ولما صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت عام الحديبية وصالح الكفار على أن يعود العام القابل ويخلوا له مكة ثلاثة أيام وتجهز لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش ويقاتلوهم وكره المسلمون قتالهم في الحرم والإحرام والشهر الحرام نزل "وقاتلوا في سبيل الله" أي لإعلاء دينه "الذين يقاتلونكم" الكفار "ولا تعتدوا" عليهم بالابتداء بالقتال "إن الله لا يحب المعتدين" المتجاوزين ما حد لهم وهذا منسوخ بآية براءة
قال الله تعالى (والله لا يحب الفساد ) البقرة 205
وإذا تولى" انصرف عنك "سعى" مشى "في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل" من جملة الفساد "والله لا يحب الفساد" أي لا يرضى به
قال الله تعالى (والله لا يحب كل كفار اثيم ) البقرة 276
يمحق الله الربا" ينقصه ويذهب بركته "ويربي الصدقات" يزيدها وينميها ويضاعف ثوابها "والله لا يحب كل كفار" بتحليل الربا "أثيم" فاجر بأكله أي يعاقبه
قال الله تعالى ( فان تولوا فان الله لايحب الكافرين ) ال عمران 32
"قل" لهم "أطيعوا الله والرسول" فيما يأمركم به من التوحيد "فإن تولوا" أعرضوا عن الطاعة "فإن الله لا يحب الكافرين" فيه إقامة الظاهر مقام المضمر أي لا يحبهم بمعنى أنه يعاقبهم .
قال الله تعالى ( والله لا يحب الظالمين ) ال عمران 57
وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم" بالياء والنون "أجورهم والله لا يحب الظالمين" أي يعاقبهم روي أن الله تعالى أرسل إليه سحابة فرفعته فتعلقت به أمه وبكت فقال لها إن القيامة تجمعنا وكان ذلك ليلة القدر ببيت المقدس وله ثلاث وثلاثون سنة وعاشت أمه بعده ست سنين وروى الشيخان حديث ( أنه ينزل قرب الساعة ويحكم بشريعة نبينا ويقتل الدجال والخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية) وفي حديث مسلم أنه يمكث سبع سنين وفي حديث عن أبي داود الطيالسي أربعين سنة ويتوفى ويصلى عليه فيحتمل أن المراد مجموع لبثه في الأرض قبل الرفع وبعده
قال الله تعالى ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم ) النساء 148
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول" من أحد أي يعاقبه عليه "إلا من ظلم" فلا يؤاخذه بالجهر به بأن يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه "وكان الله سميعا" لما يقال "عليما" بما يفعل
قال الله تعالى (والله لايحب المفسدين ) المائدة 64
وقالت اليهود" لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا أكثر الناس مالا "يد الله مغلولة" مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن البخل – تعالى الله عن ذلك – "غلت" أمسكت "أيديهم" عن فعل الخيرات دعاء عليهم "ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان" مبالغة في الوصف بالجود وثني اليد لإفادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه "ينفق كيف يشاء" من توسيع وتضييق لا اعتراض عليه "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك" من القرآن "طغيانا وكفرا" لكفرهم به "وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة" فكل فرقة منهم تخالف الأخرى "كلما أوقدوا نارا للحرب" أي لحرب النبي صلى الله عليه وسلم "أطفأها الله" أي كلما أرادوه ردهم "ويسعون في الأرض فسادا" أي مفسدين بالمعاصي "والله لا يحب المفسدين" بمعنى أنه يعاقبهم
قال الله تعالى (ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا )النساء36
واعبدوا الله" وحدوه "ولا تشركوا به شيئا" أحسنوا "وبالوالدين إحسانا" برا ولين جانب "وبذي القربى" القرابة "واليتامى والمساكين والجار ذي القربى" القريب منك في الجوار أو النسب "والجار الجنب" البعيد عنك في الجوار أو النسب "والصاحب بالجنب" الرفيق في السفر أو صناعة وقيل الزوجة "وابن السبيل" المنقطع في سفره "وما ملكت أيمانكم" من الأرقاء "إن الله لا يحب من كان مختالا" متكبرا "فخورا" على الناس بما أوتي
قال الله تعالى (ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما ) النساء 107
ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم" يخونونها بالمعاصي لأن وبال خيانتهم عليهم "إن الله لا يحب من كان خوانا" كثير الخيانة "أثيما" أي يعاقبه
قال الله تعالى (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) الانعام 141
وهو الذي أنشأ" خلق "جنات" بساتين "معروشات" مبسوطات على الأرض كالبطيخ "وغير معروشات" بأن ارتفعت على ساق كالنخل "والنخل والزرع مختلفا أكله" أنشأ ثمره وحبه في الهيئة والطعم "والزيتون والرمان متشابها" ورقهما حال "وغير متشابه" طعمهما "كلوا من ثمره إذا أثمر" قبل النضج "وآتوا حقه" زكاته "يوم حصاده" بالفتح والكسر من العشر أو نصفه "ولا تسرفوا" بإعطاء كله فلا يبقى لعيالكم شيء "إنه لا يحب المسرفين" المتجاوزين ما حد لهم
قال الله تعالى (ان الله لا يحب الخائنين) الانفال58
"وإما تخافن من قوم" عاهدوك "خيانة " في عهد بأمارة تلوح لك "فانبذ" اطرح عهدهم "إليهم على سواء" حال أي مستويا أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر
قال الله تعالى (انه لا يحب المستكبرين ) النحل 23
"لا جرم" حقا "أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون" فيجازيهم بذلك "إنه لا يحب المستكبرين" بمعنى أنه يعاقبهم
قال الله تعالى ( ان الله لا يحب كل خوان كفور ) الحج 38
إن الله يدافع عن الذين آمنوا" غوائل المشركين "إن الله لا يحب كل خوان" في أمانته "كفور" لنعمته وهم المشركون المعنى أنه يعاقبهم
اما اكثر من يمقتهم الله ( والمقت هو اشد الكفر)
يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
كبر" عظم "مقتا" تمييز "عند الله أن تقولوا" فاعل كبر