{ سورة الناس }
(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) ))
(الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ) قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خَنَس.
……………….
{ سورة الفلق }
(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ))
( أَعُوذُ ) : ألجأ وألوذ، وأعتصم ..
( بِرَبِّ الْفَلَقِ ) : فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح ..
( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) : من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس،
وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية ..
( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) : ومن شر السواحر،
اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد ..
……………….
{ سورة الإخلاص }
(( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ))
(( الصَّمَدُ )) المقصود في جميع الحوائج .. فأهل العالم العلوي والسفلي
مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي
قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء،
وهكذا سائر أوصافه،
( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى ..
……………….
{ سورة المسد }
(( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ))
ملاحظة : أبولهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [ والأذية ] للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة – قبحه الله – فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي
هو خزي عليه إلى يوم القيامة ..
( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) : خسرت يداه، وشقى ..
( وَتَبَّ ) : لم يربح ..
(فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) : أي من ليف ..
……………….
{ سورة النصر }
(( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) ))
ايات تضم بشارة وإشارتين وتنبيه ..
بشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا،
وإشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين
الإشارة الثانية إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا،
فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه،
ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
……………….
{ سورة الكافرون }
(( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ
(4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) ))
معانيها واضحة .. أحببنا أن نوضح أمراً
وهو أن الله سبحانه كرر الآيات ليدل الأول على عدم وجود الفعل،
والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا ..
……………….
{ سورة الكوثر }
(( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3) ))
( هُوَ الأبْتَرُ ) أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.
……………….
{ سورة الماعون }
(( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) ))
( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) : يدفعه بعنف وشدة، ولا يرحمه لقساوة قلبه،
ولأنه لا يرجو ثوابًا، ولا يخشى عقابًا ..
( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) : يمنعون إعطاء الشيء، الذي لا يضر إعطاؤه
على وجه العارية،
أو الهبة، كالإناء، والدلو، والفأس، ونحو ذلك ..
فائدة : في هذه السورة، الحث على إكرام اليتيم، والمساكين، والتحضيض على ذلك، ومراعاة الصلاة، والمحافظة عليها، وعلى الإخلاص [ فيها ] وفي جميع الأعمال. والحث على [ فعل المعروف ]
وبذل الأمور الخفيفة، كعارية الإناء والدلو والكتاب، ونحو ذلك، لأن الله ذم من لم يفعل ذلك،
……………….
{ سورة قريش }
(( لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3)
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) ))
( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر الله تعالى
……………….
{ سورة الفيل }
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ))
(طَيْرًا أَبَابِيل ) : أي جماعات قَطَعًا قِطَعًا صفراً دون الحمام، وأرجلها حمر ..
( مِنْ سِجِّيلٍ ) : الشديد الصلب ..
( كَعَصْفٍ مَأْكُول ) : العصف: التبن والمأكول : القصيل يجز للدواب ..
……………….
{ سورة الهمزة }
(( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)
كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7)
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) ))
( وَيْلٌ ) أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب
( لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله،[/align]
[size=6]B]
{ سورة العصر }
(( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ))
معانيها واضحة ..
فائدة : والخسار ( من الخسارة من قوله تعالي لفي خسر ) مراتب متعددة متفاوتة:
قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان،
إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به ..
والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة،
المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة ..
والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي يوصي بعضهم بعضًا بذلك،
ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة ..
فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره،
وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح [ العظيم ] ..
……………….
{ سورة التكاثر }
(( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) ))
(التَّكَاثُرُ ) ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون،
( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.
أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم
……………….
{ سورة القارعة }
(( الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) ))
( الْقَارِعَةُ ) :من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها ..
(كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث ) : كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض ..
( كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) : كالصوف المنفوش ..
( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) : مأواه ومسكنه النار ..
( نَارٌ حَامِيَةٌ ) : شديدة الحرارة ..
……………….
{ سورة العاديات }
(( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) ))
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) أي: العاديات عدوًا بليغًا قويًا،
( فَالْمُورِيَاتِ ) بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار
( قَدْحًا ) أي: تقدح النار من صلابة حوافرهن [وقوتهن] إذا عدون،
( فَالْمُغِيرَاتِ ) على الأعداء ( صُبْحًا ) وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا،
( فَأَثَرْنَ بِهِ ) أي: بعدوهن وغارتهن ( نَقْعًا ) أي: غبارًا، ( فَوَسَطْنَ بِهِ ) أي: براكبهن
( جَمْعًا ) أي: توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم.
( لِحُبِّ الْخَيْرِ ) أي: المال
……………….
{ سورة الزلزلة }
(( إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) ))
( أَثْقَالَهَا ) : ما في بطنها، من الأموات والكنوز ..
( أَخْبَارَهَا ) : تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر ..
( أَشْتَاتًا ) : فرقًا متفاوتين ..
( أَشْتَاتًا ) : فرقًا متفاوتين ..
……………….
{ سورة البينة }
(( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) ))
( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) الواضحة، والبرهان الساطع،
( فِيهَا ) أي: في تلك الصحف ( كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) أي: أخبار صادقة، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم
( دِينُ الْقَيِّمَةِ ) أي: الدين المستقيم،
……………….
{ سورة القدر }
(( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ))
( لَيْلَةِ الْقَدْر ) : سميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام
من الآجال والأرزاق والمقادير القدرية ..
( سَلامٌ هِيَ ) : سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها ..
……………….
{ سورة العلق }
((…….. كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) ))
( لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ) أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا،
( نَادِيَهُ) أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزل به،
( سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟
[/align]
{ سورة التين }
(( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
(4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
(6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) ))
( وَطُورِ سِينِينَ ) : طور سيناء، محل نبوة موسى صلى الله عليه وسلم ..
( فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم ٍ) : تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة،
لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرًا أو باطنًا شيئًا ..
( أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) : غير مقطوع ..
……………….
{ سورة الشرح }
(( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) ))
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر
جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا )
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا".
وتعريف" العسر"في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير" اليسر"يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.
……………….
{ سورة الضحى }
(( وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) ))
( سجى ) : ادلهمت ظلمته ..
( وَمَا قَلَى ) : ما أبغضك منذ أحبك ..
(وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى ) : كل حالة متأخرة من أحوالك
فإن لها الفضل على الحالة السابقة ..
(عَائِلا ) : فقيرًا ..
……………….
{ سورة الليل }
(( ….(3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) …. ))
( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) هذا [هو] المقسم عليه أي: إن سعيكم أيها المكلفون لمتفاوت تفاوتا كثيًرا،
وذلك بحسب تفاوت نفس الأعمال ومقدارها والنشاط فيها، وبحسب الغاية المقصودة بتلك الأعمال،
……………….
{ سورة الشمس }
(( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا
(4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
(8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا
(12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) ))
( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) : نورها، ونفعها الصادر منها ..
( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ) : تبعها في المنازل والنور ..
( وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا ) : جلى ما على وجه الأرض وأوضحه ..
( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ) : يغشى وجه الأرض، فيكون ما عليها مظلمًا ..
( وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا ) : مدها ووسعها ..
( وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) : أخفى نفسه الكريمة ..
( إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ) : أشقى القبيلة وهو " قدار بن سالف " لعقرها حين اتفقوا على ذلك ..
( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ ) : دمر عليهم وعمهم بعقابه ..
……………….
{ سورة البلد }
(( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) …….. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) …….. عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) ))
( بِهَذَا الْبَلَدِ ) الأمين، الذي هو مكة المكرمة،
( يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ) أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.
( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.
……………….
{ سورة الفجر }
(( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) …. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) ))
قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) أي: [لذي] عقل؟
( إِرَمَ ) القبيلة المعروفة في اليمن
( ذَاتِ الْعِمَادِ ) أي: القوة الشديدة، والعتو والتجبر
……………….
(( سورة الغاشية ))
(( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) ……. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) ))
( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.
( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) أي: وسائد من الحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله
( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) والزرابي [هي:] البسط الحسان، مبثوثة أي: مملوءة بها مجالسهم من كل جانب
……………….
{ سورة الأعلى }
(( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)…. إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) ))
( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ) أي: سنحفظ ما أوحينا إليك من الكتاب، ونوعيه قلبك، فلا تنسى منه شيئًا،
( إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ) مما اقتضت حكمته أن ينسيكه لمصلحة بالغة،
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) أي: قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم ومساوئ الأخلاق،[/align]
{ سورة الطارق }
(( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) …… (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) ))
( مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ) وهو: المني الذي
( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ) يحتمل أنه من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وهي ثدياها.
( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) أي: تختبر سرائر الصدور، ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه
( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ) أي: ترجع السماء بالمطر كل عام، وتنصدع الأرض للنبات،
( فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) أي: قليلا فسيعلمون عاقبة أمرهم، حين ينزل بهم العقاب.
……………….
{ سورة البروج }
(( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)…. بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) ))
( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) أي: [ذات] المنازل المشتملة على منازل الشمس والقمر، والكواكب المنتظمة في سيرها، على أكمل ترتيب ونظام دال على كمال قدرة الله تعالى ورحمته، وسعة علمه وحكمته.
( وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ) وهو يوم القيامة
( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) وشمل هذا كل من اتصف بهذا الوصف أي: مبصر ومبصر، وحاضر ومحضور، وراء ومرئي
( الأخدود ) الحفر التي تحفر في الأرض.
وكان أصحاب الأخدود هؤلاء قومًا كافرين، ولديهم قوم مؤمنون، فراودوهم للدخول في دينهم، فامتنع المؤمنون من ذلك، فشق الكافرون أخدودًا [في الأرض]، وقذفوا فيها النار، وقعدوا حولها، وفتنوا المؤمنين، وعرضوهم عليها، فمن استجاب لهم أطلقوه، ومن استمر على الإيمان قذفوه في النار
( الْوَدُودُ ) الذي يحبه أحبابه محبة لا يشبهها شيء
( فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) اللوح المحفوظ الذي قد أثبت الله فيه كل شيء
……………….
{ سورة الانشقاق }
(( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) …… إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) ))
( يَا أَيُّهَاالإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ) أي: إنك ساع إلى الله، وعامل بأوامره ونواهيه، ومتقرب إليه إما بالخير وإما بالشر، ثم تلاقي الله يوم القيامة، فلا تعدم منه جزاء بالفضل
إن كنت سعيدًا، أو بالعدل إن كنت شقيًا
( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا ) أي: استمعت لأمره، وألقت سمعها، وأصاخت لخطابه،
( وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ) أي: احتوى عليه من حيوانات وغيرها،
( وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ) أي: امتلأ نورًا بإبداره،
……………….
{ سورة المطففين }
(( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ….هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) ))
( وَيْلٌ ) كلمة عذاب، ووعيد
( يُخْسِرُونَ ) أي: ينقصونهم ذلك،
(السجين) المحل الضيق الضنك،
( أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) أي: من ترهات المتقدمين، وأخبار الأمم الغابرين، ليس من عند الله تكبرا وعنادا.
( عَلَى الأرَائِكِ ) أي: [على] السرر المزينة بالفرش الحسان.
……………….
{ سورة الانفطار }
(( إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) ….. ))
إذا انشقت السماء وانفطرت، وانتثرت نجومها، وزال جمالها، وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا، وبعثرت القبور بأن
أخرجت ما فيها من الأموات، وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال. فحينئذ ينكشف الغطاء، ويزول ما كان خفيا، وتعلم كل نفس ما معها من الأرباح والخسران،
( فَعَدَلَكَ ) وركبك تركيبا قويما معتدلا في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات، فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن؟
……………….
{ سورة التكوير }
((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) ….لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) ))
( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) أي: تغيرت، وتساقطت من أفلاكها.
( وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ) أي:: صارت كثيبا مهيلا ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها،
( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) أي: أوقدت فصارت -على عظمها- نارا تتوقد.
( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) أي: قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين،
( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) وهو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء من غير سبب، إلا خشية الفقر، فتسأل:
( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب، ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها
( وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ) أي: أزيلت،
( مَا أَحْضَرَتْ ) أي: ما حضر لديها من الأعمال [التي قدمتها]
(بِالْخُنَّسِ) وهي الكواكب التي تخنس أي: تتأخر عن سير الكواكب المعتاد إلى جهة المشرق،
(وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) أي: أدبر وقيل: أقبل،
(وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) أي: بانت علائم الصبح، وانشق النور شيئا فشيئا حتى يستكمل وتطلع الشمس،
(عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ) أي: جبريل مقرب عند الله، له منزلة رفيعة، وخصيصة من الله اختصه بها،
(مُطَاع) أي: جبريل مطاع في الملأ الأعلى، لديه من الملائكة المقربين جنود، نافذ فيهم أمره، مطاع رأيه،
(وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ) أي: رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالأفق البين، الذي هو أعلى ما يلوح للبصر.
……………….
{ سورة عبس }
(( عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ……. تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) ))
( عَبَسَ) [أي:] في وجهه ( وَتَوَلَّى) في بدنه، لأجل مجيء الأعمى له،
( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) وهم الملائكة [الذين هم] السفراء بين الله وبين عباده،
( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) أي: يسر له الأسباب الدينية والدنيوية، وهداه السبيل،
( ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) أي: أكرمه بالدفن، ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض،
( ثُمَّ شَقَقْنَا الأرْضَ ) للنبات ( شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا ) أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة، والأقوات الشهية
( حبًّا ) وهذا شامل لسائر الحبوب على اختلاف أصنافها،
( قَتَرَةٌ) فهي سوداء مظلمة مدلهمة، قد أيست من كل خير، وعرفت شقاءها وهلاكها
……………….
{ سورة النازعات }
(( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)…. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) ))
( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) وهم الملائكة ، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار.
( وَالسَّابِحَاتِ) أي: المترددات في الهواء صعودا ونزولا ( سَبْحًا)
( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) وهي قيام الساعة،
( رَفَعَ سَمْكَهَا ) أي: جرمها وصورتها،
( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) أي: أظلمه، فعمت الظلمة [جميع] أرجاء السماء، فأظلم وجه الأرض،
( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) أي: أظهر فيه النور العظيم، حين أتى بالشمس، فامتد الناس في مصالح دينهم ودنياهم.
……………….
{ سورة عم }
(( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ (5) …….. (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40) ))
( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد.
( وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا) أي: ذكورا وإناثا من جنس واحد، ليسكن كل منهما إلى الآخر،
( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) أي: راحة لكم، وقطعا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.
( وَأَنزلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ) أي: السحاب ( مَاءً ثَجَّاجًا) أي: كثيرا جدا.
( لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا) من بر وشعير وذرة وأرز، وغير ذلك مما يأكله الآدميون
( لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا ) أي: لا ما يبرد جلودهم، ولا ما يدفع ظمأهم.
( إِلا حَمِيمًا ) أي: ماء حارا، يشوي وجوههم، ويقطع أمعاءهم،
( وَغَسَّاقًا ) وهو: صديد أهل النار، الذي هو في غاية النتن، وكراهة المذاق،
( وَكَأْسًا دِهَاقًا) أي: مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،
( يَقُومُ الرُّوحُ ) وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة[/align][/color]
جزى الله من ساهم معنا بالنشر خير الجزاء دنيا واخرة ..
هذا والله أعلم .. والصلاة والسلام على نبينا محمد ابن عبد الله وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين
جزاكِ الله خيراً..
وان شاء الله لي رجعة لاقرؤها مفصلة
بارك الله فيك