي قارئي كلماتي هذه إن كل مؤلف تقرأ له يترك في تفكيرك مسارب وأخاديد، فلا تقرأ إلا لمن تعرفه بعمق التفكير ، وصدق التعبير ،وحرارة القلم ،واستقامة الضمير .والأستاذ الأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- ممن عرفوا بهذه الأوصاف- كما هو ظاهر لمن تأمل كتبه -فهو ممن ساح الدنيا ،وجرب الناس ،فحري بالعاقل ان يستفيد من تجارب الناس،ويضيف إلى عقله عقول الآخرين. عزيزي القاريء أنا إن تعاطيت مدح الشيخ علي ، فكالمخبر عن ضوء النهار الباهر ،والقمر الزاهر ،وهل يخفى ذلك علىالناظر؟ وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل ولن أبلغ في مدحه ،فأنا أعلم أن النفس تكره المبالغة والتهويل ،ولكن إذا كان الواقع هو الذي يبالغ فما ذنبي إذن ؟ والشيخ علي -رحمه الله- مع عمق تجربته ،وحرارة قلمه ،وسلامة تفكيره،هو – مع ذلك -ينثر عليك من محاسن لفظه الحر ،وكلماته الغر ،ما يخجل الدراري ويفضح الدر: كلام كسته بهجة الحسن رونقا هو السحر،لا بل جل قدرا عن السحر يحوك الكلام على حسب الأماني ،ويخيط الألفاظ على قدود المعاني يجتني من الألفاظ أنوارها ،ومن المعاني ثمارها،يطوع الكلام ،ويقوده بألين زمام، حتى كأن الألفاظ تتحاسد في التسابق إلى خواطره، والمعاني تتغاير في الإنثيال على أنامله،فلا تكلف ولا تعسف،يتحدر كلامه كتحدر الماء المنسجم ،فيكاد لسهولة تراكيبه ، وعذوبة ألفاظه ، أن يسيل كا لماء عذوبة ،ويلطف كالهواء رقة ،فيمتزج بالنفوس لنفاسته ،ويشرب بالقلوب لسلاسته : أحاديث لو صيغت لألهت بحسنها عن الوشي، أوشمت لأغنت عن المسك وبعد فماذا عساى أن اقول عن الأديب المهضوم حقه في وسائل الإعلام المختلفة ،في زمن تصدر فيه الأسافل ،الذين يهرفون بما لا يعرفون ،ووالله إن الهرة أهدى منهم إذ تستر ما يخرج منها فياليتهم مثلها !!!!! وشكرا أحبتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.