خطبة جمعة
أحمد السيد الصعيدي
ملخص خطب الجمعة( للصعيدي)إبراهيم عليه السلاميحطم الأصنام
إن الحمد لله، الحمد لله مسهل ما صعب من الأمور الكائنات، المتقدس عن الحدث والنقصان والآفات، المستحق لكمال النعوت والصفات، المحمود على جميع الأفعال والحالات،نحمدهونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهادى له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له المُلك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، اللهملا مانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ " البخارى
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
لايدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء،
بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا)
(رواه البخاري)
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
(آل عمران102)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(الأحزاب 71)
وبعد:ـ أيها الأخوة الأعزاء
قال تعالى لحبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم
(أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام : 90)
(يقول الله عز وجل في محكم آياته)
(وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (النساء :125)
قال العلماء: الخُلَّة هي شدة المحبة. وبذلك تعني الآية: واتخذ الله إبراهيم حبيبا. فوق هذهالقمة الشامخة يجلس إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
إن منتهى أمل السالكين، وغاية هدفالمحققين والعارفين بالله.. أن يحبوا الله عز وجل. أما أن يحلم أحدهم أن يحبه الله،أن يفرده بالحب، أن يختصه بالخُلَّة وهي شدة المحبة.. فذلك شيء وراء آفاق التصور. كان إبراهيم هو هذا العبد الرباني الذي استحق أن يتخذه الله خليلا.
إن الله سبحانه وتعالى أتاه رشده في صغره، وابتعثه رسولاً،
واتخذه خليلاً في كبره أي كان أهلاً لذلك.
(قال تعالى)
(وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (الأنبياء:52)
فذكر تعالى كيف دعا إبراهيم أباه إلى الحق بألطف عبارة، و بيـَّن له بطلان عبادة الأوثان التي لا تسمع من دعاها ، ولا تبصر مكانه، فكيف تغني عنه شيئاً، أو تفعل له خيراً أو ترزق أو تنصر؟
ثم قال على ما أعطاه الله من الهدى، (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً )(مريم :43) أي: مستقيماً، واضحاً، يفضي بك إلى الخير في دنياك وأخراك، فلما قدم له النصيحة ،ما قبلها منه وما أخذها عنه، بل هدده وتوعده!!!
(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (مريم46)
قال أبوه مجيباً له : لئن لم تنته ، لئن لم تسكت وترجع عن عيبك آلهتنا وشتمك إياها ، لأرجمنك : قال ابن عباس لأضربنك . وقال عكرمة : لأقتلنك بالحجارة .
( واهجرني ملياً ) ،قال الكلبي : اجنبني طويلاً . وقال مجاهد و عكرمة :حيناً .واقطعني وأطل هجراني فعندها قال له إبراهيم: ( قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ) أي: لا يصلك مني مكروه، ولا ينالك مني أذىً ، وزاده خيراً بأنه قال له سأستغفر لك ربى الذي هداني لعبادته 0( سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) (47) معناه : سأسأل الله تعالى لك توبة تنال بها المغفرة .
إنه كان بي حفياً ، براً لطيفاً . قال مجاهد :عودني الإجابة لدعائي .
(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً) (مريم : 48)
أي : أعتزل ما تعبدون من دون الله : وأدعو ربي ، أي : أعبد ربي ، عسى أن لا أشقى بدعائه وعبادته ،كما تشقون أنتم بعبادة الأصنام .
كما قال القائل الذي كان يعبد صنما وجاء يوما ليقدم له الطاعة فوجد عليه ماءاً من بول ثعلب فقال
ربٌّ يبول الثعلبان برأسهلقد هان من بالت عليه الثعالبُلو كان ربا كان يمنع نفسه فلا خير في رب نأتهالمطالب.
برئتمن الأصنام في الأرض كلها وآمنت بالله الواحد القاهر.
وقد استغفر له إبراهيم عليه السلام كما وعده في أدعيته، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه كما قال تعالى(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة :114)
روى البُخَاريّ: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله: إني حرمت الجنَّة على الكافرين. ثم يقال يا إبراهيم انظر ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذبح متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار)
أراد إبراهيم عليه السلام تحطيم جبهة الأصنام فأقسم قسماً فقال
( وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) (الأنبياء:56)
خرج إبراهيم عليه السلام بحسم غاضب وغيرة على الحق
كان إبراهيم عليه السلام يعرف أن هناك احتفالا عظيما يقام على الضفة الأخرى من النهر، وينصرف الناسجميعا إليه. وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس
فقالوا تعالى معنا ( فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )(89) إني مريض.
فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) وهذا تعريض منه. فتركوه وراء ظهورهم.( فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ ألا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسِّرها بيده اليمني; ليثبت لقومه خطأ عبادتهم لها. ( فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) فأقبلوا إليه يَعْدُون مسرعين غاضبين. (الصافات)
وذهب إبراهيمو دخل المعبد ومعهفأس حادة. فنظر إلى تماثيل الآلهة المنحوتة من الصخر والخشب. ثم نظر إلى الطعام الذيوضعه الناس أمامها كنذور وهدايا. ثم اقترب إبراهيم منالتماثيلوسألهم) (أَلا تَأْكُلُونَ(
كان يسخرمنهم ويعرف أنهم لا يأكلون. وعاد يسأل التماثيل: ((مَا لَكُمْ لَاتَنطِقُونَ)
ثم هوى بفأسه على الآلهة وكسِّرها
فسبحان الله لا يقدُر الخَلْقَ قَدْرِه 00 ومن هو فوق العرش فردٌموحَّد
توحيد الله” لنا نور أعددنا الروح له سكناالكون يزول ولا تمحى في الدهرصحائف سؤددنابنيت في الأرض معابدها والبيت الأول كعبتناهو أول بيتنحفظه بحياة الروح ويحفظناكسِّرهالأن الذي له حق العبادة هو الله وهو حق أن يعبد لا إله إلا الله
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) مثل الحطام والرفات،إِلا كَبِيراً لَّهُمْ فإنه لم يكسره ووضع الفأس على عنقه، ( قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) عليه أنه الذي فعله، كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، قال الحسن و قتادة و السدي لعلهم يحضرون عقابه وما يصنع به فلما أتوا به، (قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62)السؤال الأول؟ الجواب (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) قال إبراهيم، بل فعله كبيرهم هذا، غضب من أن تعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن، وأراد بذلك إبراهيم إقامة الحجة عليهم، فذلك قوله: فاسألوهم إن كانوا ينطقون ، حتى يخبروا من فعل ذلك بهم
لما روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، اثنتان منهن في ذات الله، قوله: ( إني سقيم (الصافات : 89)، وقوله: ( بل فعله كبيرهم )، وقوله لسارة (هذه أختي ) . وقيل في قوله: ( إني سقيم )أي سقم القلب أي مغتم بضلالتكم، وقوله لسارة: هذه أختي أي في الدين، وهذه التأويلات لنفي الكذب عن إبراهيم، قال (البغوي) ويجوز أن يكون الله عز وجل أذن له في ذلك لقصد الصلاح وتوبيخهم والاحتجاج عليهم، كما أذن ليوسف حتى أمر مناديه فقال لإخوته( أيتها العير إنكم لسارقون (يوسف:70).
ولم يكونوا سرقوا.
فماذا حدث بعد ما أقام عليهم الحجة
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور31)
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
فماذا حدث بعد ما أقام عليهم الحجة
(فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) أي فتفكروا بقلوبهم، ورجعوا إلى عقولهم، " فقالوا إنكم أنتم الظالمون "، يعني بعبادتكم من لا يتكلم. ولا ينطق (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قال أهل التفسير: أجرى الله الحق على لسانهم في القول الأول، ثم أدركتهم الشقاوة، فنكسوا على رؤوسهم أي ردوا إلى الكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم، قالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ، فكيف نسألهم؟ فلما اتجهت الحجة لإبراهيم عليه السلام، (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) أي تباً وقذراً لكم، ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ، أي أليس لكم عقل تعرفون هذا، فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب. (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) أي: إن كنتم ناصرين لها.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: إن الذي قال هذا وكان بيده المنجنيق خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
ثم جمعوا له طلاب الحطب من أصناف الخشب مدة حتى كان الرجل يمرض فيقول لئن عافاني الله لأجمعن حطباً لإبراهيم، وكانت المرأة تنذر في بعض ما تطلب لئن أصابته لتحبطن في نار إبراهيم، وكان الرجل يوصي بشراء الحطب وإلقائه فيه، وكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها، فتلقيه فيه احتساباً في دينها
قال ابن إسحاق كانوا يجمعون الحطب شهراً فلما جمعوا ما أرادوا في كل ناحية من الحطب فاشتعلت النار واشتدت حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها
ثم عمدوا إلى إبراهيم فرفعوه على رأس البنيان وقيدوه ثم وضعوه في المنجنيق مقيداً مغلولاً،
فصاحت السماء والأرض ومن فيها من الملائكة وجميع الخلائق إلا الثقلين صيحة واحدة، أي ربنا إبراهيم خليلك يلقى في النار وليس في أرضك أحد يعبدك غيره فآذن لنا في نصرته، فقال الله عز وجل: إنه خليلي ليس لي خليل غيره، وأنا إلهه وليس له إله غيري، فإن استغاث بشيء منكم أو دعاه فلينصره فقد أذنت له في ذلك، وإن لم يدع غيري فأنا أعلم به وأنا وليه فخلوا بيني وبينه، فلما أرادوا إلقاءه في النار أتاه خازن المياه فقال: إن أردت أخمدت النار، وأتاه خازن الرياح فقال: إن شئت طيرت النار في الهواء، فقال إبراهيم: لا حاجة لي إليكم حسبي الله ونعم الوكيل
قال: حسبنا الله ونعم الوكيل. (كما روى البُخَاريّ عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له( إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)
(آل عمران:173)
وقال كعب رضي الله عنه أن إبراهيم قال حين أوثقوه ليلقوه في النار لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك، ثم رموا به في المنجنيق إلى النار، واستقبله جبريل فقال: يا إبراهيم لك حاجة؟ فقال أما إليك فلا، قال جبريل: فاسأل ربك، فقال إبراهيم حسبي من سؤالي علمه بحالي
فماذا قال رب العزة تبارك وتعالى
( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) قال الله " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وقال كعب الأحبار لم تحرق النار من إبراهيم سوى وثاقه
وقال ابن عباس رضي الله عنهماوأبو العالية لولا أن الله عز وجل قال وسلاما لآذى إبراهيم بردها وروى أن إبراهيم عليه السلام لما سأل عن هذه الأيام قال وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها
وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال إن أحسن شيء قاله أبو إبراهيم عليه السلام لما رفع عنه الطبق وهو في النار وجده يرش جبينه قال عند ذلك نعم الرب ربك يا إبراهيم
ابن آدم
إنْ كنتَ ترجو الخير فاسلكْ درْبه 000 وابرأ إلى المولى من الكفّار
واحرصْ على تقوى الإله فإنّها 000 زاد المعاد وحلية الأخيارِ
واتلُ الكتاب وكن له متدبّرا ً 000 والزم دعاء الليل والأسحارِ
واسلكْ طريق الخير دوماً واستقمْ 000 فإذا زللتَ فتُبْ إلى الغفّارِ
وإذا عزمتَ فقل عليكَ توكّلي 000 يا عالماً بالجهر والإسرارِ
( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأخْسَرِينَ (70)( قيل: معناه أنهم خسروا السعي والنفقة ولم يحصل لهم مرادهم.
وقيل: معناه إن الله عز وجل أرسل على نمرود وعلى قومه البعوض فأكلت لحومهم وشربت دماءهم، ودخلت واحدة في دماغه فأهلكته)
وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ
اللهم إنا نعوذ بك من شرار الخلق
اللهم كما سلمت إبراهيم من نار الدنيا سلمنا من نار الدنيا ونار الآخرة
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا محمد
وأقم الصلاة
[/CENTER]