تخطى إلى المحتوى

لمن أرادت إتقان الدعوة 2024.

المرأة في ركب الدعوة

قال تعالى 🙁 وَمَنْ أَحْسَـنُ قَوْلًا مـِــمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ اننِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ).([1])

وإن أسمى الأعمال عند الله تعالى هو العمل في سبيل إعلاء راية لا إله إلا الله ، قال تعالى 🙁 وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُــطِيــعــُونَ اللَّهَ وَرَســـُولَهُ أُولَئِكَ سَـيَرْحـَـمـُهُـمُ اللَّهُ ان اللَّهَ عَــزِيــزٌ حَكِيمٌ ) .([2])

وفي الحديث عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال 🙁 والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على أيدي المسيء ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم ) رواه الطبراني والترمذي ، أي كما لعن بني إسرئيل . فالدعاة يقومون بمهمة الأنبياء وهي هداية الأمة طريق الرشاد وتعليم الناس عمل الخير وتمكين دين الله في الأرض من جديد .

والرجل والمرأة مكلفان بالدعوة لدين الله كل حسب استطاعته وفي المجال المناسب لطبيعته , فعلى المرأة أن تدعو بنات جنسها لتطبيق شريعة الله والحرص على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وعليها أن تنبري لمحاورة النساء اللواتي ينشرن الدعايات المزيفة للتحرر من الدين والأخلاق , وخاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة المعاصرة .

فقد ظهر عبر التاريخ دعوات كثيرة تطالب بتحرير المرأة وإعطائها حقوقها المسلوبة لأن المرأة حسب زعمهم زوجة مظلومة , وأم مهدورة الحقوق , وأخت مهيضة الجناح , وابنة مخنوقة الأنفاس , والرجل في نظرهم متسلط جبار . وعبر أبواق الدعاية الكاذبة ووسائل الاعلام المضلله نادوا بتحرير المرأة من حجابها وأخلاقها حتى غدت هذه الحرية المكذوبة هي الشوك الذي يدمي قدميها , فكانت العاقبة ضياع حقوق المرأة وتدنيس عرضها وشرفها وخدش حيائها .

وإنني لأعجب لهؤلاء الذين يطالبون بتحرير جسد المرأة من حجابها قبل أن يحرروا عقولهم من محاكاة الغرب بخيره وشره , وقبل أن يحرروا أوطانهم من عبث العابثين المفسدين الذين صالوا وجالوا فيه حتى جعلوه حطاماً وركاما مدمراً .

وقد كان لدعوة قاسم أمين التي طالب فيها بتحرير المرأة من عبودية الرجل وأنه يتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه المرأة المسلمة مثل المرأة الغربية في تحررها من العادات والتقاليد ، وفي استقلالها عن سيطرة الرجل أثراً سيئاً .

لقد كان لهذه الأفكار المسمومة أثراً سلبياً على المرأة في المجتمع الشرقي وما دعوة التحرر هذه إلا شَرَكَاً لإيقاع المرأة في متاهات الضلال والانحراف . وللأسف فقد انطلت هذه المكيدة على كثير من النساء في المجتمع وبدأت الصيحات تتعالى مطالبة بالعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة ورفع القيود عنها حتى تخرج من سجنها الذي تقبع فيه – البيت – وما لبثت هذه الأفكار تظهر بين الفينة والأخرى .

فانظري أختاه ما أنت فاعلة إزاء هذه العواصف العاتية التي لا تأتي على شيء إلا دمرته تدميراً , وإذا نظرت حولك فوجدت أن الأوضاع أليمة والآراء سقيمة والمشاعر حزينة ، فلا تأخذنك وحشة الطريق وتذكري أن هذا هو ميدان العمل وتلك هي الغاية التي من أجلها خلـق الانسان وأن الدعـاة والمصلحين ما كانوا ليعيشوا إلا في مثل هذه الأجواء , وإلا لمن تبعث الرسل إذا صلح حال العامة وآمن الناس أجمعين واعلمي أن الدعاة لا ينتشرون إلا حيث تعم الضلالة ولا يقوم المصلحون إلا في مباءة الانحطاط الفكري ,وظلمة الليل الحالك .

وضعي نصب عينيك أن الداعية المسلمة هي الشعلة التي ستضيء الطريق أمام النساء اللواتي خدعهن زيف الحضارة الغربية فكن ضحية التغريب . وتذكري أنه لا يقف في وجه الطوفان المدمر إلا مصباح مضيء وهّاج مستعصٍ على الانطفاء وجذوة مستعصية على الاندثار ، فبادري أختي الداعية لتأخذي مكانك وسط هذا المجتمع الذي يعج بالمتناقضات وهذا التيار الجارف ، وقبل الانطلاق عليك التزود بقدر كافٍ من الايمان والعقيدة الراسخة في قلب مفعم بالعبادات الروحية ، التي تعينك على المضي في هذه الرحلة الطويلة التي تحتاج إلى همة عالية ، ومعالم قوية واضحة لتجني ثمار دعوة ناجحة إن شاء الله .

ومن هذه المعالم :

1. الإيمان القوي بالله تعالى :

ذلك الإيمان المتمكن في القلب الراسخ في النفس رسوخ الجبال على الأرض ، فالله تعالى خالق هذا الكون وهو الفعال لما يريد ونحن عباده علينا الإستسلام والانقياد له بكل جوارحنا حتى تتكلل أعمالنا بالنجاح ، فإذا بدأنا طريق الدعوة فعلينا بحسن التوكل على الله تعالى واللجوء بالدعاء إليه حتى يعيننا على القيام بمهمة الدعوة وفق مبادئ صحيحة قويمة . فأول خطوة نبدأ بها هي الاعتناء بمركز الإيمان ألا وهو القلب الذي بين جنبينا فنحصنه بكثرة ذكر الله تعالى والتفكر والتدبر بهذا الكون وقراءة القرآن الكريم فقـد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صـلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) . رواه البخاري ومسلم ،يقول الحافظ ابن حجر :" وخص القلب بذلك لأنه أمير البدن وبصلاح الأمير تصلح الرعية وبفساده تفسد "

وقال العلامة ابن القيم :[ إن في القلب شعثاً لا يلمه إلا الإقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وفيه حزن لا يذهبـه إلا سرور المعرفة بالله … ]. ويجب علينا مجاهدة النفس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 حجبت الجنة بالمكاره ، وحجبت النار بالشهوات ) رواه البخاري .

ولا تنسي أن صلاح القلب وصفاؤه لا يكون إلا بتخليصه من الآفات التي تتراكم عليه بعضها فوق بعض فتمنع دخول النور إليه ,وتجعل الشيطان مسيطراً عليه . ومن هذه الآفات :

أ. حب الدنيا والحرص عليها فقد قال تعالى 🙁 اعْلَمُوا انمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْـوَان وَمَا الْحـَـيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ).([3]) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض فقيل ما بركات الأرض قال : زهرة الدنيا ) . متفق عليه

ب. الحسد : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) أخرجه أبو داود وابن ماجة .

ج. الغضب : فمن كان كثير الغضب لايستطيع جمع الناس من حوله ، فاحذري الغضب عند عرضك مبادئ الإسلام على بنات الجيل المعاصر اللواتي غرتهن الحياة الدنيا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) متفق عليه .

د. الغرور : وهو أكبر باب يدخل منه الشيطان ليحبط عمل الانسان فإذا ما نجحت يوماً في أمر ما فلا يغرنك هذا النجـاح الذي قد يؤدي بك إلى الاعتداد بنفسك فوق القـدر الـلازم حتى يحبط ما قدمت من خير فقـد قـال رسول الله r : ( إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ) رواه أبو داود والترمذي .

هـ. الكبر : وهو التعالي على الآخرين واحتقارهم بالتقليل من شأنهم قال تعالى 🙁 وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْــشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ان اللَّهَ لَا يـُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).([4])

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فيما يرويه عن ربه عز وجل ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي ) رواه مسلم ، وحتى تتخلصي من هذه الآفة ، فعليك إدامة النظر في مخلوقات الله والتأمل في أصل الخلق الذي هو من التراب ونهايته إلى الزوال والفناء , وما أدل على ذلك من قوله تعالى 🙁 قُتِلَ الْانسَان مَا أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ).([5])

و. الشرك الأصغر : ويعني الرياء وهو القيام بالعمل من أجل السمعة والشهرة وليس ابتغاء وجه الله تعالى ، وهذا محبط للعمل فقد قال الله تعالى 🙁 قُلْ إن صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).([6])

2. العلم والفقه بالأحكام الشرعية :

قال تعالى 🙁 يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ). ([7])

ويقول أيضاً 🙁 قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أنا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَان اللَّهِ وَمَا أنا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).([8]) فإن الدعوة على بصيرة وعلم ، تجعل من صاحبها داعية مسموع الكلمة , قريب من قلوب الناس يحترمونه ويقدرونه لأن العلم هو الوسيلة لمعرفة خـبـايا النفوس ، وأفضل الطرق للوصول إلى مغاليق القلوب ، وإذا أردت أن تكوني داعية قوية الحجة والدليل ، فعليك بأخذ العلم من منابعه الأصيلة وهي : كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح الذين تركوا لنا تاريخاً حافلاً بالقيم السامية والعلوم النيرة والمعارف المتنوعة في المجالات المختلفة . فهناك موجات التغريب والتبشير والعلمنة وفي عصرنا الحاضر العولمة ، وهذه الدعوات تحتاج إلى من يقف في وجهها , ومن لهم غير الفتاة الداعية المتعلمة المتفقهة في أحكام دينها لتقيم عليهم الحجة والدليل .

وقد يقال : إن هذا الأمر يحتاج إلى أن تدرس جميع الفتيات في كليات الشريعة ليستطعن محاورة من يدعو إلى التحرر من القيم والأخلاق . وهذا القول غير صحيح لأن سلفنا الصالح كانوا فقهاء وحفظةً للقرآن والحديث الشريف قبل أن يكونوا أطباء وعلماء في الرياضيات والكيمياء ، فما المانع أن تتفقه الفتاة في أمور الدين إلى جانب أن تكون طالبة في كلية الطب أو العلوم , فإن من تدرس العلم الدنيوي وتجمع إلى جانبه علوم الدين مثل الفقه أو الحديث , فإنها ستكون داعية ناجحة إلى الإسلام وستكبر في أعين من تدعوهم وستكون قادرة على إقناعهم بفكرتها أكثر من غيرها وبغير التفقه في علم الحلال والحرام لا يمكن أن يستقيم حال البشر مهما أوتوا من علم أو قوة ، فكم يحب الناس الطبيب أو المهندس إذا كان متفقهاً داعياً إلى الله تعالى ، ولا تظني أنك غير قـادرة على ذلك فبالعـزم والتصميم والاستعـانة بالله تكوني كما تريدين بإذن الله ، فقضايا المرأة مثلاً لا تخص الفتاة التي تدرس في كلية الشريعة ، بل على العكس تهم كل فتاة مسلمة , ومعرفة المرأة ما لها من حقوق وما عليها من واجبات أمر بدهي ومن مقتضيات حياتها اليومية , والعلم لا يعني أن ندرس في كلية أو معهد ونكتفي بالقدر الذي نحصل عليه أثناء الدراسة , بل يجب علينا أن نواكب العلوم العصرية الحديثه حتى نوظف هذه العلوم لخدمة الإسلام والمسلمين .

فنحن في عصر التطور والتقدم التكنولوجي وهذا يحتاج منا إلى معرفة في أسس علم الحاسوب مثلاً ووسائل الإتصال السريع , مثل الإنترنت التي تعد نافذة للإطلال على العالم الخارجي , فمن هذه الوسيلة مثلاً تستطيع المرأة المسلمة أن تحصل على معلومات كثيرة في مختلف المواضيع فهناك المواقع العربية والإسلامية التي تتضمن مواضيع مختلفة تتعلق بكل ما يهم المرأة ، ولا ضير إذا تعلمت أختي الداعية كيفية التعامل مع جهاز الحاسوب حتى ولو كنت أماً ، وجعلت إبنك أو ابنتك يساعدك في ذلك , فهذه التقنيات الحديثة لا تنحصر في سن معينة , وأكثري من القراءة في الكتب التي تبحث في المواضيع التي تتعلق بالمرأة وأساليب التربية الحديثة , وما يستجد في النواحي الاجتماعية و السياسة والاقتصادية ، فإن عصرنا الحالي هو عصر السرعة في التغيير والتطور العلمي ، وإذا قرأت كتاباً معيناً فخذي قلماً وكراساً وسجلي الأفكار الرئيسية التي قرأتها حتى يعيها قلبك ، لأن القلب وعاء الحفظ والتذكر، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أصل الرجل عقله ،وحسبه دينه ،ومرؤته خلقه )

3. توجيه القلب نحو العمل للآخرة :

فإن من يبتغي رضا الله تعالى ترك الدنيا وزينتها فهي وما فيها من مال وجاه وحركة ونشاط سجن المؤمن وجنة الكافر وهي للمؤمنين دار ممر لا دار مقر ، فاستغلي أختي الداعية دقائق الليل وقفي بين يدي الرحمن قانتة خاشعة لتذوقي حلاوة الإيمان التي تدفعك لعمل الخير باستمرار . وحتى لا يعتريك الفتور أو الغفلة عليك بإدامة الذكر والاستغفار والدعاء والتطوع بالصوم والصلاة حتى تكوني على درجة عالية من الهمة ويقظة القلب فقد قال تعالى 🙁 إن الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانتِينَ وَالْقَانتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ).([9])

وسيرة السلف الصالح زاخرة بالشواهد على النساء القانتات العابدات فقد روى القاسم قال :[ كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة رضي الله عنها فأسلم عليها فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ قوله تعالى 🙁 فـَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقـَانـا عَـذَابَ السَّمُومِ ).([10]) وترددها وتدعو وتبكي فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي ].([11])

واعلمي أن كثرة الذكر والعبادة تقرب العبد من ربه فقد جاء في الحديث القدسي :

( إذا تقرب إلي عبدي شبراً تقربت إليه ذراعاً , وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة ) صحيح الجامع الصغير .

وعن أنس رضي الله عنه قال 🙁 دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال : ما هذا الحبل ؟ قالوا : هو لزينب فإذا فترت تعلقت به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ، حلّوه ليصلي أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد ) رواه البخاري.

وكما قال العالم الرباني ابن تيمية 🙁 وكما أن لله ملائكة موكلة بالسحاب والمطر , فله ملائكة موكلة بالهدى والعلم , هذا رزق القلوب وقوتها للأجساد ).

4. الحرص على الوقت :

أقسم الله تعالى بالزمن في آيات كثيرة من القرآن الكريم وذلك لما يحصل فيه من الأعاجيب . ففيه الصحة والمرض , والغنى والفقر , والسراء والضراء ، وقد أقسم الله تعالى بالزمن في سورة العصر فقال 🙁 وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) وهذا التقدير للوقت يستدعي من المسلمة أن تحافظ على وقتها وتستغله في العمل الصالح وتعمل على الاستفادة من وقتها , فتقوم بالعمل المناسب في الوقت المناسب وتنظم وقتها حتى تستطيع أن تؤدي حق ربها وحق نفسها وحق غيرها ، فقد جاء في صـحـف موسى 🙁 ينبغي للعاقل أن يكون له أربع ساعات . ساعة يناجي فيها ربه ,وساعة يحاسب فيها نفسه ,وساعة يتفكر في صنع الله عز وجل , وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب ).

وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على اغتنام الفرص للعمل الصالح فقال 🙁 اغتنم خمساً قبل خمس ، حياتك قبل موتك , وصحتك قبل مرضك , وفراغك قبل شغلك , وشبابك قبل هرمك , وغناك قبل فقرك ) رواه أحمد في الزهد بإسناد حسن .

وكما قيل : إن الوقت من ذهب إذا تركته ذهب ، ومن حرص على الوقت فقد عرف قيمة الحياة ، وقد بين رسول الله وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِصلى الله عليه وسلم للمسلمين قيمة الوقت وكيف أنهم سوف يحاسبون عليه فقال صلى الله عليه وسلم 🙁 لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه , وعن علمه فيم فعل , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

وقال الشاعر :

دقات قلب المرء قائلة له
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها

إن الحياة دقائق وثواني
فالذكر للإنسان عمر ثاني

وحتى إذا أرادت الداعية المسلمة أن ترتقي بالمرأة المسلمة بفكرها وعقلها عن سفاسف الأمور ، وعن الخوض في الباطل ، والقيل والقال والأحاديث التي لا طائل تحتها ، فعليها أن تخصص مواضيع تعطي فيها صورة لطبيعة حياة المرأة المسلمة , و كيف تقضي وقتها في الأمور المفيدة من خلال البرنامج اليومي الذي يبين كيف تبدأ المرأة المسلمة يومها وكيف تنهيه ، فهي تحاسب نفسها قبل النوم على كل ما صدر عنها من عمل أو قول اتجاه الآخرين , لأن قلبها عامر بتقوى الله تعالى , وتبدأه بصلاة الفجر أولاً ثم الجلوس بعد الصلاة لتلاوة القرآن والورد اليومي من دعاء واستغفار وتسبيح , ثم القيام على رعاية شؤون البيت وما يخص الزوج والأولاد لإعطاء كلٍ منهم حقه ، ثم الاعتناء بنظافة وترتيب البيت , وبعد الظهر تقوم بالاشراف على أداء الأولاد لواجباتهم المدرسيه والوقوف على مستواهم العلمي من تقدم أو تأخر , وبعد العصر يمكنها المشاركة في الحياة العامة ,كزيارة الأقارب ومشاركة الآخرين أفراحهم أو أحزانهم , أو حضور الندوات والمحاضرات الدينية في المراكز الثقافية , وقد تنتسب المرأة إلى الجمعيات الخيرية التي تقدم يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين والمرضى والمعاقين ، عن طريق جمع التبرعات لبناء مراكز لهم , ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع, فإن ديننا دين التكافل والتعاون , فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه البخاري ومسلم .

وقد تشارك المرأة في حفظ القرآن الكريم ، وقد تنتسب إلى مركز للتأهيل فتأخذ دورة في فن الخياطة أو دورة في الإسعاف الأولي أو دورة للتعلم على جهاز الحاسوب أو دورات فنية كتنسيق الزهـور والتطريز ، فقد كان للنساء عبر التاريخ دور كبير في العمل الاجتماعي ، فهذه أم المؤمنين زينب بنت جحش تعمل بيدها وتتصدق في سبيل الله ، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : ( كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول اللهصلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب إلى الله . كانت زينب رضي الله عنها امرأة صنَّاعة باليد وكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله ) أخرجه مسلم .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه ( أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً ) أخرجه مسلم فلما توفي رسول الله كانت أول من لحق به من أزواجه زينب بنت جحش رضي الله عنها . وفي عصرنا الحاضر هناك نساء شاركن في تنمية الجانب الاجتماعي في المجتمع فهذ أمينة علي زوجة محمود الجوهري تنشىء مدرسة لتعليم الفتيات اليتيمات، ومن خلالها تقيم المعارض للأشغال اليدوية وتجعل ريعها لمساعدة أسر الشهداء والأسرى والمعتقلين . فعلى النساء الداعيات اتباع الشريعة الربانية وأن يكنَ أقوى عقيدةً وأعلى همةً مما هنَ عليه ، فيعملنَ على استنهاض همم النساء ليقمن بأداء الامانة العظمى التي أخذها الله على بني البشر ، وهي التمكين لدين الله في الأرض ، وتعيد الأجيال التائهة إلى الاسلام وواحته الغناء .

فاحذري أختي الداعية من إهدار الوقت في الزيارات التي لا فائدة منها , وابتعدي عن الخلطة والصحبة التي لا تكون على أساس من الدين والتقوى ,ولا تتعاملي مع من سفلت هممهمن وحبطت أعمالهن لأن صحبتهن تبعدك عن ذكر الله وطاعته وكوني حكيمة حريصة على صحبة النساء الصالحات لأن الأخوات الصادقات المؤمنات كالزهر يعطيك شذى الرائحة الزكية , وأما النساء البعيدات عن منهج الله تعالى فهنَ كالشوك يؤذينك وينسينك ذكر الله عز وجل , فجالسي الورود لتبتعدي عن الأشواك وما أجمل ما قال الشافعي رحمه الله :

أحب الصالحين ولست منهم
وأكره من تجارته المعاصي

لعلي أن أنال بهم شفاعة
ولو كنا سواءً في البضاعة

5. إدخال الدعوة إلى صميم قلوب الناس :

إن مهمة الداعية صعبة وشاقة , وإذا كان الطبيب يعالج أجسام الناس بعد تشخيص المرض وتحديد العضو المصاب ثم يصف الدواء الشافي لهم , فإن الداعية طبيب ولكن من نوع آخر , فهي تعالج القلوب التي سرت إليها الآفات من خلال المحيط الذي تعيش فيه , فمن العادات والتقاليد السيئة إلى الانحراف عن مسار الإسلام الصحيح , وهذا يحتاج من الداعية إلى قوة في الحجة وبلاغة في القول يكون صادراً عن قلب صادق مبصر بنور الله ، يثير العواطف ويشعل الحماس في قلوب المدعوين فيبعث فيها الأمل والحياة من جديد , وبذا تكون قد وصفت الدواء الشافي بعد أن خاطبت فيهم القلوب فأحيتها بذكر الله .

وتكون مخاطبة القلوب بموعظة مؤثرة أو بالكلمة الطيبة الممزوجة بالنية الصادقة حتى ينصتوا بكل جوارحهم لأقوالها فيتأثروا بها وتعيها قلوبهم . فقد عاصرت بداية الصحوة الإسلامية في منتصف السبعينات عندما كنت طالبة في الجامعة وكيف كانت الداعيات إلى الله يجتهدن في إثارة إنتباه الطالبات في الكليات الأخرى وذلك عن طريق إجراء حوار يتعلق بقضية مستجده على الساحة وكان ذلك يستثير فضولهن ويدخلن معهن في حوار جاد وبناء , وبين أخذ ورد وتبادل الآراء والأفكار ، كان هذا الأسلوب يفتح مغاليق قلوبهن , ويثير في نفوسهن تساؤلات كثيرة مما يوقظ الوازع الداخلي لديهن .

وعندما عملت معلمةً للتربية الإسلامية في إحدى المدارس في القدس حاولت أن أتبع هذا الأسلوب . وعندما دخلت غرفة الصف في أول مرة , ألقيت يومها تحية الإسلام على الطالبات ( السلام عليكم ورحمة الله ) فلم ترد أي واحدة منهن على التحية , وبدا الاستغراب عليهن وعلت الدهشة وجـوهـهـن , فسألت عن سبب هذا الاستغراب ولماذا لم أسمع من يرد على التحية ، فكانت الإجابة بماذا نردّ ؟ فقلت أجبنَّ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فهذه تحية الإسلام والمسلمين فيما بينهم في الدنيا والآخرة ، فعمدت إلى السبورة وكتبت عبارة ( ماذا يعني انتمائي للإسلام ) وبدأت أسأل كل طالبة على حده ماذا تعني هذه العبارة وقليل منهن استطعن الإجابة على السؤال إجابة شافية وافية فسألت هل أنتن مسلمات ؟ فأجبنَ نعم ، قلت : ما هي العلامات التي تميز الفتاة المسلمة عن غيرها ؟ فكانت الإجابة هي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فقلت : وغير ذلك ، قلن : لا نعلم غير هذا . حينها أدركت أن هذا جيل حائر مضيع ، لا يعرف حقيقة حاله لأنه يعيش في بيئة بعيدة عن الإسلام ، وبدأت بتعليم الدين من الأسس والأركان لجميع المراحل التي أدرسها الإعدادي والثانوي وعلمتهن الوضوء والصلاة وكيفيتها , فكنت أصلي معهن صلاة الظهر بعد الانتهاء من الدوام في المسجد المجاور للمدرسة ، ورغم أن هذا مثل هذا العمل يحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تقتنع به الطالبات إلا أنه سهل ويسير علىالمسلم إذا استعان بالله سبحانه وتعالى .

وبدأ حديث الساعة بين الطالبات في المدرسة عن حصة الدين وعن المعلومات الجديدة التي ما سمعت بها الطالبات من قبل وبدأ ظهور المعارضه على تعليم أحكام الدين بهذه الطريقة ومنها أن الوضوء يضيع وقت الحصة ويشيع الفوضى بين الطالبات أثناء الخروج والدخول , لكن هذا لم يثبط من عزمي ومضيت في طريقي أعلم الطالبات الخروج من الصف بنظام والرجوع إليه بنظام والمحافظة على نظافة الممرات بعد الوضوء , وقد وصلت هذه الأمور إلى بيوت الطالبات فالأمهات يعترضن كيف أن معلمة الدين تريد من الطالبات الصلاة فهذا تأخر ورجعية ,فإن الصلاة في ذلك الوقت كانت تقتصر على كبار السن فقط . وبعد ذلك أخذت بتعليم الطالبات آداب الإسلام الإجتماعية فمن تحية السلام إلى قول جزاك الله خيراً إلى التبسم في وجه الأخت المسلمة إلى الكلمة الطيبة ، وقد جعلت علامةً لكل طالبةٍ تتعامل مع زميلاتها ومعلماتها وفق آداب الإسلام فكان ذلك حافزاً لهنّ على استعمال الكلمات الطيبة ولو من أجل العلامة وخلال تلك السنة أصبح موضوع حصة الدين يشغل عقول كثيرٍ من الطالبات والمعلمات والبيوت وهذا ما كنت أرنو إليه من إيقاظ القلوب حتى تفىء إلى رشدها وتستنير بنور ربها فتقف على الحقيقة الغابئة ، ألا وهي غياب الإسلام عن حياة الأمة . ومضت السنة الأولى وأصبح في المدرسة طالبات يقمنّ بفرضية الصلاة
ويتعاملن فيما بينهن وفق آداب الإسلام وذلك أمر عظيمٌ ، وإن دل ذلك على شيىء فإنما يدل على أن بذرة الخير موجودة في كل إنسان ولكن يعلوها بعض الغبار والتشويش ، فإذا ما وجدت الظرف المناسب ظهرت ونمت فكانت قويةً صلبة ، أما قضية الحجاب ففي بداية الوقت لم أنبه إليها لأن النفوس غير مهيئة لتقبل هذه الفكرة ،والبيئة الاجتماعية لا تعرف عن هذا الأمر شيئاً . وبالتدريج ، ويوماً بعد يوم، استطعت أن أعرض موضوع الجلباب وأنه فرض على الفتاة المسلمة البالغة العاقلة ، لكن الاستجابة لموضوع الحجاب كانت أقل من الاستجابة لموضوع الوضوء والصلاة ،لأن ارتداء الجلباب لم يكن معروفاً في ذلك الوقت ، والبيئة والأسرة لا تساعد الفتاة على أن تطبق مثل هذا الأمر لأن ارتداء الجلباب في ذلك الوقت كان يعد رجعيةً وتأخراً في نظر بعض الناس . ويصعب علىالفتاة أن ترتديه وكل ما حولها يدعو إلى التحرر من الدين والقيم والأخلاق , حتى أمها لا تعلم عن هذا الجلباب شيئاً فكيف لها أن ترتديه ؟ ورغم ذلك ، وسنةً بعد سنة أصبح في المدرسة طالبات يرتدين الجلباب رغم معارضة الأهل وسخرية الزميلات من حولهنَّ ، وكنت أعتبر ارتداء طالبةٍ واحدة للجلباب في كل صفٍ نجاحاً عظيماً ، المهم أنه أصبح هناك من يعلم ويؤمن بأن الجلباب فرض في الشريعة الإسلامية وهو واجب على كل مسلمةٍ بالغةٍ عاقلة .

وقد يقال إن المعلمة سهلٌ عليها أن تقوم بمهمة الدعوة ، ولكن كيف للمرأة التي لا تعمل أن تقوم بالدعوة إلى الله ؟

إن المرأة الواعية لن تعدم وسيلة للاتصال بغيرها من النساء الأخريات فالمجالس الأسبوعية في بلادنا معروفة حيث تجتمع الجارات أو الصديقات كل أسبوع في بيت واحدةٍ منهن . إذن الطريق سهلٌ ويسير فبدلاً من أن تكون الجلسة كلها عن آخر صيحة في عالم الأزياء وخطوط الموضة ، والمأكل والمشرب فيمكن أن نجعلها جلسة علم وذكرٍ فنقرأ آيةً من كتاب الله أو حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو ندير حواراً يتعلق بالقضايا الإجتماعية أو السياسية التي تكون حديث الساعة ، ولا تقولي أختي الداعية كيف يمكن أن أغير من حال هؤلاء النسوة اللواتي تعودنّ على مثل هذه الجلسات الفارغة . والجواب على ذلك إّذا أردت وعزمت على العمل فان الله سوف يسهل لك ذلك ، فقد كنت يوماً معلمةً في إحدى مدارس الرياض في السعودية وكنت في كل يوم سبت أدخل غرفة المعلمات فأسمع أحاديثهن عن انواع المأكولات والحلويات التي قدمتها لهنّ صديقتهن حيث قضين عندها يوم العطلة فأسأل كيف يقضين ذلك الوقت ، فيجبن : نأكل ونشرب ونغني ونرقص حتى ينتهي الوقت ، فأقول لهن أليس من الأجدر قضاء هذا الوقت في البيت مع الزوج والأولاد ؟ فهم الأحق بهذه الساعات من اللهو في الباطل وكن يصمتن ولا يجبن شيئاً ، وعلى مدى الأيام أصبحن لا يتكلمن عن هذه الجلسات اللاغية وذلك بفضل الله تعالى . وحيث أني أسوق بعض الأحداث من تجربتي الخاصة ليس من باب الفخر وإنما هو من باب إقناع المرأة بأن ما أقوله وأعرضه قابل لأن يكون واقعاً ملموساً تراه الأعين وتلمسه الأيدي في حاضرنا المعاصر ، وكل ذلك بعون الله تعالى .

6. الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة :

فقد قال تعالى 🙁 ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ان رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ).([12])

إذن الداعية يجب أن تقبل على الناس بأفقٍ واسع وعاطفة جياشة فتتعامل معهم بالرفق والتسامح لتستطيع الدخول إلى قلوبهم فتكشف ما اختلط عليهم من أمور وليس من الضروري أن تجد دعوتها صدىً في قلوب الجميع وأن يتقبلوها برغبةٍ قويةٍ فإن الناس مختلفون في درجة استجابتهم لكلام الآخرين ، وإذا حصل ولم يستجب البعض لما تدعو إليه فلا تحقد عليهم بل تشفق وتحزن على من بقي على علته وتحاول بذل أقصى جهدها لهدايتهم فتكون لهم كالسيل يصل خيره لجميع ما حوله ثم تمضي قوية الهمة لا تعرف الاستكانة والضعف ولا تلجأ إلى العنف أو الحدة في التعامل لأن من أرادت تجميع الناس حولها يجب أن تكون كالناقة الذلول تصبر على ما تجد من إعراض وعناد لتصل إلى غايتها التي تريد ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يخفض جناحه لمن يدعوهم وقد كان الصحابة يعرضون عليه الثورة في وجه الطغيان لكنه كان يسكن هذه الثورة ويعلمهم الصمود أمام العوائق والصعوبات وأنهم بالصبر والتحمل سيصلون إلى قلوب غيرهم .

وقد أمر الله تعالىموسى عليه السلام وأخاه هارون بدعوة فرعون وقد كان ملكاً وسيداً في قومه فقال 🙁 اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ،فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ،قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ،قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )([13]). فقد أمرهما بأن يدعوا فرعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له ولكن بأسلوبٍ هين لين قائم على الإحترام والتقدير وإنزال الناس منازلهم . ويجب التدرج مع الناس كلٌ وفق طبيعته ويجب إحسان الظن بفطرة الناس فندعوا الجميع ، الغني والفقير ، الصغير والكبير ، القوي والضعيف ، وكلنا ثقةٌ أن يكون الجميع أعواناً لنا على مواجهة الشر في وكره ، والوقوف في وجه الباطل وأهله حتى ينصر الله دينه ، وترتفع رايته .

ولا تنسي أختاه أن تنوعي في أساليب الدعوة وتجددي طرق العرض على الآخرين فإن التجديد والتنويع يبعد عن الملل والفتور فقد قال تعالى على لسان نبيه نوح عليه السـلام 🙁 قَالَ رَبِّ اني دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا وَاني كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًاثُمَّ اني دَعَوْتُهُمْ جِهَارًاثُمَّ اني أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًافَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ انهُ كَان غَفَّارًا ).([14])

فقد يكون من الأفضل دعوة الناس فرداً فرداً وإعطاء كل واحد اهتماماً خاصاً به ،

وقد يكون من الأفضل دعوة الناس مجتمعين وفي مكان واحد وهذا يكون حسب طبيعة حياة الناس واختلاف عاداتهم وطبائعهم .

وعند بداية الدعوة يكون الإسرار فيها أفضل من الجهر خاصةً إذا ما كانت الظروف المحيطة تضيق ذرعاً بالتوجهات الإسلامية وتكيد لها لقتلها في مهدها .

وقد تكون الدعوة بالكلمة المقنعة القائمة على الحجة والدليل بعقد المحاضرات والندوات والمناظرات التي تعرض الإسلام بصورةً تقنع الناس بضرورة السعي لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله في إدارة شؤون الحياة كلها .

وقد يجدي أحياناً عرض الدعوة ونشرها عن طريق إصدار الرسائل والنشرات التي تغطي أحداث الساعة وتربطها بأحكام الشرع وتحكم عليها بمدى قربها أو بعدها عن الدين . وهذا يستدعي من الداعية أن تكشف عن ميول وقدرات النساء من حولها لتقف على مدى استعدادهن وقدرتهن على التعبير والكتابة بأساليب جذابة تثير عواطف المدعوين فإذا ما وجدت قلوباً عامرة بحب العمل والدعوة أذكت فيهن الحماس والعزم ، فغالباً تكون القلوب كالجمرة يغطيها الرماد فإذا وجدت نافخاً أو قادحا لشررها استيقظت وتحفزت للعمل أكثر فأكثر حتى تصبح كالشعاع ينشر النور حيثما حل، فإذا وجدت أختي الداعية مثل هذه القلوب فاعملي على تنشيطها وتشجعيها لتوجهي كل طاقاتها إلى العمل الدعوي الناجح الذي سيقود نساء المسلمين كافة إلى الوقوف على عظمة التشريع الإسلامي .

. التحلي بالصبر والثبات :

إعلمي أختاه أن الصبر من مقامات العبودية وقد ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة في القرآن الكريم فـقـال 🙁 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ان اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ).([15])

وقال أيضاً 🙁 وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَان أَمْرُهُ فُرُطًا ).([16])

وقال أيضاً 🙁 قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ انمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ).([17]) فالصبر كما ورد أنواع :

أ. الصبر على الطاعة : بمعنى حبس النفس على الطاعات .

ب. الصبر على البلاء: بمعنى الثبات على الدين والعقيدة أمام الابتلاء وتعرض الانسان للأذى في سبيل الله .

ج. الصبر بمعنى الإمساك : أي منع النفس من الوقوع في المعاصي .

د. الصبر على الأذى : هو أن يصبر الانسان على أذى الناس له ويتصدى للعقبات التي تواجهه بكل إرادة وتصميم .

والصبر بكل أنواعه من دعائم نجاح الداعية ، فمن العبث أن يتوقع الانسان أخذ أقواله وأفعاله بعين القبول والرضى من كل من حوله , فإن التعامل مع الناس والحرص على تغيير مسار حياتهم ليس بالأمر السهل , ويحتاج إلى مسايسةٍ وملاينة ، وعلى الداعية المسلمة ألا تيأس من الدعوة إلى الله تعالى بل عليها الاستمرار ما دام فيها أذن تسمع ، وقلب يعي , وأمل في الاستجابة .

فلقد روى أبو أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني قال : قلت : كيف تصنع في هذه الآية ؟ قال أية آية ؟ قلت 🙁 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ 0ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ).([18]) قال: سألت عنها خبيراً , سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ,حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً ,وهوى متبعاً ,ودنيا مؤثرة ,وإعجاب كل ذي رأي برأيه , ورأيت أمراً لا يدان لك به , فعليك خويصة نفسك , إن من ورائكم أيام الصبر ,الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ,للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلأ بمثل عمله ) وفي رواية أخرى 🙁 قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم ؟ قال : بل أجر خمسين منكم ) وفي رواية تعليل لهذه المضاعفة للأجر بقوله 🙁 إنكم تجدون على الخير أعواناً ,ولا يجدون على الخير أعواناً ) رواه ابن ماجة واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن غريب .

ولقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث لقي العنت والإعراض والشتم من قومه ومع ذلك بقي ثابتاً صابراً حتى إن الله تعالى بعث له ملك الجبال يقول له :

( إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين . فيقول : لا إني أسأل الله تعالى أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري ومسلم .

وقد كان ذلك فقد أخرج الله من صلب الوليد بن المغيرة خالد بن الوليد ومن صلب أبي جهل عكرمة . ولا بدَّ من اتباع التدرج في الدعوة لأن ذلك يعمل على تهيئة النفوس لتقبل الفكرة الجديدة فإن العمل الدعوي يجب أن يكون على مراحل أولها التعريف بها حتى تصل إلى الناس على مختلف علومهم وثقافاتهم .وثانيها مرحلة اصطفاء الأفراد الذين يمكن أن يكونوا عوناً في تبليغ الدعوة . وثالثها تنفيذ الأفكار حتى تخرج إلى حيز التطبيق وهذا يحتاج إلى قلوبٍ مؤمنة ومخلصة في عملها لله تعالى فإذا استطعنا أن نجتاز هذه المراحل بنجاح فقد عملنا على تأسيس قاعدة قوية صلبة صالحة لانطلاق العمل الدعوي ليكون مثمراً وناجحاً قادراً على تغيير مسار حياة البشرية جمعاء لتنضوي تحت راية لا إله إلا الله . وهكذا فمن دعوناها وبدأت بالصلاة ندعوها للحجاب فإذا عجزت عن الانتصار على نفسها ولم تتحجب فيجب أن نبقى على اتصال معها ندعوها ونذكرها بطاعة الله وباليوم الآخر وأنها ستقف بين يدي الله لتحاسب على كل صغيرة وكبيرة لعلنا بذلك نستطيع أن ننقذها من براثن الجاهلية ومن التبعية للغرب وخاصة فيما يتعلق بخطوط الموضه ودور الأزياء التي تتخذ وسيلة لخداع المرأة بشكل عام ، فتعمد إلى تصميم الموديلات التي تسيطر على عقلها وقلبها ، لعلنا بهذا الإخلاص وحب العمل لله تعالى نجعل منها فتاةً ملتزمةً بالإسلام قلباً وقالباً وما ذلك على الله بعزيز .

والصبر على الأذى في سبيل الدعوة أمر شاق لكنه عظيمٌ وجليلٌ عند الله تعالى فهذه سمية بنت خياط كانت أول شهيدة في الإسلام خرجوا بها هي وابنها وزوجها إلى الصحراء وأهالوا عليه الرمال الحارّة وأخذوا يعذبونهم جميعاً لكنها اعتصمت بالصبر و الثبات وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان ففاضت روحها إلى خالقها فكانت أول شهيدة في الإسلام .([19])

[ وهذه أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم أسلمت وأخذت تدخل على نساء قريش وتدعوهن للإسلام سراً حتى ظهر أمرها فأخذوها وقالوا لها : لولا قومك لفعلنا بك كذا وكذا ولكنا سنردك إليهم قالت : فحملوني على بعير ليس تحتي شيء ثم تركوني ثلاثاً لا يطعموني ولا يسقوني فنزلوا منزلاً ، وكانوا إذا نزلوا أوقفوني في الشمس واستظلوا وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا ، فبينما أنا كذلك إذا بأثر شيء بارد وقع علي منه ، ثم عاد فتناولته فإذا هو دلو ماء فشربت منه قليلاً ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته فشربت منه فصنع ذلك مراراً ، حتى رويت ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ، ورأوني حسنة الهيئة فقالوا لي : انحللت فأخذت سقائنا فشربت منه . فقلت : لا والله ما فعلت ذلك ولكن كان من الأمر كذا وكذا ، فقالوا : لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها فأسلموا لساعتهم ].([20])

إذن بفضل صبر أم شريك يسلم القوم عن بكرة أبيهم ولنا فيها قدوةٌ حسنة .

وفي القرن العشرين داعية تنشر الخير والهدى تحمل في قلبها اليقين والثقة والهمة العالية بأن الله ناصر المؤمنين . إنها زينب الغزالي اقتحموا منزلها واقتادوها إلى السجن لكنها بقيت قوية رابطة الجأش صابرة محتسبة وتروي صوراً من تعذيبها فتقول :[ فتحوا باب الحجرة المظلمة وهي مليئة بالكلاب أغمضت عيني ووضعت يدي على صدري من شدة الفزع وسمعت باب الحجرة يغلق بالسلاسل وتعلقت الكلاب بكل انحاء جسمي فأحسست أن أنياب الكلاب نهشت جسدي فأخذت أتلو أسماء الله الحسنى أنادي ربي " اللهم اشغلني بك عمن سواك ، اشغلني بك أنت يا إلهي يا فرد ياصمد أوقفني في حضرتك واصبغني بسكينتك وارزقني الشهادة فيك والحب فيك والرضى بك والمودة لك وثبت الأقدام يا الله أقدام الموحدين" . ومرت ساعات وأنا على هذا الحال كنت أتصور أن ثيابي البيضاء مغموسة في الدماء … وفتح باب الحجرة ونظرت إلى ثيابي لكن ، يا لدهشتي ! الثياب كأن لم يكن بها شيء وتعجب السجان أشد العجب عندما علم أن الكلاب لم تمزقها علي ].([21])

وتمر الأيام والسنون وهي قابعة في غياهب السجون تحمل قلباً قوي الإيمان ثم تتغير ظروف الحياة فتخرج من سجنها أقوى شكيمة وأصلب عوداً مما كانت عليه قبل أن تسجن وتبقى سائرة في طريقها قوية في عزمها تقول كلمتها وتبلغ دعوتها رغم أنف الطغاة الجبارين ، ولينصرن الله من ينصره .

وهذه زوجة المرشد حسن الهضيبي تمضي لزيارته في السجن وقلبها الصابر لايعرف الضعف والاستكانه ، وقد كانت تحمل إليه عند الزيارة بعض المأكولات والملابس ويتقدم أحد الضباط ليفتش ما تحمل وكأنه يقود عملية عسكريه فقالت له بكل هدوء وحزم :[ يا بني إن مكانك ليس هنا وليست هذه مهمتك ؛إن مكانك هو في جبهة القتال ومهمتك حمل السلاح لدفع الأعداء وتخليص الوطن من عار الإحتلال وليس تفتيش الخبز والبطاطس فما كان من الضابط إلا أن التفت إليها ومرارة الاعتذار بادية في عينيه قائلاً : هذا حق يا سيدتي ].([22])

وهذه بنان الطنطاوي في ألمانيا تشارك زوجها طريق الدعوة قامت بانشاء مركز نسائي هنـاك ونشطت في عملها الدعوي وتاب على يديها نساء كثيرات في ذلك البلد . وقد أجبرتها سطوة الطاغية الجبار على الهجرة من بلدها هي وزوجها وحكموا عليه بالإعدام غيابياً لأنه كان معروفاً بجرأته في قول الحق لا تأخذه في الله لومة لائم ، إلا أن روح الشر المتمكنة في قلوب الظالمين ظلّت تطاردهم حتى وصلوا إليه، وهناك في مدينة آخن ، في ألمانيا حاكوا خيوط المؤامرة للتخلص من زوجها – عصام العطار – فحضروا إلى البيت وطرقوا باب الشقة وأتوا بجارتها تحت تهديد السلاح حتى تطرق الباب وفعلاً فتحت بنان الباب فاقتحموا الشقة . ثلاثة رجال مسلحين لم يجدوا الزوج لأنه كان مريضاً يعالج في المستشفى ووجدوا الزوجة فرفعوا عليها السلاح وأطلقوا عليها خمس رصاصات في الصدر حتى سقطت مضرجة بدمائها وفارقت الحياة غريبة عن الأوطان , بعيدة عن الأهل والأحباب ، رحلت بنان عن الدنيا ولكن عاشت كلماتها من بعدها :[ لا تحزن يا عصام ولا تفكر بي ولا في أهلك ، تابع طريقك إلى الله بيقين وثبات ، إنا لا نطالبك إلا بالموقف السليم ومتابعة جهادك الخالص في سبيل الله لإعلاء راية الحق ].([23])

ولنا معشر النساء في فلسطين ، أسوة حسنة في هؤلاء الداعيات المجاهدات الصابرات عند نزول المصيبة والبلاء , فنحن على محك الإبتلاء والاختبار دائما لأننا نعيش في أرض الرباط التي تنفي الخبث ولا يعمر فيها الباطل , وسيبقى الجهاد قائماً فيها إلى أن تقوم الساعة ، وسوف ينتصر الحق في النهاية ،فإن الحق أظهر وأقوى ، وقد وعد الله عباده الصابرين بالنصر والتمكين لهم في الأرض .

وإني لأدعو الله تعالى لزوجات الشهداء والأسرى والمعتقلين في أيامنا هذه أن يمنَّ عليهنَّ بالصبر والثبات , وكذلك أمهات وأخوات الشهداء والأسرى , فقد تجرعن مرارة الأسى و الفراق واللوعة ؛ فعسى اللهً أن يكتب لهن الأجر والثواب علىحسن الصبر ، وقوة الإيمان والعقيدة والرضى بقضاء الله وقدره . فقد تعرض شعبنا الصامد المرابط على أرضه لأعنف صور الإبادة والقتل والتعذيب , فأطلق الأعداء الرصاص على الأطفال الرضع, والشيوخ الركع, وصاحت النساء الثكالى في ظلمة الليل الحالك مستجيرات مستغيثات . ولكن لا مجيب, وعلا صوت الأنين والنحيب من اليتامى والصبايا ولكن لا مجيب , وعم الدمار والخراب جميع مرافق الحياة ،حتى الشجر والحجر طاله حقدهم الأسود , حتى الدواب لم تسلم من مكرهم ,وهدمت المؤسسات العلمية والدينية والاقتصادية . وأغلقت دور الإغاثة التي تمد يد العون للمنكوبين والمساكين و المحتاجين . وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع ؛ قتلوا أحلام الأطفال الذين تحميهم الأحضان ، وملأ الحزن والأسى قلوب الشيب والشبان , ورثى الشعراء وأصحاب القلوب الرقيقة حال الأسر المشردة المنكوبة ؛ وانتظر شعبنا المظلوم أن يهب العالم العربي أو الإسلامي أو الدولي لنصرته , ولكن لا مجيب . ناديت لو أسمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي . ويحضرني قول الشاعر عمر أبو ريشة :

أمتي هل لك بين الأمم
أتلقاك وطرفي مطرق خجلاًَ
رب وامعتصماه انطلقت
لامست أسماعهم لكنها

منبر للسيف أو للقلم
من أمسك المنصرم
ملأ أفواه الصبايا اليتم
لم تلامس نــخـوة المـعـتـصــم

وبكت الأرض والسماء والسهول والهضاب ، الشهداء الذين مزقت أجسادهم صواريخ العداة الظالمين , فتناثرت أشلاؤهم على الحجارة والصخور, ونزفت دماءهم حتى غدت شلالاً يجري ليروي أرض الرباط ومهد الأنبياء ومهبط الرسالات . لتكون شاهداً على أبشع المجازر التي ارتكبت في بداية القرن الحادي والعشرين , وخيم الحزن والأسى على أرجاء فلسطين , وتوشحت سهولها وجبالها بثوب السواد معلنة الجهاد إلى أمد بعيد ،حتى يتم دحر هذا العدو الحاقد اللدود . ورغم هذه الجرائم والمجازر التي يتعرض لها شعبنا الصامد المرابط في انتفاضته الثانية ، فلن تزيده هذه المحن إلا قوة وإصراراً على الحق ,لأنه يوقن أن ما بعد الصبر إلا الفرج ، وأن أحلك الظلام ما قبل بزوغ الفجر ، فلا بد أن تنجلي هذه الظلمة وتنكشف هذه الغمة ,ولكل دمعة نهاية , ونهاية الدمعة البسمة ، وسوف يمن الله على عباده المؤمنين المجاهدين بالنصر والفتح المبين ، إنه على كل شيىء قدير .

وفقدت فلسطين خيرة أبناءها البررة , الذين باعوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله, فسطروا بدمائهم أعظم صور التضحية والجهاد , وأبدع ملاحم البطولة والفداء ، التي ستكون شاهداً للتاريخ ، يروي للأجيال القادمة قصة هؤلاء الأبطال الأباة ، الذين رفعوا رايات الجهاد رغم أعتى صور الحصار والتضييق الذي مارسه العداة الغاصبون ورغم أقسى أساليب القتل والتعذيب والتشريد التي تعرض لها شعبنا المرابط ، قسيبقى صامداً شامخاً ،رافع الراية ، ولن يركع أو يلين .

لله درك , يا أم الشهيد والأسير , ويا زوجة الشهيد والأسير . فلقد أعدت إلى واجهة التاريخ مجد خولة وسمية ونسيبة والخنساء ، وسوف يكتب التاريخ بحروف من نور سيرة ابنك وزوجك البطل الجسور . وسوف تبقىذكرى هؤلاء الأبطال الغر الميامين محفورة في ذاكرة الأجيال , فهم الذين زهت الأرض واخضرت لما رووها بدمائهم الطاهرة الزكية .

8. القدوة الصالحة :

فقد قال الله تعالى 🙁 أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ انفُسَكُمْ وَانتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ).([24])

وقـال أيـضـاً 🙁 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْـعـَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ ان تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ).([25]) فالداعية قدوة بنفسها تطبق شرع الله بأعمالها وتعاملها مع الآخرين وحسن صلاتها والتزامها بجلبابها بجميع شروطه فلا تتبرج ولا تتزين أمام غير محارمها كما نرى في عصرنا الحالي فهناك الفتيات اللواتي يرتدين الجلباب ولكن يضعن المساحيق ليظهرن محاسنهن أمام الرجال فهن بهذا العمل يسئن إلى الإسلام ويعطين صورة سيئة عن الفتاة المسلمة . والداعية الصادقة تحسن إلى الآخرين فلا تؤذي أحداً بلسانها، كلامها تسبيح وصمتها تفكر وحكمة ، وحركة جوارحها تحميد وتمجيدٌ لله تعالى , فإذا استقرت هذه المعاني في قلبها وعقلها اتجهت لدعوة غيرها بقوة وثبات لأنها تطبق كل ما تدعو له على نفسها أولأ فهي لا تنهى عن المنكر وتأتيه فهي تتذكر قول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

وقد كان عبد الواحد بن زيد يقول :[ ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ إلا لكونه إذا أمر الناس بشيءٍ يكون أسبقهم إليه وإذا نهاهم عن شيءٍ يكون أبعدهم عنه ].

فإذا أردت أن تكوني داعية مؤثرة في نفوس الآخرين فعليك أن تكوني طاهرة القلب تقية نقية تلتهب دعوتك بين جوانحك ليتلقاها الجميع بقلوبٍ متحمسة مفعمة بحب الطاعة لله ولرسوله ،و بقلوب ملؤها المحبة والمودة للآخرين ، وتذكري قول الله تعالى 🙁 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكـُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ).([26])

ولا تنسي أن تتعهدي نفسك بين الحين والآخر لتقفي على مدى قوة إيمانك أو ضعفه فإن الله إذا أراد بمؤمنٍ خيراً بصره بعيوبه فأنت قدوة النساء فلا تأخذنك الغفلة عن اسشعار عظم المسؤولية التي انيطت بك وتذكري قول الشاعر :

قد هيؤوك لأمر لو فطنت له

فاربأ بنفسك أن تقعد مع الهمل

ولا تنسي أختي الداعيه أن تجعلي من نفسك مثالأ يحتذى في جميع المجالات فإن كنت زوجة فكوني مثال الزوجة الصالحة الوفية المخلصة لزوجها التي تعينه على حمل أعباء الحياة وتصبر على ضنك العيش وتساعده على حمل مشعل الدعوة وتبليغها .

وإذا كنت أماً فاحرصي على أن يكون بيتك منارة علم للسائلين وأن يكون أبناؤك مثلاً أعلى في الورع والتقوى والاجتهاد والجد في طلب العلم حتى يستطيعوا بعلمهم وإيمانهم أن يقودوا الجيل القادم إلى المجد والعلياء ومن ثم يعيدوا لأمة الإسلام عزتها وسيادتها ومكانتها بين الأمم الأخرى .

وإذا كنت معلمة فكوني مثال الإخلاص في العمل والجد والنشاط والنظام والدقة في المواعيد والحرص على أداء الواجب على أكمل وجه . ولا تنسي أن تعملي على توعية الطالبات في أمور الدين حتى ولو لم تكوني معلمة تربية إسلاميه ولا بد من تنبيه الطالبات إلى القضايا المستجدة في المدارس وتعريفهن بالحكم الشرعي فهناك الكثير من الظواهر المناهضه للإسلام تحتاج إلى من ينبه إليها فهذه فرق الدبكه الشعبيه تنتشر في مدارسنا وأحياناً تكون مختلطه مع الشباب وهذه وظيفة الإشراف الإجتماعي والتي من صلب مهامها القيام بعلاج المشاكل الاجتماعيه التي تتعرض لها الطالبات يتولى حلها معلمات لا يعرفن عن الأحكام الشرعية شيئاً وكثيراً ما تأتي الحلول بعيدة عن الصواب فتصبح الطالبات في حيرة من أمرهن وتزداد حالات القلق النفسي لديهن . والسبب هو أن حل المشكلة التي تعاني منها الطالبة لم تطابق أحكام الشرع .

وهناك معلمة الرياضه التي تفرض على الطالبات خلع الجلباب في حصة الرياضه وإلا ستكون علاماتها منخفضة مما يؤثر على مستوى درجتها في الصف وهذه الأمور وغيرها تحتاج إلى من يقف في مواجهتها . ومن غير المعلمة الداعية سيقف إلى جانب الطالبات ويشجعهن على الثبات وعدم الأذعان لمن يريد إبعادهن عن أحكام الشريعة الإسلامية التي بها تتميز الفتاة المسلمة عن غيرها .

وإذا كنت طبيبة فعليك أن تكوني ملتزمة بأحكام الحلال والحرام عند القيام بعلاج المرضى ومن الضروري أن تتخصصي في أمور النساء ، وذلك لقلة الطبيبات في هذا المجال ، ويجب أن تراعي أخلاقيات الطب ومنها :

1. الاعتقاد التام أن الشفاء بيد الله وما الدواء إلا من قبيل الأخذ بالأسباب قال الشاعر:

قل للطبيب تخطفته يد الردى
قل للمريض نجا وعوفي بعدما
الله في كل الحقائق ماثل

يا شافي الأمراض من رداك
عجزت فنون الطبّ من عافاك
إن لم تكن لتراه فهو يراك

2. الانطلاق في أداء الواجب من مبدأ أنها على ثغرة من ثغور الإسلام فتبذل كل ما في وسعها لحماية المجتمع المسلم من انتشار الأمراض المعديه بين أفراده .

3. تتعامل مع المرضى بمنتهى الرحمة والشفقة وتحاول قدر استطاعتها زرع الأمل في قلوبهم وأن شفاءهم قريب بإذن الله .

4. أمينة على أسرار مرضاها فلا تحدث بها الناس الآخرين .

5. ترتقي بنفسها فتواكب التطور العلمي وخاصة فيما يتعلق بالداء والدواء وتجتهد في الوصول إلى الحقيقه حتى ولو كانت من عند غير المسلمين لأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها .

9. وجوب اطلاع الداعية على قضايا الساعة والأحداث المستجدة :

فكيف لداعية قابعة في بيتها لا تواكب ما يطرح على صفحات الصحف والمجلات التي تصدر عن التيارات المغايرة للإسلام أن تتصدى لما يكاد للإسلام والمسلمين وهذا مهم جداً وخاصةً للداعية العاملة في ميدان الجامعات أو المدارس فيجب أن يكون عملها دائباً ومستمراً في دعوة الطالبات الأخريات لمبادئ الإسلام في كل وقت لا أن تعمل للدعوة في مواسم معينة ثم تترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن تحصل على ما تريد من الطالبات وهذا ما يحصل في حاضرنا عند اقتراب الانتخابات في الجامعات حيث تكثر الدعايات الانتخابية و الأعمال الدعوية بين الطالبات في هذه الفترة ، وما تلبث هذه الجذوة أن تنطفئ بعد انتهاء هذه الموجة إنه أسلوبٌ فاشل في الدعوة لأن أثره وقتي لا يفتئ أن يتبخر وينتهي بعد وقت قصير وإذا أردت النجاح في دعوتك فعليك بمجالسة النساء الداعيات اللواتي سبقنك في هذا المجال فلديهن الخبرات الكافية في هذا المجال ولديهن ملاحظات على العمل الدعوي .

ولا بد من غرس معاني الأخوة في نفوس من تدعيهن من طالبات وغيرهن لأن أساس قيام المجتمع المسلم هو التقوى والأخوة فقد قال تعالى 🙁 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَانتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَانقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).([27]) فيجب ترسيخ الإيمان بالله أولاً ، وربط القلوب بالله ثانياً ، ووصل القلوب بعضها ببعضها ثالثاً ، لتكون الأخوة قائمة على التواصل والتكافل والتواصي بالحق لأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، وركزي على أن تبقى علاقة الأخوة قائمة ومستمرة حتى بعد التخرج من الجامعة أو المدرسة فإن عبق الأخوة يحي قلوب المتحابين في الله رغم عامل البعد الزمني أو الجغرافي فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال 🙁 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من عباد الله أناساً ما هم بأنبياء ولاشهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم عند الله تعالى . قيل : أخبرنا يا رسول الله من هم ؟ وما أعمالهم ؟ فلعلنا نحبهم . قال : أولئك قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام تربطهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إنهم لعلى نور وإنهم لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم تلى قوله تعالى 🙁 أَلَا ان أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ([28]) رواه الترمذي وقال حسن صحيح .

10. القدرة على القيادة :

الداعية الناجحة يجب أن تكون ذات شخصية مميزة عن غيرها من النساء . من قدرة على مداراة الأمور ، ونشاط وحركة دائبة ، وسعة اطلاع لمعرفة خفايا الأمور وقدرة على تقبل الرأي الآخر ، وتعالٍ عن سفاسف الأمور ، وإجادة لفن الحوار والمناظرة ، وقدرة فائقة على تقديم يد العون للآخرين ، وصدر واسع يتسم بالحلم والعفو والصفح عن سيئات الآخرين بعيداً عن الكراهية والحقد ، وأن تكون قادرة على العمل المتوازن ، تقوم بأعمالها حسب سلم الأولويات مبتدأة بالقيام على طاعة زوجها أولاً ورعاية أبنائها وإدارة شؤون بيتها ثانياً ثم الالتفات إلى أعمالها الدعوية فتنظم وقتها بطريقة تستطيع من خلالها التوفيق بين الدعوة وبين مسؤولياتها الأساسية كأمٍ وزوجةٍ ومدبرة لشؤونٍ بيتها ، وكل عمل للمرأة لا يقوم على هذا الأساس وهو القدرة على التوفيق بين الأعمال المختلفة فإن ذلك سيكون مدعاة لتدمير بناء الأسرة والحياة الزوجية ومن ثم ضياع حقوق الأبناء .

ولنا في أسماء بنت يزيد بن السكن قدوة حسنة حيث كان يقال لها خطيبة النساء وكانت فصيحة اللسان ، مجاهدة شهدت معركة اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم ، كانت رائدة في وسط النساء تحمل رأيهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحسن مقالها ويعجب به ، وكانت من ذوات العقل والدين ، وروي أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت 🙁 بأبي أنت وأمي يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك ,وإني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين , كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي ، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة , فآمنا بك واتبعناك, وإنا معشرالنساء مقصورات مخدرات , قواعد البيوت ، ومواضع شهوات الرجـال ، وحاملات أولادهم ، وإن معاشر الرجال فضلوا علينا بالجمع و الجماعات , وعيادة المرضى , وشهود الجنائز ، والجهاد في سبيل الله ، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم , وغزلنا أثوابهم , وربينا أولادهم . أفنشاركهم في هذا الأجر والخير يا رسول الله ؟ فالتفت رسول صلى الله عليه وسلم بوجهه إلى أصحابه , ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله , ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا . فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فقال : انصرفي يا أسماء وأعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجهـا ، وطلبها لمرضاته ، واتباعها لموافقته ، يعدل كل ما ذكرت للرجال ) فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

المصدر:http://www.yasaloonak.net/

ما شاء الله… ما شاء الله.. ما شاء الله…………

اختي والله صدقتي: الداعية مهمةواجبة على الجميع الامهات المثقفات والغير مثقفات.

عندما تزورك النساء في البيت . حاولي فتح اي موضوع الا النميمة

فمثلا: فلانة ماشاء الله حجابها حلو زي القمر بالحجاب

وشوي شوي

مرة عن الملائكة مره عن القران…………وووووووووووووووو

حتى النساء نفسهم بيصيروا يتكلموا عن الدين و عن وعن

وهكذا بنكون قمنا بواجبنا اتجاه الموعظة الحسنة

الله يعطيك العافيه اختي على هالمعلوماااات

ونسأل الله ان نكون من الداعيات لدينه ولو بالتزامنا باوامر الدين ونواهيه فقط

وجعله الله في موازين حسناتك

الغالية سمراء فلسطين اشكرك على مداخاتك القيمه..
شكرا على مرورك الغالي..
الغالية:عذاااااااااب
اللهم آمين
شكرا لك أختي الفاضله
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.